أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - نايف الرجوب : طرق جديدة تؤدي إلى نفس النتيجة















المزيد.....

نايف الرجوب : طرق جديدة تؤدي إلى نفس النتيجة


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 14:45
المحور: القضية الفلسطينية
    



لفت انتباهي ما كتبه حسن عصفور في زاوية أمد تحت عنوان " رسالة "غزل " من حماس إلى إسرائيل"فبحثت عن المادة المنشورة عن المقابلة التي أجراها صوت إسرائيل بالعبرية مع نايف الرجوب ووجدتها في عدة مصادر.
ونايف الرجوب قيادي من حماس ويحمل لقب عضو مجلس تشريعي فلسطيني .أي أنه يحمل صفتين تمثيليتين : واحدة ينطق باسم حماس والثانية جزء من الأغلبية في المجلس التشريعي .
يقول نايف الرجوب: أن حركته قادرة على إدارة المفاوضات بطرق مغايرة للخروج بالشعب الفلسطيني إلى بر الأمان"كما ترجمت القدس نت تحت عنوان " لحماس طرق أخرى في المفاوضات "
ولكن بعد دراسة المقابلة في عدة مصادر وبعد مراجعتها من ترجمة وكالة معا وهي متخصصة في هذا الشأن خلصت الى نتيجة مختلفة عن العنوان أعلاه.
"وقد تم هذا اللقاء في مكتب الرجوب في مدينة دورا خلال شهر رمضان وفقا لما نشره صوت اسرائيل باللغة العبرية اليوم الجمعة، ونشر اليوم، وقد رد الرجوب على عدة أسئلة وجهت له من قبل الصحفيين "ات عميتي، الياور لوي، جال برجر" والتي تركزت على موقف حماس من المفاوضات والحلول المطروحة" كما ترجمت معا .
لا بد أن الحوار كان أوسع بكثير مما نشرته الصحف . فبالعادة تكون الأحاديث للصحف الأجنبية أكثر إنفتاحا ، وعندما تكون الأحاديث للصحف العبرية فإنها بالتأكيد تحمل رسائل من المتحدث .
إنها تحمل رسائل يستهدفها المتحدث عن نفسه بالأصل كما يستهدف نقل رسالة من الجهة التي يمثلها مشفوعة بنكهته الخاصة ، كما يستهدف تحديد إصطفافه الشخصي في التلاوين والميول الموجودة في تنظيمه الحزبي .
إن هذا كان واضحا في أسئلة الصحفيين الإسرائيليين وفي ردود نايف الرجوب .
وهناك ملاحظة مهمة : الأمن الإسرائيلي والفلسطيني يفتحان عيونهما هذه الأيام على حماس في أجواء المفاوضات الإستسلامية الدائرة ، ومع العلم أن الحالة الشعبية الفلسطينية في الحضيض وأن الفصائل الفلسطينية الإسلامية والوطنية في حالة إغماء سياسي ، غير أن هذه فرصة لاقتناص مواقف والتعرف على مواقف بوجود العصا والجزرة. والضحية هو الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينة .
غالبا تدفع القضية الفلسطينية ثمنا باهظا من قبل أشباه القيادات وذلك :في أجواء أقبية التحقيق، أو المقابلات مع الإعلام الأجنبي وخاصة الأمريكي والإسرائيلي ، وهذا ما حصل بالضبط مع نايف الرجوب .
وكما كل الذين سبقوه ، يتسلح نايف الرجوب بموقف أحمد ياسين ولكن بطريقة كمن يرجع الى القرآن والسنّة.
رد الرجوب على استفسار يتعلق باختلاف موقف حماس من التسوية في قطاع غزة بقوله :" غير صحيح فحركة حماس سبق وأعلنت موقفها من خلال الشيخ احمد ياسين الذي أكد بأن الحركة تقبل بالدولة الفلسطينية على حدود عام 67 مقابل هدنة طويلة الأمد"
