أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ضحية - قالت شهرزاد















المزيد.....

قالت شهرزاد


احمد ضحية

الحوار المتمدن-العدد: 1193 - 2005 / 5 / 10 - 11:09
المحور: الادب والفن
    


... وقالت شهرزاد لشهريار : ( بلغني ان ابراهيم خضر , ككائن جميل ., في لحظة من لحظات الاختمار .. ذات " سكرة " مهولة . ابت نفسه الا ان يهتف بسقوط النرجس والياسمين .. والبنفسج ..).. ارتفع حاجبا شهريار . ثم انحنى عليها ومال . فتهشمت اغصان شجرة " الجهنمية الحمراء " في باحة الدار!وعلا هديل قمرية مغناج في دلال .فتنهدت شهرزاد , وهي تسوي من شأن الازيال , وتسكب رضابا ,من قارورة العطر , يبدد زنخ الحكايا ..
قالت : ( .. وكلف ذلك الهتاف , ابراهيم خضر الطرد دون ادنى احساس بالبطولة . فالتقى كائناته العجيبة , ليتماسك من هول الصفعة ..).. اتسعت عينا شهريار : ( كائناته؟!)..
* نعم . نعم ..الكائن الاول : هو الود الدسيس .. شخص فصامي , مجرثم بالقلق والتوتر . شبق لدرجة انه تجرأ ذات يوم , واستخدم اللغة الحافة , في احدى الغابات ., لحظة ادهشته كائنة مستبدة كالصحراء !.. واذ قمعته اضطر , في ذلك اليوم , الى احضار جوال من البلح , وعلبتين من الخميرة المستوردة , ليداري جوعه ووجعه وهزيمته الفادحة !!..
- الكائن الثاني : الود الصايم . وهو مثقف متحذلق , سليم الطوايا . صافي السريرة تجاه كل ما هو ريفي . علاقته بذاكرة المدينة , يشوبها الغموض والاكفهرار .
اما ثالثة الاثافي المدعو : وائل جني , وتلك الكائنة والتي يقال - والعهدة على ابراهيم خضر - انها حفيدة لاحد المردة , الذين حبسهم سليمان في سواكن , ولكن لخطأ في التحولات الجغرافية , والحركة التيكتونية لطبقات الارض . حدث انتقال من الشرق الى الجزيرة , ففوجيء الناس ذات صباح حذر ب "قلة " _ زعموا فيما بعد , انتمائها للعصر الموردابي _ عندما فضوا ختمها , فوجئوا بالجد الذي تنتسب اليه , هذه "الكائنة الزئبقية/ تجاه كل ما هو مرتب " .والتي لا تخشى في بعثرة الاشياء , وقلبها رأسا على عقب لومة لائم !!.. واحدى غلطات الكائن الاول , انه احتك بها . وعلى الرغم من انه لم يصرح , بنتائج وتفاصيل هذا الاحتكاك , غير المحسوب العواقب , الا ان دلائل المأساة والتأزم , كانت بادية عليه . . لكن ما يثير الريبة اهتمامه الواضح وقتها , ب " ام فتفت " وانسجامه التام مع اغنيات " ندى القلعة " و " دنيا " , ومغازلة المؤخرات العابرة باصرار !!.. ما حدا بخبثاء المدينة , التأكيد , بانها محاولة بائسة للتماسك النفسي . والتوازن , ومداراة الهزائم المتكررة _ التي لم يعد يقوى على احتمالها _ في مواجهة النساء العجيبات !!..
اما الكائنة الخامسة فهي : السلحدارية . فتأة من غير هذا الزمان . تجهل التفاصيل , وتجيد تفصيل البراءة على مقاسها . لكنها رقيقة , ولطيفة . لم تصادف الكائنات سالفة الذكر مثلها في حياتها , المثقلة بالمرارات . كصفحة بيضاء حد الفجيعة , تخط عليها الكائنات , مداعباتها السمجة , وغزلها المحموم . ما يثير حفيظة الراوي .. ويشعل نيران الغيرة في قلب الكائن الاول . المكابد لا شواق عدة .
واثر الحركة التفاعلية , في مجال الكائنات , انتقلت للسلحدارية عدوى الهواجس والظنون والتأزمات , والمثاقفات الجريئة , مع شيء من القلق والتوتر اللازمين لمجال الكائنات . خاصة بعد ان غيروا اسمها , واطلقوا عليها اسم " شهرزاد " تعبيرا عن هوياتهم المحتجزة .. فاصبحت السلحدارية تجتر حزنا قديما , كالذي يثير اشجان اطفال اليسار , ويدفعهم للنضال بالكمنجات والكورال , حتى تتقطع اوتار الذكريات , واوصال الاحلام , تتحول الى اشلاء نبيلة _ يغنونها في ذلك النوع من اغنيات الحزن الغامض , الذي اعاق حركة الثورة والنضال !!.._ اذ يجهشون بالبكاء , وترمي مناضلاتهم الجسورات ب " اللبان " الذي يعلكنه . وينكفئن في مشاهد نضالية مهيبة , لا تقوى الكمنجات , ولا الكورالات على التعبير عنها ..
قال الراوي :
المدهش في الامر , ان السلحدارية هذه . تكونت لديها هواية مدهشة في حفظ الاشعار المأساوية , والاغان الفاجعة . ما اثار اعجاب ارباع المثقفين وانصافهم . والمناضلين المزعومين , المملين . ممن يمشي منهم على بطنه , او على اربع _ كما اكد ابراهيم خضر _ انهم , " سلطوا " عليها احد صغارهم اليافعين , من ذوي الوسامة والجمال , ليصطادها على حين غرة .. قال الراوي :
عندما تجد ابراهيم خضر , يتوسط كائناته كعمدة مهيب , يتلقى شكاوى مواطنيه المزعجين , _الذين يظنون انفسهم شيئا مهما في هذه الحياة_ , في تؤدة وصبر , محتملا سخافاتهم السرية والمعلنة . تكتنفك هالة من الاحباط و" الدبرسة " , التى لا تجد طريقها الى معنويات ود الخضر ابدا !!.. فقد ورث " طولة البال " عن جده الكبير . الذي قطع الفيافي والقفار , ليحط رحاله هنا بالتحديد , لاعتقاده انه سيولد له حفيد يكون له شأن عظيم !.. ولا احد يدري , من اين تسرب اليه هذا الاعتقاد الخفي , ولكن ايا كان الامر , فقد استمر المحتوى المعرفي لعبارة :" شأن عظيم " غامضا ومؤرقا لاسلاف الخضر لعدة قرون !!.. الى ان ظهر في سلالة ذلك الجد , الكائن المدهش : ابراهيم خضر , فغطى بقلبه فضاء الكائنات , واعاد الى الاذهان تاويل تلك النبؤة , وما ظنه من فحواها !!.. واثر خلاف بينه وبين كائنته المفضلة , التي لا يعرف عنها احد شيئا - لتأمينه العالي كزميل ورفيق قديم , لاتزال ذكرى البلاشفة والمناشفة , والمنشقين في مشارق الارض ومغاربها , تؤرقه - اندفع تجاه الطرف الغربي للمدينة , وبكى كما لم تبكي السماء في عهد نوح .
يشير المؤرخين بعد عشرات السنين القادمة , ان النيل تكون له فرع بهذا المكان , اطلق عليه الاهالي عبارة " بحر السماحة " . فاستغلت تلك الكائنة المستبدة الفرصة , وفرضت عليه حصارها . ما جعله يهرول الى الراوي متشكيا ..
العمدة " ابراهيم خضر " يقعي الان خلف كمبيوتر من جيل منقرض , يراسل اصدقاء لا يردون عليه . ويتصور حبيبة " حلم " . ويشرب في اليوم قهوة تكفي لاسبوع . وسجائر تكفي لشهر . ويحتمل التفافات زميلته العانس في المكتب . ووجه رئيسه الكوري القميء , برائحته المميزة . ثم يحمل عذاباته ويمضي الى كائناته , فتداهمه السلحدارية بأزمتها الدورية , اذ يصر اهلها على تزويجها من ابن عمها " .. فيصمت ابراهيم خضر, لفترة طويلة . تثير قلق الراوي , وتحقيقات المؤرخين , حول امر تلك النبؤة المزعومة , للجد الذي جاب الفيافي والغفار , وقطع السباسب والوهاد , ولم يترك مسلكا الا عبره . يسامر النفس في السرى , بحكايات الف ليلة . ويحلم بحفيد يكون له " شأن" ..
ولا يطمئن الراوي الا بعد ان ينسجم ابراهيم خضر , مع ما تسميه الكائنات " اشكالات " و " مواضعات " واضعين الامور موضع مسائلة , مفرغين تأزماتهم التي لا تنتهي ...
بالتناوب الى ان تسكت شهرذاد عن الكلام المباح ...
الخرطوم 2000



