أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبود الشيخ علي - جاكوب ريس وزوجات المسؤولين














المزيد.....

جاكوب ريس وزوجات المسؤولين


عامر عبود الشيخ علي

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 00:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ القدم والعوائل الارستقراطية تعيش في قصور مخملية وحياة ترف تجعلها لا تشعر بان هناك طبقات مسحوقة تعيش في الدرجات السفلى من هذا العالم الفسيح، وكأن العالم خلق لهم، اذ كانت ترى تلك الطبقات ان الذين يعملون في خدمتهم هم في مستوى ادنى بكثير منهم، لا يشعرون بمعاناتهم، ويحسبون انهم يعطونهم من الاجور ما يكفيهم لانهم ادنى منهم، واستمر هذا الحال حتى بعد الثورة الصناعية، فكان الكثير من العمال، والعاطلين عن العمل يعيشون في بؤس وحرمان وحياة لا تصلح لعيش الانسان وفي تلك الفترة ظهر الكثير من المصلحين الاجتماعيين، ومنهم الصحفي المصور والمصلح الاجتماعي الامريكي من اصول دنماركية جاكوب ريس، اشتهر بتكريس مهارته الصحفية في التصوير وكتابة المقالات في إصلاح الأوضاع الاجتماعية للفئات البائسة التي كانت تعيش في الفقر المدقع في نيويورك القرن التاسع عشر في عام 1870م، اذ كتب مقالة تبين البؤس الذي يعيشه المواطنين في احياء من نيويورك، وتضمنت هذه المقالة 18 صفحة تحتوي على 19 صورة تم التقاطها في تلك الاحياء، بعد ذلك تحولت هذه المقالة الى كتاب بنفس العنوان، واحدثت المقالة والصور صدمة كبيرة في تلك العوائل الارستقراطية، وخاصة عند سيدات تلك الطبقة، مما ولد لديهن وخزة ضمير، وان كانت محدودة ولا ترتقي الى حل جذري لتلك المأساة، حيث شكلت بعض الجمعيات من قبل تلك النسوة لمساعدة بعض العوائل المحرومة بمنحهم بقايا طعام القصور، وملابسهم القديمة ، وقامت تلك النسوة من زوجات المسؤولين بالضغط على ازواجهن بتشريع قوانين لصالح الفقراء والمحرومين.
ان الكثير من الاشخاص وخاصة من يمتلكون الثروات وراس المال يميلون الى نسيان معاناة الاخرين، اذ يصبح تفكير هذا الكائن البشري في كيفية الحصول على الاشياء، والبحث المتواصل عن الملذات اليومية للحياة، وخصوصا في المجتمعات الصناعية الحديثة، حيث يميل الإنسان الراسمالي الى لوم الطبقات المسحوقة وهي من اخطر الممارسات الفكرية لهذا الراسمالي، وذلك بلومه الآخرين على ما هم فيه من بؤس وشقاء وأنهم وحدهم يتحملون حالهم من انحدار اقتصادي وثقافي وأنهم بلا إرادة وعزيمة وحماس، متناسيا ان هناك جامع في ما بينهم الا وهو الانسانية، ولولا هؤلاء لما تمكن من جمع ثروته، ولا يدرك انه السبب الرئيسي في تلك المأساة، بامتلاكه المال وادوات الانتاج والسلطة والنفوذ، نتيجة للزواج الغير شرعي للسلطة والمال.
بعد التطور العلمي والتغيرات الاجتماعية التي حصلت وتعدد النظريات الاقتصادية والاجتماعية، نجد ان هناك حاجة ماسة لظهور مصلحين اجتماعيين على غرار جاكوب ريس في عراقنا لتحريك ضمائر زوجات المسؤولين من اعضاء البرلمان واعضاء الحكومة المنشغلين بأزماتهم ولهاثهم حول المال والنفوذ وتكريس الصراعات الطائفية بين اوساط المجتمع، بعد ان سدوا اذانهم عن المطالبات والاحتجاجات لجموع الجماهير التي تسعى الى تحقيق مطالبهم المشروعة في حياة كريمة، ودولة مدنية تكفل الحريات لكل اطياف الشعب، لعلهم يرضخون لمطالبهن في تشريع القوانين المعطلة ومن اجل عيونهن وليس من اجل عيون الشعب.



#عامر_عبود_الشيخ_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المارد يخرج من القمقم
- استقالة المقصرون
- المثقف وهموم الجماهير
- الخبز بدل السلاح
- من صراع حضارات الى صراع اسلامي
- تسارع الحراك في سوريا وربيع تركي غير مرحب فيه
- الانتخابات ومراقبي الكيانات السياسية
- التيارات الاسلامية والعدالة الاجتماعية


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبود الشيخ علي - جاكوب ريس وزوجات المسؤولين