أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إن حبل الكذب قصير















المزيد.....

إن حبل الكذب قصير


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين فترة وأخرى أعود إلى موضوع الدعايات المضادة والإشاعات المسمومة وفق ما يستجد منها، والتي يصنع معظمها ويبثها فلول البعث والمتعاطفون معهم من الإعلام العربي في تشويه صورة العراق الجديد. ولدي قائمة طويلة من هذه الاشاعات والأكاذيب، وهي غيض من فيض ولولا الرغبة في تفادي الإطالة لذكرتها في الهامش.

الدعاية المضادة هي جزء من الحرب الإعلامية والنفسية بين الأعداء السياسيين، تستخدم في كل زمان ومكان، ولكن درجة تأثيرها يعتمد على حرفية صناعة الإشاعة وفبركتها، ومستوى الوعي الثقافي والسياسي للشعب الذي يتلقى هذه الدعاية. وللأسف، فإن ذهنية الشعب العراقي خصبة جداً لتصديق الإشاعات، خاصة إذا كانت موجهة ضد الحكومة وأيٍ كانت، وذلك بسبب الموروث الاجتماعي من العداء الدائم بين الشعب والسلطة منذ قديم الزمان. كما وساعدت التكنولوجية على فبركة الأكاذيب وإظهارها وكأنها حقيقة لا تقبل الشك. وهناك مثل عراقي يقول: (كذب مسفط أحسن من صدق مخربط)، إضافة إلى سهولة نشر هذه التلفيقات بسرعة وعلى أوسع نطاق بالفضائيات والانترنت.

ونتيجة لما تقدم، في العراق كل من يرفض تصديق الأكاذيب الموجهة ضد مسؤول حكومي يتهم بأنه يدافع عن الحكومة، فالمفروض بالمتلقي أن يصدق الإشاعة، أو على الأقل أن يسكت. سأذكر في هذا المقال نماذج "طازجة!" من هذه التلفيقات، نشرت مؤخراً في وسائل الإعلام، أو وصلتنا عن طريق الإيميل، وسأدرج روابط ما توفر منها في الهامش، تاركاً الحكم للقراء الكرام. ودوري هنا لا يتعدى نقل بعض هذه التلفيقات، وردود بعض السادة الأفاضل ممن يهمهم الأمر، ومن أصحاب الخبرة الذين ردوا عليها مشكورين لتنوير الرأي العام في قول الحقيقة، عملاً بالحديث الشريف: "الساكت عن الحق شيطان أخرس".

منذ سقوط حكم البعث نشاهد حملة تسقيطية واسعة وضارية لتشويه صورة العراق الجديد، وضد المسؤولين في الدولة وخاصة الذين من خلفية مذهبية معينة، وبدوافع سياسية وطائفية، الغرض منها تصفية حسابات. هناك مبدأ قانوني يفيد: "المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته". ولكن في العراق يريد الإعلام أن يكون هو القضاء والحكم، وإذا ما برأت المحكمة المتهم اتهموا القضاء بأنه مسيَّس. في العالم المتحضر لا يجوز ترك الأحكام إلى الإعلام، وقد عاقب القضاء في الغرب العديد من الإعلاميين بغرامات كبيرة عندما وجهوا تهماً لشخصيات أثبت القضاء براءتها.

