أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الخرافات الإخوانية !!















المزيد.....

الخرافات الإخوانية !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 10:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخرافات الإخوانية!!..
الخرافات والمزاعم والافتراءات والأضاليل والأحابيل ، هي سلاح يستخدم لغايات كامنة في قلوب أباليس وشياطين الخراب والدمار والهلاك المبين ، حيث تتم بها مداعبة أحلام عامة الناس العاديين ، الذين لا يحكمون عقولهم فيما يسمعون أو يفعلون ، الذين يمكن اقناعهم بالضرب على وتر الدين ، وحالة التعصب والاندفاع الديني ، الذي يعد احد الدوافع الرئيسة لصنع الخرافة والأحلام والمنامات ، التي تمنح شخصا ما قدرات لا يملكها ، كلما كان ذلك الشخص – الرئيسا كان أو القائدا أو الزعيما أو الحاكما - في ورطة أو مشكلة ، وكان لابد له للخروج منها منتصرا او على الأقل متخلصا منها بسالم وأقل خسارة ، من اللجوء إلى خلق الأحلام وابتكار المنامات ، وصنع الخرافات ، التي يستهوي عوالمها اسماع السذج من عامة الناس ، وتشغلهم عن مناقشة جوهر همومهم ، وأخطر مهامهم المتعلقة بالانجازات الحكومية ، والمشاريع المستقبلية ، والتدابير المتخذة لمحاربة الفقر وآفة البطالة ومناهضة الفساد والتهميش والإقصاء , التي يرزح تحت وطأتها الكبير والصغير ، الأمي والمتعلم والمثقف ..
وبغض النظر عن حقيقة تلك الرؤى والأحلام والافتراءات الغرائبية ، التي مهما كانت غير معقولة ولا تتناسب والوعي والعلم والحقيقة ، فإن درجة قابلية تصديقها يعتمد كليا على الشخص المتلقي ، وليس على درجة تعليمه ، أو ثقافته فقط ، ولكن على درجة قابليته للإيحاء ، وتصديقه للأوهام ، وكذلك على حالته النفسية ومدى استقرارها أو اضطرابها ، هذه العناصر التي يحسن خطباء ووعاظ المساجد استغلالها لربط الأحلام لدي المتلقين بالواقع .
تمتما كما هو الحال بالنسبة لمعتصمي رابعة العدوية الذين يتم الإيحاء لهم ، بشكل يثير الاستياء ويدعو للشفقة عليهم ، من خلال رؤى وأحلام ومنامات (ما أنزل الله بها من سلطان ، وليست من الإسلام في شيء)، بأنهم على حق فيما هم فيه وعليه ، وأن الرئيس المعزول د.مرسي ، هو من يمثل عقائدهم الدينية ، التي تُوجب الجهاد للدفاع عنها والانتصار لها ، الذي هو من نصرة الإسلام وإعلاء كلمته.
ومن المسلمات لذى عامة الناس ، أنهم دائماً يميلون إلى تكوين أفكار واعتقادات عن بعض الأشياء أو الأشخاص أو الأحداث ، وإذا لم يُستجب لميلهم ذاك بالتعليم والتوجيه الصحيحين ، ولقنوا أفكارا خاطئة وغير صحيحة ، فإنه سرعان ما تتكون لديهم تصورات وأحاسيس واعتقادات مشينة ، تؤدي إلى ممارسات فاسدة ، وإذا تُركوا واعتقاداتهم وتصوراتهم الخاطئة تلك ، فإنها تزداد بمرور الأيام وتتراكم ، وتتعقد حتى تطمس ما كان معهم من صحيح الأفكار والتصورات أو تكاد ، وقد جرت العادة أن الإنسان البسيط ، الذي ليس لديه المعرفة الكافية بخبايا الأمور ، لا يكتفي بخطأ أفكاره ، وفساد اعتقاداته ، ومشين تصوراته ، بل يستميت في الدفاع عنها ، ويحرص على نشرها بين الناس ، ويقاتل من يُكَذبها أو يخالفها ، حتى لو كان من الفقهاء والمتخصصين ، وكأنها قرآن منزل.
