أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - باقر الفضلي - مصر: المشهد السياسي بين الواقع والتضليل..!؟














المزيد.....

مصر: المشهد السياسي بين الواقع والتضليل..!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 17:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


منذ الخامس والعشرين من يناير/2012 وحتى اليوم، ما إنفكت صورة المشهد السياسي في مصر، أن تكون عرضة للتأويلات والتفسيرات المختلفة، من حيث الأسباب والنتائج، ومن حيث التداعيات، ناهيك عن المصالح؛ وأغلبها فرضيات تصب في خدمة من يرى في احداث المشهد المذكور، ما يخدم مصالح محددة، سواء على المستوى الداخلي أم على المستويين الإقليمي والدولي؛ كل هذا، ومن منظور الواقع، فلا يمكن أن يتجاهل المرء، حقيقة حالة من إغفال لجوهر الصراع الذي يدور على صعيد الساحة الإجتماعية والسياسية المصرية، لتبدو الصورة في بعض الأحيان وكأن أحداث مصر ماهي إلا صراع بين اقطاب من السلطة وبين معارضيهم..!؟


فقد أختزلت صورة المشهد السياسي المصري ، وخاصة بعد الثلاثين من حزيران/ والسابع والعشرين من تموز/2013، عندما وضع الشعب المصري مسيرته الثورية الديمقراطية في الخامس والعشرين يناير، وفي موقف موحد مع قواته المسلحة، في طريقها الصحيح؛ أقول لقد أختزلت تلك الصورة البهية للمشهد الشعبي المصري، على يد البعض من المحللين أو الكتاب، الى مجرد عملية باهتة، وجدت تعبيرها في مصطلح " الإنقلاب العسكري"، بهدف تمييع جوهرها الثوري الديمقراطي؛ بل والأنكى من ذلك، إختزالها من قبل بعض تلك التقييمات، الى مجرد عملية إنقلابية قادها ونفذها قائد عسكري، من أمثال "بينوشيه"، أو في أوصاف لا يمكن القول عنها؛ إلا انها عبارة عن إستخفاف بعقول الملايين من المصرين، وإستهانة بنخبهم وطلائعهم المثقفة، من علمانيين ويساريين، وقوميين وشيوعيين، ومن جموع العمال والفلاحين والطلبة وملايين النساء، ونعتهم ب "الغباء" وب "المطايا" التي "إمتطاها الفاشي السيسي" وغيرها من النعوت التي لا تستحق التعليق..!؟


غير إن كل ما يقال عن وصف أحداث الثلاثين من حزيران/ والسادس والعشرين من تموز/2013، بأنها مجرد "إنقلاب عسكري"، يقوده " جنرال فاشي" ؛ لا يعدو كل ذلك، عن كونه إيهام بغير الواقع، وتبسيط لطبيعة الأحداث، وحرف عقول الناس بعيداً عن إتجاه البوصلة الصحيح في اللحظة المعينة، بل وحتى زرع عدم الثقة في نفوسها، عن طبيعة حراكها الثوري والتشكيك بمسارها، وذلك في محاولة للإيحاء لها وللعالم؛ بأن حراكها هذا، ما هو إلا قرار مخطط له سلفاً، وإن دورها فيه لا يتعدى كونها؛ سوى " مطية " وآلة للتنفيذ ليس إلا؛ وإن الهدف منه هو إضفاء "الشرعية" الشعبية "الثورية" على الإنقلاب المزعوم..!!؟


إنه التضليل بعينه، وإن كانت بعض أدواته، لا تخرج في سياقها المتداول، عن حقيقة ما يقال : "عدو عدوي صديقي" طبقاً للمثل الشائع؛ فإن الغاية المتوخاة في النتيجة، وكما يهدف اليها أصحاب التضليل أنفسهم، إنما تخدم مصالح نفس "الطرف" الذي إستخدم كأداة للتضليل..!!؟


