أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبود الشيخ علي - التيارات الاسلامية والعدالة الاجتماعية














المزيد.....

التيارات الاسلامية والعدالة الاجتماعية


عامر عبود الشيخ علي

الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 01:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التيارات الاسلامية والعدالة الاجتماعية
من الواضح ان احزاب الاسلام السياسي قد فشلت في ادارة الدولة واخفقت في تطبيق برامجها التي حاولت بها كسب اكبر عدد من المواطنين عبر شعارتها الانتخابية التي طرحتها، لانها ابتعدت عن مفهوم الدين الذي تجمعت من حوله الجماهير ليكون لهم المنقذ بعد الاستبداد والدكتاتورية ونكصت عن القيم الدينية بانها عزاء الفقراء والمحرومين، ولم تستطيع ان تعمل على تطبيق ما دعت له الاديان السماوية، من شعارات انسانية وهي العدالة الاجتماعية بل انها كرست المفهوم الطبقي، ونتيجة لذلك ولدت طبقات طفيلية جمعت ثرواتها من الفساد المالي والاداري، وسرقة المال العام.
وتعمل قوى الاسلام السياسي على جعل الاقتصاد تابع لاقتصاد الدول الرأسمالية وسياسة السوق الحر، ومحاولة المؤسسات الاقتصادية العالمية ( صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، والبنك الدولي) الى اخضاع الاقتصاد العراقي لارادتها، وذلك بخصخصة القطاع العام الصناعي والزراعي، وفتح الباب بمصراعيها للاستثمار الاجنبي، ومنح القروض، وفتح الحدود للبضائع، وتسهيل عمليات انتقال النقد الى داخل وخارج البلاد. وبهذا تعمل التيارات الاسلامية بجعل الاقتصاد العراقي يتجه نحو الاقتصاد الرأسمالي وهي في ذلك تطبق وصفات تلك المؤسسات خوفا على مصالحها الذاتية، في حين ان الشريعة الاسلامية لاتؤمن بالرأسمالية او بشكل واحد من اشكال الملكية بل تؤمن باشكال الملكيات المختلفة ، الملكية العامة، وملكية الدولة، والملكية الخاصة، وبهذا ليس في الاسلام الحرية الاقتصادية المطلقة التي تسير بها احزاب الاسلام السياسي وتحاول العمل بها، وهناك الكثير من النصوص القرآنية والاحاديث النبوية التي تبين ذلك. وما ينادي به الاسلام (المال مال الله ويستخلف به الانسان) اي ان المال لكل خلق الله ولم يكن لفرد او مجموعة والله يوزع المال لخلقه جميعا وبهذا فأن تلك القيم الاسلامية تقترب من المفهوم الاشتراكي، وكذلك الحديث النبوي الشريف(يشترك الناس في ثلاث الماء والكلأ والنار) وما يعنيه هذا الحديث ان هذه المصادر وحسب المفهوم الحالي تعني مصادر المياه والزراعة والوقود، وبهذا فان تلك المصادر هي ملك عام لا يمكن التصرف بها ولا يجوز استفادة طرف او اطراف معينة بحسب الشريعة الاسلامية اي بالمفاهيم الحديثة عدم خصخصتها وبهذا فأن الدعوة الى خصخصة تلك المصادر يعتبر من المحرمات، في حين تسعى قوى الاسلام السياسي الى تسويق رؤى سياسية لمصالح معينة على حساب تشريعات ونصوص دينية وهذا يبين تناقض تلك القوى بين المصالح النفعية من جهة وايديولوجيتها الايمانية التي اسست من اجلها من جهة اخرى، وجعلتها شعارات تنادي بها باسم الشريعة والدين. من هنا يتضح ان الشعارات التي طرحتها التيارات الاسلامية في حملاتها الانتخابية والتي صوت من اجلها الكثير لم تحقق شيئا لهذا الجمهور ولم تحقق العدالة الاجتماعية، الذي ينادي بها الاسلام، ولكن تزييف وعي المواطنين وحصره في الاطر الدينية جعل الجمهور اكثر التصاقا بالتيارات الاسلامية، وهذا يؤكد على وجوب انضاج الوعي الجمعي للمجتمع من خلال تسويق الافكار الناضجة التي تعج بها التيارات الديمقراطية والتي تطمح للوصول الى عراق فدرالي ديمقراطي موحد يلبي حاجات المجتمع الانسانية.



#عامر_عبود_الشيخ_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وسائل إعلام: تفاصيل مقتل طالب سعودي طعنا في الرقبة في بريطان ...
- تشيلي: انتشال جثث عمال قضوا بعد انهيار نفق في أكبر منجم نحاس ...
- صدى -يوم الضمير العالمي- دعما لغزة يتردد في البقاع اللبناني ...
- شهادة مؤثرة: في غزة لجأنا إلى شرب الماء المالح حتى لا يغمى ع ...
- إل باييس: صناديق الموت من السماء مساعدات لغزة تجمّل الجريمة ...
- إيران تؤسس مجلس دفاع وطني بعد حربها الأخيرة مع إسرائيل
- هل يشتعل الصراع بين تركيا والهند في المحيط الهندي؟
- 90 ألفا تظاهروا بأستراليا تعاطفا مع غزة وإسرائيل غاضبة
- ترامب: على إسرائيل أن تطعم الناس في غزة
- إيران تعلن تأسيس -مجلس الدفاع الوطني- لتعزيز قدراتها


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبود الشيخ علي - التيارات الاسلامية والعدالة الاجتماعية