أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خميس بتكمنت - عائشة الخطابي : الإبنة العاقة لفكر والدها الأمير















المزيد.....

عائشة الخطابي : الإبنة العاقة لفكر والدها الأمير


خميس بتكمنت

الحوار المتمدن-العدد: 4009 - 2013 / 2 / 20 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثرت الأقاويل و الأحاديث حول فكر الأمير موحند بن عبد الكريم الخطابي بين محتضن لفكره ، و مأول لمخططه السياسي و منتقد لهدفه الإستراتيجي ، و كل طرف من كل هؤلاء يبتغي تحقيق هدف سياسي على حساب الأمير الشهيد و فكره الذي يعتبر مدرسة للتتلمذ في دروس الذود عن الوطن و إبتغاء الحرية و التحرر ، و كل طيف سياسي يهتف بأعلى صوت و يحاول قدر الإمكان أن يثبت أن فكر الأمير موحند بن عبد الكريم هو مرجعه السياسي لإضفاء طابع الشرعية على نسق هذا التيار السياسي أو ذاك نظرا للمكانة العالمية التي يحتلها فكر محمد بن عبد الكريم .
لكن الغريب و العجيب ما بات ملاحظا للعيان بعد الخرجات الإعلامية المتكررة لنجلته المسماة عائشة التي أثارت تصريحاتها الدهشة و خيبة الأمل في صفوف الدارسين لفكر والدها الأمير ، بعد غفرة المغالطات و كثرة الإنزياحات المتعددة في تصريحاتها و التي تعتبر ضربا لسمو رفعة فكرة والدها و ضربا عرض الحائط لمواقفه الشجاعة التي ظل متشبثا بها إلى حين أن وافته المنية ، إذ قالت أن الأمير كان سيرحب بفوز العدالة و التنمية بإنتخابات 25 نونبر بإعتبار ما أفرزته صناديق الإقتراع على حد قولها متمخضة عن إرادة الشعب ، لكنها تناسب سهوا أو متعمدا و التعمد هنا هو الأقرب للذهن و المنطق أن موحند بن عبد الكريم الخطابي أراد دوما الإستقلال التام قبل كل شيء و ذالك كا لم يحصل لحد الساعة ما دامت النهج الفرنسي ما يزال قائما في تدبيرسياسة الدولة المغربية ، و ما دامت كل الدساتير الممنوحة لم تتمخض عن توافق الشعب بالإعتماد على المساطر الديمقراطية المعمول بها دوليا ، و لعل خير مثال على ما نقول هو وصف الأمير لإستقلال 1956 المتمخض عن إتفاقية إيكس ليبان التي وصفها محمد بن عبد الكريم الخطابي بالإتفاقية الخيانية التي باعت المغرب و كما وصف ما حدث بمجرد إحتقلال لا غير ، يراعي في آخر المطاف مصالح فئة معينة كانت اليد اليمنى لفرنسا العاملة على توتيد تواجدها بالمغرب أنذاك ، من هنا يتضح لنا جليا البعد السفسطي المغالط في تصريحات عائشة ، بإعتبار أن الأمير موحند لم يكن أبدا يبتغي نيل الحرية بالتقسيط و تحت غطاء المساومة و التنازلات .
كما أضافت عائشة أن والدها الامير كان سيكون فخورا بما وصلت إليه العدالة و التنمية في الوقت الراهن ، لكن عند طرحنا هنا لسؤال بسيط و هو ماذا تحقق و ماذا تغير في زمن حزب المصباح ؟؟ أعتقد أن الجواب هو ما يتداوله السواد الأعظم من الشعب و هو تغيير الأوجه و الشخصيات التي تقلدت المناصب و الحقائق دون لمس أي تغيير على مستوى السياسات الممنهجة إذ بقيت المقاربات القديمة هي سيدة الموقف في التعامل الراهني مع كل الملفات التي تفرض نفسها راهنيا ، و بإعتبار أن الامير كان رئيسا للجمهورية الريفية و واضع لبناتها الديمقراطية التي لم تعمر طويلا بسبب تحالف القوى الإمبريالية بمعية دولة دار المخزن أنذاك لنسف هذه التجربة الريفية في الإستقلال لأهداف ندركها و يدركها الكل و لا يسعنا المجال للتطرق إليها بالتفصيل ، إن الريف لا يزال من منظور الدولة بؤرة للتوتر يجب إخضاعها بالقوة و خير دليل على ذلك ما حدث في محطات عدة أبرزها 58 و 59 و 84 و أحداث بني بوعياش الأخيرة ، لذلك ما كان للأمير أن يصمت أو يقبل بما يتعرض له الريف عبر سياسات تفقيرية و تهجيرية و مقاربات أمنية قائمة على العنف المفرط ، و هذا خير مدخل لما صرحت به عائشة الخطابي بكون الدولة المغربية قد تصالحت مع الريف الذي نشهد نحن الريفيون أن من يتحدث عن الإنصاف و المصالحة مع الريف في خضم تشعب الأحداث الميدانية التي تثبت العكس فهو إما واهم بالأحداث أو مسخر لترويج مغالطات من أجل تزوير الحقائق التاريخية و الأحداث الآنية التي أثبتت بالفعل و الممارسة على أرض الواقع ، إذ كيف يمكن الحديث عن المصالحة في خضم توالي سياسات تهجير الريفيين لجعلهم ماكينات بشرية لجلب العملة الصعبة التي تستخدمها الدولة كدرع حمائي من الأزمات المالية التي تعصف بها في كل حين ، و كيف يمكن الحديث عن الإنصاف في وقت تتوالى فيه الإعتقالات و الإختطافات و التهديدات التي تطال كل صوت ريفي ينادي بضرورة تغيير نظرة الدولة نحو الريف و رفع العسكرة التي تطاله و نظرة شيزوفرينا الدولة المتعامل بها مع الريف و الريفيين .