أدناه نماذج من التلفيقات الجديدة:
1- خبر مفاده قيام وزير التجارة السابق عبد الفلاح السوداني بمحاولة شراء نادي سوانزي سيتي، أجتزئ من التقرير ما يلي:
لندن/ المستقبل نيوز: "رفضت محكمة سوانزي مشروع بيع نادي سوانزي سيتي بطل كأس الأندية المحترفة وتاسع الدوري الإنكليزي البريمر ليغ للموسم 2012 – 2013 للقيادي في حزب الدعوة ووزير التجارة السابق عبدالفلاح السوداني المطلوب للقضاء العراقي لإدانته بالفساد...." (1)
ومن قراءة التقرير، وما تلاه من مقالات، يلمس القارئ اللبيب أن التقرير ملفق، وخير من رد عليه هو الشاعر والإعلامي المعروف الأستاذ فالح حسون الدراجي في مقال له بعنوان: (فلاح السوداني .. شهيد الخلافات السياسية!!)(2)، جاء فيه: "... إن الأمور إتضحت على حقيقتها أمس، حين أتصل بي أحد الزملاء الصحفيين العراقيين المقيمين في لندن، ليخبرني بأنه اتصل بإدارة النادي أمس، وعرض عليها الخبر المنشور في عدد من الصحف العراقية، ومواقع الأنترنيت، مستفسراً عن مدى صحته، فجاءه الجواب، مصحوباً بالدهشة والإستغراب، وبالنفي القاطع جملة وتفصيلاً لما نشر، مع النفي الأشد لفكرة بيع النادي!! ". ويضيف الأستاذ الدراجي في ختام المقال: " نعم، لقد ظُلم السوداني، ولم يزل يُظلم حتى هذه الساعة، بخاصة وإنه الضحية الأكبر في مسلخ الخلافات، والحروب، والتنافسات السياسية والطائفية والمصلحية.. فهو البريء من الوريد الى الوريد، بشهادة القاضي ستار ورور رئيس محكمة جنايات الرصافة السابق، الذي أعلنها بصراحة أمام العالم كله حين قال: لقد أشرفت على محاكمة عبد الفلاح السوداني شخصياً، وتابعت ملفه القضائي مفردة مفردة، ولم أترك، أو أهمل شاردة، أو واردة في قضيته إلا وعالجتها، فلم أرَ له غير البراءة قط. فهو ليس بريئاً فحسب إنما هو مظلوم أيضاً."

2 - إعتقال العطية بلندن بتهمة تبييض أموال الحسينيات (الأحد، 23 حزيران، 2013).
تلقيت هذا الخبر ضمن رسائل الإيميل جاء فيه: "اعتقلت السلطات البريطانية خلال الساعات الاخيرة رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون البرلمانية ‏‏"ألشيخ" خالد العطية في مطار هيثرو بلندن حاملا اوراقا نقدية بمليون دولار واتهمته بممارسة عمليات ‏تبييض اموال.‏.. الشيخ خالد العطية وهو قيادي من دولة القانون معمم وبجنطته مليون دولار جمعها من رواتبه ليتبرع بها الى حسينيات بريطانيا.." . ويسأل كاتب الرسالة: "السؤال هو كم عائلة شيعية نعم شيعية وليس سنية او مسيحية بحاجة الى اعانة يسدون بها رمق اطفالهم؟ يا ناس يا عالم .. ان الله يمهل ولا يهمل ...صدقوني وراس الحسين." أنتهى

تبين فيما بعد أن مصدر هذا "الخبر" هو صادق الموسوي أدلى به خلال مقابلة مع قناة البغدادية. وللأسف الشديد، نجح في تمرير هذا التلفيق التحريضي على الكثيرين وبينهم أشخاص حذرون لا يشك في إخلاصهم للعراق، فراحوا يعممونه كل حسب دوافعه. وأخيراً جاء الرد من الشيخ خالد العطية نفسه في تقرير نشر على وسائل الإعلام، أدرج رابطه أدناه، (3)، جاء فيه: "بغداد (المسلة) - اكد رئيس كتلة دولة القانون النيابية الشيخ خالد العطية، الاثنين، انه أقام دعوى قضائية ضد رئيس مؤسسة العراق للإعلام صادق الموسوي في المحاكم البريطانية على خلفية ادعاء الاخير بتوقيف العطية في مطار هيثرو بلندن بسبب اصطحابه لحقيبة تحوي ملايين الدولارات في برنامج عرض من على شاشة قناة البغدادية. واضاف ان "خبر حملي لحقيبة مليئة بالدولارات غير صحيح ومفبرك ولم احمل اي حقيبة فيها اي مبلغ وهذا الخبر يكذب نفسه بنفسه حيث لم تتطرق له أي وسيلة اعلام ولا قنوات الحكومة البريطانية والحقيبة الدبلوماسية لا يحملها إلا دبلوماسي مسجل في السفارة وأنا لست بدبلوماسي".أنتهى

