أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - ما معنى القول بثنائية القطب عالميا ؟















المزيد.....

ما معنى القول بثنائية القطب عالميا ؟


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 17:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يتحدث الكثير من المحللين البورجوازيين والبورجوازيين الصغار عن انقسام العالم إلى قطبين متناقضين شرقي وغربي كأننا نعيش صراعا بين أيديولوجيتين متناقضتين، بينما الصحيح هو صراع سياسي بين عالميا بين الإمبرياليات فيما بينها ككل صراع داخل أية حركة معينة حسب قوانين الحركة كما وضعها ماركس.

إن الحديث عن انقسام العالم إلى قطبين ما هو إلا جهل لقوانين النضال الطبقي الذي يعتمد أساسا على الصراع بين البروليتاريا والبورجوازية، بين الإشتراكية والرأسمالية، بين الديمقراطية البروليتارية والديمقراطية البورجوازية، بين الثورة والثورة المضادة، بين الفهم المادي للحياة والفهم المثالي،... وما يجري اليوم سياسيا عالميا ما هو إلا إعادة اقتسام العمل عالميا بين الإمبرياليات بعد سقوط التجربة الإشتراكية بالإتحاد السوفييتي وبروز إمبرياليات جديدة تسعى للحصول لمواقع في السياسة العالمية داخل المنظومة الإمبريالية. أما كون دولة الرجعية العربية والخليجية أو ما يسمى إسلامية ى تملك موقعا داخل القرارات السياسية الدولية الإمبريالية، فالقول بذلك جهل بتاريخ الصراع الطبقي عالميا، جهل بكون هذه الدول أدوات تنفيذية لتمرير سياسات الإمبريالية الصهيونية الإستعمارية بالشرق العربي، وأساسا السيطرة على البترول والغاز وترويج الأسلحة في السوق التجارية العالمية.

إن العامل الأساسي في امتلاك الموقع في الصراع داخل السياسة الدولية الإمبريالية هو الإقتصاد والقدرة على السيطرة على السوق التجارية العالمية، هذا العامل الذي تتحكم فيه عوامل عدة أساسها التطور التكنولوجي أي تطور وسائل الإنتاج المادية والثقافية لدولة إمبريالية معينة، كما رأينا بالنسبة لروسيا والصين اللتان لهما اليوم دور أساسي في السياسة الدولية دون الخروج عن الأهداف والقواعد العامة للسياسة الإمبريالية الصهيونية، وهي استغلال ثروات الشعوب عالميا وتسخيرها لقهر هذه الشعوب. أما الحديث عن موقع الدول الرجعية بالشرق العربي والخليج وما يسمى بالدول الإسلامية، كلها على السواء كالسعودية وقطر وإيران وسوريا وتركيا ومصر... ما جهل بقواعد الصراع الطبقي، لكون هذه الدول في موقع خدمة مصالح السياسة الإمبريالية الصيونية ضد الشعوب العربية حفاظا على أمن الدولة الصهيونية على أرض فلسطين. وأما أذناب هذه الدول الرجعية من قاعة وسلفية جهادية وإخوانجية وحماس ... فما هي إلا أدوات لتطبيق السياسات الإستعمارية الإمبريالية الصهيونية عالميا في أرض الواقع في الوقت الذي يتماهى فيه ما يسمى اليسار العربي حول هذ السياسات.

إن كل من يدعم هذا الطرف أو ذاك في الحرب الدائرة اليوم في سوريا ما هو إلا عدو الشعوب بالمنطقة العربية، وخادم الإمبريالية عن وعي أو غير وعي للسياسات الدولية الإمبريالية الصهيونية ضد السلام العالمي وضد تقدم الشعوب العربية وخروجها من ظلمات الفكر الظلامي، فليس هناك في الشرق العربي نظام قومي تقدمي يمكن دعمه، كلما هنالك هو صراع في ظل تناقضات ثانوية بين الطوائف الرجعية الموالية هذا التكتل الرجعي أو ذاك، فلا النظام السوري المتعلق بالرجعية الإيرانية الظلامية نظام تقدمي ولا النظام المصري الغائب عن هذا الصراع نظام وطني تقدمي.

ديماغوجية الظلامية الإيرانية

إذا كان حقا بإمكان النظام الإيراني العميل للإمبريالية والصهيونية القدرة على ضرب العدو الصهيوني فلماذا لا يفعل ذلك أو يترك الإمبريالية الأمريكية تتورط في ذلك ؟

إنها الديماغوجية الظلامية التي تهدف إلى إبقاء الصراع على ما هو عليه والوضع السياسي على ما هو عليه، فإيران هي المستفيد الأول من الحرب على العراق وهي التي تستفيد من الحرب السوية اليوم. وهي تقود مساومات مع الإمبريالية الأمريكية بواسطة الإمبريالية الروسية لفرض التوازنات السياسية المبنية على الطائفية الدينية الشيعية والسنية بالمنطقة، وكلاهما وجهات لعملة فاسدة تسمى الظلامية الرجعية التبعية للإمبريالية الغربية والشرقية على السواء.

