أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر الفضلي - سوريا: -أصدقاء سوريا- في الميزان..!؟















المزيد.....

سوريا: -أصدقاء سوريا- في الميزان..!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2 - 14:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


[[ ما أكثر الأخوان حين تعدهم..
ولكنهم في النائبات قليلُ...]]


ففي الوقت الذي قدم فيه السيد الأخضر الأبراهيمي تقريره الى مجلس الأمن والمتضمن إعتذاره الى الشعب السوري، والذي حض فيه مجلس الامن على تحرك دولي بشأن سوريا من أجل إنهاء النزاع سلميا، مؤكداً إن التدخل العسكري أمر غير ممكن وغير مرغوب فيه، ومطالباً مجلس الأمن بضرورة "الاعتراف بأن هذه الأزمة هي أخطر أزمة موجودة في العالم، وإذا كانوا حقيقة مسؤولين عن السلم والأمن في العالم، فلا يمكن أن يتخاذلوا وألاّ يعطوا القضية كل الاهتمام الذي تحتاجه."(1)


في هذا الوقت العصيب الذي يمر خلاله الشعب السوري اليوم، وترتكب فيه ابشع جرائم العنف والعنف المضاد، الأمر الذي دفع بأقطاب الصراع الدولي في مجلس الأمن الدولي، الى إتفاق نادر يشجب العنف ويستنكر إنتهاكات حقوق الإنسان من قبل جميع الأطراف المتصارعة، ويدعو الى وقفه على الفور..!(2)


نقول: في هذا الظرف العصيب، ومع تضخم حجم المحنة الكارثية التي يواجهها الشعب السوري، ينبري تجمع ما يسمى ب " اصدقاء سوريا" الى عقد إجتماعهم الجديد في مدينة "إسطنبول" في تركيا في السبت الموافق 20/4/2013، لا من أجل البحث عن الطرق والوسائل السلمية لتفكيك عقد الأزمة السورية، بل على الضد من ذلك، حيث تتقدم قوى "التحالف الوطني السوري"، الى أولئك "الأصدقاء"، بقيادة التحالف الأمريكي_ الغربي الخليجي _ التركي، بمجموعة من المطالب والتي وصفتها ب"العملية"، ومنها [[إصدار قرار من مجلس الأمن ضد استخدام نظام الرئيس بشار الأسد للصواريخ، إلى جانب استهداف قواعدها عبر غارات لطائرات تعمل دون طيار وفرض حظر طيران شمال وجنوب البلاد..!]](3)


وبوصول مطالب التحالف الى "الأصدقاء"، الذين وجدوا فيها، وكأنها إستغاثة غريق يطلب النجاة، إلا وأن تنادوا وبلهفة المحموم، الى شحذ الهمم للتفتيش عن الذرائع الملائمة، التي من خلالها سيمنحوا لأنفسهم كل مبررات غزو سوريا، ولهم في ذلك من السوابق في أفغانستان والعراق وليبيا، ما يمنحهم الثقة في تحقيق الإنتصار، وليكن بعد ذلك الطوفان؛ فمصالح الرأسمالية العالمية هي فوق كل إعتبارات إنسانية أو قانونية أو أخلاقية، وحينما تصبح سوريا الدولة والشعب، عقبة في طريق تلك المصالح، فما الذي يضير أن يصبح مآلها نفس مآل الأخريات، وهذا ما جسده النقاش الذي دار في مجلس الشيوخ الأمريكي بكل صراحة، والذي قاده شيوخ الجمهوريين وفي مقدمتهم السناتور جون ماكين والسناتور لينزي جراهام بتأريخ 28/4/2013 من خلال ضغطهم على الرئيس أوباما [[ للتدخل في الحرب الأهلية في سوريا قائلين إن أمريكا تستطيع مهاجمة القواعد الجوية السورية بالصواريخ لكنها يجب ألا ترسل قوات برية إلى هناك.]]..!؟؟(4)


