أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - التصعيد على قطاع غزة يضع حركة حماس أمام خيارات صعبة















المزيد.....

التصعيد على قطاع غزة يضع حركة حماس أمام خيارات صعبة


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3881 - 2012 / 10 / 15 - 17:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة صنفت إسرائيل القطاع ككيان معاد وبالتالي كانت تبيح لنفسها ممارسة الإرهاب والعدوان عليه لاعتبارات أمنية أحيانا ولاعتبارات سياسية حينا آخر.وفي كثير من الحالات كان الهدف من التصعيد العسكري على قطاع غزة إبعاد الأنظار عما يجري في الضفة الغربية والقدس حيث المعركة الرئيسية لإسرائيل ،أيضا للتهرب من استحقاقات العملية السلمية من خلال إظهار بان المشكلة في المنطقة ليست سياسية ولا ترجع للاستيطان بل سببها العنف الآتي من قطاع غزة على شكل صواريخ وجماعات إرهابية مرتبطة بأطراف خارجية،وأحيانا كانت إسرائيل توظف التصعيد على قطاع غزة لإبعاد الأنظار عن مشاكل سياسية واقتصادية داخلية تعانيها الحكومة أو لكسب نقاط في انتخابات داخلية على الأبواب.

إلا أن التصعيد الأخير وإن كانت كل العناصر السابقة تصلح لتفسيره وهي حاضرة بدرجة ما ،إلا أن أمورا مستجدة طرأت على معادلة المواجهة وهذا ما يتبدى من خلال تزامن التصعيد على القطاع مع ما يقوم به الجيش المصري في سيناء ،أيضا الجماعات المستهدفة من الإسرائيليين حيث لاحظنا أن إسرائيل لم تعد تستهدف (جماعات المقاومة) التقليدية التي التزمت بطلب وبضغط من حماس بتهدئة مع إسرائيل، كحركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والألوية الخ ،بل تستهدف جماعات السلفية الجهادية المرتبطة بالجماعات السلفية الجهادية في سيناء .
وهكذا فإن تطور الأحداث على الحدود الجنوبية بين قطاع غزة وإسرائيل لم يعد شأنا فلسطينيا إسرائيليا فقط بل بات مرتبطا بتداعيات الأحداث في سيناء وهي أحداث تعطي مؤشرا على معادلة جديدة تتشكل في الشرق الأوسط، أحد طرفيها التحالف بين الإسلام السياسي المعتدل وعلى رأسه الإخوان المسلمين وحركة حماس جزء منهم ، وواشنطن وحلفها الجديد من جانب ،في مواجهة جماعات الإسلام السياسي المتطرف وكل دولة أو جماعة تعارض التحالف ألإخواني /الأمريكي أو ينهج سياسة معارضة للمصالح الأمريكية في المنطقة،من جانب آخر .
وهكذا فيما كانت الشعوب العربية تنتظر أن يؤدي ما يسمي بالربيع العربي إلى الديمقراطية والاستقرار الأمني وتحسين الوضع الاقتصادي ،فقد أدى إلى تراجع الحالة الاقتصادية وحالة من الانفلات والفوضى الأمنية وتفجر النزعات الطائفية والقبلية والجهوية وإلى مواجهات بين ما يسمونها الجماعات الإسلامية المتطرفة من جانب و الإسلام السياسي المعتدل الذي تم إيصاله للحكم في غزة وتونس ومصر من جانب آخر .
لو عدنا لمشروع الشرق الأوسط الكبير والجديد الذي طرحته واشنطن عام 2004 بعد فشل حملتها لمحاربة الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وهو المشروع الذي تم توضيحه مع وزيرة الخارجية كونداليزا رايس عندما تحدثت عن الفوضى الخلاقة أو البناءة المطلوبة في الشرق الأوسط ،سنلاحظ أن أهم أهداف هذا المشروع إدخال تغييرات جذرية في بنية الأنظمة والمجتمعات لأنها السبب في الفقر وفي انتشار الإرهاب ،وكانت الرؤية الأمريكية تقوم على دمج الإسلام السياسي المعتدل في الحياة السياسية في العالم العربي ،ليس حبا في الديمقراطية بل رغبة من واشنطن بان يؤدي ذلك إلى حالة الفوضى البناءة بالمفهوم الأمريكي وهو ما يجري اليوم للأسف ،أيضا أن يقوم الإسلام السياسي المعتدل الذي ساعدت واشنطن على إيصاله للحكم على محاربة الجماعات الإسلامية الإرهابية بالتوصيف الأمريكي .
