أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حرب الناتو على سوريا بالنيابة عن إسرائيل والسعودية















المزيد.....

حرب الناتو على سوريا بالنيابة عن إسرائيل والسعودية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 20:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ مدة ودول حلف الناتو بقيادة أمريكا، تبحث عن مبررات "مشروعة" لشن الحرب على سوريا لإسقاط حكومة بشار الأسد على غرار ما حصل في أفغانستان والعراق وليبيا، ولكن هذه المرة ستكون حرباً خاطفة ومدمرة. فالحرب المخطط لها حسب ما نشرت عنها صحيفة الاندبندنت اللندنية: "تكون حرباً سريعة ومدمرة لن تدوم أكثر من ثلاثة أيام"، يتم تدمير جميع المطارات والثكنات والمؤسسات العسكرية والاقتصادية، حرب مشابهة لحرب الأيام الست في 5 حزيران/يونيو 1967، أو بالأحرى "حرب الساعات الست"، التي شنتها إسرائيل على مصر وتم فيها تدمير جميع القوات الجوية المصرية خلال الساعات الست الأولى من الحرب. ولكن هذه المرة ستقوم قوات حلف الناتو بقيادة أمريكا بالحرب على سوريا بدلاً من إسرائيل وذلك لكسب الأنظمة العربية إلى جانب الحرب وعدم استفزازها بالتدخل الإسرائيلي.

لقد بدؤوا بالترويج لاستخدام الحكومة السورية للغازات السامة قبل أكثر من عام عندما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن استخدام الكيمياوي خط أحمر لا يمكن تجاوزه. وكان الغرض من ذلك هو إيجاد مبررات لقيام حلف الناتو بالتدخل المباشر بما يجري في سوريا ولصالح المعارضة. وقبل أشهر أدعوا أن القوات الحكومية استخدمت غاز السارين، ولكن المدعية العامة السابقة في المحكمة الجنائية الدولية قالت أن مقاتلي المعارضة هم الذين استخدموا غاز السارين (1).

وفي 21 آب الجاري، أدعوا أيضاً أن القوات الحكومية استخدمت غاز الأعصاب (السارين)، وأن هناك أكثر من ألف قتيل وثلاثة آلاف إصابة ولكن لم يقدموا أي دليل مقنع لإثبات هذه التهمة. والجدير بالذكر أن ناطقاً باسم الحكومة الروسية قال: "إن مسلحي المعارضة هم المسؤولون عن الهجوم الكيماوي المفترض". وهناك من يقول أن النظام السعودي متورط في هذه الجريمة.
كما وقال روبرت فيسك في الاندبندنت والمقيم في بيروت: "أن ثلاثة أعضاء من حزب الله اللبناني الذين كانوا يقاتلون إلى جانب النظام السوري أصيبوا بهذه الغازات السامة وهم يعالَجون الآن في مستشفى في بيروت. فكيف تستخدم الحكومة غازات سامة ضد قواتها وحلفائها؟" (2).
وقد مهدت حكومة واشنطن لتبرير عدم وجود الأدلة بالقول أن وصول خبراء الأمم المتحدة جاء متأخراً.

ومن كل ما تقدم نستنتج أن اتهام حكومة بشار الأسد باستخدام الكيمياوي هو لإيجاد ذريعة مشروعة لشن الحرب على سوريا ليس غير. والغرض من هذه الحرب هو تدمير الجيوش العربية لضمان أمن وسلامة إسرائيل، وجعل إسرائيل القوة العظمى الوحيدة في المنطقة.

وبتدمير الجيش السوري والمؤسسات الحكومية، يمهدون الطريق لما يسمى بـ"الجيش السوري الحر" لإسقاط حكومة بشار الأسد، بنفس الطريقة التي مهدوا بها لإسقاط نظام القذافي وذلك بعدم إرسال جيش مشاة يحتل البلاد مباشرة كما حصل في أفغانستان والعراق. والجدير بالذكر إن وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو صرحت أمام البرلمان أن "ايطاليا لن تشارك في اي حل عسكري دون تفويض من مجلس الامن الدولي". واعتبرت ان "حتى خيار التدخل المحدود قد يتحول الى تدخل غير محدود زمنيا" وقالت "ليس هناك حل عسكري للنزاع السوري، ان الحل الوحيد هو حل سياسي تفاوضي."(3)

قد يرى البعض أن في هذا المقال تحولاً في موقفي من أمريكا، إذ كنت من المتحمسين للدور الأمريكي في إسقاط حكم الطالبان في أفغانستان، وحكم البعث الصدامي في العراق، فلماذا أعارض اليوم أمريكا في قيامها بإسقاط حكم بشار الأسد وهو بعثي أيضاً؟
إن سبب هذه النظرة من قبل البعض هو أنهم لا يرون الأشياء إلا بالأسود والأبيض فقط. فطالما أيدتُ أمريكا في حربها على العراق وأفغانستان فعليَّ أن أؤيدها في حربها على سوريا أيضاً وفي كل ما تفعله أمريكا...بغض النظر عن الصح والخطأ. ولتوضيح موقفي هذا أقول:
إني لست متعاطفاً مع نظام بشار الأسد أو حليفه النظام الإيراني، إذ كما ذكرت سابقاً في عدة مقالات أن الوضع في الشرق الأوسط، والعراق بخاصة، لن يستقر إلا بعد تغيير الأنظمة الشمولية في سوريا وإيران والسعودية. وعن الأخيرة ذكرت في مقال بعنوان: (السعودية والوهابية وجهان لإرهاب واحد).(4)

