أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حاتم الجوهرى - البدائل السياسية لمسار الثورات العربية















المزيد.....

البدائل السياسية لمسار الثورات العربية


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 14:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لابد من الحفاظ على المسافة الفاصلة بين العسكر والثوار.
هناك مسار سياسى أقرب للحتمية ستمر به "الثورات العربية".
فى المراحل النهائية للثورة سيعود الصراع واضحا كما كان فى البداية
بين الثوار والنخبة العسكرية.
ضرورة الاستعداد لاحتواء جماهير "فرق الدين السياسي".




مقدمة: الثورات العربية والتجربة الإنسانية

حينما نتحدث عن "الثورات العربية"؛ فنحن أمام حدث فريد فى التاريخ الإنساني المعاصر، توفرت له العديد من الأسباب الموضوعية –لحد بعيد- لنبوغ الحالة الإنسانية وتفوقها، ومحاولة تلمس نواقصها حتى تقدم لنا أفضل ما فى الجعبة البشرية، لعل أهم مشاكل التجربة البشرية – في مثاليتها وثورتها- كان التنظيم والاتصال أولا، واختبار وتصعيد (فرز) الأفراد الأكثر قدرة وتعبيرا ثانيا؛ وقد توافرت مجموعة من العوامل المجتمعة لتجعل "الثورات العربية" لحظة مفصلية هامة فى التاريخ الإنساني ككل..
الاتصال والتفاعل عن بعد عبر الوسائل الافتراضية الحديثة، مكن الأفراد من اختبار بعضهم البعض بشكل متكرر، واكتساب وتبادل الخبرات بشكل تراكمي، والأهم جعل صاحب الفكرة والمقدرة الأعلى يجد الآلية لطرح ما يملك؛ هنا استطاعت "الثورات العربية" كسر أهم مشكلتين فى تجربة الثورة البشرية؛ وهما تنظيم الأفراد واتصالهم، وفرز وتصعيد الأفضل من بين هذه الأفراد. وهذا النموذج الذى قدمته "الثورات العربية" فى مصر وتونس سيأخذ مكانة بقوة فى المشهد العالمي، وسيسبق نخبته ومنظريه إذا لم يتجاوزا الإحساس بالدونية، وقياس التجربة العربية وفق قواعد النظريات الأوربية وسياقها التاريخي العتيق.
حالة الإنكار وفقدان التوازن التي تعيشها النخبة العربية إزاء "مشروع الثورة العربية"، لا تخفي سوى إحساس بالصدمة والرعب! الصدمة من تلك المفاجأة المدوية التي جعلت كل تراثهم ونظرياتهم قبض ريح، والرعب من أن هذا المارد الذى يتشكل بهدوء على الأرض سوف يذيب فى بوتقته معظم تمثلاتهم التاريخية فى معينه ويتجاوزها! قد تكون الأنماط البشرية فى حالة تعايش وصراع فى آن واحد؛ بمعني أن كل أنواع وأنماط البشر تتواجد فى نفس الوقت، لكن هناك نمطا واحد هو الذى ينجح ويسود ويفرض ذاته؛ وعلى الجميع أن يتكيف ويتعايش مع سيادته ووجوده..
من هنا أرى أن نموذج "الثورات العربية" عاجلا أو آجلا –بعدما تكتسب نخبته الخبرة السياسية وأيضا خبرة ومقدرة الطرح الفكري- سيسود، وسينتظم ورائه تراث النخب والتمثلات العربية وجمهورها: يمينا ويسارا، سيتجاوز خطاب "الثورة العربية" مساحات الخلاف والتقاطب عند الجماهير (وإلا كيف سينتظمون حولها)، لتقدم بالمشاركة – والفرز والتجنيب المستمر- مع نخبته خطابا إنسانيا جديدا سيكون هو القاطرة الفكرية والروحية للقرن الجديد.. ربما يتحدثون عن قرن صينى! ولكن النموذج الإنساني الروحى والفكرى سيكون مركزه هو الثورات العربية، التى سرعان ما ستنتج النموذج الاجتماعي كذلك، ولكن ذلك بعد أن يمكن لها، وتصل للحكم بعد مراحل عدة من إقامة الحجة أمام الجماهير العربية.

