أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خميس بتكمنت - رسالة من مواطن صالح















المزيد.....

رسالة من مواطن صالح


خميس بتكمنت

الحوار المتمدن-العدد: 4184 - 2013 / 8 / 14 - 22:51
المحور: كتابات ساخرة
    


سيدي المخزن :
من شدة ولهي بك و عشقي اللامحدود لك استهل رسالتي هاته دون الإشارة لعنواني ، فأنا عبدك الضائع الذي سقط في شراك عشقك دون أن يدري ، إعذرني يا حبيبي على وقاحتي هاته لكن الحب اعمى كما قيل و حب في فؤادي فاض و لم يبقى متسع لإضمار ما أشعر به و ها انا اليوم جئتك مصارحا به علني ألقى القبول منك و الصفح على مشاعري الجياشة تجاهك .
سيدي المخزن :
لا أخفيك و أنت الحبيب الذي لا تخفى على جنود خفاءه خفية أن حبي لك ليس وليد اليوم او الأمس القريب ، بل نما مع نعومة أظافري و كبر ككرة الثلج في وهداج صدري ، حتى صرت اليوم لا اجد مفرا من البوح به .
لقد عشقتك و انا أتابع الأخبار المتلفزة في طفولتي و أجد أنك تعمل على قدم و ساق للرقي بهذا البلد ليصل إلى ما وصل إليه من مراتب اولى بين الامم و الدول ، و أود ان أشكرك حبيبي لأنك جعلت هذا البلد رائدا في صناعة المتسولين المصطفين على أبواب المساجد و الذين يمشون في الأسواق ، شكرا لك حبيبي على جعل هذا البلد في قائمة المشردين و المتسولين .
لقد أحببتك و انا أدرك ان هذا البلد الحبيب ضمن الاوائل في حوادث السير ، بعد ان جعلتَ هذا البلد يفتقر للبنية الأساسية و زينته برجال الشرطة و الدرك الذين يسهرون على امن المواطنين نتيجة عدم تدخلهم إلا نادرا و قبولهم بطي جميع الملفات بعد التفاوض على ثمن إغماض العين عن المخالفات بعد دس اوراق نقدية من فئة من الفئات في جيوبهم ، و هنا إزداد حبي لك بعد توفيقك في جعل هذا البلد بلد الحوادث و الرشوة في نفس الآن بعد رحابة صدرك الكبير و إتخاذك لقرارك الجريء القاضي بعدم متابعة المتورطين في قضايا الرشوة و الفساد إلا إن كانوا مفتقرين لكثير من المال أنذاك حق عقابك على الفقراء و المحتاجين وفق القوانين و القرارات الجاري بها العمل .
و لا أخفيك سرا أنني اغرمت بعصى قوات أمنك و أحببتها و أحسست بسخونة كرمك و هي تعانق ظهري و صدري و طالت و لله الحمد رأسي مرة كادت أن تجعلني في قائمة شهداء المغرمين بزرواطتك .
حبيبي المخزن :
لا يسعني إلا الإقرار انني ولهان بخطبك الرنانة التي جعلتني أحس أن المغرب هو أب الديمقراطية و أمها ، فمن الإنفراج السياسي إلى الإنتقال الديمقراطي و مرورا بإنصاف الظالمين و القصاص من المظلومين و وصولا إلى المحطة الخالدة لفاتح يوليوز حيث تفضلت بصياغة دستور غير واضح المعالم نيابة عني و باقي العاشقين لك الذين لم يصفقوا للدستور من شدة حبهم لك لأنهم معتوهين و قاصري النظر ، كيف لا يكونون كذلك و قد تظاهروا مطالبين بجعله ديمقراطيا شكلا و مضمونا و هذا يتنافى مع قيمك السمحاء التي تقضي بعدم إشراك الشعب في الملفات الغير المهمة من قبيل صياغة الدستور و التوافق عليه .
أنا فخور بالحكومة التي أبت إلا أن تقاتل التماسيح و تجابه العفاريت و تعلن الصفح عن المفسدين ، و ما أحوجنا لهكذا حكومة تعالج ملفات لا ترتبط قطعا بهذا البلد ، ذلك دليل على كونكم تعلمون ما لا نعلم نحن .
أنا فخور بالصحة في هذا البلد التي تسهل مأمورية المرضى للإنتقال إلى جوار ربهم في أقرب وقت ممكن ، و تجعل شعارها الرئيسي ، تغييب الأطر و الأدوية ، فمن بركات هذا القطاع أنه جعل الشعب سواسية في اللاتطبيب و اللاتداوي .
أنا فخور ببرلمانكم العجيب و الفريد الذي جعل غرفيته مكانا للإستجمام و الإستحمام أيضا ، حيث تناقش المواضيع الحساسة المرتبطة بالبلاد من قبيل دسترة الكسل و القضاء على الجن ، و تقليص لدغات البعوض للناس ، لقد ابان البرلمانيون أنهم فئة فريدة بتفوقهم على الشعب بإرتداء بذلة أنيقة .
أنا فخور يا سيدي بالرياضة في هذا البلد ، التي جعلت الإخفاق هدفا و مبتغى ، و تكريس الخسارة هدفا إستراتيجيا ،فنحن البلد الأول و لله الحمد الذي يحصد الخسارة تلو الخسارة .
انا فخور بالتعليم في بلدكم الرائع ، الذي إنصب على تكليخ الوالجين له و إنكب على جعل المتعلم لا يعرف ما بين يديه و لا ما خلفه ، إستعدادا للتخرج من مدرسة اللاتعلم بميزة رائع جدا .
و إنني فخور بحبي لك و انا أعاين ورش إصلاح القضاء بعدد من الملفات التي تختفي بقدرة قادر ، و بعدد من الاحكام التي تخالف الشرع و الوقائع ، فكلنا ثقة فيك و ما علينا إلا القبول بقضاءه فحتى لو لم تكن عادلة يكفي أن تكون مختومة بختم هذه المملكة السعيدة .
أنا فخور بك سيدي ، بجعل شعب هذا البلد الغني بالثروات البحرية ، يحلم بتناول وجبة السمك الباهظة ، و شرف كبير لنا ان يمدح العالم أسماكنا و يقول انها في منتهى اللذة و الجودة ، اما نحن فيكفينا فخرا أنها تعيش في مياه محيطنا و بحرنا المتوسط و نصدرها للعالم دون تذوقها .
أنا فخور بقواتك المساعدة التي تصل ارحامنا بقذف اعراضنا امام رجال الإعلام الاجانب و تغدق علينا من كرم عنفها المحبوب أمام الملأ و تلعننا و تلعن والدينا الاموات ، لذلك دعني أقول لك أننا ملاعين نحب اللعنة و المزيد من اللعنات .
و ما جعلني أمضي قدما في حبك في زجك لمن ينادي بشعارات غير مفهومة من قبيل التغيير و التحرر و المساواة ، إنها شعارات تدل على مؤامرة ما تحاك ضد خنوعنا و إستعبادنا و تزعزع وحدة الفساد المحبوب المتفشي .
و إنك لحكيم زمانه يا سيدي المخزن بعد أن أكرمتنا بعلماء من قبيل الزمزمي المشكور الذي فسحت له المجال لخوض نقاش مستفيض عن فوائد الجزر التي لا يعلمها غيرنا و نبقى الشعب الوحيد الذي سيستعمل الجزر و يد المهراز في النوم و اليقظة ، فحبذا لو تزيد في إكرام هكذا علماء بالمأذونيات حتى يجتهدوا أكثر و يجودوا علينا بإجتهاداتهم الإستثنائية التي ستجعلنا كائنات غير عاقلة لنكون نموذجا إستثنائيا في العالم بأسره .
حبذا لو تكرم رجال الإعلام و تلفزتنا البكماء الصماء بمزيد من المال لكي تواصل في نهجها المفارق للحقائق فنحن لا نريد معرفة اي شيء و من أراد الحقيقة فهو مندس مشكوك في وطنيته .
و أتمنى أن تواصل في النهج التربوي الرامي إلى القضاء على مسوغات التعقل و ترويض المتعلمين ليصبحوا جاهزين للتخرج من مدرسة اللاتعلم بميزة رائع جدا .
كن لنا راع يا حبيبي فنحن الرعية المطاوعة لك و نفديك بدمنا لنبقى هكذا لنحقق المزيد من الالقاب و نصبح شعب الإستثناء الذي لن يكرره الزمن بعد أن توفقت بعد جهد جهيد من جعل هذا البلد بلد الإستثناء ، الذي توقفت فيه عجلة التاريخ ، و أبت إلا أن تتراجع للوراء بحكمتك و بصيرتك ، و لذلك يحسدنا العالم بأسره الذي ظلت عجلته تتحرك للامام و لو ببطء خلافا عنا .
تقبل من عشيقك الطائع أسمى آيات التبجيل و التقدير و الإحترام ، لأنك جعلت الكثير في اسفل سافلين ، و إلى غاية تحقيق المزيد من المكاسب الإستثنائية لا يسعني إلا إستوداعك على امل أن يزداد حبي لك اكثر فأكثر .
توقيع : مواطنك الصالح .



