أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حميد طولست - الصحة ليست ترفا ينعم به الأغنياء ، ويستجديه الفقراء !!














المزيد.....

الصحة ليست ترفا ينعم به الأغنياء ، ويستجديه الفقراء !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 12:52
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الصحة ليست ترفا ينعم به الأغنياء ، ويستجديه الفقراء !!
الدافع لكتابة هذه المقالة ، هو وضعية المستشفيات في هذا البلد الجميل كثيرة تصريحات ما مسؤولي الحكومات المتعاقبة ووزرائها في الصحة ، التي طالما شنفت –عفوا أوقرت- آذان المغاربة ، بمسلماتها حول "أن الصحة ليست منة من أحد ، أو نتاج عمل خيري ، وأنها ليست ترفا ينعم به الأغنياء ، ويستجديه الفقراء كلما اعتل بدنهم أو نفوسهم" .. وأنها (الصحة) حق ليس على المواطن المغربي أن يعيش ذل الحاجة لخدماته الضرورية ، أنها (الصحة دائما) ليست هدفا قد يدركه البعض ويستعصي ادراكه على الكثير ممن لا سند لظهورهم ، وجيوبهم أفرغ من جوف أم موسى، وأنها (الصحة دائما وأبدا) واجب إنساني ، على الدولة توفيره لمواطنيها بمواصفات محترمة ، من المهد إلى اللحد ، كما تقر ذلك كل المحافل الدولية ، واللقاءات العالمية ، كمؤتمر ألما-أتا عام 1978 في الاتحاد السوفياتي..
لكن الواقع ، ومع الأسف ، يقول غير ذلك ، ويكذب تصريحات المسؤولين الرنانة الطنانة ، حيث أنه في الوقت الذي انتظر فيه المغاربة ، ولوقت طويل ليسمعوا حلولا لمشاكلهم الصحية العالقة وهمومها وظروفها الكارثية التي تزداد يوما عن يوم, وتتجه من سيء إلى أسوأ ، من وارتفاعات مهولة في أسعار الدواء، ورداءة في الخدمات الصحية وهشاشة نظمها القانونية والمؤسساتية...ويروا تفعيل حقيقيا لمقتضيات دستور 2011، وخاصة ما يتعلق منه بتطبيق ما يكريس حقوق الإنسان وعلى رأسها الحق في الصحة والمساواة في الولوج إلى العلاج ، وتعميم التغطية الصحية الشاملة ..
مناسبة هذا الكلام ليس بمناسبة المناظرة الوطنية الثانية للصحة الذي نظمتها وزارة الصحة بمراكش قبل أسابيع ، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وتحت شعار "من أجل حكامة جديدة لقطاع الصحة" والتي نتمنى صادقين ألا يطال توصياتها ما تعرفه ملفات الصحة المركونة برفوف وزارة الصحة ..
لكنه بمناسبة الحادثة المفجعة التي تعرض لها ، بعض المواطنين المغاربة على مشارف مدينة لقصر الكبير ، و في صباح يوم صيفي حار ،والذي حُمل الضحايا على وجه السرعة إلى المستشفى المركزي لنفس المدينة ، الذي كان ساعتها شبه مغلق ، وليس به من الممرضين والأطباء احدا على الإطلاق ، ولا يترجم ، على أرض الواقع ، شيئا من كلام مسؤولي الصحة المعسول ، والذي تصك به تلفزتنا الآذان المغاربة صباح مساء،
كما يحكي أخو أحد الضحايا السيد عبد المالك حريوش الكاتب العام للجامعة الديمقراطية للنقل الوطني والدولي.. الذي حضر على عجل من مدينة فاس ليفاجأ ، بل يصرع أمام خواء المستشفى كلية من أي مخلوق ، والذي بعد بحث مضن ثم العثور على من يفترض فيه حارسا يحمي المؤسسة العمومية من اللصوص ، نائما في إحدى الغرف ، والذي أسر لهم أنه لا أحد من المسؤولين على صحة المواطنين ، يأتي قبل التاسعة او العاشرة ، وبعد تدخلات كثيفة مع مسؤولي باشوية المدينة التي كانت هي الأخرى شبه فارغ ممن يمكن أن يتحمل مسؤولية وأمن وسلامة المواطنين ، حضر أحد الممرضين وعاين الضحايا ، دون أن يقدم أي من الاسعافات الأولية ، بدعوى انه لا يملك مفتاح قاعة الراديو؟ ..