مع ذلك وإضافة له، فلم يأت عبثا، دخول بعض مشايخ الإسلام الى حلبة "الأصدقاء" ، ومنهم من كان من السباقين في سلم التحضير والتحريض ضد سوريا، ومن المغرمين بالمناداة على هدر دماء من يتم الغضب عليهم من قادة الدول العربية، بدء من معمر القذافي وإنتهاء ببشار الأسد، إندفاعاً بذريعة الإستبداد، وتوكلاً عل "حماس" حلقة "اصدقاء سوريا"، وهي تهيؤ كل ما في جعبتها من قدرات وإمكانات مناسبة، للإنقضاض عل دولة سوريا، وتراها وهي تستعد متلهفة لتدمير كل ما بنته سواعد الشعب السوري بالجهد الوطني الأصيل، وبعرق الطبقات الكادحة من العمال والفلاحين، وبعصارة الفكر الإنساني العظيم لنخب المثقفين، من صروح الثقافة الوطنية، ومن ترسانة البنى التحتية، من هياكل إرتكازية في الإقتصاد والحياة الإجتماعية..!(5)


فالشيخ القرضاوي في خطابه التحريضي ضد سوريا ومن منبر جامع عمر بن الخطاب في قطر في خطبة الجمعة/ 26/4/2013، ما كان يستنهض مريديه وأنصاره في سوريا لإسقاط النظام في سوريا حسب، بقدر ما كان يقدم فروض الشكر والعرفان لكل ما قدمته وتقدمه أمريكا من أسلحة " غير قاتلة " على حد قصده، الى أولئك المريدين والأنصار المنتشرين في أرجاء الوطن السوري، مطالباً أمريكا بالمزيد من تلك المساعدات الى المجاهدين، وحاثاً " ومستنجداً " بضرورة غزو الدولة السورية، لإنقاذها من جبروت الإستبداد، على غرار ما قامت به والناتو في غزوهما ليبيا من قبل، من أجل أن تكون وقفتهم تلك "وقفة لله وللخير والحق"، على حد قول الشيخ الجليل..!!؟؟(6)


وإنطلاقاً من هذا السياق فللمرء في التأريخ من العبر وإستذكارها، ما يوقظ لديه حاسة الإستنباط وإستقراء نتائج ما تعنيه الذرائع والحجج التي تمسكت بها دول مثل أمريكا على سبيل المثال، وقبلها بريطانيا وفرنسا.. من دول الإستعمار القديم، في التعكز على تلك الذرائع، والإقدام على خرق القوانين والشرائع الدولية، ومنح نفسها حق إنتهاك سيادة الدول الأخرى، وحتى غزوها وإحتلالها، وفرض ما تبتغيه منها، من شروط إذعانية وإتفاقيات ومعاهدات إسترقاقية غير متكافئة، وذلك رغم إرادة شعوب تلك البلدان، ناهيك عن تحكمها بمستقبل تطورها الإقتصادي والإجتماعي بالقدر الذي يخدم مصالحها الإستراتيجية السياسية_ الإقتصادية، وما يضع تلك البلدان المحتلة في دائرة الهيمنة والنفوذ السياسي_ الإقتصادي للمحتلين..!!


فما تلوح به أمريكا اليوم، من ذريعة إستخدام "الأسلحة الكيمياوية" من قبل الحكومة السورية، يأتي متناسقاً مع مطالب التحالف الوطني السوري ومع رغبات "أصدقاء" سوريا الآخرين، وكذلك مع ضجيج المشايخ الإسلامية الخليجية، الداعين جميعاً الى تحفيز "التدخل العسكري"، للتعجيل بإسقاط النظام السوري، بل ويمكن القول بأن هذا التلويح، يمثل صدى أمريكياً لتلك المطالب والرغبات، وإشارة تبطن في داخلها كل الإحتمالات المبيته للدولة السورية، من قبل زمرة "الأصدقاء" وفي مقدمتهم عضو مجلس الأمن الدولي وأحد رعاة السلام والأمن الدوليين طبقاً لميثاق الأمم المتحدة، دولة الولايات المتحدة الأمريكية..!(7)


