أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الواسطي - حرب الشركاء














المزيد.....

حرب الشركاء


كاظم الواسطي

الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظلت العملية السياسية في العراق متأرجحة في سلسلة من الدوّامات المتعاقبة خلال العقد الأخير الذي اعقب سقوط النظام الدكتاتوري السابق ، وقد انعكس ذلك على واقع المجتمع بمجالاته المختلفة ، وخصوصاً في المجال الأمني الذي مازال يشكّل الهمَّ الأول في حياة المواطن العراقي . وصارت التفجيرات ، وعمليات القتل المختلفة ، هاجساً يومياً يفتك في نفوس المواطنين ويشّل عقولهم بترويع مشهد الدم المسفوح ، كل يوم ، في الشوارع والاسواق ، والاحياء المكتظة بالسكان . والمشكلة التي تضفي على هذا الهاجس تعقيداً مركبّا ، والكثير من الالتباس والغموض ، هو أن مساحة الموت المتفجرّة على مدار هذه السنوات تتسعُ في ظل نزاع الساسة الشركاء بغنيمة السلطة ، وتأخذ طبيعة مسارات العلاقة فيما بينهم ، ودائما ما تتفاقم عند درجة الغليان التي يقف عندها ، معظم الأحيان ، مؤشر هذه العلاقة . والمثير للملاحظة ، على المستوى الشعبي ، أن هذا المؤشر يأخذ بالنزول التدريجي عندما تأخذ العلاقة منحى نزاعٍ فعلي يهدد مصالح شركاء الغنيمة ، حيث يبدأون بالمناورات والصفقات التي تثبّت حصصاً اضافية لهذا الطرف أو ذاك لأنهم يعرفون جيداً ما سوف تؤول اليه الأمور عند تحوّل هذا النزاع الى حربٍ أهلية تضع حدوداً فاصلة للشراكة، وتفتح أبواب جهنم على الجميع دون استثناء . ويبقى التمييع المؤقت للفجوات الفعلية بين الشركاء المتخاصمين محفوفاً بأجواء التنافس والنزاع الذي لايمكن ضمان السيطرة عليها في ظل تجذّر الانقسام المجتمعي . وبخبرة الناهبين للمال العام عبر شرعية العمل في مؤسسات الدولة ، وحماية القانون التي يوفرها هذا العمل ، وتوظيف ما يُنهب من ثروات الشعب على شكل رواتب مرتفعة ، وصفقات عملٍ تتحايل على القانون بسلطة المنصب ، للنفوذ وسط جمهورٍ يُسيسُ طائفياً وحزبياً ويُعبأ للضغط والابتزاز ، ويكون تحت السيطرة في لعبة صراع الارادات المنتهكة لمفهوم الوطن والمواطنة. إن استمرار هذه اللعبة السيا – لصيّة يهدد بنية المجتمع ، ويمزّق نسيجها التاريخي عبر تجزئة الشعب الى جماعات وطوائف متصارعة تستمد كلٌ منها قوتها من لصوص الدولة الريعية الذين خربّوا كل مصادر الموارد غير النفطية ليظلوا أرباب عمل وحيدين لجيوش البطالة في العراق ، وللفئات الطفيلية التي تعودت الاسترخاء في ظل صدقات الآخرين . وهم بذلك يسهّلون لقوى الارهاب العمل في وسطٍ جاهز ليكون حاضنة وإمدادا بشرياً يشركونه في لعبتي السياسة والموت الممتزجتين حدَّ التماهي في خارطة الفساد السياسي الحالية في العراق . إن حلقات الارهاب والفساد تترابط فيما بينها بقوة الخروج على القانون وتغتذيان من ذات المال المسروق ، لذا لايمكن أن يفرّط بعضها بالبعض الآخر ، بل هناك شراكة متينة بينها تتنامى بمرور الوقت ، وتأخذ أشكالا تدميرية من أجل استمرارها ، مثلما هو حاصلٌ اليوم من عمليات ارهابية نوعية في التخطيط والتنفيذ ، وليس آخرها عملية تهريب عتاة الارهابيين من سجني التاجي وأبو غريب التي أظهرت بشكلٍ مفضوح هشاشة وجود دولة أو حكومة ، بل غيابهما المعيب جداً عن حماية أمن الوطن والمواطن. وإلاّ كيف يمكن تفسير هروب أكثر من " 500 " سجين إرهابي ، بحسب تصريحات مسؤولين في الدولة ، من سجن أبو غريب ؟ إن وجود عدد من عمليات تهريب سابقة في أكثر من سجن تقضي بوضع آليات عمل أمنية جديدة على ضوء التحقيق في طبيعة تلك العمليات وتحديد المسؤولية عن وقوعها لغرض تجنب تكرارها مستقبلاً ، فكيف بأمر حدوثها بهذا الشكل النوعي من التنفيذ والعدد الكبير من الهاربين ؟ لا يختلف إثنان على أن مثل هذه العملية لايمكن أن تتحقق فقط بقوة من خارج السجن ، إذ لابد من وجود تنسيق مع عناصر فاعلة في الإدارة أو الحماية ، خاصة وأن المعلومات تشير الى حدوث بعض اعمال الشغب وانقطاع للتيار الكهربائي قبل حدوث العملية . إن القدرة النوعية على تنفيذ مثل هذه العمليات ، وتسارع وتيرة التفجيرات الأخيرة في بغداد وبقيّة المحافظات ، وورود أخبار عن عمليات تهجير تقوم بها بعض المليشيات في ديالى ، واستمرار الاغتيالات بالكواتم في وضح النهار ، تثير الكثير من التساؤلات في أذهان المواطنين عن واقع الحكم في العراق ، وعن طبيعة القوى السياسية المتشاركة في ادارة شؤون البلاد . ولكن ما يبقى راسخاً في ذهن المواطن العراقي هو تنصل الجميع عن تحمّل مسؤولية ما يحدث ، وكأن الأمر كله قدرٌ علينا واجب القبول به ، باعتبارنا مخلوقات تستحق لعنة فساد الساسة ، وجرائم الإرهاب .. فماذا علينا أن نفعل ؟



