أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هندي الهيتي - لو كنا اكثر وعيا














المزيد.....

لو كنا اكثر وعيا


هندي الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2940 - 2010 / 3 / 10 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انتهت الانتخابات البرلمانية العراقية قبل أيام ولم تعلن النتائج النهائية لتلك الانتخابات لكن الذي يطفو على السطح فوز أو تقدم كتلة دولة القانون والقائمة العراقية ويأتي بعدها كتلة التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي . إن هذا الاصطفاف الذي سيكون المؤهل لقيادة العراق خلال الأربع سنوات القادمة سيثير مشاكل لا يقدر احد على ولوجها ووضع الحلول لها وسوف تقود البلد إلى كوارث قد تكون أقسى من كل الكوارث التي مررنا بها. لقد أعطينا أصواتنا بشكل منفعل لقوائم نعتقد إنها ستبعدنا قليلا عن أثارات عانينا منها كثيرا وهي أثارات الطائفية المقيتة والتي رفضها العراقي البسيط لأنه يعتقد إن العراقيين جميعا موحدين وما يفرقهم هي أمور مفتعلة جاءت مع المحتل وهو يرفضها ويمقتها ويحاول بكل السبل التخلص منها . هذا الانفعال رغم أهميته جاء بأشخاص سيحتلون كراسي البرلمان العراقي القادم وهم يحملون معهم قنابل موقوتة سنعاني منها جميعا وستكون بمستوى الاصطفاف الطائفي ألا وهي الصراع القومي . العراق كما نعرفه مكون من طوائف دينية كبيرة ومن قوميات لا تقل قوة في تأثيرها على الوحدة وعلى الهوية الوطنية إذا ما سلمت لأشخاص قوميين يميزوا بين العراقيين على هذا الأساس . سوف نشهد معارك واختلاق أزمات لا يقل تأثيرها عن الأزمات الطائفية التي حصدت أرواح الآلاف وهجرت أعداد لا تقل عن الذين قتلوا ..هذا الصراع الذي افتعلته وعملت على تأجيجه قوى وأحزاب في غفلة منا عندما أعطينا أصواتنا لها دون تمعن ودراسة وتفكير منقادين بهوس الإعلام وما كانت تروج له تلك الأحزاب عن وجود بعبع يريد ان يلتهمنا اذا لم نتقوقع كل داخل طائفته متناسين كل تاريخنا الطويل ونحن نعيش داخل هذا الوطن .. لقد خلقوا منا في تلك الفترة أناس منفعلين لا نفكر عميقا بالذي نقدم عليه .وها نحن اليوم نكرر الخطأ ذاته فسوف تثار مشاكل وصراعات خلال الأربع سنوات القادمة تقتل أحلامنا بعد ان أعطينا أصواتنا لأناس تصورنا أنهم غير طائفيين بعد ان غيروا أسماء قوائمهم وخدرونا بشعارات صارخة دون ان نفكر بأن اغلب هؤلاء المرشحين خرجوا من عباءة الطائفية وهم يحملون تعصبا أخر مبطنا بالطائفية الا وهو التعصب القومي . وسوف نمر بكامل المسلسل الذي مرننا به خلال السنوات الأربع الماضية وسيتحول الصراع من صراع بين نائب شيعي وأخر سني الى صياح ونباح بين نائب عربي وأخر كردي وسيقع التركمان والاشور وسط هذا التجاذب كما وقع الإخوة المسيح والصابئة والايزيديين حين كان حمى الوطيس بين الشيعة والسنة وسوف تتحرك مليشيات كل جهة متصارعة تذبح وتقتل وتفجر العراقيين الأبرياء بحجة البعث والنظام السوري بعد ان كانت الحجة القاعدة وإيران والسعودية (رغم إيماننا بالدور الذي لعبته كل تلك الجهات ) وستكون النتيجة تعطيل مشاريع خدمات انتظرناها طويلا وسوف يشل عمل مجلس النواب الذي سينعكس على أداء الحكومة وما ينبغي ان تقدمه للعراقي الذي عانى ما فيه الكفاية طوال قرن من الزمن . وها هي بوارج الصراع تظهر قبل ان تعلن النتائج النهائية للانتخابات على مقعد رئيس الجمهورية ولمن سيكون للعرب أم للكرد ؟ هذا الصراع الذي سوف يؤخر انتخاب رئيس الجمهورية وبالتالي تأخير تشكيل الحكومة القادمة لان الدستور يقر بانتخاب رئيس الجمهورية أولا والذي يقوم بدوره بترشيح رئيس الوزراء وتشكيل الوزارة الجديدة . سيطول هذا الصراع ويذهب كل طرف إلى (العدو الصديق) أمريكيا لكي تتدخل لصالح هذا الطرف او ذاك لتبدأ صراعات ومشاكل جديدة حول كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها وينتقل القتل والاغتيال من وسط العراق وجنوبه الى وسطه وشماله وتبقى أزمة الكهرباء وقلة مياه الشرب وضعف الخدمات وتأزم البطالة وانتشار الفقر لشعب يقال عنه انه اغني الشعوب .. لو كنا أكثر وعيا وحسبناها بالشكل المعقول وجئنا بأشخاص وطنيين حقيقيين يستطيعوا ان يقودوا سفينتنا الى بر الأمان لما كان حالنا هكذا ولا سيكون كما كان !!!!
العراق وكما اشرنا سابقا لا يمكن ان ينهض من كل هذه الصراعات الدينية والاثنية الا بتغليب وتقديم الهوية الوطنية على باقي الهويات الثانوية الأخرى . لا يمكن لنا أن نتجاوز صراعاتنا ما لم نفعل مواد الدستور التي تمنع تشكيل أحزاب تروج للفكر الطائفي او الديني او القومي . لا يمكن لنا تجاوز كل هذه الصراعات الا بتشكيل احزاب عابرة للطائفة والدين والقومية .. احزاب على شاكلة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الدستوري والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الشعب الذي كان يعمل في الساحة العراقية قبل ثورة 14تموز 1958. هل سنحسبها جيدا في الانتخابات القادمة ؟؟؟؟



#هندي_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو فازت اتحاد الشعب
- من اين لكم هذا ؟
- جولة في مصايف هيت
- لا تترحموا على سارقي الاكفان
- صباح الخير يا تموز
- الشاقوفة دراسة في المكان
- عالم بلا عراق


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هندي الهيتي - لو كنا اكثر وعيا