أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نيسان سمو الهوزي - لماذا لا استطيع ان افرح ! انا مثل الاطرش بالزفة ؟؟















المزيد.....

لماذا لا استطيع ان افرح ! انا مثل الاطرش بالزفة ؟؟


نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 4163 - 2013 / 7 / 24 - 18:40
المحور: كتابات ساخرة
    


لماذا لا استطيع ان افرح ! انا مثل الاطرش بالزفة ؟؟
هل انا كئيب ام الكآبة هي وراثتي أم ان المجتمع هو الكئيب ( استغفر ربك ) ولماذا لا استطيع ان افرح واضحك مثل الباقيين ولماذا اكون مثل الاثول في الملعب ؟؟
اهلاً بكم في المثير للجدل لهذا اليوم ( انا والاثول ) وسنستضيف في هذه الليلة الحزينة والكئيبة ( بصراحة لم اجد شخص كئيب وعبوس غيري ) ولهذا سأستضيف نفسي بنفسي حتى اسهب في الكآبة كما اشاء دون مقاطعة ولا مداخلة.. عندي خُلق يجي واحد يقهقه بِوَجهي ؟ .. روح يا كئيب ..
منذ ان وعيت على الحياة الكوميدية وبعد خروجي في سفرة سياحية ترفيهية من العراق ووصلت الى شواطيء نيوزيلندا ، هذه الشواطيء التي يجب ان ُتَعّريّ كل انسان ( من بعيد ) يقترب منها بسبب خلابيتها وابتسامتها البريئة وانا في غيبوبة الكآبة والحزن والعبوسية الحاقدة ..
اصبحت عالة على العائلة والاطفال والمقربين وحتى بعض الاصدقاء بالرغم من قلتهم . في اي مناسبة نحضرها عيد ميلاد كانت اجلس مثل الاثول في الركن واشاهد مواقف الآخرين يبتسمون ويمرحون بهذا الميلاد المجيد والسعيد ( على شنو ما اعرف ) واصعب اللحظات عندما ينادونني وبالعنوة حتى اقف خلف الطاولة واصفق واصيّح هابي باردي تويو !!! لا احد يعلم ماذا يجول في خاطري في تلك الوهنات ! كل الكوابيس والشياطين ( الحمر ) يسبحون امام عيوني ويقولون ماذا تفعل يا غبي ؟ . في مناسبات الطهور ( لا هذه قليلة ونادرة جداً ) في مناسبات الاعراس والزواج ، اشاهد الجميع ( بإستثناء المعوقيين مثلي ) يركض ومسرعاً ماخذاً فراغاً في الساحة والبوديوم من اجل الهز والنط والكل رافعاً يده الى الاعلى وبأنساق غريبة وكأنه يطلب من الرب العون والنجاح في الرقصة الاخيرة وانا انظر الى تلك المجاميع بإستغراب ودهشة على ما فاعلين وهم ينظرون بنظرات اكثر استغراب وتعجب من جمودي مثل الصنم طيلة وقت السهرة .. هذا ينادي وذاك يعيط ( تعال شبيك ) والآخر يقول للأولاد ( هاي شبيه ابوك ) والمرأة تتوسل ( على خاطري ) وانا ملتصق بالكرسي وكأن الساحة الرقاصة هي الشعبة الخامسة للإعدامات .. كل شيء يصبح اسود والناس تصبح كومبارسات غريبة في نظري والحيرة والخجل والقلق يجري في عروقي حتى يخرج العرق من جبيني وكأنني الراقص رقم واحد في البوديم ( بعض الثول يقولون هاي شبيك عركان شنو من الرقص ) ؟؟.
لقد دخلنا في منازعات ومناوشات من اجل هذه المسألة ( اكثر مما دخلت فيه جماعة النصرة مع الثوار والحكومة السورية ) دون الوصول الى نتيجة مرضية للطرفين ( الله يساعد الاخوان ) .. الكل يعتب ويلوم ويشجب تصرفاتي والبعض الآخر يتهمني بالقوقعة والآخريين يتهمونني بالمقعد والمرأة تقول : شنو انت احسن من العالم ! افضل من كل الذين يرقصون ! تعرف اكثر منهم تفتهم مثلهم ّ ناس تفرح وتمرح وتضحك والحياة سارية والذي لا يستغل اليوم يفوته القطار ووووو الخ من هذا الكلام .. و ارد وفي كل مرة هل تعلمين كم انسان يموت ويحتضر من الام والجوع في هذه اللحظة ؟ هل تعلمين ماذا يجري في سوريا والعراق وكم مسيحي اضطّر النزوح وترك داره وارضه وارض اجداده ؟ هل تعلمين كم انسان عراقي فقير تتطاير في هذه اللحظة اشلاء جسده ؟ هل تدركين ما يجري للفقراء والمظلومين في هذه الآونة ؟ هل تعلمين كم افريقي يموت كل يوم من العطش ولدغة بعوضة في كل دقيقة ؟ هل تعلمين كم طفل يَتَيتّم في هذا العالم يومياً بسبب حزام ارهابي ؟ هل تعلمين كم مصري وسوداني وافريقي وعراقي عاطلين عن العمل وينامون واطفاله يتضرعون امام عيونهم من الجوع ؟ وهل وهل وهل فعلى ماذا ارقص وكيف لي ان اضحك ! هل اضحك على حالي ؟ وفي كل مرة يأتيني نفس الرد : شنو تريد تحل مشاكل العالم ( على الاساس انت شريف مكة ) ! ليش انت تفهم اكثر من الذين يرقصون ! شنو انت احسن منهم ! ارقص وغني وامرح وخلي الباق على الله !!! لقد خليناها على الله يا بنت الناس وشوفي النتيجة .. شنو النتيجة ليش انت تعرف اكثر منَّه ؟ لا اسغفر الله بس . لا تبسبسلي ولاهم يحزنون المعقد يبقى معقد .