لكل ما سبق يمكن إعتبار هكذا تصريحات نابعة من أقرب المقربين للأمير موحند بن عبد الكريم الخطابي ما هي إلا محاولة يائسة لثني الأصوات المنادية بريف حر يدبر نفسه بنفسه و يحتضن كل أبنائه من خلال رد الإعتبار له عن طريق الإقرار بكل الجرائم المرتكبة من طرف الدولة في حقه و عدم الترامي على إستنزاف ثرواته البرية و البحرية و البشرية قصد إستفادة مناطق أخرى منها بعيدة كل البعد عن الريف و راهنية الدفع بعجلة تنميته نحو الامام من خلال إستنفاع الريف من كل ثرواته و عدم إعتبار الريفيين مواطنين من الدرجة الثانية من منطور الدولة و هذا ما كان يبتغيه الأمير موحند الذي أراده ريفا حرا غير مقيد بأي أمر أو نهي لاريفي ، كما تجدر الإشارة هنا أن الخروج بمثل هكذا تصريحات في ذكرى رحيل الأمير الخمسين هي إغتيال لفكر والدها و قتل ثان لنفسه الزكية الغالية علينا ، و تصريحاتها الغير المبررة هي خدمة لأجندة دولياتية مخزنية تحاول إخراج المخزن من دائرة المسؤولية الكاملة لما حدث و لا يزال يحدث في الريف ، ففي الوقت الذي كان على عائشة الخطابي أن تكون من أول المنادين بإعادة رفاة والدها إلى موطنه بأجدير كأضعف تكريم لما قام به نحو الريف من مجهودات ملحمية أبرهت العالم ، نجدها تقول أن الرفاة إن أعيد ستكون وجهته هي الرباط وسبب ذلك لا يتقبله العقل السليم ، فالأمير لم يؤمن يوما بالمركزية المخزنية و لم يشاطر أبدا رأيه للمسار الذي إتبعه دار المخزن في التعامل مع قضية الحرية التي غلبت فيها المصالح الخاصة على مصلحة الوطن و خير دليل على ذلك هو قبول المفاوضين بإيكس ليبان بحماية المصالح الفرنسية بعد المغادرة الشكلية ،و في الوقت الذي كان فيه على عائشة أن تعجل في الكشف عن أرشيف الأمير و مذكراته لنتطلع عليها تخرج إلينا قائلة أن المذكرات في أيادي أشخاص خليجيين و نشرها مرتبط بإتفاق العائلة الخطابية متناسية أن فكر الأمير هو إرث عالمي و ليس ملكا لها و نظرا للتزايد المستمر للباحثين في فكره و الدارسين لنهجه التحرري الذي يعتبر نبراسا كونيا للأمم و الشعوب الراغبة في التحرر و الإنعتاق .
خلاصة القول أن هكذا تصريحات تعتبر ضربة إستباقية للصرخات و الأصوات الريفية المطالبة بتبوئ الريف للمكانة اللائقة به و الإعتراف بكل الحيثيات التي كان الريف صلبا موضوعها و أولها تحمل مسؤولية و تداعيات الغازات السامة التي خلفت أرقاما قياسية في الإصابة بمرض السرطان و التشوهات و كذا تحمل الدولة لمسؤولية أحداث 58و 59 و 84 و 2011 التي أبانت نظرة عدائية من طرف الدولة المغربية تجاه الريف الذي لم يرده الأمير موحند بن عبد الكريم الخطابي لا إمارة و لا مملكة ، و لنا في شهادات معاصريه و خلانه خير دليل ثابت على التوجه التحرري للأمير الذي أراد الريف مستقلا و غير مقيد بتاتا بالأغلال التي قد تجعله خاضعا لمن يدس له الدسائس ، و إن في تصريحات عائشة بنت الامير الكثير من التغليط و الإيهام الذي يخدم الأيادي الخفية لمن يريد أن يجعل من الريف ورقة ضغط من اجل أهداف سياسية أو للإستفادة من كعكة الدولة عاملة _ أي عائشة_ على المساهمة في إضفاء الشبهات على فكر والدها و تحوير أهدافه الإستراتيجية التي أعلنها جهارا و مضمونها أن الريف للريفيين و مصلحة الريف العليا هي فوق كل إعتبار .



#خميس_بتكمنت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تجديد الطاعة و الولاء للرئيس الخطابي في ذكرى رحيله الخ ...
- الشعبوية البنكيرانية تهاجم الأمازيغية من جديد .
- جدلية العنف في المقاربة السياسية المغربية تجاه الريف : مقارب ...
- جدلية العنف في مقاربة السياسة المغربية تجاه الريف : قراءة سي ...
- الدين كأداة تحكمية في بسط السيطرة السياسية للمخزن
- الريف و الدواعي الراهنية للمطالبة بالحكم الذاتي
- الذاكرة الشعبية الريفية و دورها في كشف التاريخ الريفي المستو ...
- تخليد الذكرى الأولى لإستشهاد كمال الحساني : قراءة في الحيثيا ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خميس بتكمنت - عائشة الخطابي : الإبنة العاقة لفكر والدها الأمير