رســــــالة الى القمـــــــر

حنين عمر

الحوار المتمدن-العدد: 1193 - 2005 / 5 / 10 - 11:04
المحور: الادب والفن
    

رسالة الى القمر
عزيزي القمر :

أتمنى أن تصلك رسالتي وأنت في أكمل وجه واتم وهج.
أما بعد...
قررت ان اكتب لك رسالة اليوم ...ربما لاخبرك فيها بما حدث في العالم...او بما حدث في نفسي...او ربما فقط لاطمئن على صديق قديم غمرتني فوتونات الحنين اليه...
لم ارك منذ ادرت وجهك وتغطيت بالعتمة تاركا قرصا اجوف من الضوء في مكانك لتوهم الارضيين بأنك ما تزال هنا...تعد ايامهم وتذكرهم بحبيباتهم وتؤنس وحدتهم الكونية...تنسج اساطيرا يصدقونها رغبة في الحلم....تغطي بالماء يباس الشواطيء المنسية...تدور حول كوكبهم لتبدد وحشة الفضاء التي تطوقه.
بينما انت في الواقع...رحلت مبكرا في استياء من المعاملة الجافة التي تلقيتها من زملائك الاقمار الصناعية الذين زاحموك في مداراتك وضيقوا الخناق على حريتك وادعوا بأنهم أكثر فائدة منك واكثر حضارة.
رحلت يا صديقي القمر...تخليت لهم عن المسرح كله ولم يبق منك فوق منصة العرض غير مشجب قديم علقت عليه غلالتك المضيئة .
وأنا أفتقدك الأن...افتقد اشعتك السحرية التي تجعل شعري اطول كلما غسلته بوهجها في الليلة الثالثة عشر من كل شهر...افتقد خربشتي الطفولية على وجهك بقلم من حبر ابيض...واستوحش المجرة من دونك.
كيف حالك حيث انت...؟؟؟
هل عملك الجديد مريح ؟؟؟
هل الثقوب السوداء لطيفة معك ؟؟؟
ترى الى اين تؤدي الثقوب السوداء ...ربما الى عالم آخر أتمنى ان يكون اقل اكتئابا من عالمي...وربما الى وقت آخر....أتمنى أنه أكثر قابلية للمرور عبر الساعات...
كان بودي ان اقول لك يا صديقي كيف اصبح العالم من بعدك ولكنني لا اجد نفسي تطاوعني في ان اشغل بالك علي...لذا سأقول لك جملتي الشهيرة : كل شيء على ما يرام...
والتي اعني بها : أتمنى ان كل شيء سيكون على ما يرام.

مع ضوئي
صديقتك حنين

#حنين_عمر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل