أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هندي الهيتي - لقد غادرتنا بلا موعد














المزيد.....

لقد غادرتنا بلا موعد


هندي الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


الى ثابت شعبان ناصر الوهج الاخير

ثابت شعبان ناصر خريج المعهد الزراعي في ابي غريب .. تعلم فيه مبادئ الزراعة العامة وابجديات التربية الوطنية على يد اساتذه وطلاب وطنيين امثال يهودا صديق الذي ادخله اول خلية لانتاج الفكر اليساري العراقي ليبدأ بعدها ابو حسان بشطر تلك الخلية الى خلايا ومنظمات كما تعلم من دراسته العلمية بانشطار خلايا النحل واول تلك الخلايا شكلها في مدينته هيت عبر مناشير ملفوفة بهدوء وجه المدينة وشبابها ... يأتي من بغداد الى هيت يدخل جامعتها (( مقهى الشاقوفة )) ليس كما كان يدخلها في المرات السابقة ليغير نبض روادها عبر كلمات كانت تقرأ في السر وتحمل في وجدان القلب .... ينتشر بريق ذاك الفكر بين الشباب المتأهب والخصب في تلقي وتقبل مثل هذه الافكار الانسانية ... هيت احتضنت اول مستعمرة حضرية عرفتها البشرية فلا غرابة ان تتلقف وتتفهم هذا الذي جاء به ((ابن شعبان وصديقه عبد الحميد الهيتي)) لتتحول الى مدينة حاضنة وحافظة على مدى الايام والسنين التي مرت بثقلها .. بطعمها المر بارهابها وبكل جبروت الذين مروا عليها لفكر وطني ذي مسحة انسانية ... كلما خف بريقه عاد يتلألأ بين خيوط الظلام الذي لف ويلف شوارعها بين الحين والحين ...
يتخرج من المعهد ليعمل في سلك التربية والتعليم معلما في قرى لواء العمارة .. في المجر الكبير والمشرح ويلتقي بشخصيات وطنية امثال مالك سيف (قبل ان يخون الطريق) وزكية خليفة وغيرهما والذين كانوا على خطاه في ذاك الجنوب العراقي الهادئ الذي يغفوا على روجات المشرح وانسام هور الحويزة ... بعدها ينقل خدماته الى وزارة الزراعة ليعمل مراقب زراعي في لواء الحلة ويعتقل هناك بعد انقلاب شباط الاسود ثم في هيت بعد اطلاق سراحه ليتقاعد منها بشرف الموظف النزيه ..الموظف المثابر لخدمة ابناء شعبه ..
هو من عائلة قوام الدين الهيتية ... لكنه بالنسبة لنا مدينة وفكر وتاريخ وطريق سلكناه رغم الاشواك والصعوبات ... رجل يكبرني بعشرات السنين .. هو متقاعد وانا لازلت طالبا في مرحلة المتوسطة ... دخلت بيته فسمعت كلمات لم تمس سمعي ...وطن ... حقوق العمال والفلاحين استغلال .. ثورة ... ادب وشعر ليس كما كنا نقرأ في كتب المدرسة ...منشور .. كتاب سري صراع طبقي وسجون ... دخلتها وتذوقت مرارتها وعاودت المجيء وتوالت الايام هو يغرز فينا الامل وسط ليل يطول .... نعاوده كلما اشتد الظلام حتى بت انا وكل اقراني اولادا له ورفاقا يحن لنا ويشتاق لمماحكاتنا تعلمت منه سر المنشور الاول ... والخلايا وتعلمت سر التناسخ ... كلما ابتعد بي الزمان طلبني وكلما زرته اول ما يسألني عن (( شلون الربع)) ورغم ابتعادي تنظيميا عن (( الربع)) كنت اقول له (( الربع )) بخير ولا زالوا شباب ... يضحك ثم يخفي نظرات لا اجيد فهمها .. يمد يده تحت الوسادة ليناولني ورقة نقدية من فئة الالف دينار ... (خذ هذا حصة ربعنا ) ويبدأ يستفسر عن كل نشاطات المدينة .... تتفتح اساريره كلما عرف ان هناك امسية او ندوة اقيمت في المدينة... ابتعدت عنه طويلا لموقف سياسي حسبته قد خسر فيه كل ذاك التاريخ لكن عندما التقيته وبادرني ... اعرف ((انكم زعلانين )) لكن .... ويروح يحكي لي عن تجاربه السياسية في مثل هذه القضية فاحس اني صغير ادخل صومعته لاول مرة ... هو ابن منتصف العشرينات من القرن الماضي وانا لا زلت اركض في خمسيني ... هو عاصر فهد وعمل مع يهودا صديق ... دخل سجونا وخرج من اخرى اقوى واصلب في طريق اختاره ليكون درب الحياة... اول من ادخل المنشور السياسي الى دروب المدينة واستمر بالتواصل ... غادرنا ولا زال ينتمي الى ذاك الطريق الذي زرعه فينا ................

نظارتك المائية ترى من بعيد نبضي
وتصور زحم الكلمات
بدأتَ بالحرف الاسمر
وبالجرفِ النازف ماء
كنت تعزف للارض
اغنيتها الابدية...
و كنت تروي براعم سمر
أودعتَ فيها دفئ طينتك العراقية ؟
بسمتك نهرا لافق مداه العمر
مصبوغ
بلون التعب
وبلون
الرمل
وبضحكةِ بدوي لا يفقه سر التدوير
كنت كأسطوانة رقص سومرية
تنزف قهرا
و تاريخ حزن يعزف مرارة؟
يا ابن شعبان
يا قلعة ما نزلت عنها شمس
ولا انحت ساريتها للريح
يا حامل نبض كل الذين غادروا
والذين غابوا
وكل القادمين المخضبين
بالجرح وبالكلمات
يا نهرا يجري عبر كهوف الذاكرة
وفي نفق الظلمة
يحلم بضوء نهار...
لقد كنت لنا قطارا يجتاز بنا المحطات
وعمرا يلفظ السكون
كنت لغزا في سبات
يا ابن شعبان
لقد زرعت فينا
صدى ريح
وبعض دفئ الذكريات
كل ما يشجيني وجهك
اذا الليل يطول
واغنية
كلماتها حلم لعهد
افقه منه
كل ذاك
البعيد!!!!!






#هندي_الهيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص فنطازية جدا
- ومشينا
- مائة يوم ويوم
- تحت الجدارية
- إجمعوها من الشعب
- بطاقات بلون اذار
- 14تموز والهوية الوطنية
- لو كنا اكثر وعيا
- لو فازت اتحاد الشعب
- من اين لكم هذا ؟
- جولة في مصايف هيت
- لا تترحموا على سارقي الاكفان
- صباح الخير يا تموز
- الشاقوفة دراسة في المكان
- عالم بلا عراق


المزيد.....




- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هندي الهيتي - لقد غادرتنا بلا موعد