أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - مصالحة فلسطينية كجزء من عملية تسوية برعاية أمريكية















المزيد.....

مصالحة فلسطينية كجزء من عملية تسوية برعاية أمريكية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 16:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


الحوارات الحقيقية حول المصالحة ليست تلك التي تجري تحت الأضواء في القاهرة والدوحة بين حركتي فتح وحماس ،بل تلك التي تجري بالخفاء بين واشنطن من جانب وكل من فتح وحماس على حده ، ،مفاوضات لمصالحة ستكون جزءا من عملية التسوية. حوارات فتح وحماس المعلنة مجرد مهزلة وخداع للناس لان كلا المتحاورين يعلمان أن المصالحة اكبر من قدرتهم على إنجازها وأن المصالحة الفلسطينية الفصائلية لم تعد شانا فلسطينيا خالصا بل باتت جزءا من عملية التسوية وجزءا من عملية إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد.
لن تخرج الفصائل الفلسطينية وخصوصا حركتي فتح وحماس عن استحقاقات الشرق الأوسط الجديد الذي يعتبر ما يسمى بالربيع العربي أحد أدواته الإستراتيجية ، وحيث أن هذا الشرق الأوسط الجديد الذي يؤسس على حساب الثورات أو الهبات الشعبية المغدورة يتم تحت رعاية أمريكية ، وحيث أن من يرعى المصالحة العلنية هما دولة قطر ومصر مرسي وهما طرفان فاعلان في الشرق الأوسط قيد التشكل وحليفان استراتيجيان لواشنطن،لذا لا نتصور أن يتم إنجاز مصالحة فلسطينية بعيدا عن الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة وعن السياسة العامة لكل من مصر وقطر ،وحيث أن علاقات إستراتيجية تربط حركة حماس بكل من الدولتين السابقتين ،فإن ما نخشاه أن المصالحة الفلسطينية القادمة ستكون تحت رعاية أمريكية وكجزء من التسوية الأمريكية .
حماس تشعر بأنها باتت على درجة من القوة والحضور الشعبي بحيث تملك الحق برفض المصالحة التي تضع حركة حماس على قدم المساواة مع بقية فصائل منظمة التحرير والتي تنطلق من أن النظام السياسي الفلسطيني تقوده منظمة التحرير وبالتالي علي حماس أن تدخل المصالحة انطلاقا من القواعد والثوابت التي تقررها المنظمة وحركة فتح . إحساس حركة حماس بنشوة النصر بعد فوزها بالانتخابات التشريعية في يناير 2006 وبعد خوضها معركتين قاسيتين في مواجهة إسرائيل ،وفي ظل أجواء صعود الإسلام السياسي ،كل ذلك لا يشجع حماس على تقديم تنازلات للرئيس أبو مازن ولا حتى لمصر الإخوانية او قطر الصديقة ،بل تريد تقديمها مباشرة لواشنطن حتى تأخذ الثمن من واشنطن من خلال رفع حركة حماس من قائمة الإرهاب والاعتراف بشرعية سلطتها في قطاع غزة وعدم ممانعة واشنطن والغرب في أن تتقاسم حماس التمثيل الفلسطيني مع منظمة التحرير الفلسطينية.
انطلاقا من ذلك فإن الحوارات الحقيقية حول المصالحة هي التي كانت وما زالت تجري بالخفاء على مسارين :
1- حوارات مباشرة ومتواصلة بين منظمة التحرير وواشنطن،وبطريقة مباشرة وغير مباشرة مع إسرائيل ،وهي حوارات تأخذ طابع الضغط والابتزاز المالي حيث توظف واشنطن التمويل المالي كورقة ضغط على السلطة حتى لا تذهب بعيدا في المصالحة مع حماس قبل أن تقدم هذه الأخيرة ما هو متوجب عليها من شروط التسوية السياسية ،كما أن واشنطن استطاعت استيعاب وتدجين – بالمال والفكر- كثيرا من عناصر النخبة السياسية في السلطة الفلسطينية بحيث توظفهم لمواجهة أي تقارب سياسي وجماهيري بين فتح وحماس على قاعدة المشروع الوطني التحرري المتحرر من استحقاقات تسوية أوسلو .
2- حوارات بين حركة حماس وواشنطن سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عبر الوسطاء القطريين والأتراك والمصريين.وهي حوارات تدمج بين المصالحة والتسوية السياسية ،حيث واشنطن لا تمانع في مصالحة فلسطينية على قاعدة الالتزام بمشروع التسوية كما وضعت خطوطها العريضة الأولى اتفاقية أوسلو ثم خطة خارطة الطريق والآن خطة جون كيري الجديدة ،ويبدو أن حركة حماس أصبحت لا تمانع من الانخراط في عملية التسوية وفي المفاوضات – وقد صرح السيد خالد مشعل لقناة سي .إن ،إن الأمريكية أنه لا يرفض المفاوضات من حيث المبدأ - وبالتالي فحركة حماس تقترب من الدخول في عملية المفاوضات من بوابة التسوية وليس من بوابة الرئيس أبو مازن أو غيره ،ستدخل المصالحة من خلال فرض وجودها كطرف فلسطيني يمثل الشعب الفلسطيني أو على الأقل كشريك مساو لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ولذا سيحدث تلازم ما بين المصالحة والتسوية السياسية ،فكلما اقتربت حركة حماس من الالتزام باستحقاقات التسوية الأمريكية كلما باتت المصالحة ممكنة ،وقد تقدمت حركة حماس كثيرا في هذا الاتجاه من خلال : الموافقة على هدنة مع إسرائيل وهي هدنة تلبي مطلب وقف المقاومة ليس فقط انطلاقا من قطاع غزة بل أيضا في القدس والضفة الغربية ،الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وهو ما يعني بطريقة غير مباشرة أو ضمنية الاعتراف بإسرائيل ،محاربة حركة حماس للجماعات السلفية الجهادية في قطاع غزة وهذا يندرج ضمن الحملة الأمريكية لمحاربة الإرهاب ،فك ارتباك حركة حماس بسوريا وحزب الله وتخفيف ارتباطاتها بإيران ،وهذا مطلب أمريكي .
ندرك الوضع الصعب لحركتي فتح وحماس بسبب الضغوط الكبيرة التي تتعرضان له من الفاعلين في النظام الدولي الجديد وفي معادلة الشرق الأوسط الجديد ،ولكننا نأمل ونتمنى من الحركتين أن يكون تعاملهما مع التسوية السياسية الأمريكية من باب المناورة والانحناء للعاصفة حتى تهدأ عاصفة التحولات الجارية في العالم العربي ،وليس من باب التسابق على تقديم تنازلات لواشنطن ،لأن واشنطن غير جادة في تحقيق سلام عادل للفلسطينيين ،وعلى حركة حماس أن تأخذ العبرة من تجربة الرئيس أبو عمار الذي قدم كثيرا من التنازلات لواشنطن وإسرائيل وجارى العرب في مبادرتهم للسلام ،وفي النهاية لم يحصل على شيء بل تم قتله في ظل صمت عربي ودولي مقيت.
وننهي بالقول إن المصالحة الفلسطينية الحقيقية لن تكون إلا على قاعدة مواجهة الاحتلال وليس على قاعدة التنافس على السلطة والحكومة ،وأن أوراق القوة التي يجب أن يتسلح بها كل طرف فلسطيني لانتزاع الحق في تمثيل الشعب الفلسطيني يجب ألا تكون تحالفات مع واشنطن أو مع أي نظام عربي ،فهذه التحالفات لن تكون إلا وقتية ومصلحية. إن الأجدر بتمثيل الشعب الفلسطيني هو الأكثر قدرة على التعبير عن الثوابت الفلسطينية وعن الهوية والثقافة الوطنية ،إنه الأكثر مواجهة وصداما مع الاحتلال.
‏18‏/5‏/2013
[email protected]
www.palnation.com



