حملة عدنا في تونس: عندما تستعيد الحركة الثورية بوصلتها

صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 21:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

لا تمرّد من دون ديمقراطية مباشرة
ثورتنا ستكون ضد كل أمراء الحرب وتجارها يمينا وبسارا

الثورة الشعبية الاجتماعية الطبقية ديمقراطية مباشرة أو لا تكون


لا أدري من أين يأتي هذا الولع الهستيري بالحملات المنظمة تحت راية أجهزة المال والسلاح والإعلام؟ لا أدري لماذا تَصدق في كل مرة تلك الفكرة البسيطة التي مرت تحت قلم ألدوس هكسلي : " انه من السهل جدا إفساد أيّ ثوري إذا اقترحت عليه بعض المال وبعض السلطة". ولكن أساسا ثوريا أوحدا يظل ثابتا ألا وهو مبدأ الديمقراطية المباشرة.
لقد أثبت العبث السياسوي الحزبوي مرة واحدة أن المشكل كلّ المشكل يكمن في الديمقراطية الشكلية التمثيلية. وأن السرّ الثوري الوحيد الذي لم يعد سريا بعدما عايشت الشعوب أو بعضها على الأقل تجاربها الثورية أو بعضها على الأكثر، هو افتكاك السلطة من الأسفل وعن طريق الديمقراطية المباشرة على أساس المطالب الطبقية الاجتماعية-الاقتصادية للجماهير الثائرة وعن طريق المجالس المواطنية توافقا أو تكليفا أو انتخابا بما اتفق حوله من احدى آليات الانتخاب شرط أن يكون مستقلا عن السلطات القائمة بما أنه سلطة ثورية مضادة وشرعية ثورية مضادة للعملية الشكلية الصناديقية برمتها. ولذلك فان ركوب ثم سقوط كلّ من نصب نفسه بنفسه عن طريق أيّة صناعة كانت مالية إعلامية استخباراتية أحزابية أمر محتوم مهما كان الدور ومهما كان الزمن والاّعبون. ولذلك فان الحركة الثورية الشعبية لا يمكن أن تكون شرعية وثورية الاّ على أساس الديمقراطية المباشرة والأنسب لمن يريد اعتماد آلية الحملات أن يطلق حملة "الديمقراطية المباشرة " من داخل الجماهير وعن طريق مجالسهم المواطنية وفي إطار احتجاجات شعبية فعلية حول مطالبهم.
المهمة والآلية والهدف على الاختصار كما يلي:
لا نضال من دون قاعدة المطالب الطبقية الاجتماعية لعموم الجماهير معهم وبينهم و لا انتصار من دون حكم ثوري بمجالس ثورية مواطنية محلية وجهوية تخلع النواب وتستبدلهم بمجلس ثوري عام بتكليف جماهيري ميداني غير حزبوي غير وفاقي-طبقي يكلف بدوره مجلسا تأسيسيا ومن دون مؤتمر ثوري عام بنفس الآلية القاعدية المباشرة والذاتية يكلف حكومة ثورية لا مركزية لتنفيذ المهمات الثورية ويعزل العمد المعتمدين والولاة ويعزل الجكومة الحالية. ولا تغيير للواقع دون هيئات دفاع ذاتي تمنع انقلاب الأحزاب و أجهزة المال والسلاح والاعلام والمخابرات.

كلمة حول ما معنى حكومة ثورية تأسيسية لا مركزية




"ولكن شكلا من أشكال الرجعية والارتداد يظل شبحا يخيم في الأفق:»هدا مستحيل ومُضر، فلنسلم أنفسنا للدولة"
باديو

اجابة على سؤال مشبوه : احدهم يسأل كما يسأل اعوان المخابرات: ايه كيفاش حكومة ثورية لا مركزية بلا انتخابات؟
جوابي: الشعوب لا تسرق في الازمنة الراهنة الاّ باسم الانتخابات وتكون واجهة لتغطية الجرائم المنظمة لرأس المال. الهدف ليس هيئة انتخابات ولا تاريخ الانتخابات لان هذا وذاك يصبح لا شيئ امام المهمات الثورية وبالنضال وحده، الهدف انتخابات مستقلة وليس مجرد انتخابات. ومن قال ان الحكومة الثورية الامركزية لا تكون بالانتخابات؟ لا ابدا يمكن ان تكون بالانتخابات المستقلة والمباشرة من طرف مجالس المواطنين في كل ريف ومدينة. وعندما تفرض نتائج هذا الانتخابات باستقلاللية على السلطة المركزية وحكومة الانقلاب ومريديه الجدد عن طريق الانقلاب على من خسروا معهم القمار الانتخابي وشرعوا لهم، قلت عندما تفرض تكو ضرورة سلطة مضادة. تعقد مؤتمرا ثوريا عاما فتستصدر برنامجا هو عينه مطالب الناس وتكلف عددا من الغرف التنفيذية يكون فيها من الجهات والمحليات من يفهم مطالب الناس ومن شرفاء الادارة والنضال والعارفين ينسقون اعمالها. مثال: غرفة تنفيذية أو ديوان أو هيئة تنفيذية او سمّه ما شئت حول البنية التحتية والمرافق الحيوية مع منسق مكلف بمهمة محددة زمنيا يكون مكلفا عاما بقسم كذا أو بوزارة كذا. بلغة اخرى un sous-ministre/
أقول قولي هذا لمن لا يؤمنون بشيئ ولا يتجاوزون التجمع والنهضة الا بالكذب.
انها حكومة تنفيذ المهمات الثورية. حكومة توسيع وتعميق واستمرار الحركة الثورية. حكومة المسار الثوري الديمقراطي وترسيخ وتجذير الصيرورة الثورية.

وختاما ، الربيع العربي المعادي للاستقلال وللثورات ومنذ حرب الخليج زرابي مفروشة بالدماء. اسقاط الانظمة العربية اما ثورة ضد الاستعمار أو مزيدا من الاحتلال الداخلي والخارجي.

الحق للمقاومة الاجتماعية- الحياة للمعدمين والمفقرين - الشغل للمعطلين- الموارد للمنتجين الكادحين- التسيير للثوريين- البقاء للجماهير. النصر للثورة

#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات