أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعوم تشومسكي - من الذي يمتلك العالم؟ (3)















المزيد.....

من الذي يمتلك العالم؟ (3)


نعوم تشومسكي

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 08:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(ترجمة: حسام عامر، إعداد: ربيع منصور)

لنعُد للحديث عن الانتخابات. كلا الحزبين السياسيين الأمريكيين يطالب بمفاقمة المشكلة. في 2008 قامت منابر الحزبين بتخصيص بعض من الوقت للحديث عن الكيفية التي يجب على الحكومة اتبعاها لمعالجة التغير المناخي. اليوم في منابر الجمهوريين اختفت المسألة من أساسها، لكن المنبر يطالب الكونغرس باتخاذ خطوات سريعة لمنع هيئة حماية البيئة من ضبط انبعاثات الغازات الدفيئة. اذا لنتأكد من أننا سنزيد الأمور سوءا وكذلك يطالب بفتح ملجأ الاسكا القطبي للحفريات، وأقتبس: "من أجل الاستفادة من كل الموارد الأمريكية الممنوحة من الله"، بالنهاية (ساخرًا-المترجم) لا نستطيع أن نعصي الله فيما يتعلق بالسياسة البيئية!.
يقول البرنامج الحزبي يجب أن نستعيد النزاهة العلمية للمؤسسات العامة المختصة بالأبحاث وان نوقف الحوافز السياسية المقدمة للأبحاث الممولة من قبل العامة كل ذلك عبارة عن كلمة ترمز الى علم المناخ أي ايقاف تمويل علم المناخ. رومني ذاته قال انه لا يوجد هنالك اجماع علمي لذا علينا دعم المزيد من الحوار والتحقيق ضمن الوسط العلمي لكن من دون مبادرة باستثناء العمل على مفاقمة المشكلة.
ماذا عن الديمقراطيين، هم يرون بأن هنالك مشكلة ويؤيدون بأن علينا العمل على التوصل الى اتفاقية تضع حدودًا لمستوى الانبعاثات بالتنسيق مع القوى الصاعدة الأخرى، لكن فقط هذا، لا توجد مبادرات، في الواقع، أوباما أكد أن علينا العمل جاهدين لتحقيق ما أسماه بالمئة عام من الاستقلالية في الطاقة عبر استغلال الموارد المحلية أو الكندية، عبر التكسير (التكسير الهيدروليكي: هو وسيلة لاستخراج الغاز الطبيعي تتم عبر ضخ خلطة كيميائية سائلة بضغط عال لتكسير الصخور الرسوبية بما يسمح باستخراج الغاز الطبيعي المحتوى فيه) وعبر استخدام تقنيات أخرى مدروسة لا يسألون كيف سيبدو العالم بعد مئة عام، اذا، هنالك اختلافات، الاختلافات هي بالأساس حول مدى الحماس للسير نحو الانقراض.
لنتجه الى القضية الرئيسية الثانية وهي الحرب النووية. إنها أيضا على الصفحات الأمامية كل يوم لكن بطريقة قد تبدو همجية لبعض المراقبين المستقلين الذين يشاهدون ما الذي يحدث على الكرة الأرضية، وفي الواقع تبدو همجية أيضا لأغلبية بلدان العالم. التهديد الحالي، ليس للمرة الأولى، موجود في الشرق الأوسط والتركيز على ايران.
الصورة العامة في الغرب واضحة جدا: من الخطير جدا السماح لايران بالاقتراب من امتلاك ما يسمى بالقدرات النووية، تلك القدرة التي يتمتع بها العديد من القوى، دزازين منهم،في انتاج أسلحة نووية اذا قرروا انهم يريدون ذلك.
هل قررت ايران ذلك؟ مخابرات الولايات المتحدة تقول انها لا تعلم. هيئة الطاقة النووية العالمية أصدرت أحدث تقرير لها قبل أسبوعين ويتضمن، سأقتبس: "ليس باستطاعتها برهنة عدم وجود مواد ونشاطات نووية غير معلن عنها في ايران". ذلك يعني انها لا تستطيع برهنة شرط لا يمكن تلبيته، ليس هنالك طريقة لإثبات عدم وجود هذه الأعمال. ذلك مريح. ومن أجل ذلك يجب منع ايران من حق تخصيب اليورانيوم. ذلك مكفول لكل قوة وقّعت على اتفاقية حظر الانتشار النووي.
حسنا، تلك هي الصورة في الغرب، انها ليست الصورة نفسها في باقي أجزاء العالم. أنا متأكد من انكم تعلمون أنه كان هنالك مؤخرا اجتماع لحركة عدم الانحياز. انها أكثرية بلدان العالم وتمثل أكثرية سكان العالم. كان الاجتماع في طهران ولمرة أخرى (هذه ليست بالمرة الأولى)، أصدروا اعلانا مدويا يدعم حق ايران في تخصيب اليورانيوم، وهو الحق الذي تمتلكه كل دولة وقّعت على اتفاقية حظر الانتشار النووي، ونفس الشيء ينطبق على العالم العربي، وهو مثير للاهتمام، سأعود للحديث عن ذلك قريبا.





*ما الدولة الأخطر في العالم؟!*



هنالك سبب أساسي للاهتمام كان قد عبّر عنه بايجاز من قبل الجنرال لي بتلر، وهو الرئيس السابق للقيادة الاستراتيجية للولايات المتحدة والتي تدير الأسلحة النووية والاستراتيجية النووية. كتب: "انه من الخطير جدا في مرجل العداوات الذي نسميه الشرق الأوسط أن تقوم أمة واحدة بتسليح نفسها بالسلاح النووي والذي من الممكن أن يلهم أمما أخرى لفعل الشيء نفسه".
غير أن الجنرال بتلر لم يكن يشير الى ايران، كان يشير الى اسرائيل، الدولة التي أخذت المرتبة الأعلى في استطلاعات الرأي الأوروبية على أنها الدولة الأخطر في العالم فوق ايران مباشرة، ومن غير المصادفة في العالم العربي حيث يعتبر عامة الناس الولايات المتحدة ثاني أخطر دولة بعد اسرائيل مباشرة.
في العالم العربي وعلى الرغم من أن ايران غير محبوبة فقد حصلت على مرتبة تراتبية بعيدة جدا في الأسفل على أنها تهديد، في الدراسات التي استطلعت آراء الوسط السكاني وليس الدكتاتوريات.
بالنسبة الى امتلاك ايران للأسلحة النووية، لا أحد يريدها أن تمتلكهما لكن في كثير من الاستطلاعات، الأغلبية وفي بعض الأحيان الأغلبية الساحقة قالوا ان المنطقة ستصبح أكثر أمنا اذا ما امتلكت ايران أسلحة نووية وذلك للموازنة بين من يعتبران المهددين الرئيسيين. هنالك الكثير من التعليقات في الاعلام الغربي وفي الصحف عن موقف العرب تجاه ايران وما تقرأه بالعادة أن العرب يريدون عملا حاسما ضد ايران وهو صحيح فيما يتعلق بالدكتاتوريات، وغير صحيح فيما يتعلق بالسكان، لكن من الذي يهتم بالسكان، الذين يسمونه استخفافا الشارع العربي؟ لا أحد يهتم بهم، ذلك انعكاس للاحتقار العميق جدا للديمقراطية بين النخب الغربية، العميق جدا بحيث أنه من غير الممكن فهمه، وكأنه لا ارادي. دراسة المواقف الشعبية في العالم العربي، وهنالك دراسة شاملة من قبل هيئات استطلاع الرأي الغربية تكشف وبسرعة عن سبب اهتمام الولايات المتحدة وحلفائها الشديد بالتهديد الديمقراطي وفعلهم قدر الامكان لمنعه. هم بالتأكيد لا يريدون مواقف تشير الى أنها من الممكن أن تصبح سياسة، طبعا بينما ينشرون عبارات متنوعة عن اخلاصنا العميق للديمقراطية يتناوب على قولها بإذعان الاخباريون والمعلقون.
حسنا، على عكس ايران، ترفض اسرائيل قطعيا السماح بدخول مفتشين وترفض الانضمام الى اتفاقية حظر الانتشار النووي ولديها المئات من الأسلحة النووية ولديها الأنظمة المتطورة الناقلة لها وأيضا لديها سجل طويل من العنف والاضطهاد وتحدها أراض استولت عليها واستوطنتها بشكل غير قانوني، منتهكة أوامر مجلس الأمن، والكثير من الأعمال العدوانية: خمس مرات ضد لبنان وحده ومن دون ذريعة معقولة. بإمكانك قراءة ما كتب في النيويورك تايمز البارحة، أن مرتفعات الجولان اراض متنازع عليها! وهنالك قرار لمجلس الأمن رقم 497 والذي اتفق عليه بالاجماع يعلن أن ضم اسرائيل لمرتفعات الجولان غير قانوني ويطالب بالغائه، في الواقع انها متنازع عليها فقط في اسرائيل وفي النيويورك تايمز، والذي في الواقع يعكس سياسة الولايات المتحدة الحقيقية وليس السياسة الرسمية للولايات المتحدة.
إيران لها سجل من الاعتداءات أيضا في آخر عدة مئات من السنين اجتاحت واستولت على جزيرتين عربيتين. كان ذلك تحت حكم الشاه وبدعم من الولايات المتحدة وهو الدكتاتور الذي فرضته الولايات المتحدة في الواقع، انها الحالة الوحيدة خلال عدة مئات من السنين.
