أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نعوم تشومسكي - من الذي يمتلك العالم؟ (2)















المزيد.....

من الذي يمتلك العالم؟ (2)


نعوم تشومسكي

الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 08:18
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



*التراجع الأمريكي الذي استمر خلال الخمسين سنة الماضية أسبابه ذاتية الى حد بعيد، خاصة منذ السبعينيات*


(ترجمة: حسام عامر، إعداد: ربيع منصور)


بعد سنوات أشار جورج بندي والذي كان مستشارا للأمن القومي في عهد كندي وجونسون -وكإعادة للنظر في أحداث الماضي- أشار الى أنه ربما ان فكرة انهاء حرب الفيتنام في ذلك الوقت كانت جيدة أي أن ننسحب. على عكس الكثير من الأوهام، جرى القتال في حرب الفيتنام في المقام الأول لضمان منع نجاح قيام فيتنام مستقلة لكي لا تصبح نموذجا يقتدى به من قبل دول أخرى في الاقليم.
سأقتبس مصطلحات هنري كسنجر التي استعملها متحدثا عن تشيلي "علينا منع (ما أسماه) فيروس التقدم نحو الاستقلال من انتشار عدواه في أماكن أخرى". ذلك جزء حاسم في السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية ولبريطانيا وفرنسا وآخرين بدرجة أقل.
ومع قدوم عام 1965 انتهى ذلك. كان جنوب الفيتنام مدمرا فعليا، ووصلت أخبار ذلك الى البلاد الهندوصينية وبذلك لن تكون الفيتنام نموذجا يقتدي به أي أحد، وجرى احتواء انتشار العدوى. تأكد نظام سوهارتو من عدم انتقال العدوى الى اندونيسيا وسريعًا كان للولايات المتحدة
دكتاتوريات في كل بلد في الاقليم: ماركوس في الفلبين ودكتاتورية في تايلند وشونغ بارك في كوريا الجنوبية. لم تكن هنالك مشكلة تتعلق في انتقال العدوى لذلك شعر أن ذلك كان وقتا مناسبا لانهاء حرب الفيتنام.
كان ذلك عن جنوب شرق آسيا لكن التراجع الامريكي استمر في آخر عشر سنوات. كان هنالك حدث مهم جدا، خسارة أمريكا الجنوبية، ولأول مرة منذ خمسمائة عام منذ فتوحات بلدان أمريكا الجنوبية (المقصود فتوحات الامبراطورية الاسبانية التي أخضعت أجزاء كبيرة من أمريكا الجنوبية) بدأت بالتحرك نحو الاستقلال والى درجة من الادماج لطبقات المجتمع. البنية الاعتيادية لأي من دول أمريكا الجنوبية كانت عبارة عن نخبة صغيرة وغنية جدا ومغربة، غالبا ما تكون من البيض أو أغلبها من البيض مقابل فقر مدقع وفظيع. البلد مقسومة فيما بينها، قسم منها منحاز سواء مع أوروبا أو مؤخرا مع الولايات المتحدة، وفي آخر عشر سنوات تم التغلب على ذلك بشكل ملحوظ فبدأ دمج طبقات المجتمع وذلك شرط أساسي مسبق للاستقلال، حتى انهم بدأوا بمواجهة مشاكل داخلية أخرى رهيبة.
تلك خسارة أمريكا الجنوبية واحدى علامات ذلك أن الولايات المتحدة طردت من كل قاعدة عسكرية لها في أمريكا الجنوبية. حاولوا استعادة بعضهما لكن الآن ليس لديهم أي منهما.





