أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم ابراش - فضائية الجزيرة والتطاول على الكبار















المزيد.....

فضائية الجزيرة والتطاول على الكبار


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 22:52
المحور: الصحافة والاعلام
    


منذ تأسيس قناة الجزيرة عام 1996 وهي محل نقاش وجدل ما بين معجب بها باعتبارها تشكل ثورة في عالم الإعلام العربي ، ومشكك بدورها وخصوصا ببعض برامجها كبرنامج (الاتجاه المعاكس) الذي يقدمه فيصل القاسم منذ تأسيس الجزيرة حتى اليوم . لا شك أن كل طرف يجد في برامج الجزيرة ما يدعم رأيه،فالأولون لن تعوزهم الأسانيد التي تدعم رأيهم مثل سرعة نقل الخبر نتيجة انتشار مراسليها في كل بلد بل في كل مدينة وتغطيتهم المباشرة للأحداث ساعة وقوعها،أيضا البرامج الوثائقية الممولة جيدا والموثقة بمصادر متعددة ،أيضا تواصلها مع كل التيارات والقوى السياسية الوطنية والدولية واستقطابها لأهم الكتاب والمفكرين والسياسيين. في المقابل يرد المشككون بالقول بأنه يفترض بالوسيلة الإعلامية أن يكون لها هدف وتحمل رسالة فلا يوجد إعلام موضوعي مائة بالمائة وإدعاء الجزيرة بأنها محايدة وموضوعية مردود عليه من هذا المنطلق فحتى الإعلام الأمريكي وخصوصا فضائياته تدافع عن المصالح القومية الأمريكية وعن الهوية والثقافة الأمريكية،فأثناء الحرب على العراق لم يسمح الجيش الأمريكي إلا لبعض الفضائيات الأمريكية بنقل الأحداث وكانت التقارير تمر على الرقابة قبل بثها للجمهور،ونفس الأمر بالنسبة للفضائيات الرسمية المحسوبة على الدول الأخرى ،فالإعلام جزء من الأمن القومي ويجب أن يخدم هذا الأمن ،وهذا الأمر غير حاضر عند قناة الجزيرة التابعة مباشرة لدولة قطر وأميرها وممولة بالكامل منه ،فهذا القناة وكأن ثأر بينها وبين العرب تاريخا وثقافة وحضارة وحاضرا،فلا تترك مشكلة أو قضية صغيرة أو كبيرة إلا وتثيرها أو تفجرها دون أن تحسب حساب نتيجة ذلك على وحدة الأمة والدولة أو قدرة المواطنين العرب على استيعاب هذه الأحداث،ليس هذا فحسب بل تتقصد قناة الجزيرة وبشكل انتقائي تركيز الضوء على بعض القضايا وبالنسبة لبعض الدول وتتجاهل ما يجري في دول أخرى ،وغالبا كانت القضايا التي يتم التركيز عليها وإثارتها تتوافق مع السياسية الأمريكية في المنطقة وظهر هذا جليا في زمن ما يسمى (الربيع العربي) حيث التحالف الثلاثي ما بين واشنطن والإخوان المسلمين وقطر وفضائيتها.
من خلال البث المباشر للصورة بكل تفاصيلها بشكل مبالغ فيه واستضافة كل من هب ودب من مدعي التحليل السياسي والخبرة الإستراتيجية والأمنية، كانت تجري عملية صناعة لجماعات وتيارات اثنية وطائفية وسياسية، ما كانت لتكون أو ما كانت لتأخذ هذا الحجم والاهتمام لولا قناة الجزيرة، ومن هنا نقول إن بعض الفضائيات وخصوصا الجزيرة لم تعد ناقلة للحدث بل صنعت أحداثا وزعامات سياسية وأثرت على مجريات الأمور في بعض البلدان حتى أن كثيرا من الدول العربية قاطعت قناة الجزيرة وأغلقت مكاتبها .كان لبعض البرامج في قناة الجزيرة وخصوصا (الاتجاه المعاكس) دور في تشويه تاريخ الأمة والقيادات الوطنية وعززت حالة تغييب التفكير العقلاني الاستراتيجي لصالح التحليل السياسي السطحي المستمد من الصورة مباشرة وما تتركه من انفعالات وعواطف، أو المستمد من المواقف الأيديولوجية المسبقة، كما ساعدت على تشتيت الوعي الجمعي والثوابت الوطنية والقومية بحيث أصبح كل شيء قابل للنقاش ومحل تساؤل وهذا بدوره ساعد على تسطيح الوعي السياسي في مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي هي ما زالت في مرحلة بناء الأمة والوطن.
