هيثم هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 11:36
المحور:
المجتمع المدني
(مذكرات عريف 6)
" السجن "
عندما رحلت بالناقلة لمديرية السجون شعرت بمرارة غريبة .. لماذا أنا؟ هل يوجد عسكرى غيرى يتنقل مثل المومس من حضن الى حضن؟ و من وراء ذلك؟!
امام باب السجن لبرهة و هُنَيئة فكرت فى الهروب و كان شعورى بأنى انا المسجون!
ففى اول يوم شعرت فعلاً انا المسجون و رأيت ماذا يحل بالإنسان عندما يسجن بسبب فعل او مكيدة او غباء او تجنى و اكثرهم فقراء, و هذه ملاحظة خطيرة و قلت لماذا فقراء؟ إذن الغنى يستطع الإفلات فالمال عصب الحياة..
فى الأسبوع علمت بأن المساجين انواع منهم المذنب و منهم من دخل السجن نيابة عن > و منهم من لُفِق له التهمة و منهم غبى جداً جداً و منهم من الجوع الجنسى ضحايا الاغتصاب, اعنى مُنَفذى الاغتصاب وكانت المعاملة تختلف حسب الجريمة, فمنهم جرائم شرف و انا ابن عشيرة و كنت اهتم بهم و يخرجون فى اشهر معدودة و هنا اثيرت فى مخى افكار المدنية .. هل يجوز القتل من اجل الشرف؟ و لأول مرة فكرت و قلت نعم و لكن الشرف هو ليس المرأة فقط و هذا ما تعلمته فى السجن.
كذلك استغلال رجال الأمن للسجناء فى غسل الملابس و تنظيف الأمكنة و الحلاقة , و الأكل و الشرب و امور اخجل ان اذكرها ... و هى تحدث بين ألمساجين .
كذلك انها الحياة المتوحشة للإنسان و لكونى انسان اتعلم يومياً فتفكيرى يتقلب بين فكرى القديم و الفكر الجديد و قلت الأفضل قطع يد السارق بدلاً من جحيم السجون و بعد قلت, لا انها مأساة و هكذا كنت فى دوامة يومية حتى حدث حريق فى السجن و كنت احد المحروقين و نقلت الى المستشفى لمدة شهر.
يتبع
#هيثم_هاشم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