في الوقت الحالي تستمر التهديدات العنيفة بالهجوم، كنتم قد استمعت لهم في الأمم المتحدة من قبل الولايات المتحدة لكن بالتحديد من قبل اسرائيل. هنالك ردة فعل لهذا من أعلى المستويات في الولايات المتحدة. ليون بانيتا وزير "الدفاع" قال: لا نريد الهجوم على ايران ونتمنى أن لا تقوم اسرائيل بالهجوم على ايران، لكن اسرائيل دولة لها سيادة وعليهم أن يتخذوا قراراتهم حول ما يريدون فعله.. ربما يمكنك أن تسأل ما ستكون ردة الفعل اذا ما عكست توزيع الشخصيات ومن منكم لديه اهتمام بالآثار، ربما تتذكرون بأن هنالك وثيقة تسمى ميثاق الأمم المتحدة، أساس القانون الدولي الحديث والتي نصت على حظر التهديد باستعمال القوة أو استعمال القوة في الشؤون الدولية. هنالك دولتان تتحديان المواثيق والاتفاقيات الدولية، الولايات المتحدة واسرائيل، واللتان تعتبران ميثاق الأمم المتحدة بأنه ممل ولا اعتبار له لذلك يفعلان ما يشاءان، وذلك مقبول.
حسنا، تلك ليست فقط كلمات، هنالك حرب جارية تتضمن ارهابا واغتيالا لعلماء نوويين وتتضمن حربا اقتصادية. تهديدات الولايات المتحدة ليست تهديدات دولية، تهديدات الولايات المتحدة أخرجت ايران من النظام العالمي الاقتصادي. ويعتبر محللون عسكريون غربيون ما يسمونها بالأسلحة المالية على أنها أعمال حرب تبرر رد فعل عنيف. يصح هذا الكلام عندما تكون موجهة ضدنا. اخراج ايران من الأسواق المالية العالمية أمر مختلف. الولايات المتحدة وبصراحة تمارس حرب قرصنة الكترونية ضد ايران، وذلك محمود برأيها.
يعتبر البنتاغون حرب القرصنة الالكترونية بأنها مساوية للهجوم المسلح والتي بالتالي تبرر رد فعل عسكري، لكن ذلك بالطبع عندما تكون موجهة ضدنا فقط.
الشخصية القيادية الليبرالية في وزارة الخارجية الأمريكية هارولد كوه المستشار القانوني الأهم لوزارة الخارجية يقول ان حرب القرصنة الالكترونية عمل حربي اذا ما نتج عنها دمار كبير مثل الهجمات ضد المنشئات الايرانية النووية. ويقول ان مثل هذه الأعمال تبرر استعمال القوة للدفاع عن النفس، لكن بالطبع هو فقط يعني الهجمات ضد الولايات المتحدة أو عملائها.
ترسانة اسرائيل القاتلة والتي تعتبر ضخمة جدا تتضمن غواصات متطورة زودتها بها ألمانيا مؤخرا قادرة على حمل صواريخ اسرائيل ذات الرؤوس النووية وهي من دون ريب ستنشر في الخليج العربي أو بالقرب منه اذا ما استمرت اسرائيل في خططها لضرب ايران، أو من المحتمل كما أظن أن يحاولوا وضع شروط لتسوية الأمر والتي ستضعها الولايات المتحدة. وبالطبع الولايات المتحدة لديها منظومة ضخمة من الأسلحة النووية حول العالم، لكن حول المنطقة من البحر المتوسط الى المحيط الهندي ويتضمن ذلك وجود قوة نارية في الخليج الفارسي كافية لتدمير معظم أجزاء العالم. (يتبع)



#نعوم_تشومسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يمتلك العالم؟ (2)
- من الذي يمتلك العالم؟ (1)
- «سنودن» وطائرة «موراليس»
- من يملك الأرض؟
- تفجيرات بوسطن... وتداعيات برامج «الاغتيال»
- فلسطين... والحفاظ على الكرامة
- في ظلّ الرأسمالية... هل تصمد الحضارة؟
- من يملك العالم؟
- أخطر تهديد للسلام العالمي
- ما بعد الهجوم على غزة
- غزة... أكبر سجن في العالم
- قضايا غائبة في الانتخابات الأميركية
- قضايا يتجنبها أوباما ورومني
- شبح هيروشيما
- قمة -كارتاخينا- ... وتراجع النفوذ الأميركي
- الاعتداء على التعليم العام
- شرق أوسط خال من السلاح النووي
- الاحتلال الإسرائيلي ومنطق -اللابشر-
- التجاهل الأميركي لخطر التغير المناخي
- حركة -احتلّوا-... منعطف أميركي


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعوم تشومسكي - من الذي يمتلك العالم؟ (3)