أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - عقوق الأبناء بحق ياسر عرفات














المزيد.....

عقوق الأبناء بحق ياسر عرفات


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقوق الأبناء بحق ياسر عرفات
كتب مروان صباح / كل عام وأنتم بخير ... لم تكن العلاقة بين ياسر عرفات والشعب الفلسطيني بكافة اطيافه عابرة وغير مقيمة ، بل على العكس تماماً كانت توصف بالمزدوجة لما تراكم عبر العقود من صفحات تحولت إلى مجلدات مع الأيام ، فكان أشبه بالأب الذي وفر الحماية والأمان والدفء ، لكنه سرعان ما يتحول بلمح البصر إلى الابن بما يعني للجميع على استعداد مغفرة أخطائه ومبادراته التى أغلبها كانت قفزات في الهواء دون أن ترى مدّرج أرضي لهبوط ، ولقد بنى الرجل علاقته مع الشعب من خلال البندقية والصورة والقلم الأحمر ، حيث يصعب أن لا تجد في بيت من البيوت الفلسطينيين على جدرانها صورة لا تجمع بين الراحل وصاحبها ، أو من شبه المستحيل أن يكون قلمه قد أفلت اصابت فرد من أي عائلة بالتعليم أو بناء بيت أو أتمام زواج أو معالجة مريض أو استيعابه بوظيفة أو منحه جائزة ، بالإضافة إلى أمور كثيرة ومتعددة التشعب يصعب تناولها أو ذكرها في هذا المقام لعدم اتساعها ، وكانت الأغلبية الساحقة في الحقيقة مهما على كعب حذائها تخاطب الرجل عند الحاجة بالوالد أو الأب كشرط استيفاء لمطالبها ، وبغض النظر كون شعورها نابع عن ما تحس به أو أنها استخدمت من قاموسها مفردات كي تسعفها في مساعدتها بحل أزماتها الراهنة ، ولو نزلنا إلى هذا الاعتقاد من التوصيف وكان الأمر كذلك ، فعلى عقود طويلة من الطلب والاستجابة كان لا بد للكذب أن يتحول مع مرور العقود إلى صدق بعد ما مورس بشكل متكرر وأصبح عادة تعُّود أصحابها عليها لحد الادمان .
قد يتقدم البعض بالنكران في لحظة العرفان بهدف التفلت من الاستحقاقات ، بمسارعة القول أنها لم تشملها الامتيازات طيلة الوقت ، وتحيل ذلك كونها تعففت في حقبة لم يمت شهودها ولديهم ذاكرة فولاذية لا رملية كما أنها محصنة حتى الآن من وباء الزهايمر ، الذين يتمنوه منكرين الأزمنة أن يتعمم بشكل أفقي ، لكن الذي يستوقفنا بذهول وارباك لهذا العقوق من الأبناء بحق والدهم بعد رحيله من الحياة الدنيا إلى الآخرة ، وحالة الجمود المقيتة بعد غيابه عن الأرض إلى باطنها وجعل المبادرات منحصرة بذكراه وعلى الطريقة الرسمية التى اختزلتها ضمن اطار الصور والخطابات ، حيث باتت تتقلص مضمونها مع تقادم السنوات ، ونتساءل عن غياب دور الجماهير في التعبير التلقائي وعن دور الفرد في اصراره اللاوعي عن سرد حكايات تتعلق بالراحل وخصوصيتها أحياناً باستحضار شهود جميعهم من أهل القبور حيثما الصمت سواهم ببعض ، وتكرارها من حين إلى أخر كتعبير عن ميزة من ذلك العصر ، ألا يستحق الأب المعطاء من ابناءه أن يساهموا في أنشاء ( تكية ابوعمار ) وأن يُطبع كتب قرأن وتوزع عن روحه بشكل فردي وجماعي كي تتوازن المعادلة على الأقل وتخرج من انحصارها في الاتكاء عليه رغم رحليه وعند الحاجة باستخدام رصيد اسمه في الانتخابات وغيرها من أمور تصل إلى استحضاره كل ما أرادوا دق الكوز بالجرة ، لكنها يبدو لم تكن العلاقة ألا سطحية وأنتجت نماذج سلبية اعتادت على الأخذ دون العطاء ، لهذا نلاحظ الكثير من الورثة يعيشون حالة موتورة ومعقدة ويبدو عصية على التفكيك لأنهم استنفذوا الموروث بشكل تدريجي بعد ما جعلوا الأب مسئول عنهم ما قبل الحياة وبعدها .. عجبي
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرض الحجارة والرمال
- القدس صديقة المعرفة وعبد الباري صديق الكلمة
- جرثومة عصية على المعالجة
- أهي ثورة تقرير مصير أمّ تحريك تسويات
- ارهاق مجتمعي يؤدي إلى انتحار وطني
- بآي بآي يا عرب
- استغاثة تائهة في الصحراء
- عقرها حزب الله
- رحمك الله يا أبي
- ندفع كل ما نملك مقابل أن نعود إلى بكارتنا الأولى
- العلماء يؤخذ عنهم ويرد عليهم
- متى بالإمكان الخروج من عنق الزجاجة
- مهنة المعارضة
- مهنة المعارضة
- الكنفدرالية بعد الدولة
- ألقاب أشبه بالقبعات
- كابوس حرمهم الابتسامة
- أحبب هوناً وأبغض هوناً
- واقع ناقص لا بد من استكماله
- زلازل فكرية


المزيد.....




- ترامب: لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت
- حرب إسرائيل وإيران في يومها التاسع.. هجمات متبادلة وتل أبيب ...
- إسرائيل تحذّر من مخاطر كاميرات المراقبة المنزلية وسط تصاعد ا ...
- نعي كاتب وشاعر كبير..
- إسرائيل تقصف موقعا لحزب الله وتحذره من القتال مع إيران
- إسرائيليون عالقون تحت الأنقاض إثر هجوم إيراني واسع بالمسيّرا ...
- هل حسم ترامب قراره بشأن ضرب إيران؟
- قرار بإخلاء منزلين مطلين على الأقصى لصالح مستوطنين
- قاضية أميركية تعلق حظر ترامب التحاق الطلاب الأجانب بهارفارد ...
- محللون إسرائيليون: الحرب على إيران لم تحقق أهدافها


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - عقوق الأبناء بحق ياسر عرفات