فهل تستطيع مثل هذه الحالة وهذه الثقافة وذاك السلوك المتخلف - المتراكم والمعشش في ذهنية البعض ، والذي يعتبر مع الأسف ، في بلدنا ، سلوكا عاديا ، ولربما يحسبه الكثيرون ، حنكة وشطارة والذي ليس الوحيد عبر التراب الوطني- ان تجعل أبعاد العلاج ملموسة لدى المواطن ومبلورة في برامج قطاعات الصحة المختلفة.
وهل في نية الحكومة ممثلة بوزارة الصحة ومصالحها الخارجية ، خلخلة مشهد السياسة الصحية في البلاد ، وإعادة صياغته وفق مفاهيم جديدة غير مسبوقة تعزز الحق في الصحة بكل أبعادها ، وتطوير اليات مساءلة الفاعلين العموميون في الصحة المخلين بواجباتهم نحو المواطنين ، لإنه لا مستقبل من دون الكشف عن خروقات ارتكبت في حق مصائر العباد ، ونخل كل التجاوزات التي عملت على بخس القيمة الاعتبارية للإنسان ، الدليل القاطع على مقدار تخلف بعض دول العالم ..
وهل تفكر في لعب دور المحرك والمنسق للسياسيات ذات العلاقة بالصحة مركزيا وترابيا ، وتفعيلها طبقا للدستور الجديد ، وتعزيز دور المراكز الصحية ، واعتبار قضية ، الصحة بأبعادها الجسدية والنفسية والاجتماعية ، اجتماعية واقتصادية وسياسية وليست "الدوا الحمر والداجينة" ، والحرص على مراقبة القطاع الخاص وجعله قابلا للمسائلة وملتزما بمسؤولياته المهنية قبل الاجتماعية والوطنية حسب قوانين منظمة الصحة العالمية ، حتى لا تطغى التجارة والربحية على صحة المريض والمصلحة العامة ، ويقلل من الاعتماد المفرط على الدفع المباشر من طرف المرضى على شكل دفعات وتسبيقات وأدوية واستشارات وإجراءات ، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي (رشوة)..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفول نجم إخوان مصر يزلزل باقي الأنظمة الاستبدادية الاستعبادي ...
- سقط وهم الخلافة، و لم يسقط الإسلام ؟
- تجربة الإقتراب من الموت !؟
- لا حزن يعدل حزن الفقد بالموت ، ولو كان موت كلبة !!
- اقتباس ، أم سرقة فاضحة ؟
- القاهرة، عروس النيل وجوهرة أم الدنيا..
- يوم عامل أزلي!!!
- شعارات فاتح ماي، و قضايا العمال الكبرى.
- عندما يكون النضال عفوياً وصادقاً ..
- القاهرة من الأمكنة التي تزورها فتبقى في القلب.
- الحدود
- الخوف من المجهول أشد على الصحة النفسية للإنسان.
- عيشية الرحيل..
- المعتقدات الخرافية ومخلوقات الخفاء !؟
- الأمهات لا يتكررن..
- البيات أو عسس الليل.
- حراس العمارات
- إنسانية الطبيب، نصف العلاج ..
- انتحرت فتاة او اغتصبت، وماذا بعد؟؟؟؟؟
- المعتقدات الخرافية ومخلوقات الخفاء !؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حميد طولست - الصحة ليست ترفا ينعم به الأغنياء ، ويستجديه الفقراء !!