جلال خشيب
الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 09:01
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
هل يُعتبر الواقعيون كذئاب وحيدة ؟ ليندساي هاندلي في مواجهة ستيفن والت .
البروفيسور ستيفن والت *
الباحثة ليندساي هاندلي**
22/07/2013
ترجمة : أ. جلال خشيب ***
التدقيق اللغوي : أ. ريم النجار ****
26/07/2013
قبل أسبوعين كنتُ قد نشرتُ مقالا قصيرا سجلّتُ فيه أنّ الواقعيين يبدون أقل إحتمالا وميلا إلى التأليف المشترك مقارنة بغيرهم من باحثي العلاقات الدولية ، وخمنّتُ في أنّ ذلك من الممكن أن يرجع في جهة ما إلى الإنجذاب الشخصي ، خاصة أولئك الذّين يرون بأنّ السياسة الدولية عبارة عن نظام من"العون الذاتي" « Halp-Self » ، فإنّهم أيضا أكثر إحتمالا وميلا إلى رؤية أعمالهم في صيغ متماثلة . لقد عرضتُ لبعض الأدّلة المروية لأوّضح هذه النقطة ، لكن لا يوجد أكثر توضيحا من هذا المنشور ، في هذا المنشور تعرض ليندساي هاندلي من كلية ويليام وماري أدّلة إمبريقية أكثر أهمية .
كتبت ليندساي هاندلي :
لقد إفترض ستيفن والت مؤخرا أنّ الواقعيين ربّما هم أكثر ميلا من الليبراليين في أداء الأبحاث بطريقة فردية . ويرجع ذلك في جزء ما إلى سماتهم الشخصية الأساسية أو إلى وجهة نظرهم العامة بخصوص العالم . لقد أشار إلى ذلك الجزء من شخصية الباحث الذي قادته –أو قادتها- إلى إعتناق الواقعية ربّما يكون نفس السمة التّي قادته –أو قادتها- إلى القيام بأعمال التأليف المنفرد ( أو القيام بالتأليف المشترك بالنسبة لليبيراليين ) .
يُدلّل والت –برهنةً على وجهة نظره هذه- بأنّ الواقعيين يميلون إلى إعمال "العون الذاتي" . حينما نستحضر لائحة منشورات الباحثين الواقعيين التسعة ( والذّين تقاعد معظمهم ) و التّي بدت أبحاثهم في العادة –متناغمة- وفق خط واحد . ويتبع ذلك بقائمة ثانية من تسعة باحثين بارزين في العلاقات الدولية وهم مزيج من الليبيراليين والبنائيين ، لكنّهم وُصفوا من قِبل والت بالليبيراليين . بما أنّ مشروع" التعليم و البحث والسياسة الدولية " يحتوي على أدّلة جُمعت بشكل منتظم والتّي تحتوي بدورها على عدد واسع من المنشورات الواقعية واليبيرالية ( سواء كانت منشورات بارزة أو غير معروفة ) فإنّنا نظّن أنّه لمن المثير أن نرى أيّ من فرضيات والت الإمبريقية ستكون الأكثر ثباتا ومقاومة .
. هل يُعّد الواقعيون أقل ميلا إلى التأليف المشترك منهم إلى الليبيراليين ؟ يبدو أنّ بعض الإختبارات الإفتراضية البسيطة من الممكن أن تكون منتظمة .
يتضّح أنّ الاغلبية الساحقة 82% من مقالات الواقعيين نُشرت في أفضل 12 مجلة دورية مُحكمة وذلك فيما بين سنة 1980 و2011 وقد كانت مقالات فردية التأليف . أمّا مقالات اليبيراليين في الجهة المقابلة فإنّنا من المرجح أن نكون أكثر ميلا إلى التأليف المشترك ، مع نسبة 63% ممن أصبحوا ينحون إلى التأليف الفردي . حتّى وإن كان من المرجح أن يكون الواقعيون أقّل ميلا إلى التأليف المشترك منهم إلى الليبيراليين ( أو مقارنة ببقية المنظورات ) فإنّ عواملا أخرى بإمكانها أن تُفسّر هذه الصورة .
أوّلا ,نحن نعرف أنّ نمط التأليف المشترك صار النمط الأكثر بروزا في أدبيات العلاقات الدولية عبر الزمن .
ثانيا ، نحن نعرف أنّ الواقعية صارت أقّل الهياكل النظرية شعبية مع مرور الوقت مثلما توّضح ذلك الدراسات المسحية المُجراة على باحثي العلاقات الدولية ، ومثلما هو مُوّثق في أنماط منشورات الأبحاث الدورية المُحكمة من كُتب ومقالات .
ثالثا ، نحن نُدرك أنّ النساء هم أكثر ميلا إلى التأليف المشترك منهم إلى الرجال وأقّل ميلا إلى تحديد هويتهم كباحثين واقعيين . أخيرا ,نحن نُدرك أنّ الليبيراليين هم أكثر ميلا إلى دراسة مجالات وقضايا مختلفة وإستخدام مناهج متباينة أكثر من الواقعيين . بإمكان بعض هذه العوامل أو كلّها أن تُهيّئ لنزعة التأليف المشترك .
