أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - احمد ضحية - ثقافة الاستبداد .. حجب الحوار المتمدن















المزيد.....

ثقافة الاستبداد .. حجب الحوار المتمدن


احمد ضحية

الحوار المتمدن-العدد: 974 - 2004 / 10 / 2 - 09:13
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


الى الشاعر السعودى : على الدمينى , اهداء من شعره : "طلى" على نصف وقتى فاننى ثمل
بالفقد مستوحش من ذا ينادينى
ومن يلم على الذكرى ملابسنا
ومن سيشرب فى الظلماء من شجنى
امسيت ظلا على الاشياء اذكرها
حينا وحينا انسى من يجاذبنى
مجاز شعرى وما كنا نخايله
من ضفة الحلم حتى وجهنا الوطنى
من يتامل هذه الابيات , يستشعر مدى الاحساس بالفقد, والبؤس الوطنى , الذى يعانيه الشاعر ..ولان الشاعر او الفنان عموما او المثقف , هو حالة تعبير عن وجدان امة بكاملها , او كما يقول سارتر " هو الضمير الشقى لامته " يمكننا - بصرف النظر عما استشعره الدمينى فى السعودية التى سجنته لانه وقع على وثيقة تنادى بالاصلاح السياسى - الوصول الى تلك البواعث التى انطلق منها .. مدى ما يعتلج فى صدر الدمينى من احساس بالماساة والفجيعة التى تحاول كلماته العذبة اخفاء فداحتها وسفورها المعلنين رغم كل شىء ..ماساة شعبه المحروم من ابسط حقوق الانسان " المواطنة " فى ظل نظام شمولى قهرى يجبر شعبه على ان يكون تابعا دون جنسية ..
يتساءل العرب منذ وقت طويل : لماذا تخلفنا نحن بينما تقدم غيرنا ؟ وعلى الرغم من مشاريع النهضة العديدة التى طرحها المفكرون والمثقفون العرب منذ ما اصطلح على تسميته ب " فجر التهضة العربية " و اتصالا مع العقود المتعاقبة حتى الان , لا يزال هذا السؤال معلقا بسبب الانظمة العسكرية والملكية والشموليات الممتدة من المحيط الى الخليج ..فالديكتاتوريات فايروس يهاجم الحريات والحقوق والاجابة على سؤال النهضة الذى هو سؤال مدينى ينهض فى الحوار كقيمة اخلاقية وكسلوك ..الاجابة على هذا السؤال كما قلنا تنقلنا الى النقطة المركزية " الحرية " التى هى شرط الحوار وشرط التمدين وبالتالى شرط النهضة ..واى مشروع نهضوى لا يرتكز على الحريات وحقوق الانسان فى اى مكان من عالمنا المعاصر يسقط قبل ان يدشن مفاصله ..اذن حقوق الانسان والحريات مثلما اصطلحنا عليها فى الفكر السياسى الحديث مثلما هى لازمة بناء النهضة والتقدم , تعوق حركة مفاهيمها ممارسات النظم الفاشية .
لكى نجيب على الاسئلة التى تطرحها مشاريع النهضة لابد ان ننطلق من الحرية التى لا تصادر حق شاعر فى التعبير عما يجيش بخاطره , الحرية التى تنهض كفكرة مضادة للبوليس الذى تزرعه الانظمة الشمولية داخل وجدان مبدعيها , فيصبحون مراقبين من هذا البوليس الداخلى , لشدة ما زرعه البوليس الخارجى" بوليس الدولة " من رعب .. بينما يظل هذا البوليس يطارد حتى احلامهم ..
منذ خرجت الول الكولونيالية من المنطقة بشكلها القديم , حتى تحولت النظم الوطنية الى نوع من الاستعمار الداخلى لشعوبها واصبحت تؤدى ذات الدور الذى كان بؤديه الاستعمار فى سرقة ثروات الشعوب وكبتها وقمعها ومصادر حتى حق الحياة .فمنذ خرج الاستعمار بصورته القديمة والمنطقة من محيطها الى خليجها مسرحا لانقلابات المشايخ والامراء المزعومين والملوك الذين لايزالون يعتقدون فى الحق الالهى والعسكر المغامرين الذين لايرون ابعد من مرمى انوفهم .. ومارست هذه الانقلابات بانواعه المختلفة نمطا من الحكم الشمولى القمعى المريض بثقافة الاستبداد ولوازمها من ادوات التعذيب المستمدم من القرون الوسطى وترسانة الفكر الجبرى الاسلامى العربى ..
وقطعا مثل هذا الميراث " الجبرى"فى منظومة التفكير لا يمكن ان يسمح لدعاة الحرية والحوار المتمدن والاصلاح السياسى بالتعاطى بمساحة للتعاطى مع الشعوب العربية المغلوبة على امرها ..ولان الحوار المتمدن كموقع تقدمى علماتى , اختار الية للتغيير لهذه الاوضاع التى قتلها الصمت هى الية " الحوار " و " المعرفة " الناتجة عن هذا الحوار .. فالحوار يترتب على " حفرياته " فى قاعدة الفكر الجبرى " ازاحة " للمفاهيم السالبة التى تقف خلف كل كوارث المنطقة , والتى تعوق الاصلاح والتقدم والتجديد و " احلال " مفاهيم التنوير والحداثة والديموقراطية والحرية وحقوق الانسان .الخ .. من مفاهيم التمدين اللازمة للنهضة , واللازمة لاى مشروع نهضوى .
كان لابد لنظام ملكى اقطاعى عتيق وعنيف مثل نظام آل سعود ان يقوم بحجب الحوار المتمدن وهذا يعنى ان رسالة الحوار المتمدن رغم كل العوائق تشق طريقها الى الذين استهدفتهم بهذه الرسالة , ويعنى انها لهذا السبب اصبحت مخيفة لانظمة الظلام وحراس الفكر الجبرى . كما ان حجب السعودية للحوار المتمدن تاكيد لقدرة الحوار المتمدن على اختراق الفكر الجبرى فى اكثر مفاصله جبروتا وعنجهية وظلامية وصلف ..باداة الكلمة التى يعجز هذا الفكر عن استخدامها . فهو نظام اداته الاساسية" للحوار "( النطع والسيف ) ...
ان تجربة حجب السعودية للحوار المتمدن ليست هى الوحيدة , فانظمة المنطقة متشابهة لان مرجعيتها الجبرية واحدة , فمن قبل قامت السلطات السودانية بحجب موقع :Sudaneseonline.com على خلفية الحوار الدائر داخله عن الازمة الانسانية فى دارفور وهكذا حال( حراس النوايا )من الخليج الى المحيط يقلقهم ويقض مضجعهم كل حديث عن الاصلاح السياسى او الحريات او حقوق الانسان ..
ان دول المنطقة شيدت عروشها عهلى مشاريع افتراضية من بنات افكارها السادية ومن المستحيل ان تستمر هذه المشاريع الغريبة الى الابد اذا جاز لنا اطلاق تعبير " مشاريع " لتوصيف هذا اللت والعجن المدهشين !!.. والكلمة التى تحمل المعرفة والوعى ستثمر دون شك فى لحظة ما مهما حاولوا حجبها . والتغيير هو من طبيعة الحياة متى اكتملت شروط هذا التغيير , خاصة فى ظل التبشير الغربى ب " نهاية عصر البترول " حيث لن تكون هناك سلطة مستمدة من اى ثروة سوى قوة الفعل الانسانى ..
ومهما طال عمر النظم المستبدة التى تسلب حقوق الانسان وتصادر حرياته فمصيرها الى زوال لان الشعوب تظل سيدة مواقفها وان طال زمن كبتها وقمعها ..فلامحالة ان هذا الانسان المغلوب على امره فى لحظة ما سيمتلك مصيره ويبت فى المهزلة الوجودية المفروضة عليه . حيث لا ينفع حجب الحوار ولا يجدى سجن الكلمة ...



