أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم الجوهرى - من ديوان: الطازجون مهما حدث















المزيد.....

من ديوان: الطازجون مهما حدث


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 3976 - 2013 / 1 / 18 - 14:31
المحور: الادب والفن
    


مجموعة من قصائد ديوانى المعد للنشر: "الطازجون مهما حدث"
والديوان مقسم إلى خمس مجموعات
كل مجموعة تحتوى على عدد من القصائد
اخترت هنا ست قصائد من الديوان ككل




أطفال " إقليم التفاح "
-------------

أطفال " إقليم التفاح "(1)
لا تنبت فوق رؤوسهم أعلام
أو تظهر فى عيونهم
جوازات سفر ،
إنما هم
أياد تلعب
وفم يأكل ،
يعلمون فقط
أن الله خلق الأرض دون حدود
ولم يصنع حاجزا خفيا ،
يمنع يد طفل
أن تمتد عبر سلك مكهرب
لتنام فى حضن أمه ،
إنهم يلوحون للطائرات فى السماء
لا يهتمون مطلقا
هل جاءت تبحث عن رؤوسهم
أم تلقى بمعونات وأدوية ،
إذا اشتد الضرب
ينسخون بآلة لتصوير المستندات
مئات من ألعابهم القتالية
ثم يعلنون الحرب ،
ملابس الصاعقة مموهة
مثل طفل أبيض وآخر قمحى
بينهما شعر الفتيات أخضر طازج
هكذا كون الصغار مفهومهم
عن الوحدة والحرب .. ،
كرة مطاطية
يصنعون لها مضربا خشبيا
آملين يضربونها
إلى شواطئ مصر
ولا تجد أحداً
يعيدها إليهم ،
الكل هناك تائه
إعادة الأحلام مرة أخرى
لعربات قطار
الدرجة الثالثة ،
زعيم صناعة يدوية
يرونه فى لوحة مجسمة
بألوان الفحم
أياديهم تريد أن تطير كالحمام

***
فى لبنان
مثلما يكونون فى البصرة أو غزة
لا يختلف نحيب الأطفال الفزعين
يصرخون جميعا بلغة واحدة ،
وهى المرجع المقدس الوحيد فى اللهجات
لتأكد
أنه لا يشق وحدة صوت الصراخ
نزعة لهجات محلية .. ،
سهى بشارة (2)
زهرة برحيق البارود
تتفتح فى أيام الآحاد من شهر رمضان
طفلة عجوز
تكتب التاريخ بيد وتلتقط بالأخرى
المحاربين الذين فرغت ذخيرتهم
وتنفخ فى أفواههم
باسم السماء ،
امرأة انتظرتها مدينة
إنهم لو وضعوك فى طرد " دبلوماسى "
ولصقوا طوابع البريد
على فمك
- بحجة زيادة الصادرات -
فسوف ترتدين من كل الموانئ
لأن عينيك
"شمعدان " بيروت


(1) إقليم التفاح: منطقة فى الجنوب اللبناني كانت عرضة للقصف و العدوان المتواصل من قبل الاحتلال الصهيونى.
(2) سهي بشارة :مناضلة لبنانية حاولت اغتيال أحد قائد المليشيات اللبنانية الموالية لإسرائيل حكم عليها بالسجن عشر سنوات قبل أن يفرج عنها فى أواسط التسعينيات .






شعب كلوح من " الصاج " الخام
--------------------


السماء
ترتدى الملابس السوداء
وتشد على يد رجل بسيط
أصابه تناطح الناس فى بلاده
بدوار بحر
له قوة فتنة داخلية باردة
تنافس درجة حرارتها
مرارة الحرب الأهلية .. ،
بينما يقرأ " الفاتحة "
على وردة فى صدر قميص ابنه
ثم يلبس عباءة " تاجر عاديات "
واقفا
أمام " كورنيش " النيل
لينادى على السائحين :
شعرة من رأس طفل ميت
وردة من حديقة احترقت
اقترب ،
هنا ينتجون هزائم مثلجة
وحديثة الإنتاج
بها طعم المرارة ونكهة فقدان الأمل ...
غادره المشيعون للجنازة مبكرين
يسترجع ضوء القمر
على متن مركب شراعى
ربما لآخر مرة
بعد حصوله على شهادة وفاة
فوق " بطاقة تموين " الشهر

