أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الشعب السوري بين الحلول السلمية والضربة العسكرية















المزيد.....

الشعب السوري بين الحلول السلمية والضربة العسكرية


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 14:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تواجه المنطقة العربية والأقليمية وضع سياسي وأمني خطيرجداً ، بعد أن تطورت الأزمة السياسية السورية والتي دامت أكثر من سنتين ، الى مستوى اللجوء الى الحل العسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لغرض أرغام النظام السوري على الأستسلام، مكررة بذلك تجربة العراق ولكن في سوريا يختلف الأمر ، حيث نشأ صراع سياسي بين قوى معارضة لها مطالب شرعية في بداية الأمر وبين النظام وبتأثير من الهبّة الجماهيرية العربية في تونس ومصر وليبيا ، ولكن الصراع تطور الى مواجهات مسلحة ولغرض منع نمو تصاعد الموقف الى أيجاد بديل ديمقراطي حقيقي ، تدخلت قوى الأسلام السياسي المتطرف في هذه المواجهة بدفع وتأييد من السعودية وقطر ، في أتجاه الأستحواذ على قيادة الأنتفاضة المسلحة ، ولهذا أصبحت الساحة السورية متاحة لتدخل القاعدة الأرهابية والمنظمات المشابهة ، وكذلك للتدخل التركي والسعودي والقطري والأيراني ، وتشابكت المواقف وتأزمت ولكن هذه المعارضة بما فيها الجيش السوري الحر المنشق ، كانت تعاني من الصراع حول الأهداف والمصالح ، وأصبح سبيلها طريق التغيير المسلح على حساب الشعب، ونتيجة لهذا الصراع أبتعدت قوى كانت مشاركة ومنهم الأكراد السوريين ، وبعد أن وصل العنف الى أعلى درجاته من قتل وذبح الأبرياء بأسم الأسلام السياسي ، فهرب مئات الألآف من أبناء الشعب السوري طلباً للجوء في دول الجوار وفي أماكن آمنة .
لقد تطور الموقف في سوريا نتيجة التدخل العربي والأجنبي وتقديم الدعم المالي والعسكري لقوى المعارضة ولهذا تحولت الساحة السورية الى ساحة صراع بين دول عربية وأقليمية ودولية بعد أن تدخلت روسيا والصين بجانب النظام ، وأخذ الوضع يزداد في التعقيد بعد فشل كل الأجتماعات والمؤتمرات واللقاءات حول سوريا سواء على الصعيد العربي والأقليمي والعالمي وذلك بسبب تعنت النظام وغياب الرؤيا الواضحة لدى من تسمي نفسها معارضة و التي تعاني من الأنشقاقات مع تسليم أمرها الى قوى القاعدة الأرهابية .
لقد تحول الصراع بعد ذلك الى صراع طائفي ديني ؛ أشعل نيران الفتنة الطائفية والقتل على الهوية ، فحدث التطاحن بين السني والشيعي والعلوي تم أتسعت النيران الى حرق الأقليات ومنهم المسيحيين ، هكذا أصبح المشهد في سوريا وكأنه مشابه لما جرى في العراق .
كما أن الصراع أمتد الى لبنان ، الذي أقيم نظامه السياسي على الطائفية والمحاصصة ، مما أعاد ذكريات مآسي الحرب الأهلية اللبنانية في السبعينات من القرن الماضي ، الأمر الذي حفز حزب الله اللبناني الى التدخل في سوريا وبجانب النظام ، كذلك تدخل أيران بجانب النظام وتقديم الدعم ، وتدخل تركيا بجانب الطرف الثاني ،المعارضة، وتدخل السعودية وقطر بجانب تغيير النظام وأسقاط بشار الأسد الرئيس السوري ، ووقوف الجامعة العربية بجانب المعارضة بضغط من دول الخليج ، كل هذا يجري والشعب السوري كأنه مغلوب على أمره .
أن ما يحصل لم يأت من فراغ وعندما نريد تحليل الموقف وماآلت أليه الأوضاع لآبد من أن يتحمّل النظام المسؤولية الأولى ، لأنه نظام شمولي ، نظام الحزب الواحد ، ولهذا نرى دائماً الشعوب هي الضحية الأولى وهي التي تدفع الثمن من تشرد وضياع ، فالدول في المنطقة لم تؤسس نظام ديمقراطي عريق ، ولم يجر تبادل السلطة سلمياً ولاتوجد دساتير ديمقراطية ، والأنظمة تكون بكامل جبروتها على شعوبها عندما تعارضها مستخدمةأبشع وسائل القمع والأضطهاد وزج المعارضين في سجونها الرهيبة ، كما لاتعترف بحقوق الأنسان ، أن سمة هذه الأنظمة هو الفساد ،والحكم الدكتاتوري ، كما أن المنطقة العربية والأقليمية تعيش أزمة أنظمة سياسية وأزمة ديمقراطية التي لا تأخذ برأي الشعوب ، وهذا مانراه عندما يستيقظ الشعب ويجد نفسه في أتون حرب دموية ، خطط لها حكامه فيدفع الثمن غالياً في هذه الحرب غير المؤمن بها .