من اليمن والصومال وليبيا وتونس إلى مصر وغزة طغىت الصراعات بل المواجهات العسكرية بين الجماعات الإسلامية وبعضها البعض على غيرها من القضايا المصيرية للأمة .ففي غزة قامت القوة التنفيذية التابعة للحكومة في سبتمبر 2008 بمهاجمة مواقع وسكن ممتاز دغمش زعيم (جيش الإسلام) المتهم بعلاقته بتنظيم القاعدة ،وسقط العشرات من القتلى والجرحى،وفي أغسطس 2009 قامت قوة من حكومة حماس بالهجوم على مسجد أبن تيمية في مدينة رفح معقل الشيخ عبد اللطيف موسى وجماعته (جند أنصار الله ) وتم قتل عبد اللطيف والعديد من جماعته ،جرى كل ذلك بدون ردود فعل أمريكية أو غربية أو عربية ،ولو أن ما جرى كان في عهد السلطة الفلسطينية وقامت أجهزة السلطة بهذا العمل لقامت الدنيا ولم تقعد متهمين السلطة بأنها تنفذ مخططا أمريكيا إسرائيليا لمحاربة المجاهدين الخ .وقبل شهرين بدأ الجيش المصري وبأوامر من الرئيس ألإخواني مرسي بعملية واسعة ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة في سيناء بعد عملية إجرامية جرت في بداية أغسطس أدت لمقتل 16 جنديا مصريا في مدينة رفح المصرية،وما زالت العملية متواصلة ويسقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين ، ومع إقرارنا بحق الجيش المصري بحماية الأمن القومي لمصر ومواجهة كل من يخرج على القانون ،إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه هل كان الجيش المصري يستطيع دخول سيناء بدون موافقة أمريكية وإسرائيلية ؟ أيضا لو كانت هذه المواجهات بين الجيش المصري والجماعات الإسلامية في عهد مبارك لكانت الاتهامات انهالت على مبارك بأنه متواطئ مع إسرائيل وواشنطن وانه يقتل المجاهدين الخ .
إن كان التصعيد الأخير على غزة جزءا من حرب معممة إسرائيلية على الفلسطينيين في كل مكان ،إلا أن يجب الحذر من تداعيات هذا التصعيد على الوضع الأمني والسياسي في قطاع غزة ،فقد بات مصير قطاع غزة مرتبطا بمآل الأحداث في مصر سياسيا وامنيا وخصوصا في سيناء،وأخشى ما نخشاه أن يتم استدراج الجيش المصري لحرب استنزاف طويلة المدى في سيناء وتصبح حكومة حماس وقطاع غزة جزءا من هذه المواجهة .وإن كانت إسرائيل ترمي لدفع حركة حماس للدخول في مواجهة مسلحة لتصفية الجماعات الجهادية في قطاع غزة،فإن مصر ستطلب من حماس نفس المطلب بل طلبت ذلك بعد عملية رفح ،وفي هذه الحالة سنكون أمام تحالف حمساوي إخواني أمريكي إسرائيلي في مواجهة الجماعات المتطرفة ،كما أشرنا أعلاه .
بدأت مؤشرات المواجهة بين حركة حماس كحزب سلطة معني بالحفاظ على سلطته في القطاع والحركات المقاومة الأخرى منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو 2007 ثم تزايدت مع الهدنة بين حماس وإسرائيل برعاية قطرية ومصرية ،وقد رأينا بعض فصول هذه المواجهة كما أشرنا أعلاه مع جماعات سلفية جهادية ،كما جرت مواجهات محدودة مع الجهاد الإسلامي تارة ومع الألوية تارة أخرى ،ثم جاء جاءت تصريحات للمتحدث باسم جماعة التوحيد والجهاد بعد مقتل زعيمه أبو الوليد المقدسي أول أمس لتكشف عمق الأزمة بين حكومة حماس وهذه الجماعة متهما حركة حماس بأنها صادرت أسلحتهم واعتقلت عناصرهم ،ولم تخلو التصريحات من وعيد وتهديد لحركة حماس .
التصعيد الإسرائيلي على القطاع وأحداث سيناء يضع حركة حماس أمام أحد الخيارين:-
1- إما أن تصمت حماس على هذه الجماعات الجهادية حتى لا يتم تصنيف حركة حماس كجماعة معادية للجماعات الإسلامية ومنصاعة للإرادة الأمريكية والإسرائيلية بمحاربة الإرهاب .هذا السكوت سيؤدي إلى مزيد من تعاظم قوة هذه الجماعات وشعبيتها وهي تتزايد بالفعل بسبب خروج حماس من ساحة المقاومة وانشغالها بالسلطة ومغانمها وترفها ،وبسبب الأزمة الاقتصادية لأهالي قطاع غزة وهي أزمة لم تعد تُقنع أحدا بأن سببها الحصار بل هو بسبب فساد وأخطاء حكومة حماس.
2- أو أن تدخل حركة حماس وحكومتها في مواجهة مفتوحة مع هذه الجماعات وهي مواجهة لا تُحمَد عقباها ولن تكون هينة ،ليس لقوة وكثرة عدد الجماعات السلفية الجهادية بل لضعف شعبية حركة حماس ولكون كثير من المنتمين لهذه الجماعات تعود أصولهم التنظيمية لحركة حماس ،كما أن إسرائيل ستكون معنية بتغذية هذا الصراع وإطالة أمده ولها من الأدوات في قطاع غزة وسيناء ما يساعدها على ذلك .