***
شعب
كلوح من " الصاج " الخام
لونه "عامل طلاء "
بأكثر من سبعة آلاف لون
سقط بعدها
من جدول أعمال الملائكة ،
لكن فلتكن واثقا
أنهم سوف يعلنون يوما
فى إعلانات روايات الجيب " مصرية جداً "
عن بطل يفخر " بالفول والطعمية "
سوف يخرج من شارع جانبى
ويكحت كل ألوان لوح الصاج
بضربة واحدة ،
و حين يموت – أيضا – وحيداً
يقاتل فى سبيل لا أحد
كقديس يمتحنه ربه
هم لن يصنعوا له "مقاما"
ويأتوا لزيارته
وأخذ بركاته

***
ربما كان حلمك
إرادة شديد العزم
تحاول استحضار روحا قديمة
مكنت قدمائنا من ركوب البحر ،
إنما تبقى تركيبة خاطئة فى تلك المعادلة
ما نجحت ألوان الحرية المختلفة
فى خلخلة ارتباك آلاف من السنين
تراكم غبارها كرمال خط عسكرى حصين ،
ووضعوك أنت
فى موضوع اللا محل من الإعراب فى الجملة
انقلب حراس البلاد يطلبون :
فقط
أن تبقى فمك مغلقا .. !
ياااه
كم هم أغبياء
كمفتشى جمارك بلد مستبد
حين يطلبون من رائد فضاء هبط لتوه
تقريرا عما يحمله من بضائع ،
فكل ما يملكه أمامهم و لا يبصرونه :
بضع ذكريات تنشب أظافرها فى الرمال
عن كوكب تضوي فيه النجوم والأزهار
ليلا نهارا







للذين أصبحوا بلا ذاكرة
---------------


إنه من أجل
الذين ضَرب جذورَهم الجفافُ
وأمسكت نيرانُ الألم فى قفار قلوبهم
فأصبحوا بلا ذاكرة ،
فى مقابل أن باعوا
كل لحظة حلم رائع مرت بهم سريعا
كشهابٍ ضل طريقه فى سماء ليلهم

***
أيتها البلاد التى أتعبت كاهلى
بثقلِ ذكريات أبنائها
لماذا أنا وحدى
على أن أكون حامل كل الذكريات !
لماذا أنا وحدى
أشاهد ميلادهم يحاربون
ككائنات مسخرة بِحُرِّ إرادتها !
وعلى أيضا أن أراقبهم ينسلخون من روحهم
ينتحلون جلد خراف تبحث عن ذئب
تعلق دمها على عاتقه !
يا أيتها البلاد
كم من أبنائك على أن أشرب ذكرياته
بين كل معركة وأختها يرتد أحدُهم
فتندفع الأحداث والتفاصيل من جوفه كفيضان
أزمُّ عليه مثلما يكون
ماء بئر مقدس ،
هل يا بلادى
بين ذكرياتك وذكرياتهم " حَبلُ خلاص "
حتى تولدى فى يوم – آت – من الأيام حرة
عليك أن تقضى على ذكريات
من ماتوا ليس على دينك معدومين الأمل !
هل للذكرى وجع
هل تَربطُ صاحبها
فى قاطرة سريعة عليه أن يلاحق جريها
فإما أثبت رجولته أو قطعت هى أنفاسه ،
إنه فى ذكرى الذين قُطع دابرهم
وتربعَ الشيطان على دفتر أيامهم
يهيأ لهم الهزيمة كأنها ممحاة كبيرة
تمد يدها لهم ليرقصون فوق الدفتر
كلما زادوا رقصة
كلما أزالت ممحاة الشيطان سطرا جديدا
من عزيزِ ذكرياتهم ،
يحلمون بنصر هائل
يشبه شاهد قبر ضخم من الرخام
يخلد الذكرى كصورة
معلقة بمسمار عفنٍ على جدار التاريخ ،
فى حين
أن شواهد القبور فى العالم أجمع
هى فى الحقيقة وثائق استسلام
لرجال متخاذلين
حاولوا أن يبرروا أسباب هزيمتهم .. !
ليس هناك من قبر لمناضل عظيم
هو كما آتى يذهب .. فليشر لى أحدكم
عن ضريح ثائر حَفَظهُ جلادوه
ليصبح مزارا للحالمين ،
بالفعل للذكرى وجع
وما تحملت قلوبكم الضعيفة
أن ترقد على الأمل بضع سنين
ليفقس انتصارا
يجبر خاطر اليقين البين بين ،
قدر
يا أيها الحامل للذكريات
أن تشرب ما يخرج من جوفهم
فلا تشتكى تخمة الماء
وعدا بأن يأتى اليوم
يكون فيه للذكرى ثمنا غاليا
مجرد مشهد واحد
بحمل جبال من الذهب







