أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - الشعوب العربية تواجه نفسها














المزيد.....

الشعوب العربية تواجه نفسها


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 21:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




الحرائق في منطقتنا متداخلة مشتركة يدفع بها بعضنا بأتجاه الأخر , ولا يدعي احد أنه يجيد اللعب بالنار لأن لهيبها سيصيب الجميع دون استثناء وأولهم من يشعلها ومن يلعب على أوتارها , أخطر تحد تواجهه الشعوب العربية منذ مئة عام , حيث تواجه نفسها وثقافتها ووعيها , فهي تبحث عن الحرية بمفاهيمها والأستقرار الأمني والمجتمعي والأقتصادي , تبحث عن ثقافة التكامل وليس ثقافة القتل والسحل والتمثيل بجثث الضحايا ، تبحث عن طرق جديدة تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم , شعوب رضخت تحت نير الأستعمار وأستعبدت بأسم الفتح من الغرب , ومن ثم والدكتاتورية وتسلطت عليها الحكومات بأسم الحفاظ على الأمن القومي , وإن القائد لا بديل له الاّ القائد , تحكمة نخبة من العساكر والمقربين و العوائل كرسوا ثقافة الحزب الواحد والقائد الأوحد , والماسكين لمصير الامة وتاريخها وقوميتها , في الظاهر ينادون بأسم الوحدة والتاريخ المشترك والقضايا المركزية ,وفي الكواليس متأمرين على بعضهم ضمن دائرة مصالحهم على حساب شعوبهم , قبال ذلك تنامت الأفكار الداعية للتحرر من الحكام ونبذ الأفكار الدخيلة الوافدة التي سببت إنحراف الامة تحت وطأت الدكتاتور ونعته بالعمالة , ما حصلت منها الاّ المطاردة من السلطات والقمع , في وقت عمدوا بالضد الى تهديم مؤوسسات الدول واراقة دماء الشباب بمسميات الجهاد ضد الظالم الى درجة الأنتحار في بعضها ,ولم تؤوسس لدولة على ارض الواقع .
منحدر خطير تمر به المنطقة الأقليمية والعربية , وبعد تجاوز مرحلة مخاضات الربيع العربي , بعضها جاءت مشوهة والبعض الآخر منحرفة عن مساراتها الصحيحة , واليوم تعاني من تسلق التطرف والتكفير حيث تشوه منجزاتها وتصادر طاقاتها , وتفرض عليها اجتهادات منقوصة بعيدة عن الدين والعقيدة والمنطق , التي خالف مباديء ثوراتها من اجل العدالة الشاملة والمساواة التي أقض عليها مجاميع صادرتها لنفسها , أنصفت البعض وأهملت الأخرى بحجة انه كان من المرحلة السابقة او ( الفلول ) او مخالف فكرياً وعقائدياً وكلاهما مخالف ( الشرعية ) , و إستعادة الوسائل السابقة باسماء وعناوين جديدة ، تطور ما يحدث مصيرياً سيرسم ملامح خارطة المنطقة للعقود القادمة , ومن المؤسف إن التجارب الناجحة في منطقتنا اصبحت اقل من التجارب المتلكئة او الفاشلة , والنتائج تجاوزت التكامل العربي والاسلامي الأقليمي والدولي, وتصدر منابر النفاق والتكفير والأنطواء , والتصدي لقيادة الشعوب في أطار وانتماءات وطوائف فرعية لدرجة وصلت الى عقد المؤتمرات والمؤامرات العلنية وإصدار الفتوى لدرجة تحريم الزواج من المخالف وتحريم التهنئة في مناسباته .
اصبحت الحاجة ملحة الى التعاون بين الشعوب والحكام وقيادات المجتمعات على انتاج فكر جديد قادر على عبور الطوائف والقوميات والتعدديات ورحية الأديان والمعتقدات , وبناء منظومة عمل مشترك على المستوى الأقليمي والقومي والديني ، وأسترجاع روابط دول المنطقة الجغرافية و التاريخ والحضارة والثقافة والمستقبل والمصير المشتركة , وهذه حقيقة لم يدركها الكثير حيث قسمت الشعوب على اساس قومي او طائفي , فقد تختلف داخلياً او مع محيطها على قضية هنا او هناك ولكن المشتركات والمصالح أوسع , وإفشال الآخر دون النظر بعمق الى الأضرار الكبيرة تلحق بالجميع دون استثناء .
لقد آن الاوان لمغادرة لغة العناد والأستماع الى العقل كي نحفظ ما تبقى من مصير مشترك لشعوب المنطقة ، وعقد اللقاءات المشتركة التي تعيد تاريخ الشعوب وحضارتها , وتحافظ عليها من الانحراف , ومزيدا من التواصل والتآزر لما فيه الخدمة ويحقق الآمال و يعم الأمن والاستقرار في كل دولة والمنطقة بشكل عام وان نشهد .
الحياة لا تستقيم الاّ مع الصواب وتدفع الخطأ وتحارب التشوه ، والحرية وقود الشعوب نحو التقدم والاتحاد والكرامة ، بشروط مفاهيمها وقيودها التي تحقق الأهداف والطموحات , ومواجهة الثقافات المنحرفة التي مزقت الشعوب والمنطقة , في أصعب اختبار للنفس والثقافة والوعي .



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركاء الولاية الثالثة ؟!
- إنهم يقتلون الأطفال
- خسائرنا شهيد واحد !!
- متى كان القتل لإختلاف وجهات النظر ؟
- العيد والوعيد
- المفخخات تحصد الأرواح والسيطرات تقطع الأرزاق
- إنهيار قائمة دولة القانون
- وطن وأيّ وطن
- الرأي العام يتنزع تقاعد البرلمان والوزراء
- حملة كبرى لأقالة المفسدين
- المالكي يحتاج الى معجزات
- ماهو المقابل لدماء الأبرياء
- مسلسل التفجيرات ومسرحية عفتان في البرلمان
- الدعوة على طريق الأخوان وإحراق المشهد
- سالفه عالسلاطين
- لماذا اطاح المالكي بالشهرستاني وترك المطلك ؟
- ابو غريب يطيح بالولاية الثالثة
- هزيمة الأنحراف في الأسلام
- فشل حكومي على ابواب أبو غريب
- الى متى أجسادنا عارية أمام المفخخات ؟


المزيد.....




- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - الشعوب العربية تواجه نفسها