3- عاجل عاجل: ايران تسرق نفط العراق بموافقة المالكي
وصلني هذا التقرير الملفق عبر البريد الإلكتروني من صديق معروف بعدائه للبعثيين، ومن المدافعين عن العراق، وبالتأكيد عمم هذا التقرير التلفزيوني بدوافع وطنية، جاء فيه: "إيران تسرق النفط العراقي ومن ثم تعود لبيعه للعراق وبموافقة عراقية. برفض العراق الى مراقبة استخراج النفط عبر الاقمار الصناعية، او بوضع عداد الكتروني على بعض الحقول المشتركة. تنبيه هام: هناك حقول هي عراقية وتقع في الاراضي العراقية وليست مشتركة. من لا يصدق، عليه بمشاهدة هذا الفديو".

والفيديو بثته قناة العربية السعودية، ومن يشاهده يرى مدى التألم الكاذب على وجه مقدم التقرير المدعم بالصور والخرائط تداخلت فيه عمليات البرمجة الإلكترونية (animation)، بحيث يمكن تمريرها على بعض المشاهدين، خاصة وأن مقدم البرنامج أدعى أن التقرير من تأليف جماعة من الخبراء الباحثين في الغرب. أدرج رابط الفيديو في الهامش(3). الملاحظ من أول التقرير إلى آخره أن الغرض هو إثارة عداء العراقيين والعرب ضد إيران والسيد نوري المالكي.

وأخيراً رد الخبير النفطي العراقي الأستاذ حمزة الجواهري مشكوراً، في رسالة مختصرة بعثها للصديق الذي عمم التقرير جاء فيها: "هذا التقرير اعدته [الفضائية] العربية، وكما هو معروف أن العربية همها الأول والأخير الإيقاع بين العراق وإيران. التقرير يقول أن حجم المشتقات الإيرانية التي تباع للعراق هو أربعة ملايين برميل يوميا، وهذا يفضح مدى الكذب والفبركة في التقرير، لأن كل التصدير العراقي لا يزيد على مليونين ونصف برميل يوميا، ولا يملك العراق موانئ لتصدير المشتقات اطلاقا، فإذا كان العراق لا يستطيع تصدير اكثر من مليونين ونصف مليون برميل نفط خام، كيف يستطيع تصدير اربعة ملايين برميل مشتقات لصالح إيران؟ التقرير تنقصه اللغة المهنية والمعلومات والكثير من المعلومات التي وردت به ما انزل بها من سلطان، فهو تقرير اعلامي بامتياز وتحريضي خبيث بامتياز أيضا."
محبتي واحترامي
حمزة الجواهري

ثم جاء تأييد لرد الأستاذ حمزة الجواهري من خبير نفطي آخر وهو الأستاذ ضياء البكاء، مدير عام سابق في وزارة النفط، في رسالة يرد فيها على فرية سرقة إيران للنفط العراقي، جاء فيها:
"فعلا إن تقرير العربية يستفز كل من يتوخى الموضوعية والمهنية وهو تقرير دعائي لا يستند إلى الحقيقة بل الى الفبركة والتهويل وإلى مركز دراسات لا نعرف من هو القائم بإدارته ولا درجة الوثوق بإستنتاجاته. ومن أبرز نقاط ضعف التقرير هو إنه يجعل حجم السرقة المزعومة من الحقول الحدودية أكبر حتى من مجموع إنتاج هذه الحقول مجتمعة وهذا ما لا يقبله المنطق، ولا يبين التقرير أيضا كيف يتم نقل الكميات" المسروقة" وهي كبيرة وبأي واسطة !!؟؟ كذلك لا نعرف كيف أحتسب التقرير "مركز الدراسات" إحتياطيات الحقول الحدودية بأكثر من 100 مليار برميل أي حوالي 70 بالمئة من الإحتياطيات النفطية الإجمالية في العراق علما أن غالبية الحقول الحدودية ذات إحتياطيات متوسطة، وكيف يخطأ في حجم إستيراد العراق للمنتجات النفطية (الديزل) من إيران من واقع 2-4 مليون لتر يوميا حوالي 12 - 25 الف برميل يوميا إلى 4 مليون برميل يوميا " البرميل حوالي 160 لتر" أليس ذلك من قبيل المبالغة والتهويل؟ .
مع تحياتي وتقديري
ضياء البكاء
مدير عام سابق في وزارة النفط

