أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهار رضا - بهشته وروح الله (قصة قصيرة)














المزيد.....

بهشته وروح الله (قصة قصيرة)


بهار رضا
(Bahar Reza)


الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


دانيلا ..اقول لها دوماً
ــ دانيلا، عزيزتي، تحتاجين جنحين فقط حتى تكتمل صورة الملاك.
بشفاه لا تفارقها الابتسامة تجيب
ــ عزيزتي. حكمة من التأريخ (لا تضرب المطروح ارضاً) وهؤلاء لا حول ولا قوة! يجب الرفق بهم.
تأخرت بسبب حادث سير ووصلت الى مكتب التحقيق التابع لدائرة الهجرة وانا اتأمل ان تكون هي المحققة، فلم أكن بحاجة بعد التوتر الذي تملكني الى محقق يكرر ويعيد ويزيد في كل كلمة وجملة ويضرب المطروح ارضاً. كم كانت سعادتي كبيرة عندما قابلتني بابتسامتها لتخبرني
ــ لقد وصلتني رسالتك التي تركتها عند السكرتارية حول سبب تأخيرك. لن يكون التحقيق طويل لآنه ببساطة هو تكملة لتحقيق سبقه. خذي نفساً واشربي فنجان شاي يعيد لك بعض الهدوء وناديني حين تجهزين.
كنت قد لاحظت وجود طفلة في المكان، ملامح وجهها البربرية تشير على انها " هزاره " ما كان غريب هو الكحل "سرمه " الذي يملئ عينيها اللوزيتين. لا يتبرجن الهزاره بهذه السن. حاولت ان أخمن سنها لكن تحركاتها الطفولية الأقرب الى الغنج اربكتني. كانت بصحبتها شابة دنماركية وهي مرافقة أو بالأحرى هي بمثابة ولي امر. حيث يلزم القانون الدنماركي بحضور ولي امر لاستجواب الذين تحت السن القانوني.
ذهبت لدانيلا لأخبرها بأنني جاهزة، فدعتني للدخول لتشرح لي طبيعة التحقيق وهذا كرم منها بالتأكيد.
ــ هذا كما اخبرتك هو التحقيق الثاني وهو مزدوج (أي انها برفقة شخص اخر يتم التحقبق معه ويتم نطابق اقوالهم) لن يطول الامر لأني اتخذت قراري على ضوء نتائج الدراسة النفسية والجسدية التي طلبتها من الطب العدلي والتي اكدت اقوالها واقوال المرافق.
باختصار شديد هي "هزارة " حسب اقوالها، توفت والدتها أثناء ولادتها ليتزوج الاب من امرأة من "البشتون " ( وحسب ما فهمنا من مجرى الاحداث) اجبرت الأخيرة الأب وتحت غطاء شرعي تزويج "بهشته" في سن الثالثة. وتقبض المهر، لتطلق بهشته بعد سنتين لأسباب لا أتي على ذكرها، وتزوجها زواجات مؤقتة تباعاً في سبيل الكسب المادي. اخر زيجة هي التي سببت بانتقالها الى هنا.
يقول مرافق بهشته " حبيب الله" والذي هو ايضاً هزاره. بأنه كان يعمل عند قصاب القرية ليعيل والدته واخوته بعد وفاة الوالد وكان القصاب طيب معه، لكن في يوم اكتشف اهل القرية بأن اللحم لحم حمير فاطسه وبما انه كان يعمل في محل القصابة، هو شريك في الجرم. ساعده القصاب على الهروب والعمل لدى احدى عائلات البشتون .لم يرفض او يسأل عن طبيعة العمل لقلة حيلته .هناك تفاجئ بأن العمل لم يكن سوى ارتداء ملابس نسائية والرقص بمجون للرجال ،ضيوف صاحب المنزل والذي يتصور هو، بأنهم من حركة طلبان .
يقول " حبيب الله" جاءتني السيدة الكبيرة وطلبت مني ان اتحدث ل بهشته واطلب منها الهروب معي. لأن السيدة ستسممها وحتى ان اخبرت السيد وصدقها، ستنجو من الام ولن تنجو من البنات. لأنها كانت حامل ومحتمل ان يكون الوليد ذكر وتتربع على عرش الامارة. وكان من الصعب التخلص منها موتاً بعد ان تكررت العملية مرات سابقة. كان سيناريو هروبها مع شاب هزارة مقبول أكثر .
يقول" روح الله" قلت للسيدة الكبيرة
ــ وما ادراني إنك لن توشي بنا اثناء هروبنا متلبسين بالتهمة
ــ سوف يأتي اخي بعد ان ينام الجميع وسترحلون معه، أضن لا يوجد ضامن أكثر من هذا
اقتنعت بالمسألة والطريقة وايضاً ما كان عندي شيء لأخصره، فأقنعت بعناء شديد هذه المخلوقة "بهشته" .لقد دفعت السيدة بسخاء وسافرنا بعد يومين من مكوثنا في كابول وذلك لأخذ الصور وتحضير جواز السفر والتذكرة وسافرنا جواً الى هنا.
هذه ببساطة ملف القضية !
أجبتها بذهول
ــ ببساطة !! انا لا اعرف عن أي شرع تتحدثين. !!هل هذه الطفلة حامل؟ أجبتها بصعوبة وكأن الغرفة أُفرغت من الهواء
بابتسامتها الدافئة أجلبتني.
ــ بالتأكيد لا أعنى بساطة المأساة، أعنى بساطة القضية من الوجه القانوني، لقد حدد الطب الشرعي والاشعة وطبيب الاسنان سن بهشته ما بين الثالثة والخامسة عشر وأكد الأطباء النفسيين بأن سلوكها يشير انها تربت على أحضان الرجال فهي لن تستقر على الكرسي دون ان تطلب الانتباه والالتصاق بشخص. وسلوكيات أخرى تؤكد مجرى حياتها أضف الى فحص الحمض النووي الذي اثبت انها والجنين لا تربطهم أي صلة بالمرافق "روح الله" وجواز السفر المزور الذي يؤكد هروبهم بصورة غير شرعية من أفغانستان.
والان لإتمام البيروقراطية اطلب منك البحث في الغوغل عن الآية القرآنية التي تشرع زواج الطفلة حتى أكمل النصاب القانوني وأقول كلمتي اليوم وامنحها الإقامة حتى ينتصر الخير على الشر
بحثت عن كلمة زواج او طلاق الطفلة في الغوغل وكنت متأكدة بأنها لا تأتي بجدوى لكني اصطدمت بهذه الآية
(وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) (الطلاق:4). يفسر (واللائي لم يحضن) على أنهن هن الفتيات الصغيرات اللائي تزوجن وهن لم يبلغن الحلم (لم يحضن). حاولت ان اقرأ الآية عدة مرات بعد ان اكدة لها لَمْ يَحِضْنَ..... وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ هناك من لم تحض لأسباب مرضية او لصغر سنها والثانية أُولاتُ الْأَحْمَالِ تعني عدم الحيض وسببه الحمل.
نظرة الي دانيلا بعطف بعد ان رأت خيبتي وقالت يجب على الخير محاربة الشر واليوم سيهزم احد رموز الشر وان على نطاق ضيق .
لا اعرف كيف انتهى اليوم وكيف وصلت الى البيت . صدقوني .لا اعرف.
( للتوضيح الهزارة هم الأقلية الشيعبة ومميزين من تقاسيمهم البربرية الأغلبية غير متعلمة, والبشتون هم الأكثرية وهم بالعادة متعلمين ويناصرون حركة طلبان ولهم نفوذ)



