أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خميس بتكمنت - أمازيغوفوبيا الريسوني : السياق و التداعيات















المزيد.....

أمازيغوفوبيا الريسوني : السياق و التداعيات


خميس بتكمنت

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن التهليل و التطبيل بالدستور الجديد الذي جاء رغما عن الإرادة الشعبية التي أرادته دستورا ديمقراطيا شكلا و مضمونا يكون منبعه الشعب و إرادته و ليس دهاليز مؤسسات الدولة الرامية لتحصين مكانتها و تشديد قبضتها الحديدية على كل شيء ، و في زمن عزف السمفونيات السياسية التي مفادها إعطاء الأمازيغية المكانة اللائقة بها بعد دسترتها في فصل مقيد بقانون تنظيمي ينظم العمل في هذا الصدد و هو ما يتحاشاه النظام المخزني و يفبرك نقاشات هامشية هدفها الأول و الأخير هو تحوير الرأي العام عن المعضلات الآنية المعاشة و تهربا من الحسم في شكليات هذا القانون التنظيمي الذي بقي حبرا على ورق .
إلا أن الملاحظ هو توالي الهجمات من طرف أعداء الأمازيغية و الحالمين بضرورة تحقيق عروبة اموراكش و شمال إفريقيا ، و الهتاف في كل حين بكون العروبة في خطر يحدق بها و ضرورة العمل على إيقاف مد الصوت الأمازيغي الذي يراه العروبيون خطرا على مصالحهم الشخصية و السياسية المرتبطة بالنظام العروبي من جهة و من جهة ثانية بأنظمة البترودولار التي تمول كل الأذيال الهاتفة بالعروبة بشمال إفريقيا و أموراكش .
بعد وصف بنكيران في صفرو بكون تيفناغ أقدم خط أبدعه الإنسان بالشينوية ، و بعد إقامة الهرج و المرج على طرح السيدة تابعمرانت لسؤال باللغة الأمازيغية داخل الغرفة الأولى للبرلمان المخزني ، و بعد تلفظ النائب التراكتوري ب" الشلح مول الزريعة " و بعد تثبيت بنكيران و تأكيده لعدائيته لكل ما هو أمازيغي بالقول أن إيمازيغن يأكلون قليلا و يرقصون كثيرا ، و بعد غض الطرف عن الحديث عن القانون التنظيمي الخاص بالأمازيغية ، ها هو الريسوني الذي يحسب على العلماء و المتخصصين في الدين و الملمين بالفقه الواجب عليهم تغيير المنكر لا تقديسه و التطبيل له ، يخرج إلينا الريسوني ليعلمنا ما لم نعلم عن الحركة الأمازيغية و النضال الأمازيغي و التاريخ الأمازيغي أيضا ، بعد قوله أن الحركة الأمازيغية هو إثارة للفتنة و إحياء للنعرات و ترويج للتطرف و خطر محدق بالإسلام و المسلمين ، و قد أظهر الريسوني من خلال ما قال عن عدائية حركة التوحيد و الإصلاح الذراع الدعوي لحزب القنديل ، تجاه كل ما هو أمازيغي و هو مواصلة على المضي بالهتاف للعروبة و تسخير أجندات تستخدم الدين و المنابر من أجل الترويج لمغالطات تاريخية و تمويهات سياسية و إزاحة الحقيقة عن السواد الأعظم من الناس الذين ينظرون لهكذا شخصيات تستغل الجلابيب و الطرابيش من أجل إضفاء طابع القداسة على أقوالها و تعطير أفكارها السفسطية بمزيج من أنماط التمطيط للدين لغرض سياسي ضيق .
لذلك فقد تحيلنا القراءة الموضوعية لأقوال الريسوني الكاذبة ، إلى التوصل إلى مجموعة من الإستنباطات و الملاحظات نوجزها فيما يلي :