*الرعب الامريكي من الاستقلال الوطني للشعوب*




حسنا، لننتقل للسنة الماضية فقط، الربيع العربي، تهديد آخر مشابه، انه يهدد بأخذ ذلك الاقليم الكبير خارج المنطقة العظيمة وذلك الاقليم اهم بكثير من جنوب شرق آسيا او أمريكا الجنوبية. عد الى اربعينيات القرن الماضي، قامت وزارة خارجية الولايات المتحدة بتعريف مصادر الطاقة في الشرق الأوسط أسموها بأحد أعظم الجوائز المادية في تاريخ العالم، مصدر مذهل للطاقة الاستراتيجية، اذا ما تمكنا من السيطرة على مصادر الطاقة في الشرق الأوسط فسيكون بامكاننا السيطرة على العالم. الق نظرة على الانقلاب الذي نفذته الولايات المتحدة وبريطانيا في ايران عام 1953، حدث مهم جدا ألقى بظلاله على العالم الى اليوم. كانت تلك ذريعة بأن ذلك كان جزءا من الحرب الباردة، ليس لذلك أي علاقة بالحرب الباردة، لذلك علاقة بالخوف المعتاد وهو الاستقلال الوطني. لم يكن لذلك صلة حتى بايجاد منفذ للوصول الى النفط أو الأرباح، كان الهم هو السيطرة، السيطرة على مصادر النفط الايرانية، وفي الواقع، مصادر النفط في الاقليم، وذلك موضوع تديره قرارات سياسية، لا يناقش كثيرا لكن من المهم جدا أن تملك السيطرة. هذا بالضبط ما أشارت اليه وزارة الخارجية، مستشارو وزارة الخارجية في الأربعينيات قالوا: ان تمكنت من السيطرة على النفط بامكانك السيطرة على معظم بقاع العالم، ويستمر ذلك حتى الآن.
حتى الآن، جرى احتواء تهديد الربيع العربي بشكل جيد في دكتاتوريات النفط -والتي هي الأهم بالنسبة للغرب. كل محاولة للانضمام الى الربيع العربي جرى سحقها بالقوة. كانت السعودية متطرفة جدا بحيث انه عندما كان هنالك محاولة للخروج الى الشوارع، كانت سجون الأمن شنيعة جدا بحيث أن الناس كانوا يخافون حتى من الخروج.
هنالك القليل من النقاش حول ما يدور في البحرين التي سحقت فيها المحاولات، لكن ما جرى في شرق السعودية كان أسوأ بكثير. الامارات مسيطر عليها بشكل كامل اذا لا بأس بذلك، نحن نعمل على ضمان أن التهديد الديمقراطي سيتم سحقه في أهم الأماكن.
مصر حالة مثيرة للانتباه. انها بلد مهم، ليست منتجة للنفط، انها منتجة لكن بكميات قليلة. في مصر اتبعت الولايات المتحدة اجراء اداريا معتمدا، ان شارك أحدكم في السلك الدبلوماسي ربما أيضا سيتعلمه. هنالك اجراء معتمد. عندما يواجه أحد دكتاتوراتك المفضلين اضطرابات في البداية تدعمه الى أطول فترة ممكنة لكن ان أصبح ذلك امرا مستحيلا - إن وقف الجيش ضده مثلا – حينها تقوم بتنحيته وتهيئ طبقة المثقفين لاصدار خطابات رنانة تتحدث عن حبك للديمقراطية ومن ثم تحاول استعادة النظام القديم قدر ما استطعت.
هنالك حالة تلو الاخرى تشبه ذلك: ساموزا في نيكاراجوا، دوفاليير في هايتي، ماركوس في الفلبين، تشون في كوريا الجنوبية، موبوتو في الكونغو. الامر يعود مرارا وتكرارا، إذ لا تحتاج الى عبقري ليرى ذلك، وذلك بالضبط ما حدث في مصر، وما تحاول فرنسا فعله بنجاح أقل في تونس. حسنا، المستقبل غامض لكن التهديد الديمقراطي تم احتواؤه الى حد بعيد، وهو تهديد حقيقي، سأعود للحديث عن ذلك.