4- الخطاب المنسوب للجنرال الأمريكي جورج كيسي، المزعوم أنه ألقاه في احتفال "منظمة مجاهدي خلق" الإيرانية في باريس، والذي ادعى أن إيران هي التي فجرت المرقدين في سامراء، يبدو أنه ملفق. إذ كتب لي صديق وهو إعلامي قدير ما يلي:
"تابعت هذا الموضوع وبحثت طويلا عن مصدر يؤكد الفيديو الذي بثته القناة الاخبارية المشبوهة
وفيه ترجمة مركبة على صوت قديم للجنرال كيسي، فلم اجد اي شيء، ولم يصدر عن امريكا ما يؤكد وقوع مثل هذا الخطاب. عندي معلومات ان وراء فبركة ونشر الفيلم هو (.... ....) شخصيا" [وذكر اسم الشخص، أتحفظ على ذكره لأسباب قانونية]. ويضيف الصديق: "اكرر القول هنا، الفيلم مصنوع، يمكنك ان تخاطب وزارة الخارجية الامريكية وتسألهم عن حقيقة الخطاب وسترى بماذا يجيبوك". أنتهى

وقد راجعت غوغل عسى أن أعثر على الخطاب المنسوب للجنرال كيسي فلم أفلح. كما وإني أملك رابط عن احتفالات "مجاهدي خلق" في باريس ليس فيه أية إشارة إلى حضور الجنرال الأمريكي، لذا وعلى الأغلب، فالخطاب المزعوم هو ملفق رغم أني صدقت به في أول الأمر.

5- وأخيراً وليس آخراً، محاولة البعض المتاجرة بمآسي الآخرين وتجييرها لأغراضهم الطائفية والسياسية.
وصلتني يوم أمس من صديق عزيز، رسالة مؤلمة عن فاجعة اغتيال الدكتور أحمد شاكر، بعنوان: "امام انظاركم الكريمة تعليق لعراقي أصيل .. وحسب علمي انه يعرف الشهيد المغدور حق المعرفة. خبر مؤلم عن استشهاد الدكتور أحمد شاكر". بقلم الدكتور محمد الحسوني، (لست متأكداً، هل هو اسم حقيقي أو مستعار).
وأنا إذ أعرب عن حزني العميق لإستشهاد الزميل الدكتور أحمد شاكر، وأدين الجريمة بأشد ما يمكن من كلمات، وأصب اللعنات على المجرمين القتلة الذين عاثوا بأمن بلادنا واغتالوا أصحاب الخبرات لشل العقل العراقي، ولكن في نفس الوقت أدين كل من يتاجر بمأساة الضحايا من أبناء شعبنا لأغراض طائفية وسياسية ويستخدمها لإشعال الفتن الطائفية.
يبدأ كاتب الاستغاثة بعبارة: "ساسة طائفيون سفلة يقايضون أمننا وسلمنا الاجتماعي بصمتنا عن الفساد واللصوصية والفشل". يطرح أسئلة ظاهرها حق وباطنها باطل، وتلافياً الإطالة أذكر بعضها مع تعليقي عليها.
لا بد وأن يلمس القارئ اللبيب النفس الطائفي في تجيير هذه الفاجعة الأليمة لصالح جهة معينة وخاصة البعث، إذ نعرف قدرة البعثيين على قتل القتيل والسير في جنازته، وإلقاء التهمة على خصومهم.
معظم الأسئلة هي تحريضية ضد طائفة معينة، وضد أناس لا ذنب لهم في هذه الجريمة إذ يقول:
"هل تعلمون أنه (أي الشهيد المغدور) إختصاص غدد صماء يا أهل العقول الصماء؟".