ثوار
----


ثوار
لا يتكلمون مطلقا
يستمعون إلى صوت العالم
لم يولدوا بأسماء كالآخرين
حتى يعجز الموت
عن العثور عليهم ..،
إنما هم يملكون
موتا خاصا بهم
يخرجونه
من خلف ظهورهم باسمين !
فى نفس الوقت
الذى فيه .. تقرع الطبول
فيأتى احتفالهم بالنصر
مودعين





إشارات
-----


تذكر
دائما
آخر نقطة وصلت إليها من قبل ،
الحدود
الأبراج
الحجارة
النهر / والسدود ،
ولا تنس
أن تمسها بعبير دمائك واثقا ،
حتى إذا تعثرت
وأضل الرعد والعواصف جميع القوافل ،
يكون لديك
دليل للرجوع






آخر طلق فى روحك
-------------


قاوم
حتى آخر طلق فى روحك
ولا تسمح لغوايتهم بدخول مدائنك
تملئها بالفراغات والأحجية
يأخذونك بالكلام فجأة
تضيع فى الرد والقيل و القال
بل كن أنت نفسك
تفعل ما ترى ،
صبر جراحك وإن جادلتك
وأطفأ أحزانك باليقين
حلى قطر عينيك بأن تزرع فيه
القمح والعنب وأشجار التين
وهب ثمارهم للجائعين يغنيك دعاؤهم ،
قاوم
ولو كنت وحدك .. أنت
حائط الصد الأخير فى هذا العالم
ولو أتوك بالبراهين
و قدسوا الدجالين ووهبوهم منبرا
لو كنت أنت فى كفة
وهم جميعا محشورون فى أخرى
فسيمتد إليك من الأرض
الجذور والأغصان والحمائم والبارود
وترجح ...
قاوم .. بصبر
كغناء الملائكة خفيف وبرئ
عذب
كاصطفاف سرب من النجوم فى حزم
ليؤدى التحية
لنور الخالق





#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرق مطاردة الذات فى قصيدة النثر المصرية
- 25يناير2013 : سجال الأطراف الأربعة
- -الحوار المتمدن- و-أنا علماني-
- ذكروهم: التجمع الصهيونى فى فلسطين ومنظومة قيم - الطفرة - (mu ...
- فى استراتيجية الثورة: الفرصة والفرصة المضادة
- الثورة وإرث العلمانية والدين
- الثورة والأيديولوجيا الشعبية والوعي الانتقائي
- المسارين الثوري والسياسي: بين التكيف والتمرد
- -محمد محمود- الماضى والمستقبل
- الفلسطينى بين: الأيديولوجيا والتاريخ.. حين يكون الموقف مأزقا ...
- كيف يكون الشعر إنسانيا فى المساحة السياسية!
- اليسار: المصري، والفلسطيني، والصهيوني و خرافة -الاحتلال التق ...
- -الصهيونية الماركسية-وجذور: المرحلية والنسبية، فى الفكر الصه ...


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم الجوهرى - من ديوان: الطازجون مهما حدث