لقد سبق وناقش كثيرون من حماس مواقفهم من التسوية بالإستناد إلى تأييد احمد ياسين لها وكأن تأييده للتسوية أبلغ الردود على المحاورين وأنه مفحم لكل تلاوين الشعب الفلسطيني . ومن المعلوم أن موقف أحمد ياسين في أقبية التحقيق كان متعاونا مع المحققين وقدم كل ما لديه من معلومات عن حركة حماس الوليدة وتسبب لها بضربة واسعة في الضفة والقطاع وتكفلت الصحف العبرية بنشر اعترافاته كلها. كما أنه من الناحية السياسية كان متواضعا . و موقفه هذا لم يكن مرجعية لقيادة حماس في حياته ولا بعد مماته ، بل ظلت حماس تعلن:" رفضها لكل الوجود الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية وظلت ترفض التسويات والمفاوضات وترفض أي تنازلات عن أي شبر من أرض فلسطين " وكانت حماس مصطفة في تيار الرفض الفلسطيني بشكل حاسم كما تدل كل وثائقها الرسمية المعبرة عنها . يبقى أن نقول ان المتهاونين والمتخاذلين من قيادة حماس يستعيدون إحياء تصريحات شخصية لأحمد ياسين وينطلقوا منها في هوانهم وتخليهم عن الوطن الفلسطيني والمتاجرة بالقضية الفلسطينية ، والأهم الدفاع عن فروة رؤوسهم في لحظات الشدة، والإعلان عن اصطفافهم الجديد أو التأكيد عليه .
جوهر سقف مطالب حماس:
ورد الرجوب على سؤال حول هل توافق حماس على الجلوس على طاولة المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي
فمع فنجان القهوة قال نايف الرجوب :" من ناحية المبدأ نعم لدينا الاستعداد للجلوس على طاولة المفاوضات.."
ويضيف :" عندما يكون توافق لدى الجانب الفلسطيني واستعداد لدى اسرائيل للتوصل الى حلول تقبل فيها معظم الفصائل الفلسطينية، يمكن الجلوس للمفاوضات مع اسرائيل"
هنا نعود لنستذكر معا اتفاق مكة بين فتح وحماس ، حيث وافقت حماس على سير فتح بالمفاوضات ولكنها اشترطت أن تعرض النتائج على المجلس الوطني لأقرارها ( أي موافقة الفصائل ) أو يجري عليها استفتاء من قبل الشعب الفلسطيني وإجراء استفتاء كهذا مستحيل وإن أجري تكون نتيجته مضمونة سلفا بالموافقة .
إن هذا كان يعني الموافقة على المفاوضات من غير حتى أن تكون حماس شريكة فيها . وفي الحقيقة كان هذا تعبيرا رسميا عن موقف حماس من التسويات الجارية كما هي .
إن الرجوب قد اندرج في تيار التسوية عموما وأعلن نفسه في اصطفاف تيار حماس المنسجم مع مسار التسوية من حيث المبدأ وينقد فيها هذا الشيء أو ذاك .
الرجوب يتخلى عن 1948 وحق العودة من الأساس :
النقطة الأخطر هي سير نايف الرجوب على نفس الخطى التي سارت عليها القيادة الفلسطينية منذ عام 1974 والمتعلقة بالإعتراف بإسرائيل على حدود 1948 عند الرابع من حزيران أي بدون الضفة والقطاع وبدون أي ثمن و تعبيرا عن حسن النية فقط.
يقول الر جوب عن التسوية التي يريد: الخطوة الأولى هي الانسحاب الاسرائيلي الى حدود الرابع من حزيران بما فيها القدس وانهاء الاحتلال الاسرائيلي..."
انتبهوا ...انتبهوا... انتبهوا .
ليس المهم ما يريد نايف الرجوب في هذه الصيغة ، المهم هو الذي لم بعد يريده الرجوب. المهم هو أنه تصالح مع مفاوضيه الصحفيين الإسرائيليين على الأراضي الفلسطينية التي جرى احتلالها عام 1948م وأن هذه خرجت من المساومات والمفاوضات دفعة واحدة ولم تعد مطروحة للبحث ، كما لم يطرح للبحث موضوع اللاجئين نهائيا كما في جميع المراجع التي شاهدتها وهي حوالي خمسة مراجع .أليست هذه نفس هوية الوفد المفاوض ؟ أم أن الرجوب إنتقل الى صفوف فتح ؟
لقد كان الصحفيون مفاوضين أذكياء حول معظم المواضيع المطروحة ولا بد أن الرجوب كان يستمتع بجلستهم ولا يريد أن يكسفهم بشيء وهم ضيوفه ويجلسون في بيته بيت العزّ. فحينما سألوه عن الإعتراف بإسرائيل ، لم يؤجل ذلك بل أعلن موافقته الحالية الصريحة بالإعتراف بإسرائيل حاليا في سياق رده عن المستقبل .
هل حماس لديها الاستعداد للاعتراف باسرائيل ؟
رد الرجوب بالقول :" هذا الأمر متروك للدولة الفلسطينية، وفي حال قرر الشعب الفلسطيني ذلك فإن موقفنا لن يكون معارضا وسنقبل بذلك، اذا قال الشعب الفلسطيني من خلال اجماع فصائلي أو استفتاء شعبي بأن كفار سابا وتل أبيب وايلات ارض اسرائيلية ويعترف بقيام دولة اسرائيل عليها نقول كل الاحترام لهذا الموقف"