فمن هم أهل العقول الصماء؟ إذا كان يخاطب القتلة المجرمين الحقيقييم فأنا معه. ولكن من هم القتلة الحقيقيين؟ يجيبنا بتساؤلاته اللاحقة كمفجوع: "هل تعلم أنه استاذ كلية طب بغداد يا وزير التعليم الأصم؟". و"هل تعلمون أنه طبيب يا نقابة الأطباء الصماء البكماء؟". إذنْ، وزير التعليم "الأصم" ونقابة الأطباء الصماء هم الذين يوجه لهم تهمة قتل الشهيد الدكتور حامد شاكر، أو كان بإمكانهم حمايته من القتل.
ولكن هذا ليس نهاية بيت القصيد، فيضيف: "هل تعلمون أنه (القتيل) سني وسمى ولديه منتظر والسجاد يا أصحاب العقائد الصماء؟"
يعني أن القتلة هم شيعة والمغدور هو سني ولم يسلم السني من انتقام الشيعة له حتى ولو سمّى ولديه باسماء شيعية (منتظر والسجاد). يعني أن الشيعة أصحاب العقائد الصماء هم الذين قتلوه!! وبذلك يبعد التهمة عن القتلة الحقيقيين من البعثيين والقاعدة التكفيريين، وربما قتلوه انتقاماً منه لأنه سمى ولديه بأسماء شيعية.

ولا أعرف كيف يسمح كاتب "الاسثغاثة" لنفسه وربما هو طبيب إذ وضع لقب (دكتور قبل اسمه) بتحريض الأطباء على الإضراب لشل عمل المستشفيلت. فهذا ليس منطق طبيب أدى قسم أبوقراط يوم تخرج من كلية الطب أن لا يلحق ضرراً بمريض. فما ذنب المرضى بجريمة بشعة ارتكبها إرهابيون سفلة نعرف لأية جماعة قتل ينتمون، ومن يفتي لهم ويغريهم بأن قتل العراقيين مفتاح لهم لدخول الجنة.

وراح المستغيث الدكتور محمد الحسوني في تساؤلاته إلى أبعد من ذلك، حيث يدعو الشعب العراقي لينتفض على " رأس السلطه التنفيذية " ويقصد نوري المالكي، كما انتفض الشعب المصري على مرسي، فيقول: "أيها العراقيون وهل تعلمون شيئاً بسيطاً هو أن الشعوب تقرر مصيرها... أخيراً هل تشاهدون شعباً يظهر على التلفزيون اسمه شعب مصر؟ .. ألا تغارون؟.. لم يقتلوا منهم أستاذاً أو مئات الأطباء والأساتذة ولم يسرقوهم لـ 10 سنوات ..سنة واحدة فقط بعده مرسي ماحاك راسه ...لا ماكو داعي المقتول طبيب سني اسمه أبو منتظر أبو السجاد ....من المسؤول عن أمنه؟ محمد مرسي !!!!!
ثم يحرض على الإضراب العام فيقول: "هل تم إلغاء مصطلح الإضراب وحل مكانه مصطلح الإرهاب ...اليوم على د.احمد وغداً على الباقين...أضربووووووووا يا أطباء العراق أضربوا لكي تتحرك غيرة المسؤولين لحمايتكم متى تضربون؟؟؟ كفى دم." أنتهى.