ولقد برع تنظيم الإخوان المسلمين مند نشأته الأولى في تجييش العواطف ، والضحك على العقول بذلك النوع من الخرافات والأحلام والافتراءات غير المعقولة وغير المقبولة ، التي تستغل الدين لأهداف سياسية مفضوحة ، ولازالوا يسيرون على نفس النهج إلى اليوم ، بل ويتفننون فيه ، وإن كان بسذاجة فجة بينة ، لإقناع مريديهم والمتعاطفين معم ، ولا أدل على ذلك ما يحدث مع معتصمي رابعة العدوية ، الذين يخدرون بفكرة عودة شرعية حامي الملة والدين ، الصالح المصلح الرئيس المعزول د.محمد مرسي ، بفضل عون ومساعدة الملائكة الذين يقفون بين يديه ، والذين سيخلصونه من محنته وامتحانه الذي شبهوه بما تعرض له الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، في بدايات رسالاتهم ونبوءاتهم ، من محن واختبارات ..
وهكذا وحسب رؤى وأحلام ومنامات كبار علماء وفقهاء ووعاض الإخوان ، فقد ظهر جبريل عليه السلام أربع مرات في ميدان رابعة العدوية لإثبات شرعية مرسي ، حيث كان عليه السلام تارة يصلي خلف الرئيس مرسي ، وتارة ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وخلفه مرسي وجبريل معاً في مسجد رابعة العدوية ، فيما شاهد أئمة المدينة المنورة جبريلاً يصلي في الميدان مع أنصار مرسي وابلغوا ذلك لمشايخ رابعة ، وفي منامة أخرى قال الشيخ أحمد عبد الهادي ان أئمة المدينة رأوا مجلساً فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ومرسي وأناس آخرون وعندما حان موعد الصلاة قدم الناس الرسول ليؤمهم ، ولما نظر حوله شاهد مرسي وقدمه على نفسه .. ولم يتوقف خيال الشيخ عبد الهادي عند هذا الحد من الأحلام والمنانات ، بل ذهب الى أبعد من ذلك ، حيث جرفه خياله إلى الزعم بأنه شاهد في الصحراء 50 جملاً وشبابا وأطفالا يلعبون في الرمل ، فجاع الشباب والإبل واشتد العطش فانبثقت من الأرض ساقية عملاقة بارتفاعها عشرة أدوار فشربت الابل وشرب الناس وسمع الناس صوتاً من السماء يقول "ارعوا ابل محمد مرسي" ..
ربما يمكن أن نتقبل ما يقوم به المنتمين تنظيمياً وعاطفياً للجماعة وأتباعها ومريديها ، ونلتمس لهم العذر في استماتتهم في الدفاع عما يعتبرونه حقا ضاع منهم ، بعد أن ناضلوا لتحقيقه على مدى 80 سنة ، ألبسوا خلالها ومن أجله (حلم الخلافة)، الحق بالباطل ، ووضع السم في العسل ، ووصل بهم الأمر من أجل الوصول إليها ، إلى الكذب للنبي صلى الله عليه وسلم، بادعائهم أن الرسول قد طلب بأن يصلي مرسي إماماً والرسول صلى الله عليه وسلم خلفه –أنها إساءة يجب أن يحاسب من قالها - وهم يعلمون قوله صلى الله عليه وسلم "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"..