الآن ، وحتّى في حالة ما إذا تحكّمنا في هذه العوامل و بعضها الآخر (كما يتجلى ذلك بشكل أكثر إتساعا في هذه النتائج المتراجعة ) . تحتفظ الواقعية بعلاقة عكسية وهامة مع التأليف المشترك . مثلما أشار إلى ذلك ستيفن والت ، يتجّه الواقعيون إلى التأليف الإنفرادي ، فقط لأنّهم واقعيون .
لكنّنا لا نجد إرتباطات متبادلة كبيرة بين التأليف المشترك وبين المنظور الليبيرالي ( أو أيّ من منظورات العلاقات الدولية الأخرى ) . قبل ضبط –عامل- المنهجية ، يبدو أنّ الليبيراليين والباحثين غير المنتمين إلى أيّ من المنظورات هم أكثر ميلا إلى التأليف المشترك ، لكن تختفي هذه العلاقة بمجرد مراقبتنا –لعامل- المناهج . هذا يشير إلى أنّ الإختلاف المنهجي لا الشخصي هو الذّي يقود علاقة التأليف المشترك بين الليبيراليين والباحثين غير المنتمين لأيّ من المنظورات .
لقد بيّنا في الجدول أدناه إحتمال توقع التأليف المشترك من خلال المنظور بعد ضبط ومراقبة المناهج في المقالات المنشورة منذ سنة 2000 .
http://www.google.fr/imgres?q=Lindsay+Hundley+research+associate+at+the+Institute+for+the+Theory+and+Practice+of+International+Relations&hl=fr&biw=800&bih=437&tbm=isch&tbnid=z3A8YXMlvnc_QM:&imgrefurl=http://walt.foreignpolicy.com/posts/2013/07/22/realist_as_lone_wolves&docid=GmzpdwHqTGm_mM&imgurl=http://www.foreignpolicy.com/files/fp_uploaded_images/130722_TripGraphHundleyCropped.jpg&w=625&h=400&ei=UwzzUcfiBY2f7Ab3loHoBQ&zoom=1&iact=hc&vpx=239&vpy=127&dur=3528&hovh=180&hovw=281&tx=210&ty=118&page=1&tbnh=135&tbnw=211&start=0&ndsp=9&ved=1t:429,r:1,s:0,i:83
ليس من المفاجئ أنّ هذا النمط من المناهج لهو أكثر إرتباطا بالتأليف المشترك منه إلى الواقعية ( أو أي منظور آخر ) . من المرجح ظهور المناهج الكمية والتجريبية في المقالات ذات التأليف المشترك ، في حين تظهر عادة المناهج الكيفية ، الوصفية والمناهج التحليلية غير المتناسقة analytic » « nonformal methods في المقالات ذات التأليف الإنفرادي . نظّن أنّ هذه النتيجة تعكس حاجتنا إلى مهارات متخصصة للإجابة عن بعض أنماط التساؤلات ، النشر في بعض المجلات ، أو لأجل الحصول على بعض الدوريات المحكمة السابقة في بعض القضايا والمجالات أكثر من - نمط شخصية المؤلف . بغضّ النظر عن ذلك ، فإنّ العلاقة بين الواقعية والتأليف الإنفرادي هي علاقة لافتة للنظر وتستحق المزيد من الأبحاث والمنشورات التدوينية التأملية .
وحول السؤال الأكثر أهمية بخصوص سبب إختيار الباحثين المختلفين لنظريات متباينة حتّى تُساعدهم على تفسير عالم السياسة الدولية ، فإنّ تحليلاتنا التجريبية الجاهزة والصعبة –التقريبية- لا تُخبرنا عن ذلك سوى القليل . هذا يؤكد جانبا واحدا من جوانب صورة والت الإفتراضية بخصوص الإختيار النظري : إذا كان الباحث واقعيا فإنّه –أو إنّها- يكون أكثر ميلا لأن يكون كاتبا إنفراديا . علاوة على ذلك ، فإنّ النتائج المتباينة المتعلقة بالمقاربات النظرية الأخرى تُشير إلى أنّه حتّى وإن كانت الشخصية –شخصية الكاتب المنظّر- أو نظرته العالمية العامة تُعّد عاملا وراء هذه العلاقة فإنّه من المرجح أن تكون الديناميات الدقيقة ديناميات معقدة كالتفاعلات الشخصية مع بقية العوامل .
المصدر : مجلة الفورين بوليسي 22/07/2013
*البروفيسور ستيفن والت منظّر أمريكي واقعي جديد ، أستاذ العلاقات الدولية بمدرسة جون كيندي الحكومية التابعة لجامعة هارفرد الأمريكية ، و مؤلف العديد من الكتب الأكاديمية والسياسية الدولية أكثرها ذيوعا كتابه المشترك مع البروفيسور جون ميرشايمر عن اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية ، يكتب بشكل منتظم على مجلة السياسة الخارجية المرموقة .
** ليندساي هاندلي : باحثة مساعدة بمعهد النظرية والممارسة في العلاقات الدولية التابع لكلية ويليام وماري . وهي مُقدِمة في هذا الخريف على تحصيل شهادة الدكتورة من جامعة ستانفورد .
***جلال خشيب مهتم بالدراسات الدولية والإستراتيجية ، التنظير في العلاقات الدولية ، الجيوبوليتيكا والفلسفة السياسية ، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة منتوري قسنطينة / الجزائر .
**** ريم النجار خرّيجة قسم اللغة الإنجليزية بجامعة حلب / سوريا .
#جلال_خشيب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