الكثير من الحكام يستغل أندفاع الشعب العاطفي ، الذي يصنع منهم الهة يعبدهم على حساب مصلحته ، وخصوصاً في الدول العربية ، فلا نجد سوى الشعارات والصور ، وعندما تقع الواقعة يصرخ الحاكم ويدعوالشعب للدفاع عنه .
والآن أتجه الموقف الى تحرك عملي بتحشيد الجيوش والأعلان من قبل الولايات المتحدة على توجيه ضربة عسكرية الى سوريا تمتد شهرين قابلة للتجديد ، فماهي الدوافع لذلك؟!
الولايات المتحدة دولة كبرى ولها حلفا ء ولها مصالح سياسية وأقتصادية وستراتيجية في المنطقة العربية والأقليمية ، وهي تعتبر قائدة للقطب الواحد العالمي بعد أنهيار الأتحاد السوفياتي، فبعد أزاحة القطب الثاني ، جرى التحرك لرسم خارطة جديدة للعالم والمناطق الساخنة ومنها الشرق الأوسط والأدنى ، وهذا بدوافع ستراتيجية كما أشرنا ، ولذلك محاولة خلق بؤر ساخنة ومشتعلة لغرض تمرير هذه السياسة قبل أن يتبلور قطب ثاني جديد ، فأتباع سياسة الأعتماد على حلفاء محليين لديهم الأستعداد للتوقيع والموافقة ، هو أحد الضمانات لتحقيق ذلك .
فالمخطط موجود والظروف المحلية مناسبة للتنفيذ ، فأعادة رسم خارطة جديدة تحتاج الى بذل مجهود كبير مع ضمان أرباح كثيرة .
ان النشاط الواسع نحو تحريك الأساطيل وتحشيد الدعم من الدول العربية والأقليمية المساندة ، يعني ذلك خلق أجواء الحرب ودق طبولها ، ولهذا كانت أي حجة أو أي فبركة وخصوصاً أستخدام الأسلحة الكيمياوية كانت كافية لتنفيذ المخطط .
أن قدر الرؤساء الأمريكين ، هو ضرورة الدخول في حرب ، وكمثال على ذلك بوش الأب وبوش الأبن ،وكلنتون ، والآن أوباما الحائز على جائزة السلام ، فأقناع الحلفاء والزعماء العشرين والدول العربية الحليفة كانت تحتاج الى مهارة سياسية ودبلوماسية من قبل السيد الرئيس أوباما ، لغرض تنفيذ الضربة العسكرية .
ولكن ماهي تداعيات الضربة العسكرية ، سوف تستخدم في هذه الحرب الأسلحة الحديثة والفتاكة ، وستكون تداعياتها متعددة وأول التداعيات سوف تقع على الشعب السوري وشعوب المنطقة ، فأذا رميت حجر في ماء النهر أو في مياه بحيرة سوف تلاحظ دوائرصغيرة تتسع الى دوائر كبيرة واضحة للعيان وهذا ما ستتركه الضربة تؤثر على القاصي والداني ، وسوف يكون هناك دمار شامل وكارثي ، والتداعيات سوف تؤثر في أوضاع العراق وتهز أمنه وأستقراره الهش أصلاً ، والسؤال المطروح ، هل هناك بديل عن النظام السياسي السوري ؟ هل يتم تأسيس نظام أسلامي سياسي شمولي أصولي يحارب الديمقراطية ويكون بديل عن النظام السابق ؟
انني أرى أن أي ضربة عسكرية حتى لو كانت محدودة سوف تؤثر على المنطقة وربما يتغير ميزان القوى ، كما ستوثر تداعياتها على المصالح المتشابكة عالمياً وعلى ميزان القوى العالمية والمحلية ، بجانب ذلك نرى عندما يكون الوضع خطير جداً وينبئ بحرب تحرق الأخضر و اليابس فسوف يجلب الأنظار عن ما يحدث ويجري مثلاً بين الجانب الأسرائيلي والسلطة الفلسطينية من مباحثات السلام وكذلك عن مايجري ويحصل في دول الخليج وخصوصاً البحرين وشعبها الذي يكافح ويناضل في سبيل الديمقراطية ، كذلك عن مايجري في اليمن الجنوبي ، فالقضايا كثيرة، ومنها أعادة جذوة الربيع العربي .
كما لايغيب عن تصورنا أزدياد الأرهاب في العراق ومصر ، فالنشاط محموم لمنع الشعوب في نيل حرياتها وحقوقها وأن تعمل على بناء الأنظمة الديمقراطية التي تهدف الى تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية التعددية الدستورية ، تلبي كل مطالب الشعب ، وعلى هذا الأساس تتحمل الأحزاب والقوى الديمقراطية المسؤولية في تحقيق ذلك .
أن الحلول السلمية والحوار هو الحل الصحيح نحو أبعاد الشعب السوري والمنطقة عن أجواء الحرب المخيفة والتي سيكون ضحيتها الأنسان ... الأطفال والشيوخ والنساء والشباب والرجال فضلاً عن تدمير البنى التحتية المتبقية والأقتصاد المهشم .
أن جميع شعوب العالم مطالبة بالوقوف ضد مخططات الحرب ومنع الضربة العسكرية والمطالبة ببذل الجهود لأجبار الحكام الى اللجوء للحوار والحلول السلمية.



