أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد المذحجي - مطلع أغنية جاز يغنيها رجل أسود.. وحزين














المزيد.....

مطلع أغنية جاز يغنيها رجل أسود.. وحزين


ماجد المذحجي

الحوار المتمدن-العدد: 1200 - 2005 / 5 / 17 - 10:47
المحور: الادب والفن
    


إلى أحمد محجوب.. لأن ما بيننا لم نقله..


مازلت أقود الكلام السيء نحو قلبي
اطوي الريح بالقهقهات الباهتة
وافتح النوافذ لأصدقاء خسروا اكفهم وهم يصافحونني
مازلت أنصب الشراك للهواء
أخيط ملابس أيامي بالأغاني التي توشك على الوقوع ميتة
وأردف الكلمة بأخرى لم تفض صمتها حتى الأن.
سيكون عليهم إذاً أن يحزنوا جيداً وهم يمرون بي
فأنا فتحت قبري للضوء..
ومنحت للمتسولين فرصة أخرى كي يشحتوا بي
أعضائي بعتها لتجار الحنين
والأساطير علقتها كالصور في قلوب كل من مر بي ولم يسلم على خيبتي.......
***
هل تعرف المرأة التي خلفت في حجرتي معطفها أنني دخنت سجائري في وقت فارغ.. وأنني ذرعت الطريق دون أقدام كافيه لكي أصل المشهد بأطرافه.
كان كل شيء يشير إلى خيبه تبتكرها الخطى العمياء.. نحو الحزن الذي تركته معلقاً مكان القمر.. وقلب حبيبة تركها رجل ما دون أساور.
ستبتكر الخطوات التي يخلفها رجل مثلي أشياء إضافية: أغاني قد أوقعتها الريح وهي تراقص كلامي الذي لم يستطع أن ينقر الشبابيك بشكل جيد.. القدح الذي خرمته من الأسفل كي يلتفت إلى الماء أكثر مما يفعل الأن.. والتملق التي ترضعه أم لطفلها كي ينتعل أحذية لامعه.
يجب الكف إذاً عن مراودة الأشياء المعطوبة فهناك خزي جيد ويكفي لهؤلاء الأغبياء كلهم الذين يظنون أن الشمس تنهض كي تدلهم على الطرقات.
لا بأس..
ما الذي سأفعله إذا أردت أن احزن دون أثير تعاطف العصافير والمعاطف الرسمية والبشر الجيدين للتصفيق.. سأتنصل من أعضائي واعريها بحيث تبدوا فاجرة ومنفره للغاية. سأعض بأسناني على الوقت الرطب.. واكف عن التشفي وابتكار الشائعات الجيدة التي تنصت لها الحجارة البيضاء – تلك التي يدحرجها الشعراء من أعلى التل.
سأفكر بصيغه جيده يتعرف بها دمي على أحزان العابرين الذين لا يتركون ذكريات أبداً.
إذاً..
لماذا لا يترك سوى الغرباء ذكريات؟؟!.
ربما لأن سقوف حلوقهم مثقوبة.
لأن السترة التي يرتدونها - نعم كل الغرباء يرتدون سترة واحده - لم تعد تجف.. ولم تعد تميزهم عن بعضهم.
لا بأس أخرى جيده كي تثير أعصاب تالفة بفعل استخدام متكرر.. والكلام الذي يتحول إلى إطارات يجب إحراقه في الشوارع التي تقود نحو الظل ونحو التلفزيونات التي تنتظر البيان رقم واحد.
كم هو من الحزين للولد أن يتوقع أشياء تحدث باستمرار.....
من المدهش له أن البنات التي يحبهن لم يخبرنه أن الغبار لم يعد يكترث له.. وان بوسعه مداعبة مؤخرات القصائد الرديئة مره أخرى.
لو فعل ذلك لن يثير سوى حزن أمه التي مازالت تتمسك بقصائد رديئة وتطرب لخيبته كما لو أنها عرس.
***
يجب عليّ أن أرعى المقصلة كي تستدل جيداً.. أن أزين عتبة هذا العام بفتاة لم تقترح وشاية لأحد. يجب عليّ أن أخضب المدخل بعنب قديم.. أن أكرس الوقت للشهوة كي لا تنام خائبة.. وأن اعتق ضحكتها – تلك المرأة التي دلت الغابة إلى غرفتي وتركتني أكابد ولعها بينما هي تزين عينيها بنجم توشك على الرقص.
لم يفق الكلام بعد لأن الأشجار مازالت تتعلم كيف يمكن لها أن تسكن بمودة جوار فأس.. والشاطئ الذي هززته هذا الصباح من النافذة ترك البحر عارياً ولم يسنده بالرمل. البنات الصغيرات أصبحن دون ضفائر .. والأمهات تركن حليبهن قرب المدرسة وذهبن. لم يعد هناك ما يكفي ليشد به الرجل صاريته. والمساء لم يعد يكتفي بعزلته. كل شيء ينقر باب الخطوة القادمة.. والذين سينتحرون قريباً وحدهم سيزفون الموت أمامهم.. سيدهنون أعضائهم بالنحيب.. وسيصمتون حين يتكاثر الحديث الرطب على الموائد.



#ماجد_المذحجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاوله في تلقي لغة لم تُجهز من خارجها..عن نص ( أكاذيب نونزاي ...
- بنية مغلقه.. و تحيزات جاهزة... عن المشهد الثقافي السوري
- الخفة كحاصل ضرب الشاعر برسائل الفتاة المراهقة
- هوامش ثلاثه عن انطفاء الرجل الذي غادر
- التفاصيل باعتبارها ملاحظات يكتبها الرجل الضجر
- عن التهديد بالقتل للصحفيين اليمنيين.. الإقصاء والعنف مفردات ...
- فن السينما... النشاط البصري كصناعة ثقافية
- طروادة فولفجانج بيترسن وإعادة كتابة الأسطورة بصرياً
- الحوثي وعلي عبدالله صالح... لصالح من تنهش اليمن؟؟؟
- أفكار في السماعية والنص الشعري
- الرئيس اليمني يهيج القوات المسلحة والأمن على المعارضة والصحف ...
- أغمض قلبك عن وشاية الريح
- مكسوراً كما تريد الملامة
- عن الوقت الذي يمضي فاخراَ ودون انتباه
- حيث لا ننتبه •• مكايدات لعزله ماهرة
- تذييل لخسارات قديمة .. ومتوقعة...
- يمن خارج سياق المدنية.. وخارج سياق الفعل
- تأملات سريعه في الحزب الاشتراكي اليمني .. والمؤتمر الخامس
- هل بدأت الدولة اليمنية تتخلى عن وظيفتها؟؟....


المزيد.....




- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد المذحجي - مطلع أغنية جاز يغنيها رجل أسود.. وحزين