#خميس_بتكمنت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العفو الدانيالي : السياق و التداعيات
- سيناريو ما بعد صراع التماسيح بالقنديل
- المخزن و الشطرنج السياسي
- الريف و المطبخ السياسي المركزي : أية مقاربة ؟
- التأسلم السياسي : الخطة البديلة لتحوير النقاش السياسي .
- الحكم الذاتي للريف : بين راهنية المطلب و تواتر الوعي .
- المخزن و الأمازيغية : ثنائية التناقض بين الفعل و القول (1) .
- أمازيغوفوبيا الريسوني : السياق و التداعيات
- عائشة الخطابي : الإبنة العاقة لفكر والدها الأمير
- رسالة تجديد الطاعة و الولاء للرئيس الخطابي في ذكرى رحيله الخ ...
- الشعبوية البنكيرانية تهاجم الأمازيغية من جديد .
- جدلية العنف في المقاربة السياسية المغربية تجاه الريف : مقارب ...
- جدلية العنف في مقاربة السياسة المغربية تجاه الريف : قراءة سي ...
- الدين كأداة تحكمية في بسط السيطرة السياسية للمخزن
- الريف و الدواعي الراهنية للمطالبة بالحكم الذاتي
- الذاكرة الشعبية الريفية و دورها في كشف التاريخ الريفي المستو ...
- تخليد الذكرى الأولى لإستشهاد كمال الحساني : قراءة في الحيثيا ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خميس بتكمنت - رسالة من مواطن صالح