وكل هذا في جانب ولا يزعجني ويقهرني ورد مثقف العائلة والبيت والاقارب والاصدقاء عندما يرد ويكرر كل يوم مقولته المشهورة نقطة الصفر ( لا هذه لي ) عندما يقول ويكرر : انا اريد وانت تريد والله يعطي لمن يريد في جانب وكوم آخر . كيف لي ان احل هذه الاشكالية ! اطرش في الزفة واثول في الدبج والرقص وكئيب وحزين في اعياد الميلاد حتى بدأت اتمرد على كل مَن حولي وخوفي ان اتعقد اكثر واكثر وفي النهاية اخرج ولا اعود او اشتري حزام ناسف .. والله فكرة .. او سيتم طردي من البيت ( لا هسة ماعندهم سيارة محتاجيني ) ..
احياناُ قليلة جداً احاول ان انسى وابتسم قليلاً وانسى همومي وهموم الجيران واخرج للزنكات النيوزيلندية لأرى العالم السعيد فيكون اول ما التقي بهم ( حظي المعفن ) اصحاب الوجوه والشكل والملابس واللحاي الغريبة ( لا وطالع موديل ملون ) فأعود مذعوراً الى جحري وافكر بمستقبل نيوزيلندا وملبورن واوربا النائمين على خدود نعام القنفذ ولا يعلمون ماذا سيفعل بهم القنفذ عندما تشتد وتكبر وتطول مزامير جلده . مرة اخرى تدخل الكآبة واقوم بسب وشتم كل مَن يقول لي اضحك . حتى عندما تنتابي نوع من الغيبوبة واتشرد من عقليتي وانسى همومي وأحاول ان افاجيء الحاضرين واضحك او ابتسم قليلاً لموقف يجب ان يبتسم معه كل ( معقد مثلي ) فأنظر الى الميمنة ومن ثم الميسرة لمشاهدة تفاعل الآخرين مع ضحكتي ( يشوفوني دأضحك ) فأرى الاستغراب والكآبة في وجوههم وكأنهم ينظرون الى شاذ في قفص يضحك لوحده ( عبالهم خالد بن وليد آني ) .. حتى ضحكتي لا تشبه ضحكتهم .. حذاء الكنفوشة ميريام فارس اهم من الذبح الدموي لأطفال سوريا وحقيبة اللبوة احلام تشد اهتماماً اكثر من الصواعق والأحزمة الطرية في العراق .. تعال اضحك ..
لم يبقى امامي إلا ان اعتكف في البيت واشاهد برناج الفتافيت ( عن المذابح السورية ) وسعدتُ بقدوم شهر المسلسلات فقمتُ بمتابعة عادل إمام في ( العراف ) ولسوء الحظ هناك مسلسل نيوزيلندي يبدأ في نفس الوقت فبدأ الصراع مع الاولاد الذين يرغبون الاجنبي على المستكي ولكن الحمدلله فمسلسلي يستغرق ثلاثة دقائق وسبعة دقائق دعايات رمضانية فأحول التلفزيون الى المسلسل الاجنبي وبعد سبعة دقائق اعود للعربي يكون باق منه دقيقتين أو اقل وبعدها سبعة دقائق عصير تانك ويشاهدون الاولاد مسلسلهم واعود بعد سبعة دقائق وهكذا ينتهي المسلسل لا انا فاهم شيء ولا الاولاد شاربين التانك .. هل رأيتم في حياتكم مسلسل عشرون دقيقة واربعون دقيقة الباقية دعايات رمضانية تجارية ؟ ويقولون لي لماذا لا تبتسم ؟؟
ويستمر هذا الصراع بيني وبين نفسي وبين المحيطين وسابقى اتسائل : هل يجب علينا ان نضحك ونمرح وننسى هموم العالم والمظلومين والفقراء ؟ هل يجب ان ننحي بالمشكلة الى الجانب الإلهي ونترك كل شيء له أم نلوم المذاهب الارضية على نتائج فعلتها وطريقها ؟. أم اسمع كلام المقربين وانسى الاخوان والسلفيين والملالي والفتاوي ولا اعيش إلا لحظة بلحظتها كما يفعل الآخرين ؟ أم افعل كما فعل اصدقائي الماركسيين الثلاثة : واحد ملتهي بشراء مطاعم البيتزا في المانيا والثاني اشترى نصف محلات شوبينك سنتر في ملبورن والثالث اصبح تاجر سلاح واحزمة ناسفة ؟ ليش لو جنت اكدر جان قصّرت ؟.. هؤلاء الثلاثة كانوا اعز اصدقائي وماركسيين حقيقيين فأين الخطأ ؟؟ هل هو عندي أم عند العالم الآخر ؟ انا واثق بأنه من عندي .. يمكن عاقر .. سأنتظر الجواب والرد منكم ..
لم يبقى إلا ان اقول : ماذا ستقول ! اطرش بالزفة ؟؟ لو اثول بالدبجة ؟ خليها سكتة .. فُكُر ..