دورة البدائل السياسية ومنطقها:

لكل شئ فى الحياة منطق ودوره، لذا فطريق "الثورات العربية" له هو الآخر منطق وليس عشوائيا كما يعتقد الكثير من المتابعين، الثورات العربية لكونها مثالية ولم تخرج عن تنظيمات أيديولوجية تاريخية، فسوف يمر طريقها لسدة الحكم بعدة مراحل، ومنطق المرور بهذه المراحل سهل وبسيط جدا؛ تقدم "الثورات العربية" -فى مصر وتونس تحديدا- منتجا جديدا!! تحاول بلورة خطاب ورؤية خاصة بها وتخالف كل السائد والنمطى؛ من هنا سيكون على مشترى هذا المنتج (من الجماهير) أن يمارس بعض القلق والشك، والرغبة فى اختبار هذا المنتج الثوري قبل شرائه..
فقبل أن تعطي الجماهير العربية الفرصة لنخبة "الثورات العربية" الجديدة، لابد وأن تختبر وتجرب ما تعرفه مسبقا: ستختبر معظم فصائل المعارضة التاريخية المطروحة فى الحالة العربية، لتصل ليقين أنهم لن يحققوا طموح: معادلة السلمية والمستقبل والعدل! ستختبر الجماهير العربية العديد من بدائل المعارضة السياسية؛ وهذه البدائل ستكون فى نفس الوقت من مراحل نضج نخبة الثورات العربية، سيختبر المواطن العربي معظم البدائل: فرق الدين السياسي بشكل أساسي لأنها كانت تمثل فى العقلية العربية رمز الضحية وفكرة الدين الأخلاقي والمعاملات الحسنة، ثم سيأتي الدور على: بديل من القوميين، أو الرأسماليين، أو الاشتراكيين، وبعدها قد يطالب الناس باختبار المنتج الجديد، أو ربما سيكون البعض فى حاجة لاختبار الرأسمالية الليبرالية إذا جرب الاشتراكية أو العكس..
لكن فى ظني الأغلب ستصل الثورات العربية فى نهاية المطاف بمرحلة اقتناع الناس بضرورة منح الفرصة لهذا الجيل وثوراه؛ ليكونوا هم التمثل الذى تنتظم ورائه المحصلة التاريخية لهذه الشعوب ونخبتها السياسية المتنوعة، وليس العكس. وفى ظني أيضا أن الثورات العربية لا بد أن تمر على البدائل السياسية التالية:
- فرق الدين السياسي وما تمثله فى الذهنية العربية
- البديل القومي (ببعده العسكري)
- مرحلة "المزيج" الاشتراكي بالمفهوم الديمقراطي وربما الليبرالي
- ظهور البديل السياسي للثوار وتطور خطابه، وقبول الناس للمنتج الجديد

ولكن الذى أظن ضرورة المرور به هو المرحلة الأولى، ناهيك عن "المرحلة الصفرية" التي أعقبت سقوط النظام فى مصر مثلا؛ والتي اختبر الناس فيها الحكم العسكري –بمرجعياته- مبكرا، كذلك أرى ضرورة المرور بالمرحلة الثانية أيا كان البديل الذى سيشغلها، أما المرحلة الثالثة والرابعة فهما سيكونان مساحة الحسم فى مشروع الثورات العربية الجديد، فربما يسرت التباديل والتوافيق والأحداث الاجتماعية والسياسية طريقا لتجربة الثوار فى مصر أو تونس بالمرحلة الثالثة، وربما تطلب الأمر انتظار المنتج الجديد مرفوعا على النار بعض الوقت، حتى يكتسب الثوار الخبرة السياسية والطرح الفكري..


صدمة فرق الدين السياسي :