فحينما يجري التركيز على؛ أن تلك الملايين من أبناء الشعب المصري ليسوا ب "شعب يناير" ، وليسو ب " الشعب الثوري" حتى لو "يكونوا قسمه الأكبر"، على حد ما يقولوه ذلك البعض منهم، بل إنما هم مجرد " مطايا امتطاهم الفاشي السيسي"، المدعوم "أمريكيا وإسرائيليا" وفق ما يقوله نفس هذا البعض، وبأن كل هؤلاء (القسم الأكبر من الشعب)، لا يخرجو عن كونهم "قوى الثورة المضادة" "لثورة الخامس والعشرين من يناير" على حد قول أصحاب تلك النظرية؛ الأمر الذي يحار المرء معه، كيف يجد تفسيراً مناسباً لمثل هذا التخريج ازاء واقع الحراك الثوري المليوني لجماهير الشعب المصري في الثلاثين من حزيران والسابع والعشرين / تموز/2013 ، فلا تراه يجد أقرب من القول: بأن هذا "التخريج"، هو وحده من يقف ضد إرادة الشعب المصري المليونيه، وبأنه لا يخدم إلا مصالح ذلك الطرف "جماعة الأخوان المسلمين"، إن لم يكن هو المقصود بالذات، الذي حاول الإستئثار بالسلطة، والذي وقفت ضد مشيئته تلك، إرادة الملايين من أبناء الشعب المصري، التي أسماها القائلين بنظرية "الإنقلاب العسكري" ب" قوى الثورة المضادة لثورة الخامس والعشرين من يناير"، وهو نفسه (الأداة) التي إختفى ورائها أصحاب نظرية "الإنقلاب العسكري" وفقاً لما أشرنا اليه فيما تقدم، وذلك من أجل خلط الأوراق، لإغراض تمرير عملية التضليل المقصود..!!؟ (1)


وبإختصار يمكن القول: بأن ما جرى ويجري اليوم في مصر، إنما هو صراع من أجل إرساء قواعد الديمقراطية، ومن أجل إقامة أسس الدولة المدنية الديمقراطية، على أنقاض حكم الإستبداد؛ ذلك الصراع الذي وقفت فيه قوى التطرف بقيادة تنظيم جماعة الأخوان المسلمين، التي أتيح لها إستلام السلطة لمدة عام، لتستأثر بها، ومن خلالها تحاول فرض هيمنة التنظيم وأخونة مؤسسات الدولة، وشل السلطة القضائية، وتغييب دور الآخرين وتهميشهم، والتشريع لديكتاتورية جديدة..!!؟(2)


كل هذا هو ما دفع بالملايين، من جموع الشعب المصري، الى تفجير غضبهم وسحب الثقة من الرئيس الإخواني وتعطيل الدستور، في الثلاثين من حزيران/2013 ، فكان يوماً فارقاً في حياة الشعب المصري، ودرساً بالغ الأهمية في تجارب الشعوب، وحدثاً لم يكن له مثيلاً في التأريخ منذ أيام الإغريق..!(3)
باقر الفضلي/ 28/7/2013
(1) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=333714
(2) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=336623
(2) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=367188



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر: لا وقت للإنتظار..!
- فلسطين: قانون - برافر- العنصري..!؟
- مصر: الشعب يستعيد المبادرة..!
- فلسطين: نجم في سماء الفن العربي..!
- سوريا: نفق الحل السياسي..!؟
- فلسطين:النكبة.. الحدث الذي لا ينسى/ثانيا..!
- سوريا: إسرائيل رأس الحربة في التدخل..!!؟
- سوريا: -أصدقاء سوريا- في الميزان..!؟
- العراق: الحكمة قبل القرار..!؟
- العراق: الإنتخابات بين الأمل والتأمل..!!؟
- فلسطين: شهداء في قبضة الإحتلال..!
- سوريا: جامعة الدول العربية؛ عود على بدء..!؟
- سوريا: جامعة الدول العربية في الميزان..!؟
- المرأة: في دائرة العنف..!
- فلسطين: الأسيرُ الشهيد..!(*)
- أبا غانم .. سلاماً...!(*)
- تونس: شكري بلعيد يتهم..!!؟(*)
- سوريا: أبعاد العدوان الإسرائيلي الجديد..!؟
- مكانة المرأة في الشرائع الدولية..!(*)
- العراق: المشهد السياسي بين العقلانية والتراجيديا..!!


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - باقر الفضلي - مصر: المشهد السياسي بين الواقع والتضليل..!؟