#احمد_ضحية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الثالث - دارفور : حول جذور الازمة واسبابها ومآلاتها ..
- الخاتم عدلان , في رحاب الله ..في وداعة الحزن : مرثية لضياء ن ...
- دارفور : حول جذور المشكلة واسبابها ومآلاتها .. الفصل الثاني
- دارفور :- حول جذور الازمة , و أسبابها ومآلاتها
- قصص قصيرة : خوف
- مشاهد
- ثقافة الاستبداد .. حجب الحوار المتمدن
- الصفر ... قصة قصيرة
- فصل من رواية : التقرير الاخير حول محنة ابو لكيلك الجنجويدى . ...
- دارفور : الازمة والابعاد ..
- رواية مارتجلو ..ذاكرة الحراز
- الازمة الوطنية فى السودان : من التمزق الى التلاشى 1-5
- حول مازق السودان ..الراهن 1-5
- جابر الطوربيد : محمود مدني رؤية نقدية في الدلالة والسياق الر ...
- حكومة الخرطوم والاصرار على الابادة فى دارفور
- تحول السلطة : بين العنف والثروة والمعرفة
- عام على احتلال العراق : لقد ظل حذاؤك وراسى .. فتذكر سيدى الج ...
- اغنية لطائر الحب والمطر..........قصة قصيرة
- تشكيل العقل الحديث
- هوامش على دفتر التحولات ..........دارفور والبلاد الكبيرة ... ...


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ضحية - قالت شهرزاد