في هذا السياق تأتي استضافة الجزيرة وخصوصا من خلال برنامج (الاتجاه المعاكس) لأشخاص نكرة وموتورين ليتطاولوا على القيادات التاريخية العربية والوطنية كما حدث الأسبوع الماضي عندما استضاف فيصل القاسم شخص إمعة وموتور ليتطاول على الرئيس أبو عمار ويتهمه بالخيانة .قد يقول قائل إن البرنامج يستضيف طرفين متعارضين ويتيح المجال لكل طرف ليعبر عن رأيه والقناة أو مقدم البرنامج محايد لا يتدخل في مجريات الأمور وكل ما يقال يُنسب لصاحبه وهو الذي يتحمل مسؤولية قوله . هذه التبرير غير صحيح لأن القناة قبل أن تستضيف شخصا يكون لديها معرفة مسبقة بآرائه وتستدعيه في الوقت الذي تختاره وليتحدث عن الموضوع الذي تريده القناة ، بل أكثر من ذلك فإن مقدم البرنامج فيصل القاسم يزود بعض الأطرف بمعلومات ووثائق تمكنه من (تسخين) الحلقة وتعمل على أن يقول الضيف بلسانه ما تريد قناة الجزيرة تبليغه دون أن تجرؤ على ذلك مباشرة .
هذا ما خبرته شخصيا ،فمنذ السنة الأولى لقناة الجزيرة اتصل بي فيصل القاسم حيث كنت مقيما في المغرب وطلب مني المشاركة في برنامجه بحلقة حول جامعة الدول العربية وقال بأن الطرف الثاني سيكون مندوب الجامعة في لندن وسيدافع عن الجامعة ودوري أن انتقد وأهاجم الجامعة ،فقلت أنا أستاذ جامعي سأتحدث عن سلبيات وإيجابيات جامعة الدول العربية كما أنه لا توجد عندي معلومات كافية حول سلبيات الجامعة ، فرفض وقال بالحرف عليك أن تنتقد فقط وتتحدث عن فضائح الجامعة وطلب مني إرسال رقم الفاكس ليزودني بكل المعلومات حول فضائح جامعة الدول العربية !، فرفضت هذا النهج بالرغم من تصريحه مباشرة بوجود مبلغ مالي مهم وتذكرة سفر وإقامة لثلاثة أيام في الدوحة في فندق درجة أولى. عندما رفضت المشاركة احضر فيصل القاسم شخص آخر وهو صحفي فلسطيني وأصبح سفيرا لفلسطين في دولة أسيوية كبيرة.بعد فترة اتصل القاسم مرة أخرى لأشارك في برنامج حول دول عدم الانحياز وكان الطرف الثاني الذي سيدافع عن الحركة احمد حمروش وهو شخصية مصرية محترمة ومعروفة فاعتذرت عن المشاركة وحل محلي صاحب ومدير تحرير أهم صحيفة لبنانية ،وتكرر الأمر مرات عدة وفي كل مرة كنت أرفض المشاركة في البرنامج.
قد يقول البعض إن في قولك تجن على الجزيرة ،ومن يقول ذلك عليه أن يتواصل مع الذين شاركوا في برنامج الاتجاه المعاكس وسيؤكدون على ما أقول ،وأتذكر وأُذكِر بحلقة في هذا البرنامج قبل فترة قصيرة كان أحد طرفيها عبد الحليم قنديل الصحفي المصري المعروف وفي الاتجاه المعاكس كان ممثل حماس السابق في إيران، وهو الآن يكتب بشكل يومي تقريبا،ففي وسط احتدام النقاش في الحلقة قال قنديل لممثل حماس السابق : أنت لا يجوز لك أن تتحدث عن فلسطين والمقاومة لأنك لص سرقت ثلاثة ملايين من أموال الشعب الفلسطيني ثم تم تجميدك في حركة حماس ،ولم يرد الحمساوي بكلمة واحدة ،والسؤال كيف عَرفَ قنديل بعملية السرقة ؟ بالتأكيد الجهاز ألاستخباراتي للجزيرة هو من قام بذلك .صحيح أن كثيرا من المفكرين والمثقفين شاركوا في هذا البرنامج في بداياته وفي برامج أخرى في الجزيرة ولكنهم قاطعوها فيما بعد ، ومن يشارك اليوم غالبا شخصيات ليست ذات أهمية تسعى للشهرة أو تسعى للمال أو من يريد تبليغ رسالة سياسية تتوافق مع توجهات قناة الجزيرة وقطر.
من العيب على قناة الجزيرة أن تستضيف أشخاص ليقولوا مثل هكذا كلام عن الرئيس أبو عمار بعد أيام قلائل من زيارة الرئيس أبو مازن لقطر ومحاولاته فتح صفحة جدية مع الجميع والتدخل في الوساطة في بعض القضايا . ولا يعيب الرئيس الراحل أبو عمار أقوال السفهاء ،ونقول لأولئك الذين ينقلبون على تاريخ الشعب الفلسطيني وينكرون جميل أبو عمار، يكفي الرئيس أبو عمار فخرا أنه قام بثورة وطنية وضعت فلسطين على الخارطة العالمية سياسيا ودفعت العالم ليعترف بالفلسطينيين شعبا من حقه تقرير مصيره السياسي ،وهذا حدث في وقت كانت الجماعات الإسلامية بعيدة كل البعد عن الثورة فكرا ومشاركة وكانت متهادنة مع الأنظمة ومع الغرب ، ويكفي الرئيس أبو عمار فخرا أنه تم اجتياح الضفة الغربية ومحاصرته في المقاطعة ثم اغتياله بسبب عملية تفجيرية في فندق بارك في ناتانيا في مارس 2002 قام بها شخص من حركة حماس،وقدم الراحل روحه فداء المقاومة رافضا أن يكون أداة بيد الاحتلال لمحاربة المقاومة .