لكن الأمر الغير المقبول ، بل المروع والمفجع والذي يحز في النفس ويدمي القلب ، ولا عذر فيه لبعض السذج من الصحفيين المغاربة ، والكثير من المغيبين من أصحاب المواقع الاجتماعية –التي تأسلمت بعد مجيء حكومة بنكيران- الذين ليسوا لا في العير ولا في النفير، وكما يقال في دارجتنا الغربية أنهم ليسوا إلا من الذين " تابعين جيلاية بالنافخ" لأنهم ليسوا منتمين تنظيمياً للجماعة ، والجماعة "مامسوقاش ليهم" ومع ذلك ، يتصدون في استماتة غريبة ، للدفاع عن هذه الجماعة ، -أكثر وأشد وأشرس من الإخوان أنفسهم- وذلك رغم انكشاف أمر جماعتهم وإنفضاح سرها ، وظهر للعيان أنه لم يكن في نواياها ولا من غاياتها ، تمثيل الإسلام ، وتطبيق الشريعة واحترام الديمقراطية، كما يزعمون ويدعون ، وإنما كان كل همها ، هي السلطة والتمكن من دواليبها بكل الوسائل ، حتى تصبح الدولة ضيعة لهم ولحاشيتهم ، والديقراطية أمر شكلي يستهلكونه كواجهة بدون مس لجوهر النظام ، وإحترام القانون وسيادته فمجرد شعار فارغ في خدمة الفئات المسيطرة منهم , أما الدستور فهو في خدمتهم بعد أن فصلوه بمقياسهم لتأبيد نظامهم،
إني والله لآسف على ما وصل إليه حال بعض الزملاء الأعزاء الذين كنت أكن لهم المودة ، ولازلت ، الذين تبين من دفاعهم المستميت عن جماعة الإخوان ، التي هي أكثر الجماعات اختراعا للمؤامرة والكذب والفشل والتدليس والتخطيط العصاباتي الإجرامي ، وظهر من تباكيهم على شرعية مزعومة-يقولون أنها ضحية حرب أمريكا وإسرائيل - قضى عليها شعب عظيم هو مصدر الشرعية ومرجعها ، وقال كلمته برفض تنظيم يخدم توجهاته ولا ينظر لمصالح الشعب.
من كل هذا يتبين أن هؤلاء المدافعين المنافحين -مع الأسف الشديد -لا يعلمون حقيقة التنظيم ، ويتعاملون معه وكأنه جمعية تحفيظ القرآن تحولت بفضل الله وتسخيره إلى جماعة تحكم لتطبيق شرع الله ، وينظرون للرئيس السياسي المنتخب وكأنه إمام مسجد اختاره الله لصلاحه رئيساً وزعيماً .. ولا يعرفون بالسياسة غير المعنى الظاهر، ولا يعرفون أن القيادة السياسية المنتمية للتنظيم هي الأكثر حرصاً على العلاقة مع أميركا والغرب ، وما على هؤلاء المغيبون سوى قراءة رسالة رئيسهم د مرسي المخلوع "لشيمون بريز" ، التي كانت أفضل ضامن لأمن وسلام إسرائيل ، منذ اليوم الأول لتولي مرسي السلطة ..
أفبعد كل هذا وذاك ، وما خفي كان أعظم ، تتحرك أقلامكم وحناجركم بالدفاع عن جماعة انكشفت عوراتها ، وبانت مآربها ..أو ليست لكم قضايا وطنية تستحق الحبر والجهد والوقت الذي تهدرونه في قضية خاسرة ، ليس لكم فيها لا ناقة ولا جمل ، فليتقرب إلى الله كل صاحب رأي منكم ، ويصدح بصوته وقلمه ليظهر حقائق ما يجري في بلادنا العزيزة ويساهم في إصلاحها بالكشف عن كل من يحاول ، هو الآخر ، استغلال الدين لأغراض سياسية ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحة ليست ترفا ينعم به الأغنياء ، ويستجديه الفقراء !!
- أفول نجم إخوان مصر يزلزل باقي الأنظمة الاستبدادية الاستعبادي ...
- سقط وهم الخلافة، و لم يسقط الإسلام ؟
- تجربة الإقتراب من الموت !؟
- لا حزن يعدل حزن الفقد بالموت ، ولو كان موت كلبة !!
- اقتباس ، أم سرقة فاضحة ؟
- القاهرة، عروس النيل وجوهرة أم الدنيا..
- يوم عامل أزلي!!!
- شعارات فاتح ماي، و قضايا العمال الكبرى.
- عندما يكون النضال عفوياً وصادقاً ..
- القاهرة من الأمكنة التي تزورها فتبقى في القلب.
- الحدود
- الخوف من المجهول أشد على الصحة النفسية للإنسان.
- عيشية الرحيل..
- المعتقدات الخرافية ومخلوقات الخفاء !؟
- الأمهات لا يتكررن..
- البيات أو عسس الليل.
- حراس العمارات
- إنسانية الطبيب، نصف العلاج ..
- انتحرت فتاة او اغتصبت، وماذا بعد؟؟؟؟؟


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الخرافات الإخوانية !!