أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جلال خشيب - نظرة خاصة لمفهوم الأمن / مجرد فكرة .














المزيد.....

نظرة خاصة لمفهوم الأمن / مجرد فكرة .


جلال خشيب

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 00:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


نظرة خاصة لمفهوم الأمن / مجرد فكرة .
جلال خشيب .

قال تعالى "وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون "80" وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون "81" الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "82" وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم "83" .." سورة الأنعام .

مروري اليوم بهذه الآية جعلني أعود لأفكر في الجدل الأكاديمي المرتبط بالدراسات الأمنية ، حيث ثار الجدل بدايةً حول مصطلح الأمن و مفهومه ، ماذا نقصد بالأمن أوّلا قبل أن نتحدث عن مجالاته أو قطاعاته ... انحصر مفهوم الأمن كما نعرف في البدء في زاوية ضيقة عالجها المنظور الكلاسيكي الدولاتي ، أين كان الأمن مرتبطا بالدولة إبتداءً كمصدر منتج لهذا الأمن و كموضوع يُناط به هذا الأمن بصيغة كلاسيكية صارمة تَرادف فيها مفهوم الأمن مع الجانب العسكري المحض ، لأسباب تاريخية إمبريقية إرتبطت بالحرب العالمية الثانية ثم الحرب الباردة و أخرى أكاديمية و هي تلك المتعلقة بهيمنة المنظور الوضعي الواقعي على حقل الدراسات الدولية عموما و على الدراسات الأمنية على وجه التحديد لتتطور الدراسات الأمنية في ما بعد الحرب الباردة مع المنظور المابعدي و النظريات النقدية خصوصا أين طُرح مفهوم الأمن النقدي ... على كلّ حال فقد عاد الكثيرون ليُحدّدوا مفهوما للأمن بإعتباره إنعتاقا من الخوف ...

ما أريد أن أشير إليه هنا مرتبطٌ بماهية هذا الخوف ... كلّ ما يجعل الإنسان في حالة خطر أو تهديد يصلحُ ليكون جوهرا لهذا الخوف ، لكن أغلب إن لم نقل كلّ الدراسات جعلت مصدر الخوف هذا مصدرا ماديا على الإطلاق و نابعا من أفعال الإنسان كمُسبب لحالة الخوف ثمّ كمتعرض لها بالضرورة ، بمعنى أنّ مصدر الخوف كان مصدرا وضعيا ، و هنا نرجع لنتأمل فحوى الآية الكريمة ، جاءت الآية كريمة على لسان سيدنا إبراهيم و هو يُنافح عن دين التوحيد و يرّد على قومه المنكرين بعد أن هدّدوه "خوف" و توعدوه بالهلاك إذا ما أنكر آلهتهم فردّ عليهم بتسائل مبني على إيمان " وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله .." ليقلب ميزان الخوف عليهم ، فلأنّهم كفروا بالله خالقهم و رسالة نبيه فهم معرضون للخطر ، لذا تُقسم الآية الكريمة الناس إلى فئتين ، فئة آمنة " إنعدام الخوف" و أخرى غير آمنة " معرضة لإضطراب الخوف" ، الأولى آمنة لأنّها موّحدة مُخلصة في إيمانها بالخالق و برسالته و الثانية غير آمنة لأنّها منكرة أو جاحدة له... الأولى تجعل الله مركزا للكون و الثانية تجعل الإنسان مركزا له .

إذن صار المتعالي عن الطبيعة ، ما وراء الوضعي " أي الله " بهذا المفهوم هو المصدر الأول و الحقيقي للأمن أو الخوف بدلا من الإنسان كمصدر ثاني متسبب له ، و صار التوحيد " الإسلام " عاملا محدّدا لأمن الإنسان أو لخوفه أمّا عن طبيعة هذا الخوف و نوعه فإمّا أن يكون خوفا حاليا وضعيا "العالم الدنيوي : إذا غضب الله على قوم لكفرهم أو لضلالهم يُرسل عذابه عليهم بآيات تصنعها قوانين إلهية و سنن كونية في الطبيعة و ليس المعجزة " و إمّا أن يكون خوفا ما ورائيا ميتافيزيقيا "العالم الأخروي : العذاب الأخروي ، جهنم " و هذا الخوف يسببه أساسا صراع الإنسان مع ذاته من أجل بلوغ الحقيقة الوجودية للكون و الخلق ، إذن هو صراع يحدث داخل الإنسان و خوف يحدث في ذاته يوّلده الشك " و ليس رسالة و دعوة نبي ، بعد ختم النبوّة طبعا " و ينهيه الإيمان كعامل أساسي لتحقيق جوهر الإنعتاق .. و الله أعلم .

14 ماي 2012
جلال خشيب باحث مهتم بالدراسات الدولية و الإستراتيجية ، الجيوبوليتيكا و الفلسفة السياسية ، جامعة منتوري قسنطينة / الجزائر .



#جلال_خشيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زبيغنيو بريجانسكي و الماكيندرية الجديدة
- التوجهات الكبرى للإستراتيجية الأمريكية بعد الحرب الباردة
- سوريا في مهّب التحولات الدولية
- فلسفة الإستراتيجية الأمريكية
- سوريا في مهب التحولات الدولية .. دراسة جيوبوليتيكية نظرية
- صعود الإسلام و روح المدنية الغربية الجديدة


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جلال خشيب - نظرة خاصة لمفهوم الأمن / مجرد فكرة .