وأخيرا نقول إن سياسة ألا حرب وألا سلم التي تريدها حركة حماس مع إسرائيل وهي سياسة تقوم على عدم الاعتراف المتبادل وأيضا على السكوت المتبادل على الأمر الواقع بين غزة وإسرائيل،كان من الممكن استمرارها لأنها تخدم إسرائيل وتشكل عائقا أمام المصلحة حتى مع معارضة كثير من فصائل المقاومة ومن قطاع كبير من الشعب وحتى داخل حركة حماس ،إلا أن مستجدات (الربيع العربي) خلق معادلة جديدة كشفت كثيرا من الأوراق و أدت للمأزق الحالي لحركة حماس ،حيث على حماس أن تختار إما أن تكون مع جبهة واشنطن والإسلام المعتدل في مواجهة الجماعات الإسلامية المتطرفة؟ أو تصطف إلى جانب كل من يعادي واشنطن وإسرائيل مادامت فلسطين محتلة من إسرائيل المحمية والمدعومة من واشنطن؟.



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب : النظرية السياسية بين التجريد والممارسة
- ما وراء عودة الحديث عن دولة ثنائية القومية في فلسطين
- الشرعية الدولية تمنحنا أكثر من مجرد قرار غير ملزم
- نحو علم اجتماع سياسي فلسطيني
- مراجعة لكتابنا (المشروع الوطني الفلسطيني من استراتيجية التحر ...
- الوطنية الفلسطينية بين قوى إسلامية ناكرة لها وقيادة تاريخية ...
- كفى مكابرة ولنقلها صراحة، لقد فشلت تسوية أوسلو
- الرئيس أبو مازن والسباحة ضد التيار
- قطاع غزة : أدوار وظيفية ومراهنات متعددة
- هل المشروع الوطني الفلسطيني كبش فداء صعود الإسلام السياسي إل ...
- النخبة السياسية الفلسطينية: صناعة الانقسام وأوهام الانتصار ( ...
- النخبة السياسية الفلسطينية: صناعة الانقسام وأوهام الانتصار ( ...
- من يحمي الفلسطينيين من اشقائهم العرب؟
- النخب السياسية الفلسطينية : صناعة الانقسام واوهام الانتصار
- فساد النخبة وإفساد الكتاب والمثقفين
- فلتذهب دولة غزة إلى الجحيم
- استشراف مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي ما بعد (الربيع العرب ...
- ما وراء طرح فكرة الشراكة السياسية في الساحة الفلسطينية
- حتى وإن كانت قناة الجزيرة
- فوز مرسي وتداعياته فلسطينيا


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - التصعيد على قطاع غزة يضع حركة حماس أمام خيارات صعبة