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا ندفع الثمن مرتين
- من أكذوبة النووي العراقي إلى ذريعة الكيماوي السوري
- رهانات حماس بعد سقوط المراهنات
- وهل كانت المشكلة في إدارة قطاع غزة ؟
- في الوطنية الفلسطينية متسع للجميع
- ليتهم يتعظون
- محنة المثقفون الفلسطينيون
- المشكلة ليست في المفاوضات بل فيمن يفاوض
- ثورة 30 يونيو التصحيحية تخلط الأوراق عربيا وفلسطينيا
- تحالفات غير مقدسة في الحرب على وفي سوريا
- الحاجة لإستراتيجية فلسطينية متعددة المسارات
- العرب: من مقاطعة إسرائيل إلى التطبيع المجاني معها
- لا شرعية لنظام سياسي بدون وجود معارضة
- مصالحة فلسطينية كجزء من عملية تسوية برعاية أمريكية
- واشنطن تتحدث عن سلام في فلسطين وتحشد لحرب على سوريا
- غزة لا تمنح صكوك غفران لاحد
- تغيرات الهوية في المشهد السياسي العربي وتأثيره على خياري الم ...
- العصر الذهبي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط
- ما بعد قبول استقالة سلام فياض
- اتفاقية الوصاية الأردنية على المقدسات وعلاقتها بالتسوية


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم ابراش - فضائية الجزيرة والتطاول على الكبار