هيثم هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 10:06
المحور:
الادب والفن
و بعد ان وصلنا الى تركيا تعرفنا هنالك على مفهوم جديد: تهريب البشر و صناعة الهجرة؛ اسبابها و كيف هى سوق للعصابات المرتزقة من مصائب و حاجات الإنسان, إنها الاستغلال الكامل و سوق العبودية و النخاسة فى ظل الأمم المتحدة و حقوق الإنسان و المجتمع الأوروبى و الديمقراطية.
نعم .. اصبحت فيلسوفاً و قرت كتابة كتاب عن مذكراتى ووجدت نفسى فى دائرة و باتجاهات اربعة مثل حَمَل ينهشه الذئاب من كل صوب ..
ولحسن حظى تعرفت على انسان جيد و عائلة و اصبحنا اصدقاء و ساعدونى بطلب الهجرة الى احدى الدول الأوروبية و الأمم المتحدة كذلك تقدمت بطلب لجوء و تم ذك بعد معاناة سنة كاملة و نجحنا فى الهروب الثانى و الاستقرار فى بلد جليدى و شعب جليدي, نعم منظم و يوجد قانون و لكن كل شيء لدينا جليدى ...
و ضاق صدرى و عقلى و اختنقت العائلة و تعلمت مفاهيم جديدة رغم انى من قرية عراقية و لكنى لم اسمع بها و لم اشاهدها بهذا الشكل الغريب .. الحجاب و اللحم الحلال و المساعدة الحكومية و الالتفاف على القانون و شعرت بغربة جديدة و حنين للوطن بعد ثلاثة سنوات حصلت على ورقة تقول لقد تغير جلدك و اسمك و حياتك و سقطت عنك الهوية, اسمها الجنسية الجديدة .. فرحت و حزنت, فرحت لأنها كانت حماية لأسرتى و حزنت لأننى شعرت بأننى مجرد ورقة و ليس بشر.
و فجأة قررنا العودة للوطن و بدأت رحلة العودة للعودة, و اللاعودة كما كنت اظن.
عندما نزلت الطائرة فى المطار سجدت و قبلت التراب و عندما رفعت رأسى وجدت الجميع يضحك على, وهكذا فهمت انى رجعت للعراق و ليس للوطن!
يتبع
#هيثم_هاشم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