#بهار_رضا (هاشتاغ)       Bahar_Reza#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 31 اب لم يعد وجود لهزائم أقبح لصنعها.
- نقول للدودة الوحيدة طوبى لك يا أشرف خلق الله
- لا تحرگوهم بالنفط ، لأن النفط بسرعة يشتعل حرگوهم بالزيت
- دونية الاكراد وذوي العاهات والمحارفين.
- والدتي ،زوجي وضرتي
- حملة جمع تواقيع لهدم الوثن القاطن في ساحة الشكر (التحرير ساب ...
- الى برواز حسين
- To be´-or-not to be human
- كان زقاق الحلواني (قصة قصيرة)
- ( ربي إجعلني بقرة في عيون الرجال) Some dance to remember, so ...
- أنا وطبيبي المُثلي
- آني شرحت ليش ما أخون زوجي وانت ما شرحت ليش خنت زوجاتك..(قصة ...
- حواء وآدم والتفاحتين. (قصة قصيرة)
- كيفما تكون نساءكم تكون حضارتكم
- صومعة أحلامي
- أعِدُّواْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّة.
- ضليت أحبة للعراق ..وبعدني أحبة .
- نسيان
- أصحاب الفيل
- قال يا ويلي من بعثني من مرقدي هذا


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهار رضا - بهشته وروح الله (قصة قصيرة)