هيثم هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 09:53
المحور:
المجتمع المدني
(مذكرات عريف 7)
" الحرب و الحروب "
بعد خروجى من المستشفى وجدت امر نقلى لأحد الوحدات لكونى تضررت من الحروق و الحريق و ذهبت لوحدة قتالية فى اطراف المدينة و كانت جيدة من ناحية قربها لقريتى و الحياة عسكرية فقط و كان الضابط شهماً جداً و متعاوناً و المعسكر نظيف و الأهم المطبخ جيداً و كل يوم خميس و جمعة اذهب الى زيارة اهلى و لكن النعمة لم تدوم ..
"حروب الوطن"؛ نقلت الى شمال الوطن فى حرب لا معنى لها تسمى تمرد ((التمرد هو قانونياً حمل السلاح ضد ألسلطة و حل المشاكل بهذه الطريقة و يسميها البعض ثورة و تبقى المسميات رجوعاً لأسبابها ان كانت انفصالية او مطالبة بحقوق مفهومة)) هذا يسمى ما يخصني و ما يخصنى هو الأوامر فقط ...
و ترقيت الى درجة رئيس عرفاء و فهمت أللعبة, ترقية بسبب الحرب لكى اكون وقودها.
و مرت الأشهر و اخذت اجازة لرؤية الأهل و قد كانت الرسائل منقطعة ما عدا بعد ثلاثة أشهر استطعت الاتصال بهم عندما كانوا يزورون عمى فى المدينة ...
و فى الحرب تذكرت اطفالى اللذين بدئوا يكبرون و انا بعيد عنهم و اكتملت صورة الهروب معى و لكن كيف؟ و الطريقة؟ و تلك الأيام بدأت افكر لماذا يتقاتل الإخوة؟ و لماذا هذا يحدث؟ و مَن وراء تلك اللعبة؟ لأننى بالنسبة للحرب و الحروب مجرد لعبة يلعبها الكبار .. و هكذا نضجَت افكارى.
و بعد ايام تم إصابتى و نقلت للمستشفى ..
و بواسطة الأهل و المعارف بقيت ستة اشهر عدت بعدها للعسكرية لكنى انتقلت لحرب جديدة على تخوم الوطن السليب فلسطين العربية و انتَقَلت وحدتى الى سوريا و عرفت بأن نهايتى قربت و هذا كان شعورى و كانت مسرحية انتهت بإنسحابناعندما قرر النظام وقف الحرب ووجدنا انفسنا فى حرج و تم ارجاعنا للوطن, و الغريب عند العودة تم توقيفى لسبب لا اعرفه و اودعت السجن, نفس السجن اللذى كنت به .. سبحان الله, و هكذا تحققت من قلقى عندما نقلت للسجن اول مرة و بعدة ايام خرجت بدون اعتذار و الى الآن لم اعرف السبب.
يتبع
#هيثم_هاشم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