#كاظم_الواسطي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل تحسين العالم
- أصدقاء
- من أخلاق الاستبداد
- وهم الديمقراطية وعزلة النخب
- عن -الظاهرة العراقية-: تجليات الأضداد المتواطئة
- مع ارنستو ساباتوفي حواره بين الحرف والدم /الرادار النفسي للإ ...
- أي مذاق لبلاد العدم /مع ( الوجه المسروق) للإفغانيةلطيفة
- من ينتزع رمانة الياقوت من غصنها الذهبي/قراءة في رواية (كان ه ...
- الشاعر فوزي كريم في عودته إلى قبوالأسرار على دجلة
- حكاية الطفولة الباحثة عن لغة القلب -قراءة في رواية الأمير ال ...
- الشاعر شيركو بيكه س : وطن واحد لايكفي لرقصته الكونية
- عندما يكون الموت مقدّرا في ذاكرة اللغة/قراءة في رواية( الاره ...
- متى يصل مغني القيثارة إلى مسرحه؟.
- ثقافة الإعلامي العربي: بين واقع الصورة وسلطة الفكرة
- إشكاليات المثقف النخبوي


المزيد.....




- مليارديرات وميليشيات وحقوق تعدين.. من قلب صفقة ترامب الجديدة ...
- مسؤول في -حماس- يوضح لـCNN مدى -جدية واستعداد- الحركة لاتفاق ...
- المحكمة العليا البريطانية ترفض دعوى لوقف تزويد إسرائيل بقطع ...
- ما تداعيات الحكم الجديد الصادر بحق المحامية التونسية سنية ال ...
- قراصنة يهددون بنشر رسائل بريد لمساعدي ترامب وأميركا تتهم إير ...
- وفد أوروبي بكفر مالك يدعو لوقف اعتداءات المستوطنين بالضفة
- نتنياهو يترأس اجتماعا أمنيا ثلاثيا وواشنطن تؤكد أولوية صفقة ...
- -لسنا جمهورية موز-.. كيف قوبلت دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياه ...
- المقاومة ترفع تكلفة -عربات جدعون- والاحتلال يمهّد للانسحاب
- لماذا تتركز كمائن المقاومة في -عبسان الكبيرة- بخان يونس؟


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الواسطي - حرب الشركاء