أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - على حسن السعدنى - أدوات إدارة الأزمات:















المزيد.....

أدوات إدارة الأزمات:


على حسن السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4179 - 2013 / 8 / 9 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشير الأستاذ جلين سنايدر إلي أن الأزمة هي منطقة وسط بين الحرب والسلم ، فهي تجمع خصائص حالة الحرب وخصائص حالة السلم ، فهي إما أن تسوي سلميا وتتفادى التورط في حرب وإما أن تتصاعد إلي مستوي الحرب وفقا للأداة الأكثر نجاحا في إدارتها .
ويري فردريك هارتمان في كتابه ( علاقات الأمم ) أن أي نزاع يمكن تسويته بإحدى الوسائل التالية :
أ‌- الأداة السياسية: وتستخدم التكتيكات السياسية للوصول إلي حل مشترك ومقبول من كلا الطرفين ، وهي تستخدم غالبا في الحالات التي تكون فيها مصالح الأطراف واضحة ، وفي الحالات التي يكون فيها تصعيد الموقف من شأنه الإضرار بالطرفين ضررا بالغا يصعب تحمله ، وتشتمل هذه التكتيكات السياسية ثلاثة مجموعات هي :
1- التكتيكات الدبلوماسية :- وهي تتم من خلال السفراء المعتمدين أو من خلال المؤتمرات متعددة الأطراف أو من خلال المبعوثين الشخصيين .
2- المساعي الحميدة والوساطة :- ويتم اللجوء إليها عندما تفشل الأطراف المتنازعة في الوصول إلي حل بالطرق الدبلوماسية السابقة ، وعادة ما تتحول المساعي الحميدة إلي وساطة ، وهذا يتوقف علي قبول طرفي النزاع لمقترحات الطرف الثالث ( الوسيط ) .
3- التحقيق والتوفيق :- وفكرتها الأساسية إحالة النزاع غلي جماعة أو منظمة يفترض فيها الحياد والنزاهة سواء كان ذلك الطرف موجود فعلا أو يتم تشكيله لهذا الغرض ، وتكون مهمته عمل تحقيق محايد وتقديم المقترحات بشأن التسوية .
ب‌- الأداة القانونية : فهي تعتمد علي فكرة ( الحق القانوني ) وهي تشمل التحكيم والقضاء ، ومما لاشك فيه أن من أهم مميزات ذلك الأسلوب هو التزام الأطراف المسبق بقرار القضاة ، كما أنه لا مجال للحديث عن المكانة والهيبة الدولية من جانب أطراف النزاع كما هو الحال في الأساليب السياسية ، فالكل متساو حيث يخرج النزاع عن نطاق سيطرة الأطراف ، والطرف الخاسر لا يخضع للضغط أو التهديد بالقوة ولكنه يخضع لقوة وسلطان القانون ولكن نظرا لأن هذا الأسلوب لا يتيح المجال للمساومة خاصة في القضايا التي تتضمن أكثر من موضوع للنزاع وأن هناك طرف يكسب كل شيء والأخر يخسر كل شيء فإن ذلك يدفع بعض الدول إلي عدم الميل إلي تلك الأساليب .
ت‌- أداة القوة : تعني تسوية النزاع عن طريق اختيار الأداة الحرب .
ث‌- الأداة الاقتصادية : تضخم دور وأهمية القوي الاقتصادية في العلاقات الدولية وأصبحت المعونة الاقتصادية التي تقدم للدول من العناصر الرئيسية في العلاقات الدولية وتستخدم كأدوات للترغيب أو الترهيب وأصبحت المقاطعة والحصار الاقتصادي تستغل لفرض الإرادة وضمان التبعية.
ويمكن استخدام القوة الاقتصادية كأداة من أدوات ووسائل إدارة الأزمات من خلال ( المقاطعة الاقتصادية – طرد العمالة – عرقلة أو إيقاف الاتفاقيات والمشروعات في التجارة أو السياحة – المنافسة الاقتصادية – فرض قيود علي السلع المصدرة ...إلخ ) .
ج‌- وسائل الإعلام : نتيجة للتطور التكنولوجي الهائل في وسائل الاتصال وأجهزة الإعلام فرضت الحرب النفسية والدعائية ذاتها كأداة من أدوات ووسائل إدارة الأزمات وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة هذا وتعمل وسائل الإعلام المختلفة في تنسيق كامل مع الإدارات والوسائل الأخرى لإدارة الأزمة .
وعليه يمكن القول بان هذه الأدوات جميعا يمكن النظر إليها علي أنها أداتين:
الأولي :- هي الأداة السلمية أو التوفيقية .
الثانية :- هي الأداة الإكراهية أو القسرية ( الضاغطة ) .
لكن المشكلة الأساسية لإدارة الأزمة كما يراها سنايدر تكمن في إيجاد الخليط الأمثل أو التعاقب المناسب بين أساليب الإكراه والقسر وبين أساليب التوفيق ينظر إليهما كمفهومين متباينين خلال عملية الخلط كإبعاد لعملية المساومة في الأزمات . فالمشكلة التي تواجه متخذ القرار في إدارته للازمة هي كيف يبدو حازما في آن واحد فمتطلبات الرشادة تقضي بأن يجمع صانع القرار بين الأدوات القهرية والتوفيقية في نفس الوقت وهذا ليس بالأمر اليسير ، فالمشكلة هنا هي كيف نستطيع أن نحقق تلك المعادلة الصعبة . ( )
متطلبات إدارة الأزمات السياسية:
إن التعامل مع الأزمات يستدعي توفير المناخ الملائم والذي يتيح لفريق معالجة الأزمة مجالا واسعا للتحرك بدون أية قيود أو معوقات ، وفيما يلي أهم متطلبات إدارة الأزمات :
1- تحديد الأهداف التي نسعى لتحقيقها خلال الأزمة .
2- تحديد الوسائل المستخدمة في تحقيق هذه الأهداف .
3- سجلا للأزمات: به توثيق لكل الأزمات التي من شأنها تهديد كيان المؤسسة، ويكون بمثابة ذاكرة المؤسسة ، كقاعدة معلومات قيمة وشاملة لكافة الأزمات .
4- نظام اتصالات داخلي وخارجي: فلابد من التركيز علي دورا لاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الحاسم في كل مرحلة من مراحل الأزمة، فتكنولوجيا نظم المعلومات تعد وسيلة هامة في دعم اتخاذ القرار، وفي بناء نظام معلوماتي متكامل للتنبؤ الوقائي من المخاطر.
5- قيادة تتسم بالهدوء وعدم الانفعال وعلي اقتناع تام لمواجهة الأزمة بعقلانية وعلمية، فالحنكة الدبلوماسية ، وبراعة القيادة وحسن الإدارة نصل لأفضل النتائج .
من هنا فإنه مع القيادة الرشيدة ونظام الاتصال الجيد، تبقى المعلومات هي حجر الزاوية لنجاح أو إخفاق كافة التدابير المتخذة في جميع مراحل الأزمة، بل وتبقى المعلومات رقما صعبا في حسابات قوة الدولة المعاصرة، وفي مواجهة تحديات الأمن الوطني.
6- عدم تعقيد الإجراءات أثناء معالجة الأزمة ، والسرعة في إنجاز الأعمال ومعالجة المشكلات .
7- التنسيق الفعال : حيث لابد من وجود انسجام بين أعضاء فريق إدارة الأزمة ، وعدم الازدواجية في أداء الأعمال .
8- التواجد المستمر والمتابعة لكافة تطورات الأزمة حتى يتسنى السيطرة عليها.