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التظاهرالسلمي حق مشروع و مكفول دستورياً
- مخططات وحسابات سياسية تستهدف المنطقة !
- (عِيدُ بأيةِ حالٍ عُدت يا عيدُ بما مضى أم بأمرٍ فِيك تجديدُ) ...
- حاجز الصمت !
- ماذا بعد تداعيات أنهيار الوضع الأمني ؟!
- ثورة الرابع عشر من تموز ... دروس للحاضر والمستقبل !
- تصحيح المسار!
- تأمُلات وتساؤلات مشروعة !
- توجهات جديدة في نهج السيد رئيس الوزراء !
- الكتل السياسية بين الصراع الطائفي والسياسي
- التيار الديمقراطي العراقي في مواجهة التحديات
- الأتفاقية بين الحكومة الأتحادية وحكومة الأقليم هل تعتبر مؤشر ...
- أحداث الحويجة تدق ناقوس الخطر !
- الحسابات السياسية بين الحاضر والمستقبل
- الدوران في حلقة مُفرغة !
- سياسة الحكومة ومسؤوليتها تجاه الشعب
- أجندات مُعلنة و أجندات مخفية !!
- هل فقد الشعب الثقة في الحكومة والكتل السياسية ؟!
- الأزمة السياسية مستمرة تحت دُخان الأنفجارات!
- القوى الديمقراطية بين الأزمات السياسية والتحضير للأنتخابات


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الشعب السوري بين الحلول السلمية والضربة العسكرية