*كارثتان: البيئية والحرب النووية*




بالتالي، من المهم أيضا ادراك أن التراجع الذي استمر خلال الخمسين سنة الماضية أسبابه ذاتية الى حد بعيد، خاصة منذ السبعينيات، سأعود للحديث عن ذلك أيضا، لكن بداية دعوني أقول شيئين عن القضايا الأهم اليوم والتي يتم تجاهلها ولا يتم التعامل معها بجدية في الحملات الانتخابية لاسباب وجيهة. لذا دعوني أبدأ في أهم القضايا. هنالك اثنتان لهما أهمية كبيرة جدا لأن مصير الجنس البشري يعتمد عليهما، الأولى هي الكوارث البيئية والأخرى هي الحرب النووية.
لن أمضي وقتا طويلا في عرض تهديدات الكارثة البيئية، في الواقع ان ذلك موجود على الصفحات الأمامية تقريبا في كل يوم، على سبيل المثال، في الأسبوع الماضي كان مقال الصفحة الأمامية للنيويورك تايمز بعنوان رئيسي يقول: "مع انهاء ذوبانه الصيفي، جليد بحر القطب الشمالي يسجل انخفاضا جديدا ويؤدي الى تحذيرات"، الذوبان في هذا الصيف كان أسرع بكثير مما كان متوقعا بواسطة النماذج الحاسوبية المتطورة في تقرير الأمم المتحدة الأخير. توقعت أن جليد الصيف ربما سيذوب مع قدوم عام 2020 وافتُرض من قبل أن ذلك سيحدث في 2050. اقتبسوا من عالم قال: " ذلك مثال جيد على مبادئ المحافظين المتعلقة بتوقعات الأحوال الجوية مع كون التحذيرات حول العواقب البعيدة المدى والرهيبة للانبعاثات الحرارية التي تحاصرنا. الكثير منا يخاف من أنهم ما زالوا يستخفون بسرعة وحدّة التغيرات التي ستحدث وشيكا".
في الواقع هنالك برنامج لدراسة التغيرات المناخية في الام أي تي (الجامعة) هنا حيث نتواجد، و حذروا من هذا لسنوات وقد أثبتوا أنهم على حق مرارا. أوردت التايمز وبإيجاز نقاشات حول التأثير الخطير للاحترار العالمي، ولكنها أضافت أن الحكومات لم يكن لها رد فعل سريع بخصوص هذا التغير للحد من الانبعاثات الدفيئة، وعلى النقيض من ذلك كان رد فعلهم الأساسي هو التخطيط لاستغلال المعادن الكثيرة المكتشفة جديدا في القطب الشمالي، ويتضمن ذلك الحفر لايجاد المزيد من النفط، وذلك للاسراع من الكارثة.
ان هذا مثير للانتباه ويبرهن على وجود رغبة استثنائية في التضحية بحياة أطفالنا وأحفادنا من أجل مكسب قصير الأمد أو ربما رغبة مماثلة وملحوظة لاغلاق أعيننا لكي لا نرى الخطر الوشيك.
هذا شبيه باشياء تراها احيانا تحدث للاطفال الصغار، عندما يرون أن شيئًا ما يبدو خطيرا فيغلقون أعينهم لكي لا يروه.
حسنا، هنالك احتمال آخر، أعني، ربما أن البشر بطريقة ما يحاولون تحقيق نبوءة عالم الأحياء الأمريكي الشهير ارنست ماير الذي توفي مؤخرا، إذ قال قبل سنوات ان الذكاء يبدو وأنه تحول مميت، وكان لديه دليل جيد لمفهوم النجاح البيولوجي، ويعني كم يوجد منكم في النواحي، هذا هو النجاح البيولوجي، وأشار الى أنه اذا قمت بالنظر الى عشرات الملايين من الأجناس في تاريخ العالم، الناجحون جدا منهم هم الذين يموتون بسرعة كبيرة كالبكتيريا، بينما الذين لديهم دور ومكان بيئي محدود مثل الخنافس، يبدو انهم يبلون بلاء حسنا، لكن عندما تنتقل الى الاعلى في مقياس ما نسميه الذكاء، ينخفض مقدار النجاح تناسبيا عندما تنتقل الى الأعلى للثدييات، مقدار النجاح ضئيل جدا، القليل منهم في النواحي أعني، هنالك الكثير من الأبقار فقط بسبب أننا نقوم بتدجينهما عندما تنتقل الى البشر، انه نفس الشيء، حتى عهد قريب جدا قبل الوقت الذي ظهر فيه أي تطور له اعتبار، كان البشر قبل ذلك مبددين جدا، كان هنالك العديد من الأجناس الأخرى ذات الأسنان المعوجّة لكنها اختفت، ربما لأن البشر أبادوهم، لكن لا أحد متأكد من ذلك.
على أية حال، ربما أننا نحاول برهنة أن البشر يمكن أن ينطبق عليهم النمط العام نفسه، أي أننا نستطيع ابادة انفسنا أيضا وبقية العالم معنا، والآن نحن عازمون على ذلك وبتهور.. (يتبع)




*نص محاضرة أُلقيت في جامعة ماساتشوستس في السابع والعشرين من أيلول 2012



#نعوم_تشومسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يمتلك العالم؟ (1)
- «سنودن» وطائرة «موراليس»
- من يملك الأرض؟
- تفجيرات بوسطن... وتداعيات برامج «الاغتيال»
- فلسطين... والحفاظ على الكرامة
- في ظلّ الرأسمالية... هل تصمد الحضارة؟
- من يملك العالم؟
- أخطر تهديد للسلام العالمي
- ما بعد الهجوم على غزة
- غزة... أكبر سجن في العالم
- قضايا غائبة في الانتخابات الأميركية
- قضايا يتجنبها أوباما ورومني
- شبح هيروشيما
- قمة -كارتاخينا- ... وتراجع النفوذ الأميركي
- الاعتداء على التعليم العام
- شرق أوسط خال من السلاح النووي
- الاحتلال الإسرائيلي ومنطق -اللابشر-
- التجاهل الأميركي لخطر التغير المناخي
- حركة -احتلّوا-... منعطف أميركي
- بعد -سبتمبر-... هل كانت الحرب خيارنا الوحيد؟


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نعوم تشومسكي - من الذي يمتلك العالم؟ (2)