1 _ إعتبار تصريحات الريسوني تعبير عن شيزوفرينا واضحة من طرف الحركة التي ينتمي إليها و الحزب الذي ينضوي تحت لوائه ، تجاه القضية الأمازيغية و خطابها العقلاني النسبي الذي دحض مزاعم إعتبرت كمسلمات لمدد طويلة كانت تعتبر الأمازيغية شيطانا مهدد للسلم الإجتماعي بشمال إفريقيا بعد محاولات متكررة و عديدة هدفت إلى طمس الأمازيغية و رميها بالشبهات ، و هي مواصلة صريحة للمخططات التي أبدعها أصحاب الطرابيش الحمر بعد ظهير 16 ماي 1930 التي تم إستغلاله و إفراغه من محتواه الضمني لتصويبه نحو الامازيغية بدعوى التنصير و الخروج عن الملة بإستغلال للدين فيما هو سياسي دنيوي محض ، بعد قراءة اللطيف و التهليل بشعار مفاده أن الأمازيغية مسلك من مسالك مؤدية للخروج عن الإسلام .
2 _ عزم حزب القنديل السياسي و ذراعها الدعوي على المواصلة على نهج الحلم الفاني الذي مفاده عروبة المجال الجيوسياسي الأمراكشي رغم كل المعطيات و الحقائق التاريخية التي أثبتت جنونية هذا الزعم بالدلائل و البراهين .
3 _ محاولة إستخدام الأمازيغية لإرضاء الفئة العروبية المتحكمة بصناعة القرار السياسي بالمغرب بعد الإخفاقات المتتالية التي عرفها حكومة بنكيران في كل القطاعات و الميادين ، و تصريحات الريسوني هي بمثابة تجييش لعواطف العروبيين و كسب البضغ من الدعم في هذا الوقت الحرج الذي تعانيه العدالة و التنمية و حكومتها الفاشلة و الفاقدة للشرعية .
4 _ إختيار الريسوني لدولة قطر العروبية التي لم تتدخر جهدا في فتح الحرب على الأمازيغية محاولة صريحة لإثبات الوفاء لقوى البترودولار في مخططها التعريبي و هي محاولة تسول سياسية على حساب الشعب المغربي الامازيغي الذي يعاني من توالي السياسات التعريبية الممنهجة التي تستهدفه في كينونته و وجوده .
5 _ فتح النار على الامازيغية من طرف هؤلاء المحسوبين على الحركة المتأسلمة هي تأكيد صريح على كون إستغلال الدين في الشأن السياسي ما زال ساري المفعول بقوة و هكذا تصريحات فارغة الفحوى و المضمون إن دلت على شيء إنما تدل على حقد دفين تجاه الحركة الامازيغية و تهجم صريح على نضالاتها المكتسبة رغم أنف الحاقدين .
6 _ صمت المؤسسات المختصة بصناعة القرار السياسي المخزني على هكذا هجومات ، دليل قاطع على على كون المخزن و شعاراته المرفوعة المزيفة التي التي تفيد رد الإعتبار للأمازيغية و إعطاؤها المكانة الخاصة بها ما هي إلا شعارات جوفاء ضاحكة على الذقون و الغرض منها هو إمتصاص الغضب الامازيغي العارم ليس إلا ، و غياب ادنى إرادة من لدن الدولة المخزنية في إخراج شعاراتها التي بقيت حبرا على ورق إلى الوجود ، نظرا لإرتباط شرعية النظام المخزني نفسه على العروبة و النسب الشريف .
7 _ توالي الهجومات على الحركة الأمازيغية و محاولة النيل من كرامة إيمازيغن هي رسالة واضحة من الدولة تقضي بكون القانون التنظيمي الخاص بالأمازيغية لن يخرج للوجود ، و سيكون مجرد ماكياج هدفه الفلكرة و تشويه الامازيغية و النيل منها في حالة إستصداره ،، يأتي هذا كنحدي مباشر للشعب الذي قال كلمته الواضحة في هذا الدستور الذي يفتقد لأدنى شروط تستلزمها صياغة الدساتير الديمقراطية التعاقدية بين الشعوب و الأنظمة الحاكمة .
8 _ تصريحات الريسوني تنم عن جهل مبين بالتاريخ و السوسيولوجيا و تجاهل في نفس الوقت لما أفرزته عصارة الفكري التي حسمت في هوية اموراكش و شمال إفريقيا رغم أنف المتهجمين الذين لن ينالوا إلا المزيد من اللعنات و السخط ، و يضيفون إلى تاريخهم الأسود الطاغي صفحات قاتمة في التكالب و المساس بالهوية و الكينونة للشعب الأمازيغي الصامد .