ويشير الأستاذ الكسندر جورج إلي أن متطلبات إدارة الأزمة لا تتوقف فقط علي الأداة السلمية فقط ولكن هناك متطلبات متعلقة بالعمليات الحربية تتمثل فيما يلي :
1- أن تحافظ السلطات السياسية علي سيطرتها وتحكمها في بعض الاختيارات العسكرية .
2- التروي والتأني في التحركات العسكرية لإتاحة الوقت الكافي للطرفين لعمل تغيرات في الاتصالات والتلميحات الدبلوماسية ولإعطاء كل طرف الوقت المناسب والكافي لتحديد الموقف وصنع القرارات والاستجابة للمقترحات
3- يجب أن تتناسق تحركات القوات المسلحة مع الأفعال الدبلوماسية كجزء من إستراتيجية متكاملة لإنهاء الأزمة بدون حرب أو تصعيد لمستويات عالية العنف .
4- يجب أن تتوافق التحركات العسكرية والتهديدات التي تستخدم للتلميح بالحل مع أهداف دبلوماسية محدودة .
5- المقترحات الدبلوماسية والتحركات العسكرية يجب أن يتم اختيارها بحيث تترك للخصم الفرصة للخروج من الأزمة بما ينسجم مع مصالحه الأساسية .
إذا لابد من أن يقوم صناع السياسة بعملية التكامل بين الإجراءات العسكرية والإجراءات الدبلوماسية التي يوظفونها للتعامل مع الأزمة ، حيث أن التصور الرئيسي لمشكلة إدارة الأزمة هو إيجاد الخليط المناسب أو التعاقب الأمثل بين أساليب القهر والإكراه وأساليب التوفيق