تسببت قيادة تنظيم الإخوان فى صدمة لقاعدة عريضة من الجماهير فى مصر والوطن العربي، هذه الجماهير كانت ترى فى "فرق الدين السياسي" فكرة التضحية والحق والعدل والدفاع عن المظلوم؛ لكن المسار السياسي الذى اختارته قيادة تنظيم الإخوان (القائم على الانتهازية السياسية والتخلي عن الثوار فى العديد من المواقف) وورطت فيه بقية "فرق الدين السياسي" وجماهيرها، جعل الصدمة عظيمة على تلك الجماهير.. وعلى قيادات التنظيم بشكل أخص.
فعند بعض هذه القيادات يعتقدون أن هزيمتهم هي هزيمة لدين الله!! ويعتقدون أنه لا دين من بعدهم! والمشكلة التي قد لا يلتفت لها هؤلاء –وربما هي مصدر حالة الإنكار التي يعيشون فيها- أنهم بمسارهم السياسي هذا قد قضوا على الصورة الذهنية لفكرة "الدين السياسي" عند الجماهير العربية لفترة طويلة، كبديل سياسي مطروح منذ بدايات القرن الماضي، الصدمة أن هؤلاء –كأي تنظيم أيديولوجي- يرفضون فكرة أنهم فشلوا كفصيل سياسي، وأن الدين فى حياة البشر ليس فى حاجة لجماعة تتسلط على رقاب الناس؛ وتدعى أن لها القول الفصل فى الحكم على ما يمثل صحيح حكم السماء وما لا يمثله!
صدمة هؤلاء ليس مرجعها أنهم فشلوا، ولكن مرجعها أنهم سينتقلون لخانة التيارات الدينية التاريخية فى الحضارة والتجربة العربية والإسلامية، أنهم سيتحولون لنمط ديني من بين متعدد! بعدما كانوا على رأس "فرق الدين السياسي": التي ترفض التعدد وتعتقد أن الحق والدين له ممثل وحيد يمتلك الصواب كله؛ وعلى بقية الناس أن يطيعوه ويسيروا وفق هواه الذى يسبغه بصبغة دينية مفترضة..! صدمتهم أن الحالة العربية –فى اختلافها عن نظيرتها الأوربية- ستمتص هذا المتغير وتعود للوعاء الحضاري شديد الثراء لتجربتها الإنسانية؛ وتتجاوز فكرة "الدين السياسي" ويعود الدين لمكانة الطبيعي الذى يمثل فكرة النموذج الكامل (دعوة ومنهاج السماء) الذى يسعى له النموذج الناقص والخطاء دوما (الممارسة البشرية)، يعود الدين لفكرة التنوع والاختلاف بين البشر (الذى هو رحمة وأصل)، لا محاولة فرض أنماط تعميمية عليهم (تقوم على الحدية: إما الإيمان أو الكفر)..
وسيكون على "الثورة العربية" والثوار ضرورة احتواء جماهير "فرق الدين السياسي" فكريا واجتماعيا، لأن هذه الجماهير ستكون فى حالة فراغ فكرى وصدمة، وإن كان هناك على أطرافها بعض النخب التي جاورت الثوار حينا؛ وتعلمت منهم حينا أيضا، والأرجح أن تلك الجماهير ستمتزج فى الحالة الثورية وتساهم ونخبتها الجديدة فيها.

هدوء الثوار وبديلهم السياسي المنتظر:

على الثوار وطليعتهم معرفة أن الطريق طويل، وأن مهارات العمل السياسي تختلف عن الخبرات الثورية الميدانية، وكذلك عليهم ضرورة تطوير خطاب فكرى تمهيدا لبناء المستقبل اجتماعيا وقيميا، فلن يكون هناك تغيير اجتماعي وقيمي دائم، إلا بوجود نمط حياة يدعم هذا التغيير وينتجه (لا ثورة قيمية دائمة فى ظل بنية التكيف الاجتماعية ومنظومتها)، على الثوار البحث فى آليات المستقبل، والاستقلال الذاتي فى مواجهة الجميع، على نخبة الثوار الاستعداد للحظة تقديم برنامج: خلخلة التركيبة التاريخية التي أنتجت حالة التكيف والاستبداد فى مصر، منظومة "قيم التكيف" قد ينجح الثوار فى خلخلتها مرحليا؛ ولكنها لن تستقر إلا ببنية اجتماعية تقلم ذراع الاستبداد التاريخي فى مصر (الجهاز الإداري والأمني)، وتجعل فكرة استبداد المركز (فى الدولة المركزية) مصدر قوة وليس مصدر خضوع وتنميط! لابد من خلخلة البنية الاقتصادية والاجتماعية التاريخية للمجتمع المصري، بما يدعم تقديم نمط حياة يساعد على الحرية والاستقلال والمشاركة؛ وصولا لحالة "المجتمع الفعال".. ولكن لذلك حديث آخر.