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واشنطن تتحدث عن سلام في فلسطين وتحشد لحرب على سوريا
- غزة لا تمنح صكوك غفران لاحد
- تغيرات الهوية في المشهد السياسي العربي وتأثيره على خياري الم ...
- العصر الذهبي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط
- ما بعد قبول استقالة سلام فياض
- اتفاقية الوصاية الأردنية على المقدسات وعلاقتها بالتسوية
- إشكالية المسألة الانتخابية في مناطق السلطة الفلسطينية في ظل ...
- انتخاب مشعل والقمة العربية والتنافس على التمثيل الفلسطيني
- مهرجان غزة : الانتفاضة الوطنية المغدورة
- متغيرات البيئة التمكينية للمصالحة الفلسطينية
- غزة تستنهض الوطنية الفلسطينية مجددا
- البيئة التمكينية والفرص المتاحة للمصالحة الفلسطينية
- انجازات تحتاج إلى حاضنة وطنية
- هل الدم الفلسطيني رخيص لهذا الحد؟؟
- حرب الهدنة الإستراتيجية وترسيم الحدود
- المطلوب عقلانية فلسطينية وبطولة عربية للرد على العدوان الإسر ...
- دور المجتمع المدني الفلسطيني في الدفاع عن القضايا الوطنية
- الانقسام الفلسطيني وتأثيره على المشروع الوطني
- أمير قطر يقطع شعرة معاوية في غزة
- التصعيد على قطاع غزة يضع حركة حماس أمام خيارات صعبة


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - مصالحة فلسطينية كجزء من عملية تسوية برعاية أمريكية