إن انجرار ما يسمى باليسار العربي وراء التوازنات الساسية الطائفية ما هو إلا عهر سياسي وتحريف لمسار طريق الثورة ضد الإمبريالية، أما الأنظمة الديكتاتورية الإنقلابية العسكرية فما هي إلا أوجه مزيفة للرجعية العربية وتعبيرات متعددة لفشل المشروع "القومي العربي" المنبطح أمام المشروع الصهيوني بالمنطقة العربية.

أما حرب الإمبريالية الأمريكية على سوريا فلن تتجاوز حد التوازنات السياسية الطائفية بين المد الشيعي والسني، كلاهما منبثق من جذور طائفية غارقة في الرجعية تمتد إلى تاريخ صراع الخلافة بين الأمويين والعباسيين، وصراعهما ما هو إلا صراع في خدمة السيطرة الإمبريالية الصهيونية على خيرات شعوب البلدان العربية.

على الشعوب العربية أن تعي جيدا خطر السياسة الطائفية على مصالحها وتثور على الأنظمة الرجعية العربية ودون ذلك فلا معنى لليسار العربي في الصراع يخدم مصالح الإمبريالية الصهيونية.

الضربة العسكرية الإمبريالية العدوانية على الشعب السوري

إن الإمبريالية الأمريكية لن تتنازل عن الضرب العسكرية العدوانية ضد الشعب السوري إنما ، كما هي دائما تريد أمريكا ربط الأحداث والتأثير على الشعب الأمريكي وشعوب الدول الإمبريالية، تريد أن تكون الضرب العسكرية الإمبريالية العدوانية موازاة مع ما يسمى الحرب على الإرهاب بمناسبة ذكرى 11 شتنبر، التي سيخلدها الشعب الأمريكي هذه السنة على إيقاع سفك دماء أبرياء سوريا لتستمر الحرب الإمبريالية.

واللوبي الصهيوني المتحكم في السياسة الإمبريالية بالبانتكون سيعمل جاهدا من أجل الضغط على الكونكريس لدعم قرار أوباما الجاهز لضرب سوريا، والأنظمة العربية الرجعية عبر جامعتها تشهر دعمها للموقف الصهيوني الإمبريالي ولم يبق أمام الشعب السوري إلا الصمود والمواجهة.

وحتى لا نكون مغرورين فإن النظام الكومبرادوري بسوريا لن يستطيع إيقاف زحف الحرب الإمبريالية على الشعب السوري البطل، إنما هو يكرس تقتيل هذا الشعب بفتحه المجال أمام القوى الرجعية للتكالب على أرص سوريا، وهو عاجز عن صد جحافل المليشيات السلفية الرجعية التي تمتص دماء هذا الشعب، وهو يرى في تلك الحرب القذرة سببا لاستمراره في الحكم، وهو يعرف أنه سيزول حتما يوما عندما تنفتح زهور ربيع الثورية السورية الحقيقية، وهي آتية لا ريب فيها.

إن الحرب على سوريا وقبلها العراق وليبيا وبعدها تأتي إيران ... ما هي إلا حلقة من حلقات تناقضات الأنظمة الديكتاتورية العسكرية الداخلية التي تغذيها الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية، وهذه الحروب لا يمكن أن تنتج إلا ديكتاتوريات جديدة بتسميات جديدة أغلبها طائفية ودينية وقومية في أحسن الأحوال. وكل القيادات الديكتاتورية العسكرية التي نشاهدها اليوم ما هي إلا مساحيق الديكتاتوريات البورجوازية الكومبرادورية التي تسعى في أحسن الأحوال إلى الظهور بمظهر التناقض الرئيسي للإمبريالية بمساحيق قومية زائفة.

الحرب الإمبريالية على سوريا وسؤال الهوية

من العبث الفكري التهويل من القدرات العسكرية للنظام الكومبرادوري البعثي بسوريا وتصوره قادرا على مواجهة القوة العسكرية الإمبريالية الغربية، فلا وجود للمقارنة مع وجود الفارق المهول الذي لا يقاس بكمية العتاد الذي تمتلكه دول المنطقة مجتمعة، فهذه الدول ليست بدول صناعية قادرة على امتلاك أحدث التقنيات العسكرية التي تمتلكها الدول الإمبريالية، وتزويدها بهذه الإسلحة يدخل فقط في إطار تغذية الحرب الإمبريالية الثالثة التي انطلقت منذ الحرب الأولى على العراق في 1991.