الثورة السورية وقول تأخر:

يحاججنا الكثير من الأصدقاء بموقفنا من فكرة الثورة السورية، ويقولون أن ثوار سوريا ليسوا سوى قناع لفرق الدين السياسي! وذلك ليس قلب الحقيقة. قلب الحقيقة أن النظام يكون لهم نظام مقابل، كل سلطة يكون لها بديل متخيل عند الناس، وكان "الإخوان" هم الفصيل الأقرب لصورة المعارضة عند الناس، وبالتالي عندما خرج الثوار غير المنظمين فى مصر وفى تونس وسوريا وكافة أرجاء الوطن العربي، حاول تنظيم الإخوان –كعادة وطبيعة كل التنظيمات السياسية- استثمار الفرصة وتقديم نفسه كبديل للجماهير!
والطبيعى أن يختبر الناس أولا ما هو متعارف عليه عندهم؛ حتى يقبلوا بالجديد من بعده، ثورة وثوار سوريا لن يختلفوا عن حالة "الثورات العربية"، ربما هناك من يحاول تقديم سوريا على خلفية أكثر طائفية ومذهبية! لكن ذلك سيكون من مخلفات الماضى! سوريا ككل "الثورات العربية" ستسقط النظام السياسي الحالي عاجلا أو آجلا، وسيتبقى منه رديف عسكري مؤسسي (على خلفية دولية إقليمية) لابد منه فى مرحلة انتقالية (مثل مصر)، ثم لابد من صعود الفصيل المنظم الجاهز واختباره من جانب الشعب (الإخوان)، وبعد أن يسقط "الإخوان" و"فرق الدين السياسي" فى سوريا مثلما حدث فى مصر، سيختبر الشعب أحد فصائل المعارضة الأخرى، قبل أن يمنح الفرصة لثوار سوريا الذين يكتسبون الخبرة ويطورون مؤهلاتهم لتناسب الحالة السياسية...
هكذا هو الأمر، نحن لا ندعم سوى ثوار سوريا، ولسنا مع أيا من "فرق الدين السياسي"، ولكن المسار الأقرب للحتمية للـ"الثورات العربية" لابد سيأتي بعد إسقاط النظام: برديفه العسكري، ثم فرق الدين السياسي، ثم فصيل من الأحزاب السياسية، قبل أن يمنح الفرصة لثوار "الثورات العربية" غير المنظمين الذين فتحوا صدورهم للنار واكتسبوا – وسيكتسبوا- الخبرة الكافية عبر السنين لتقديم البديل السياسي الفعال للثوار..

الثوار والمسافة الفاصلة مع النخبة العسكرية:

ولكن –وهذه نقطة مهمة جدا- عندما يأخذ الثوار مسئولية التغيير الحقيقى، سيعود الصراع الحقيقى على أشده بينهم وبين نخبة المؤسسات العسكرية القديمة فى كافة ربوع الوطن العربى – التى ستنتظم حولها شبكة مصالح وعلاقات النظام القديم- ، لأن سقوط الثوار فى هذه الحالة: ليس له سوى معنى وحيد.. ألا وهو فشل الثورة وإجبار الناس على العودة لمنظومة قيم التكيف والخضوع للاستبداد والنظام القديم..
فى نهاية المطاف سيعود الصراع كما بدأ؛ بين الطليعة السياسية والفكرية للثوار وبين قيادة مؤسسات العسكر وشبكة مصالحها القديمة، وحينها سيكمن الحل فى دستور قوى يقدم "توصيفا وظيفيا" لدور الجيش ويقلم الأظافر السياسية والاقتصادية لنخبته ويدمجهم فى النسيج العام للدولة تحت القيادة السياسية للثوار، ورؤية اقتصادية اجتماعية عمرانية جديدة تقدم للناس التغيير الحقيقي القائم على العدل والمشاركة والحرية والتفاعل..
لذا لابد من الحفاظ على مسافة كافية بين الثوار والنخبة العسكرية فى مصر (خصوصا فى المسار السياسي لما بعد تمرد 30/6/2013، وتدخل قيادة الجيش لتورط الثوار فى موقف صفري؛ الذين هم ضد كل من العسكر والإخوان على السواء)، لأن الصراع - فى حقيقته - وفى نهاية المطاف سيعود كما كان فى أوله، حيث تتسم معظم فصائل المعارضة السياسية بالضعف، وكذلك سيكون تأثير التنظيم القوى للإخوان قد انتهى؛ من ثم لن يبقى على الساحة حينها –بشكل رئيسى- إلا الطرفين الأساسيين فى الصراع: الثوار والعسكر، حيث ستحاول نخبة المؤسسة العسكرية –حينها وبعد أن يصل الثوار للحكم فى المرحلة النهائية للثورات العربية- إيقاع الثوار فى أشد المطبات السياسية، لأن ذبح الثوار سياسيا ساعتها سيكون نهاية الثورة وعودة النظام القديم من خلال النخبة العسكرية، أما نجاح الثورة والثوار سياسيا فسيكون: تحويل الجيش لمؤسسة وظيفية محترفة للدفاع عن أرض الوطن، بلا أي مراكز قوى وبدون أي أدوار سياسية أو اقتصادية.