هكذا إذن ! لم يقل الرجوب مثلا: إن هذا متروك للمستقبل ، بل قال إنه مستعد من الآن لتقديم الإعتراف في حينه أي أنه يعترف من الآن ويقدم صورة التسوية "المختلفة " التي ادعى انها تختلف .
وعن القدس بشكل محدد: "مدينة القدس فإنها غير خاضعة فقط لاجماع فصائلي فلسطيني أو استفتاء شعبي فلسطيني، ويجب ان يكون موقفا عربيا واسلاميا فيما يتعلق بموضوع القدس، ويجب استفتاء العرب والمسلمين على هذه القضية"
في التنازلات في كل الأمور كان يكفي توافق الفصائل أما التنازلات عن القدس فمطلوب تأييد عربي إسلامي . وهذا كما هو معلوم متوفر من الآن من قبل الأنظمة العربية الرجعية والصنيعة لأمريكا وهي تعترف من الآن بإسرائيل .
كما يتعهد الرجوب بحماية الأمن الإسرائي تماما بعد التسوية فيقول: عندها لن يستطيع احد اطلاق صواريخ من قلقيلية على كفار سابا، لان هذا الاتفاق سيجد الاحترام من قبل الجميع، وسيقوم الجانب الفلسطيني بالدفاع عنه واحترامه، وكذلك سيحترمه الجانب الاسرائيلي ويدافع عنه"
والصورة النموذجية التي يطرحها الرجوب قبل المفاوضات :
" الخطوة الأولى هي الانسحاب الاسرائيلي الى حدود الرابع من حزيران بما فيها القدس وانهاء الاحتلال الاسرائيلي، ومباشرة يتم بناء الدولة الفلسطينية وتستمر المفاوضات مع اسرائيل على باقي القضايا الاخرى، ولكن في البداية قيام الدولة بحدودها ومعابرها وسمائها، ويمكن ان تستمر المفاوضات على باقي القضايا سنة أو سنتين أو حتى 10 سنوات"
أي هو من تلقاء نفسه بدأ بالمطالبة بالإنسحاب إلى حدود الرابع من حزيران بما فيها القدس وانهاء الإحتلال مع تأجيل باقي القضايا الأخرى ( أي تركها)وبعد ذلك تستمر المفاوضات سنة سنتين عشر سنوات ، وهذا لا يهم الرجوب .
المهم أن تبدأ المفاوضات وهو يطرح هذه المطالب فقط ، وسوف تفعل المفاوضات فعلها في هذه المطالب ومن قبل الجلوس على الطاولة ، بل يكفي أن ترسل إسرائيل مجموعة صحفيين أخرى يرفعون قليلا من قدر نايف الرجوب حتى يتنازل لهم في الجولة الأخرى إلى ما هو أدنى من تنازلات الوفد المفاوض الحالي.
ملاحظة : هناك فوارق جدية في الترجمات بين معا المتخصصة وبين القدس نت التي نشرت مقتطفات لقراء حماس تختصر المقابلة وتخفي الحقيقة ونشرت عنها مصادر عديدة .
ملاحظة : وصل الرجوب "بطريقة أخرى" إلى تنازلات أعمق وأوسع مما يعلن المفاوض اآخر كما لو كان الحال اوكازيون .
ملاحظة :نايف الرجوب قيادي في حماس واعتقل عدة مرات ..



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على تعليقليبرتي فيرنس
- المفاوضات والشق الثاني من وعد بلفور
- حراك الشوارع هو الذي أتى بديموقراطية الصناديق
- المسجد الأقصى والهباش
- عريقات يكشف السر الخطير
- الجيش الحر في دائرة الإتهام
- عودة مرسي
- لو كنت جزءا من الحركة الوطنية المصرية
- أين تتجه حركة الإخوان في مصر
- أمريكا... التضحية بمرسي لإنقاذ النظام
- الضغط من أسفل هو الشريعة الثورية حاليا
- الله أكبر ..ألله أكبر
- الغرب يضغط على الإخوان
- ما معنى التقدم في الخالدية ؟
- ليسقط القمع ليحيى الرفض الفلسطيني
- عباس الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني
- سقط مرسي ولم تنتصر الثورة في مصر
- كلمتين في استئناف المفاوضات
- الطبقات الإجتماعية ومفهوم الشعب
- المعارضة السورية تستصرخ أمريكا


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - نايف الرجوب : طرق جديدة تؤدي إلى نفس النتيجة