وعلى حد تقييم الكاتب السوري السيد هيثم مناع فقد [[ أثرت عملية الاستيلاد الخارجي للائتلاف الوطني السوري وفرضه ممثلاً شرعياً (وحيداً) للشعب والثورة على علاقة التنظيمات الديمقراطية المدنية مع عدد من الدول الغربية التي وضعت كل أوراقها في سلة الائتلاف وبأحسن الأحوال ما أسمته سياسة البناء والتوسع للوليد الجديد. في الجبهة الأخرى ازدادت سطوة القدرة العسكرية للجماعات التكفيرية الجهادية بشكل أجبر الأطراف المقاتلة الأخرى ليس فقط على التعامل معها كأمر واقع بل مساواتها في الشمال السوري على الأقل في الغَنم والغٌرم (الغنيمة والسلطة) تحت شعار تقديس البندقية المقاتلة لنظام بشار الأسد. ]](8)


فالى إي مدى سيحافظ المجتمع الدولي على تماسكه وتوازنه، وأن ينجح في تجنيب الشعب السوري ويلات الحروب الكارثية، وأن تبقى دولة سوريا دولة آمنة موحدة، وأن تحترم أرادة الشعب السوري في تقرير شكل الحكم الذي يريد..؟! هذا ما ستكشفه وقائع الأيام القادمة، وما تضمره لسوريا نوايا "الأصدقاء"؛ من عرب وأجانب على السواء..!! (9)
باقر الفضلي/ 1/5/2013
(1) http://arabic.cnn.com/2013/syria.2011/4/20/brahimi.deny.resignation/index.html
(2) http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE9B26YP20130419
(3) http://arabic.cnn.com/2013/middle_east/4/21/syria.Opposition/index.html
(4) http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE9B2ANL20130428?sp=true
(5) http://arabic.cnn.com/2013/syria.2011/4/30/suspected.syrian.chem_use_prompts_stepped_up_us_military_planning/index.html
(6) http://www.youtube.com/watch?v=et6_hTxdPqM
(7) http://ara.reuters.com/article/topNews/idARACAE9B2BQ120130501?sp=true
(8) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=355112
(9) http://www.amad.ps/arabic/?Action=Details&ID=121955



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: الحكمة قبل القرار..!؟
- العراق: الإنتخابات بين الأمل والتأمل..!!؟
- فلسطين: شهداء في قبضة الإحتلال..!
- سوريا: جامعة الدول العربية؛ عود على بدء..!؟
- سوريا: جامعة الدول العربية في الميزان..!؟
- المرأة: في دائرة العنف..!
- فلسطين: الأسيرُ الشهيد..!(*)
- أبا غانم .. سلاماً...!(*)
- تونس: شكري بلعيد يتهم..!!؟(*)
- سوريا: أبعاد العدوان الإسرائيلي الجديد..!؟
- مكانة المرأة في الشرائع الدولية..!(*)
- العراق: المشهد السياسي بين العقلانية والتراجيديا..!!
- صورة للحزن..!
- مصر: من أجل الديمقراطية؛ حينما تعني اللاء (نعم)...!؟
- مصر: الطريق الى الديمقراطية..!
- العراق : القوات المسلحة ودلالات حيادية السلطة المدنية..!2_2
- فلسطين: شعب ودولة..!
- فلسطين : المجتمع الدولي أمام الإمتحان التأريخي..!
- مصر: الى أين..؟!
- فلسطين : الأمانة العامة في ربيعها العربي..!؟


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باقر الفضلي - سوريا: -أصدقاء سوريا- في الميزان..!؟