السؤال هنا، هل هذه هي الطريقة المثلى لتأبين عزيز استشهد على أيدي شذاذ الآفاق، ونحن نعرف أية طائفة عانت أكثر من الإرهاب البعثي- الوهابي ودفعت عشرات الألوف من القتلى. وهل يقبل أهل الشهيد أن يستغل دم فقيدهم لأغراض طائفية وسياسية يتاجر بها بهذا الشكل المفضوح؟
لم أسمع بالدكتور محمد الحسوني من قبل، وقد يكون هذا اسمه الحقيقي، ولكني أشك في ذلك إذ أعتقد اختياره لهذا الاسم ليس صدفة، وإنما لغرض غير بريئ. فقد أختار اسم طبيب معروف وقريب من هذا الاسم وهو الصديق الدكتور محمد حسون، وليس الحسوني، حتى يكون قريباً من اسم شخص حقيقي وهو شيعي، ليقول أن الذي يتهم الشيعة "أصحاب العقائد الصماء" بقتل طبيب سني هو أيضاً شيعي وليس بدوافع طائفية!!؟

أيها السادة، أرجو أن تعيدوا النظر في استراتيجيتكم. فإذا كان غرضكم إسقاط المالكي فيمكن إسقاطه ديمقراطياً بسحب الثقة منه تحت قبة البرلمان. ولكن يبدو أن المالكي يقف في الجانب الصحيح من التاريخ، إذ نرى أن خصوم المالكي في تراجع، فهم الذين راحوا يسقطون الواحد تلو الآخر في الداخل والخارج. فها هو خصمه اللدود أياد علاوي تفككت كتلته وتخلى عنه حتى وزراء كتلته، والقادة الاعتصمات يبحثون الآن عن مخرج يحفظ لهم ماء الوجه بعد أن اختفى ممولوهم. أما أعداءه في الخارج، فهاو بشار الأسد الذي كان يبعث الإرهابيين إلى العراق انقلبوا عليه وهو في محنة، أما أردوغان فهو الآخر يواجه انتفاضة شعبية في بلاده يمكن أن تسقطه، وأما الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر فقد أزيح عن الحكم وصار في خبر كان، ومحمد مرسي سقط إلى غير رجعة. وهاهو المالكي يواصل مع المخلصين في حل الملفات العالقة وبناء دولة مدنية رغم الصعوبات.

فما هو الدرس من كل ذلك؟ الدرس هو: كل ما بني على باطل فهو باطل، وإن حبل الكذب قصير، وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح.
والسلام عليكم
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات علاقة بالموضوع
1 بريطانيا ترفض بيع نادي «سوانزي سيتي» لفلاح السوداني
: http://www.sotaliraq.com/mobile-news.php?id=106720#ixzz2XuIBPofP
2 فالح حسون الدراجي : فلاح السوداني .. شهيد الخلافات السياسية !!
http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=25055

3 ايران تسرق نفط العراق بموافقة المالكي
http://www.youtube.com/watch?v=gjv1vUTp2gU



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير الديمقراطية في مصر؟
- لماذا الآن اتهام إيران بتفجير المرقدين في سامراء؟
- حول الرواتب التقاعدية الفاحشة للبرلمانيين
- هستيريا الفتاوى للحرب الطائفية، لمصلحة من؟
- المحنة السورية إلى أين؟
- الفرق بين الربيع التركي والربيع العربي
- هل يطيح الربيع التركي بأردوغان؟
- عن مواقف النجيفي اللادستورية
- تقسيم العراق بين الممكن والرغبات
- هل ينجح البعث في إشعال الحرب الأهلية؟؟
- الإعتصامات في خدمة الديمقراطية والمالكي!!
- لماذا مطالبة المالكي بالاستقالة؟ (تكملة)
- لماذا مطالبة المالكي بالاستقالة؟
- العراق إلى أين؟
- هل حقاً فشلت التجربة الأمريكية في العراق؟
- غيابهم أفضل من حضورهم
- هل كان إسقاط البعث يستحق كل هذه التضحيات (2-2)
- هل إسقاط البعث يستحق كل هذه التضحيات؟
- في الذكرى العاشرة لتحرير العراق من الفاشية
- قراءة في كتاب: إغلاق عقل المسلم


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إن حبل الكذب قصير