#على_حسن_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجيات إدارة الأزمات السياسية
- السيسى قلب الاسد للمشهد السياسى المصرى
- أثر التطور التكنولوجي على تداول المعلومات في الحرب الحديثة :
- دور المعلومات في الحياة السياسية
- ملامح الدور الجديد لوزارات الخارجية
- دور المعلومات في الحياة السياسية في المجتمعات المعاصرة
- السيسي يعيد صورة عبد الناصر إلى الأذهان.
- مفهوم الاستراتجية
- نمط التفكير الاستراتيجى
- الإدارة الاستراتيجية في الأجهزة الحكومية
- يوم الكرامة 1973
- سيناء قومية وإستراتيجية
- الأمم المتحدة تدعو إلى نبذ العنف فى مصر
- انجازات الأمم المتحدة un
- - إنجازات الأمم المتحدة فى مجال حماية حقوق الإنسان ، والمجال ...
- أنواع المنظمات الدولية
- فكرة عامة عن الأمم المتحدة
- الرؤية الأمريكية للشرق الأوسط
- ا لصراع الدولي دور الرأي العام والعامل النفسي
- الأستراتيجية الأمريكية في إدارة الصراع إدارة الصراع الدولي ت ...


المزيد.....




- شاهد: اشتباكات بين مشجعي إنجلترا وصربيا في كأس أوروبا تُخلف ...
- شاهد: في أجواء يملؤها التضرع والخشوع.. اليمنيون يؤدون صلاة ع ...
- يورو 2024: بيلينغهام يقود إنجلترا لفوز صعب على صربيا
- وفاة ربان طائرة مصرية بشكل مفاجئ خلال رحلته من القاهرة إلى ا ...
- استخباراتي أمريكي سابق: الخلاف حول الأزمة الأوكرانية داخل حل ...
- قائد منطقة رفح: مقتل 8 جنود مؤلم وتوجيهاتنا هي المضي قدما
- ما مصير -جمرات- أيام التشريق الثلاثة بعد رميها أثناء تأدية ف ...
- جنوب إفريقيا.. حزب -زوما- يطعن بنتائج الانتخابات وينضم للمعا ...
- كوليبا: المؤتمر التالي حول أوكرانيا يجب أن يكون بمشاركة روسي ...
- بعد اكتمال لوائح المرشحين.. فرنسا تبدأ الحملة الانتخابية غدا ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - على حسن السعدنى - أدوات إدارة الأزمات: