أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - العرب والمشاريع المتصارعه















المزيد.....

العرب والمشاريع المتصارعه


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 19:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرجعية الليبرالية هي في الفضاء الواسع من القيم التي تتمحور حول الإنسان، وحرية الإنسان، وكرامة الإنسان، وفردانية الإنسان , وبعد الحرب العالميه الثانيه تزعمت الولايات المتحده مرحلة البناء السياسي والاقتصادي في اوروبا ونشرت الليبراليه والديمقراطيه التي تنتهجها في الجزء الخاضع لهيمنتها من اوربا وبمساعدة بريطانيه وكانت قواعد السياسات الليبرالية والاستثمار في الانسان والاقتصاد بداية البناء والنهضه في تلك المناطق كما لعبت الاتفاقات العامه والصلح بين الاحزاب السياسيه المتعارضه الاوروبيه دوراً كبير في تقوية الروابط الداخليه لشعوبها وكان شعار الجميع بما فيهم الساسه هو مصلحة الوطن فوق كل شئي ومصلحة البلد تتطلب اتفاق و حلول وسطيه ومُريره للحفاظ على الوحدة الداخليه والسلم فيها , و تلت تلك الفتره مرحلة يمكن تسميتها بمرحلة الثقافه السياسيه وهي مرحله تعلم فيها الجميع قواعد بناء دولة القانون والابتعاد عن العنف و التعبير عن الرأي والقناعات والمشاركه في الحياة السياسيه بطريقه سلميه وكان هذا هومفتاح الهدوء والتطور لتلك الامم .
حينما اعلنت الولايات المتحده عن خطة الشرق الاوسط الجديد جاء الاعلان في فترة مابعد احتلال العراق والشعور بزهوة النصر بالمقابل كانت الشعوب العربيه تمر بمجموعه من الازامات الاجتماعية والسياسية، والمزاج النفسي السيئ للجماهير من الاحتلال الامريكي ومن انقسام القاده العرب حول الاحتلال وطول عمر النظام العربي الفاسد , وفي نفس الوقت كان الروس يمرون في حالة نهوض وتصحيح للوضع الداخلي وتقوية الجيش والبنى التحتيه للاقتصاد مع دراسه الاوضاع الخارجيه عن كثب , وروسيا في تلك الفتره لم يكن بمقدورها فرض مواقفها بسبب ضعف الحاله الداخليه ,حيث عمل بوتين حينها على تعزيز السلطة المركزية، وإحداث التوازن في العلاقات يبن أجهزة الدولة، وركز على إصلاح الاقتصاد وتحقيق نمو اقتصادي مستقر وبعد الازمه مع تبليسي وحرب ساكاشفيلي المدعومه امريكيا والتي خلفت ورائها كارثة إنسانية في أوسيتيا الجنوبية في 2008 استشعر الروس بضرورة الدفاع عن مصالحهم الاقليميه والدوليه وبطريقه تسمح لهم بالحفاظ على علاقتهم مع الشعوب ومن ضمنها العربيه وتغير استراتيجية الحياد الى اتخاذ مواقف احياناً احادية الجانب وخاصه ان فلاديمير بوتين لم يبدي اعجابه بالثورات الشعبية التى أطاحت بحكومات أوروبا الشرقية واضعفت دور روسيا هناك، بل ولمح إلى أن من قام بالدور الرئيسى فيها هى منظمات المجتمع المدنى التى مولتها أجهزة أمريكية.
في الوقت الحاضر أمريكا وليبراليتها ناقصة المبادئ التي فصلتها على مقاس العرب في في حالة ارتباك و رعب من الأحداث في مصر فالاحداث هناك تسير ليس في صالحها ومصر حاملة مشعل التغير في الدول العربيه ستجر الدول العربيه ورائها , وفي سوريا الوضع بيد دول من العيار الثقيل مثل روسيا والصين وايران كما ان انتصارات الاسد خلقت نوع من فوضى المواقف الدوليه وخطوط امريكيه حمراء وسوداء لاقيمه لها ومؤامرات اخرها اتهامه باستخدام السلاح الكيميائي لتحويل الملف السوري الى مجلس الامن وهو ماتلمح به الحكومه البريطانيه التي تعتقد ان العرب قد نسوا ادوار جورج بوش وتوني بلير في مسرحية الاسلحه الكيميائيه العراقيه , الليبراليه السلبيه الانجلوامريكيه في الدول العربيه مهدت الارضيه لروسيا للظهور كقوة عالميه وتجلى ذلك من خلال الوقوف مع سوريا ومع