هيثم هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 10:18
المحور:
المجتمع المدني
(عريف 5)
" نقلى الى مديرية المخابرات "
كما قلت, لقد استقبلنى ابن خالى و هَوَن علىّ الأمور و كنت اذهب كل نهاية اسبوع لزيارة عائلتى فهم فى قرية قريبة للعاصمة و كل يوم افهم الحقيقة جيداً , و تعرفت على طبيعة ابناء وطنى و الغرباء و لأول مرة افهم ماذا يعنى شيوعى أو اسلامى , او دعوجى و لماذا يتآمر أبناء الوطن الواحد على وطنهم تحت سقف فكرى و مسميات لا تمت للوطن بصلة بغض النظر عن طبيعة الحاكم او الحكم.
فالانتماء للخارج لعبة مخابراتية دولية تحت مسميات كل ما استطيع وصفه بالتفاهة, فلا موسكو و لا الأزهر أو قُم , او مفتى بلاد نجد و الحجاز الذى اجاز للغرب استخدام اراضيه و حلل قتل المسلم العراقى تحت ضريعة الضرائع النظام العلمانى الكافر.
و علمت ماذا يعنى الحكم, ففى كل بقاع الأرض هنالك الوجه المضحك من الأنظمة و الوجه المبكى الحقيقى الذى يمنع حتى التظاهر و يقمعه تحت شعار مخربين.
إن حرية التعبير فى المجتمع المتمدن هى سراب لا تتجاوز ((ثقافة الكلام)) و هنالك خطوط حمراء كثيرة لا يجوز اجتيازها؛ ما شاهدناه من مظاهرات فى بريطانيا, امريكا و اوروبا معادية لاحتلال العراق و قمع اجهزة الأمن و الشرطة هى فعلاً الحقيقة العارية للأنظمة الأوروبية فلقد شاهدت كيف يعتقل رجل (كنسى) راهب فى بريطانيا و كيف تقمع مظاهرات الجوع قى اسبانيا و هلم جر ..ّ. شكراً للتلفاز و الفضائيات.
و علمت كذلك كيف يتحول الإنسان الى حيوان يضرب الآخرين فى سبيل انتزاع المعلومات و فهمت ماذا تعنى كلمة فساد فى الدوله ...
و بعد ثلاثة شهور نُقلت الى مديرية السجون و هنا علمت بأننى لست سوى قطعة شطرنج وطنية و فكرت بالهرب!
#هيثم_هاشم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