كما ونعرف أن الجهة التي تقود المعارضة المسلحة في سوريا هي (جبهة النصرة) التي اعلنت انضمامها إلى القاعدة وبايعت أيمن الظواهري كزعيم لها قبل أشهر. فالبديل عن حكم بشار هم حكم القاعدة كما حصل في أفغلنستان بعد سقوط النظام الشيوعي. كذلك قال زعيم حزب الأحرار البريطاني السابق، بادي أشداون: "أن الحرب في سوريا هي ليست من أجل الديمقراطية بل هي حرب طائفية". كما وكتب روبرت فيسك يوم أمس (27 آب الجاري) في الإندبندنت مقالاً بعنوان: هل أوباما يحارب إلى جانب القاعدة؟"(2).
ليعلم الجميع، أننا مع أمريكا طالما تطابقت مصالحها مع مصالح شعوبنا، لذا نشكرها على دعمها لشعبنا العراقي في إسقاط حكم البعث لأن لم يكن هناك حل آخر، والبديل عن صدام لم يكن حكم طالبان أو القاعدة، بل النظام الديمقراطي، والذي هو الآن في حالة حرب مع القاعدة. ولكن من حقنا أن ننتقد أمريكا وغيرها، إذا ما اتخذت قراراً أو إجراءً خاطئاً ضد مصالح شعوبنا، لأن الحرب على سوريا ستؤدي إلى تدمير المنطقة بكاملها، وهي في صالح القاعدة التي تحاربها أمريكا في أفغانستان وكل أنحاء العالم وتساعدها في سوريا وتدعم الأخوان المسلمين في مصر.

كما يعرف الجميع موقف السعودية الوهابية من انتفاضة الشعب العراقي في آذار (شعبان) 1991، والتي كادت أن تطيح بحكم صدام، إلا إن النظام السعودي، وبدوافع طائفية بغيضة، أقنع الرئيس الأمريكي بوش الأب، بالتخلي عن الانتفاضة والسماح لصدام حسين بضربها.
بينما يقف النظام السعودي اليوم مع "الثورة" السورية التي تقودها "جبهة النصرة" وهم وحوش يأكلون أعضاء بشرية علناً. وهذا يعني أن البديل عن نظام الأسد هو حكم القاعدة، تماماً كما حصل في أفغانستان بعد أن ساعدت الدول الغربية بقيادة أمريكا إسقاط الحكم الشيوعي بدعم منظمات المجاهدين ومن بينها تنظيم القاعدة بقيادة بن لادن، والذي مهد لمجيء حكم الطالبان والقاعدة، وكانت نتائجها كارثة 11 سبتمبر 2001.

يبدو أن أمريكا لم تستخلص أي درس من أخطائها في أفغانستان، فهاهي تعمل على إعادة ذات الأخطاء في سوريا. وربما يفكر هؤلاء بمقولة: "اضرب رأس الأفعى بيد العدو"، فيستخدمون "جبهة النصرة" لإسقاط حكم بشار الأسد، ليقوموا فيما بعد بحرب أخرى لاسقاط حكومة جبهة النصرة، أي تكرار ما جرى في أفغانستان مع طالبان. هذه اللعبة خطيرة جداً ومكلفة جداً ولها نتائج مدمرة جداً على شعوب المنطقة وعلى الحركة الديمقراطية الناشئة، والمستفيد منها هي: إسرائيل، والسعودية والقاعدة وتنظيمات الأخوان المسلمين.
ـــــــــــــــــــــــ
روابط ذات علاقة بالموضوع
1- المدعية العامة السابقة في المحكمة الجنائية الدولية تقول ان مقاتلي المعارضة في سوريا استخدموا غاز السارين
http://www.akhbaar.org/home/2013/5/146694.html

2- Robert Fisk: Does Obama know he s fighting on al-Qa ida s side?
http://www.independent.co.uk/voices/comment/does-obama-know-hes-fighting-on-alqaidas-side-8786680.html

3 روما ترفض اي تدخل عسكري في سوريا بدون تفويض من الامم المتحدة
http://alakhbaar.org/home/2013/8/153097.html

4 عبدالخالق حسين: السعودية والوهابية وجهان لإرهاب واحد
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/index.php?news=440

5 سوريا: انتصار الخراب/صور مروعة عن الخراب في سوريا. الصور تتحدث عن نفسها.
http://www.informationclearinghouse.info/article34758.htm



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي المغترب وحلم العودة.. هل ثمة ما يغري؟*
- في مواجهة الدعيات المضلِّلة(2)
- دروس من أبو غريب
- في وداع العفيف
- رحيل المفكر التونسي العفيف الأخضر
- لا يصح إلا الصحيح
- إن حبل الكذب قصير
- مصير الديمقراطية في مصر؟
- لماذا الآن اتهام إيران بتفجير المرقدين في سامراء؟
- حول الرواتب التقاعدية الفاحشة للبرلمانيين
- هستيريا الفتاوى للحرب الطائفية، لمصلحة من؟
- المحنة السورية إلى أين؟
- الفرق بين الربيع التركي والربيع العربي
- هل يطيح الربيع التركي بأردوغان؟
- عن مواقف النجيفي اللادستورية
- تقسيم العراق بين الممكن والرغبات
- هل ينجح البعث في إشعال الحرب الأهلية؟؟
- الإعتصامات في خدمة الديمقراطية والمالكي!!
- لماذا مطالبة المالكي بالاستقالة؟ (تكملة)
- لماذا مطالبة المالكي بالاستقالة؟


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حرب الناتو على سوريا بالنيابة عن إسرائيل والسعودية