الحكومه المصريه في محنتها الداخليه وتغطية الدور الامريكي البريطاني الاوربي السلبي من الازمه المصريه , وروسيا تفهم جيداَ ان الليبرالية الأنجلو أمريكية هناك اصبحت غير مقبوله جمله وتفصيلا ، و هناك مخاوف امريكيه اوروبيه وشكوك بشأن الليبراليه الروسيه ليبرالية بوتين الصامته التي بدأت تزحف وتنتشر وتؤثر وتنتصر في المنطقه دون الحاجه الى اي ضغوط او جهود سياسية كما ان المواقف الروسيه تلقى جاذبيه اكثر بسبب وضوحها وقربها من افكار واراء شعوب المنطقه ولاتوجد للروس اي مواقف سلبيه تجاه العرب إذ انتقد الرئيس بوتين سياسة الولايات المتحدة الأميركية في محطات عديدة، وقد كان ضد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 من دون موافقة مجلس الأمن , الاكثر من ذلك هو ان بوتين في عز الازمه المصريه الاخيره عقد اجتماعا مع قادة الجيوش الروسية ومسئولي أجهزة المخابرات، لبحث الوضع في مصر وإمكانية مساعدة الجيش المصري والتعاون العسكري بين القاهرة وموسكو في المستقبل مقارنة بالرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قرر إلغاء المناورات العسكرية السنوية (النجم الساطع ) مع الجيش المصري, حتى موقف الروس من الوضع السوري كان خفيف نسبياً على قلب المواطن ثقيل على قلوب بعض الحكام وخاصه الخليجيين ، الروس يفهموا ان السياسات الانجلوامريكيه عند الشعوب العربيه مازالت مرتبطه بمجازر الجيش الامريكي في ليبيا وفي العراق ملجاء العامريه ثم احتلاله والفلوجه وسجن ابوغريب وحديثه والاسحاقي وكيف اصبح العراق بعد الاحتلال , وكذلك الفيتو الأميركي الذي استخدم 42 مرة لإفشال مشاريع قرارات تدين إسرائيل اما بريطانيا فالعرب لم ينسوا وعد بلفور وفضائح الجيش البريطاني في جنوب العراق ومواقف الدولتين من الصراع العربي الاسرائيلي ودعمهما الطويل لإنظمه ديكتانوريه عربيه على حساب الشعوب التي تشعر الان بقربها من حالة المشاركين في الثوره الفرنسيه اكثر منها من الحرب الثوريه .
سوريا احد المناطق الخاضعه للمصالح الجيوستراتيجي الروسيه التي لم تفرط فيها ومنذ بداية الازمه هناك رغم الهجمه الاعلاميه الشرسه ضدها وضد الصين إلا ان مواقف الدولتين لم يتغير بل زاد من اصرار الحكومه الروسيه من التمسك بمواقفها تجاه الازمه السوريه وحتى استخدام الفيتو الروسي في سبيل ذلك , ورغم ماتتعرض له الازمه السوريه من تشويش وسقوط الاف الضحايا الا ان المواقف الروسيه لم تتغير تجاه سوريا ولم تتأذى مصالحها في الوطن العربي بل ان طاقمها الدبلوماسي يعمل بنظام عادي يومي ومواطنيها يتجولون دون التعرض للمشاكل اوالاختطاف ليس لان فلاديمير بوتين يملك العصا السحريه للمواقف الدوليه وانما هي جزء متوارث من الدبلوماسيه السوفيتيه السابقه التي كانت دائما تقف مع العرب مضاف اليها قوه اقتصاديه وعسكريه ناعمه , وبالمقابل نرى ان السفاره الامريكيه والبريطانيه وبعض السفارات الاوروبيه تغلق ابوابها , ويقتل السفير الامريكي في ليبيا وتحذر مواطنيها من السفر الى بعض الدول العربيه تتبعها بريطانيا وبعض الدول الاوروبيه , فالازمه السوريه في حالة استمرار عدم استقرارها و استقرار دول الشرق الأوسط فان تلك الحاله سوف تجلب للولايات المتحدة عواقب دبلوماسية وسياسية وخيمة وستصبح سوريا اخطر من ليبيا واليمن والصومال بالنسبة للولايات المتحدة.
في الماضي راهنت الولايات المتحدة على الحكام و التيارات التي تسمي نفسها علمانية وطنية على حساب التوجهات الدينية ثم عادت تدعم التيار السياسى الإسلامى اعتقاداً منها انه الأقوى بعد وصوله الى السلطه في تونس واليمن وليبيا ومصر ثم اكتشفت ان قوة التيارات الاسلاميه كرتونيه ولا تحضى الا بدعم قائم على سياسة الترهيب وسوف تنهار بقية التيارات الاسلاميه تبعاً لان مصر هي من ستقود عملية توضيح الدور الاسود للتيارات الاسلاميه وجرائمها على مستوى الوطن العربي والتي ستقود بالتالي الى ضعف دورها , والخوف فقط هو من عودتها الى منشئها وهي ارضية العنف .
سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط فشلت واستراتيجيتها هناك اصبحت معروفه وتهدف إلى تقسيم دول المنطقه واضعافها , وان مشكلتها الرئيسيه هو ذلك التصميم على مواصلة تحقيق نفس الهدف مستغله اي ثغره في العلاقات الاجتماعيه والسياسيه والاقتصاديه لبلدان المنطقه او حتى استغلال جماعات الاسلام السياسي لتنفيذ اجندتها بدلا عن الزعامات التي سقطت وتكرار نفس الاسلوب ونفس الهدف الذي اصبح مكشوف وقديم ,والذي ادى الى بروز موجة قويه معادية للولايات المتحدة في مصر وليبيا واليمن والعراق ولبنان وسوريا وغيرها من الدول العربيه و يظهر أن المنطقة العربيه بشعوبها اصبحت تخيف الولايات المتحده اكثر من اي وقت مضى بسبب سياستها المعاديه تجهاهم والتعامل معهم على اساس انهم بدو ومتطرفون اسلاميون يحملون التخلف والعنف ولايفقهون شيئاً عن الديمقراطيه والليبراليه وتطبق عليهم سياسة الاستخفاف والشعور بالتفوق التكنلوجي والعسكري , وعلى مايبدوا ان الوقت قد حان للولايات المتحده لتغير بوصلتها نحو الشعوب وليس نحو الحكام قبل ان تفوتها فرصة تحسين صورتها المشوه اصلاً في ذهنية المواطن العربي والتي تحتاج عقود لإصلاحها.
لقد كان وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزياراته المتكررة للمنطقة العربية نقطة تحول في العلاقات الروسية - العربية، وبداية صفحه جديدة في السياسة الروسية تجاه المنطقة، استطاعت فيها روسيا ان تستعيد مكانتها كفاعل أساسي في شئون المنطقة وقضاياها , فثورات الربيع العربي نجحت في فك الارتباط التقليدي بين النخب الحاكمة والولايات المتحدة في بعض البلدان , واستطاع الروس الدخول على موجة تلك الثورات دون اي مشاكل بسبب موقف روسيا من القضايا العربية الذي يتسم بالاعتدال والتوازن وتأييد الحق العربي و روسيا كذلك هي وسيط نزيه من وجهة النظر العربية وهي الطرف الدولي الوحيد الذي يحتفظ بقنوات مفتوحة مع كافة أطراف القضيه الفلسطينيه، بما في ذلك حركة حماس , كذلك قرار القيادة الروسية بفتح قناة ناطقة باللغة العربية في 2008 كان قرار مدروساً وبثقه لتوصيل الصوت والصوره ووجهه السياسه الروسيه الى المشاهد العربي يتبعه عملية تقويه للنفوذ والمصالح , لان الصراع بين القوى الكبرى هو هو صراع على الجغرافيا والمصادر والمصالح والاسواق , والقوة الروسية صاعدة وقادمه وبقوه واتزان الى المنطقه العربيه والاعلام يعتبر من الاسلحه العصريه القويه لتوضيح وجهات النظر والتقرب من الشعوب على مسرح الصراع الدولي والعلاقات الدوليه .


[email protected]




#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخوان اليمن بين الدولار والاستقامه
- قلم في الاتجاه المعاكس
- لماذا يكرهون الجيوش العربيه
- اليمن ومصر واخوان الشر
- مبروك لمصر الصحوه
- كفروك ياوطن
- جهاد الأحقاد
- إليكِ ياسيدتي أينما كُنتِ
- الحرب القادمه في اليمن
- السلطه القضائيه في اليمن بين التبعيه والاستقلاليه
- العرب و -إكس فاكتور- سياسي
- سوريا ستخضع للحل السياسي فقط
- الحرب الطائفيه وأزمات المسلمين
- حان الوقت ياسيدتي
- الى حبيبتي سيفو
- بيريزوفسكي ولعنة الفقراء والضحايا
- في كل الاحوال احبك
- د. محمد قباطي ونُخب القبيله الذكيه
- السياده الغائب الحاضر في اليمن
- الفكر الديني ومحدودية التطور والحركه


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - العرب والمشاريع المتصارعه