#احمد_ضحية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصفر ... قصة قصيرة
- فصل من رواية : التقرير الاخير حول محنة ابو لكيلك الجنجويدى . ...
- دارفور : الازمة والابعاد ..
- رواية مارتجلو ..ذاكرة الحراز
- الازمة الوطنية فى السودان : من التمزق الى التلاشى 1-5
- حول مازق السودان ..الراهن 1-5
- جابر الطوربيد : محمود مدني رؤية نقدية في الدلالة والسياق الر ...
- حكومة الخرطوم والاصرار على الابادة فى دارفور
- تحول السلطة : بين العنف والثروة والمعرفة
- عام على احتلال العراق : لقد ظل حذاؤك وراسى .. فتذكر سيدى الج ...
- اغنية لطائر الحب والمطر..........قصة قصيرة
- تشكيل العقل الحديث
- هوامش على دفتر التحولات ..........دارفور والبلاد الكبيرة ... ...
- المقدمات التاريخية للعلم الحديث...
- النوة.......... قصة قصيرة
- دار فور: ما لا يقتلنى يقوينى 4_4
- نافذة للحنين نا فذة للشجن ....قصة قصيرة
- القاص السودانى عبد الحميد البرنس : الطيب صالح لو عاش فى السو ...
- القاص السودانى عبد الحميد البرنس: الهيئة المصريه احتفت بالتج ...
- على خلفية القرالر 137 فى العراق - الاسلام السياسى قنبلة موقو ...


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - احمد ضحية - ثقافة الاستبداد .. حجب الحوار المتمدن