9 _ الهجومات و التصريحات المعادية للأمازيغية من طرف الريسوني و أمثاله هي تسخير مخزني مفضوح مكلل بدعم من الأنظمة الخليجية العروبية المحتضنة لفكرة العلم العربي من المحيط إلى الخليج ، و لكن ذلك لن يثني النضال الأمازيغي في شيء بل سيزيده قوة و توحيدا للصفوف لمجابهة الأعداء و مخططاتهم التخريبية الهادفة لأعربة المجال و الإنسان الأمازيغي بالطبع .
10 _ ما تفوه به الريسوني هو جنون سياسي و هيجان العروبة المطمورة في النسق البنيوي لحركة التوحيد و الإصلاح العروبية و حزب العدالة الذي قطع وعدا على نفسه بمحاربة الصوت الأمازيغي ، و هي في نفس الوقت تمرير لإشارات سياسية لحمد و شيخته موزة و من تحالف معهم من عروبيين مشتتين في بقاع الأرض أرادوا إفتان الشعوب و الترامي على شرفهم و تأجير الأصوات و الأقلام مقابل الإستفادة من مغونات البراميل البيترولية و رضى الأنظمة عنهم وهو أيضا محاولة لشغل الشعب الأمازيغي بكلام لا يسمن و لا يغني من جوع الهدف منه هو تحوير النقاش عن المشاكل التي يعاني منها المغرب و محاولة إستخدام الأمازيغية كحائط صد منيع من الإنتقادات و السخط الشعبي على القرارات السياسية و صناعها في وقت يعرف فيه أموراكش إحتقانا من جراء تعسف المخزن و تعنته في معالجة المشاكل الراهنية .
11 _ غض مؤسسات الدولة العيا الطرف عن هكذا تصريحات خطيرة ، هو بمثابة رضى عن فحوى الهجومات و دعم المتفوهين بها أي أن كل مؤسسات الدولة متورطة كالعادة في توحيد رؤاها في محاولة إقبار الصوت الأمازيغي المناضل ، و النيل من الشعب الامازيغي و تسخير منابر مشبوهة أكد عبد الكريم مطيع في مذكراته أن لها علاقة مباشرة تاريخيا بالمخابرات المغربية .
12 _ إعتبار حكومة بنكيران الشعبوية فاقدة للشرعية ما دامت قد إختارت أن يكون عدوها الشعب نفسه ، فبعد تطاولها على المس بالأمازيغية فلم يعد لها أية شرعية أصلا فقد فقدت هذه الشرعية منذ 25 نونبر التي لم يشارك في مهزلتها الإنتخابية إلا القليل من الشعب وحياكتها التهم ضد الشعب تفقدها اية شرعية للحديث بإسمه فالشعب الأمازيغي أبان في أكثر من مناسبة أن لا مكان للصوت الغاشم بين ثنايا أي خطاب سياسي يرتبط به ، و لذلك فالحل الوحيد أمام حكومة الشعبويين هي تقديم الإستقالة و الاكيد أنها لا و لن تفعل لأنها ليست ديمقراطية و حكومة جائت ضدا على إرادة الجميع و تبنت مصالح العروبيين مكان مصالح الشعب الذي يعاني الويلات من جراء سياسات إقصائية و تهميشية و إضطهادية أيضا .
13 _ النضال الأمازيغي سائر إلى الأمام رغم كل المؤامرات التي تحاك ضده ، و كل من أراد رمينا بالشبهات أو إستخدام أمازيغيتنا مطية سياسية فهو متهم بالعمالة و الخيانة و غير مرحب بصوته و وجوده ، و أول هؤلاء هو الريسوني ومن والاه .



#خميس_بتكمنت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائشة الخطابي : الإبنة العاقة لفكر والدها الأمير
- رسالة تجديد الطاعة و الولاء للرئيس الخطابي في ذكرى رحيله الخ ...
- الشعبوية البنكيرانية تهاجم الأمازيغية من جديد .
- جدلية العنف في المقاربة السياسية المغربية تجاه الريف : مقارب ...
- جدلية العنف في مقاربة السياسة المغربية تجاه الريف : قراءة سي ...
- الدين كأداة تحكمية في بسط السيطرة السياسية للمخزن
- الريف و الدواعي الراهنية للمطالبة بالحكم الذاتي
- الذاكرة الشعبية الريفية و دورها في كشف التاريخ الريفي المستو ...
- تخليد الذكرى الأولى لإستشهاد كمال الحساني : قراءة في الحيثيا ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خميس بتكمنت - أمازيغوفوبيا الريسوني : السياق و التداعيات