الخاتمة:

"الثورة العربية" ستمر فى طريقها على البدائل التاريخية للمعارضة ، لأنها سلمية ومنطقية سيعطي الثوار الفرصة للناس لتختبر تلك البدائل السياسية المستقرة صورتهم فى ذهنهم، يمينا ويسارا على السواء، "الثورة العربية" ستختبر البدائل السياسية الموجودة فى فاترينة الشارع السياسي العربي، وستحرق فى طريقها كل تلك البدائل بمنطقها وتفكيرها، الذى لن يتوافق مع الحالة العامة التي أنتجها الثوار، لابد وستمر "الثورة العربية" بـ: العسكر وفرق الدين السياسي وغيرهم من تباديل وتوافيق الأنظمة السياسية البائدة سلطة ومعارضة، حتى يقتنع رجل الشارع العادي النمطي – الذى تربى داخل منظومة التكيف والاستبداد- بهذا المنتج الجديد، وحتى يكتسب الثوار اليقين الوعي والخبرة الكافية لتطوير البديل السياسي الخاص بهم وتقديمه للناس، وحتى يطورا نخبة فكرية لديها الثقة والإيمان والوعي بهذه الحالة التاريخية المفصلية، لينتظم حولهم كافة تنوعات المشهد العربي بروافده المتعددة والمتباينة، ويقدموا النموذج الذى سيكون القاطرة ونموذج الحلم للقرن الواحد والعشرين.. وأخيرا لابد من الحفاظ على المسافة بين الثوار والعسكر؛ لأن المواجهة السياسية بينهما لابد وستكون هي المرحلة الأخيرة من انتصار الثورة المصرية والثورات العربية.. هي نهاية الدورة والصراع المحتدم.. هي ستكون يوم 29/يناير 2013.. ناهيك عن أن الحالة السياسية المائعة والمتداخلة والمعقدة الحالية، لابد ستنتج معادلة سياسية أقرب لحالة النظام الاستبدادي القديم؛ هنا سيكون على الثوار العودة للمشهد لتصحيح تلك المعادلة والضغط على أطرافها السياسية أيا كانوا.. فصبرا، صبرا أيها الثوار.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوافع وأشكال الثورة عند المصريين
- نظرية الثورة وتمرد 30/6/2013
- مراحل الثورة وسيناريوهات ما بعد الإخوان
- الثورة المصرية والنخب التاريخية
- معادلة الاغتراب في شعر المنجى سرحان
- ثالوث الصراع الثوري: المستبد- الثوار والمتكيفون
- جدلية الانسحاق والصمود فى أدب التسعينيات
- الثورة وصراع الأنماط البشرية: التصعيد والإزاحة
- انتصار الثورة القيمية ومجموعات المصالح
- حكايات غريب الثورة: عصام
- الدافع السياسي لأحداث بورسعيد الأولى والثانية
- الطريق إلى الاتحادية: دماء الثوار ومليشيا الوهم
- من ديوان: الطازجون مهما حدث
- طرق مطاردة الذات فى قصيدة النثر المصرية
- 25يناير2013 : سجال الأطراف الأربعة
- -الحوار المتمدن- و-أنا علماني-
- ذكروهم: التجمع الصهيونى فى فلسطين ومنظومة قيم - الطفرة - (mu ...
- فى استراتيجية الثورة: الفرصة والفرصة المضادة
- الثورة وإرث العلمانية والدين
- الثورة والأيديولوجيا الشعبية والوعي الانتقائي


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حاتم الجوهرى - البدائل السياسية لمسار الثورات العربية