#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري في العراق واين سينتهي !!
- نصف عمرنا يقضي في الهراء !!
- لقاء مع الشيوعي حميد موسى .. يا كافر !!
- حقق احلامك في الرمضان ! إلعب واربح ..
- مآساة بانورامات مصر الاخيرة ! الى الاخ رامي ..
- شكراً للشعب وعادل إمام ويسرى والهام وخالد ومحمود !!
- ارحل يا مرسي لأنك لا تجيد قيادة السيارة !!
- هو في ايه يا القاهرة !!!!
- ماذا لو رحلت اسرائيل في إجازة من المنطقة !!!
- لاتقتلوا رجاءاً !! بعدين حرام !!!
- لو كنتُ مكان روحاني ماذا كنتُ سأفعل ؟؟ كلام شعبي ..
- ماقاله الاعلامي محمود سعد اعظم من افعال البطاركة والمطارنة ! ...
- كيف يعيش هذا العالم الحقير ؟؟
- لماذا انا مكروه !!
- مَن يحمي المسيحي إذا ! إذا كان كل سنة يقتل منهم اكثر من مائة ...
- افضل للرجُل ان يعطي نفسه من ان يكون له وجهين !!..
- ماذا يريدون من البطريرك المحترم !!
- لماذا لا تتدخل الآله في انقاذ رعاياها ؟؟
- القرضاوي وانزلاق العمامة في المنحدر السياسي !
- سأبقى اكتب وهو سيبقى يحتقرني ويحتقر ما اكتبه!!


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نيسان سمو الهوزي - لماذا لا استطيع ان افرح ! انا مثل الاطرش بالزفة ؟؟