إنه من العبث الفكري التعويل على الدعم الإمبريالي الروسي الذي يبحث عن موقع في الصراع لتحسين وضعه الإقتصادي أثناء تقسيم العمل عالميا، فلا معنى للفيتو الروسي مع وجود قرار الدول الإمبريالية الغربية حول شن الحرب على سوريا، فرفع الفيتو الروسي ما هو إلا من أجل ضمان مصالحه الإقتصادية على حساب مصالح شعوب المنطقة ومساومة سياسية من أجل ضمان حقها في تقسيم العمل عالميا بين الإمبرياليات.

إن الموقف من الحرب الإمبريالية التي بدأت منذ الحرب على العراق في 1991 مع سقوط الإتحاد السوفييتي واضح وهو رفضها باعتبارها تخدمة استمرار السيطرة الإمبريالية الصهيونية، فلا داعي لتكرار نفس الهزائم في ظل هزيمة أنظمة البورجوازية الكومبرادورية خادمة الإمبريالية الصهيونية وقاهرة شعوب البلدان العربية والشعوب المضطهدة عامة، فهذه الحرب مستمرة من أجل ضمان أمن الدولة الصهيونية على أرض فلسطين وضمان تدفق خيرات المنطقة على البنوك المركزية الإمبريالية الغربية وضمان سوق تجارية مربحة بالمنظقة.

فالإمبريالية لا جنسية لها ولا لون ولا أخلاق ولا هم يحزنون، كل همها هو ضمان استمرار الرأسمال في ابتلاع قوة عمل الطبقة العاملة وتدمير ثروات شعوب المنطقة بدون توقف، ولو على حساب جثث كل شعوب المنطقة العربية ضمانا لوجود دولة العدو الصهيوني على أرض فلسطين.

فعن أي انتصار يتحدث المتحدثون في حرب خاسرة أصلا في تكتيكاتها واستراتيجياتها إن كانت هناك تكتيكات واستراتيجيات أصلا ؟

إن الطرح الصحيح لقصية الصراع السياسي عالميا يجب أن يتخذ مصالح الشعوب المضطهدة من طرف هذه الدولة الرجعية بعين الإعتبار، أن يكون طرحا تقدميا نابعا من الحرب الشعبية ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الإمبريالية وسقوط الديكتاتوريات الإنقلابية العسكرية ال ...
- الوضع الثوري بتونس ومصر ومهام الماركسيين اللينينيين المغاربة
- الإتفاضة الجماهيرية الشعبية المصرية الثانية : ثورة أم انقلاب ...
- الوعي السياسي الطبقي والوعي القومي في الحركة الإجتماعية المغ ...
- الأسس المادية و الأيديولوجية للصراع الطبقي بالمغرب ومعيقات ا ...
- الأسس المادية و الأيديولوجية للصراع الطبقي بالمغرب ومعيقات ا ...
- رجلان بالمدينة وآخرون ... -كيف تم تقديم المدينة لمفترسين من ...
- رسالة مفتوحة لمراسل فرنسي شاب في مواجهة الظلامية العالمية : ...
- رسالة مفتوحة لمراسل فرنسي شاب في مواجهة الظلامية العالمية : ...
- ورقة تقديمية للمؤتمر الأول لفلاحي أولوز دورة شهيد حركة الفل ...
- المسألة الزراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 4
- المسألة الزاعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 3
- المسألة الراعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 2
- البيان الختامي لليوم الدراسي حول العمل النقابي الفلاحي بتارو ...
- المسألة الزاعية بالمغرب وتمركز الرأسمال في الزراعة الجزء 1
- القانون الأساسي للنقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين ال ...
- بين النظرية والممارسة في العمل الجماهيري : أرضية بناء الملف ...
- قافلة -حركة العيالات جايات- و المضمون الطبقي للحركة
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة تحالف الإشتراك ...
- الثورة المغربية في علاقتها بالثورة العربية و العالمية بين ال ...


المزيد.....




- المسألة النقابية منذ عام 1955 ودور الاتحاد الوطني للقوات الش ...
- الطبعة الثانية من ثلاثية إسحاق دويتشر عن تروتسكي: النبي المس ...
- مظاهرة حاشدة في برلين للتنديد بالإرادة الجماعية التي يتعرض ل ...
- كيف خلقت كرة القدم الطبقة العاملة
- أفريقيا كميدان ورهان للصراع بين الإمبرياليات
- مظاهرة ضد اليمين المتطرف بباريس: -علينا تجنب الصراعات فيما ب ...
- -انتفاضة ديمقراطية-.. تظاهرات عارمة في فرنسا ضد اليمين المتط ...
- تخصيص وحدة إسرائيلية للتعامل مع المتظاهرين المطالبين بإطلاق ...
- مظاهرات بباريس وعدة مدن فرنسية ضد اليمين المتطرف قبل أقل من ...
- ماكرون يحذر من لحظة -خطيرة جدا- في فرنسا مع تقدم المتطرفين م ...


المزيد.....

- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - ما معنى القول بثنائية القطب عالميا ؟