أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغني سلامه - ملاحظات على هامش الثورة المصرية














المزيد.....

ملاحظات على هامش الثورة المصرية


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4154 - 2013 / 7 / 15 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد الساحة المصرية حاليا صراعا متصاعدا على السلطة، وحالة حادة من الجذب والاستقطاب يسودها التحريض وتبادل اتهامات التخوين والتكفير، وربما تكون هذه هي المرحلة الأخطر في تاريخ مصر الحديث، فقد بات المشهد السياسي مركباً بصورة بالغة التعقيد، لدرجة جعلت البعض يفقد صوابه. ولفهمه بوضوح نحتاج لكثير من التأمل والتفكير، وقبل كل شيء نحتاج تفكيك الصورة وإعادة بنائها من جديد.

فقد تفاجأ الكثير من المراقبين بسرعة وقوة التحولات التي حدثت في مصر، والتي أدت للإطاحة بالرئيس مرسي، الذي بالكاد أكمل عامه الأول في الرئاسة. فما الذي جعل الجماهير الغفيرة تخرج عن صمتها بهذه القوة ؟! وما هي الأخطاء التي اقترفها مرسي ولم يصبر عليها الشعب، كما صبر على مبارك ثلاثين سنة ؟! مؤيدوه لم يسلّموا بالنتيجة، وأعلنوا استعداهم للموت دفاعا عن "الشرعية"، التي اعتبروها متمثلة بشخص مرسي بوصفه أول رئيس مدني منتخب، أتى الحكم من خلال انتخابات حرة نزيهة. المعارضون يعتبرون "شرعية الشعب" هي الأساس. الفريقان يملآن الساحات، وهما مستعدان للمواجهة في معركة كسر عظم، والمقبل جد خطير.

نشوب الأزمة

يمكننا القول أن الأزمة المصرية بصورتها الحالية نشأت في أعقاب ثورة 25 يناير، ولأنها بطبيعتها كانت ثورة شعبية اشتركت فيها مختلف فئات المجتمع؛ فإنه من المتوقع أن من سيسعى للاستحواذ عليها بمفرده سيخسر كثيراً من رصيده ومكانته ومستقبله، لذا كان واضحا منذ البداية أن من سيتصدر المشهد السياسي في مصر بعد الثورة لا بد أنه سيدفع ثمن استعجاله بقطف ثمارها، ليس بسبب التركة الثقيلة لنظام مبارك، وصعوبة الملفات التي سيتصدى لها وحسب؛ بل ولأن المعارضة لن تتركه وحيدا.

بعد فوز مرسي بالانتخابات كان متوقعا أن غالبية الشعب ستتساهل إزاء أخطاءه وعجزه عن تنفيذ وعوده، وربما تصم آذانها عن اتهامات المعارضة بحقه، باعتبارها أحكاما مسبقة ومنحازة من أناس وجدوا أنفسهم خارج السلطة، وأنه يجب إعطاء الرئيس الفرصة الكافية؛ لكن فوز مرسي بأغلبية ضعيفة (51% من مجموع الأصوات) سيعني موضوعياً أن الأكثرية ممن انتخبوه يتوقعون منه الكثير، خاصة أولئك الذين انتخبوه نكاية بخصمه (د. شفيق) باعتباره من "الفلول"، أما الـ 49% الآخرين (الرافضين له) فسيضعونه وجماعته تحت الرقابة المشددة بانتظار أي خطأ أو حتى هفوة ليجعلوا منها قضية كبرى، وأيضا، لا شك أن الكثير من الفاسدين سيتربصون به، وسيضخمون من أخطائه وسيتآمرون عليه من منطلق خشيتهم على فتح ملفات الفساد التي هدد بفتحها أكثر من مرة.

هذا يعني أن مرسي منذ البداية كان محط اختبار، وعادةً، ما يحتاجه أي رئيس جديد لكسب قلوب الجماهير ونيل محبتها هو اتخاذه قرارا تاريخيا، أو قيامه بأي موقف بطولي، أو تمتعه بكاريزما شخصية .. فالكفاءة الشخصية، تعتبر مقوم أساسي لأي رئيس في أي زمان ومكان، وإذا كان الذين سبقوه لم يولدوا رؤساء، بل إنهم واجهوا تحديات كبرى منذ أيامهم الأولى كادت أن تطيح بهم، إلا أنهم جميعا خريجو مؤسسة سلطوية ذات شأن، هي الجيش .. عبد الناصر مثلا اكتسب تأييد الجماهير بعد تأميم القناة وتصديه للعدوان الثلاثي، السادات خاض حرب العبور، مبارك جاء في البداية على هامش الثورة وعلى هامش انتصارات أكتوبر، أما مرسي فبدأ عهده بأزمات سياسية داخلية وخارجية أخفق في التعامل معها كما يُتوقع من زعيم، وأيضا على ما يبدو أنه كان يفتقر للكاريزما ولمهارات القيادة.

التشكيك لم يكن موجها ضد شخص مرسي فقط، بل ضد جماعة الإخوان ككل، سيما وأن الجماعة بدأت تغير من سياساتها واستراتيجياتها بشكل متسارع ربما كان أسرع من قدرة الجماهير على تقبلها، وأخذت تتراجع عن كثير من مواقفها المعهودة؛ في البداية تراجعت الجماعة عن موقفها المعلن أثناء وبعيد الثورة والقاضي بعدم الاستفراد، وبعدم ترشيح رئيس للجمهورية منها، والتأكيد على أنها لن تسعى لنيل أكثر من ثلث مجلس الشعب حتى لو استطاعت الحصول على أكثر؛ لإدراكها حينها أن الثورة كانت شعبية وذات مطالب مدنية، تنادي بالحرية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، ولم تكن إسلامية صرفة، ولم ترفع شعارات تطبيق الشريعة، وكانت مشتركة ولم تكن لفصيل محدد.

في الحلقة المقبلة سنناقش اسباب الثورة المصرية ودوافعها



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش المصري، والموقف الأمريكي
- في مصر .. ثورة أم إنقلاب ؟!
- النجاح والفشل .. فلسطينيان
- الكُره الجماعي المقدس
- المنطقة على حافة الجنون - حرب طائفية على الأبواب
- نيلسون مانديلا .. نشيد الحرية
- محمد عساف .. لا بد أن في الأمر سراً ما !!
- الأردن أولاً
- الإسلام السياسي في فلسطين - النشأة، المسارات، المستقبل - درا ...
- أبو علي شاهين .. فارس ترجل
- الحيوان والإنسان .. أيهما أنبل وأذكى
- الإسلام السياسي في فلسطين - النشأة، المسارات، المستقبل - درا ...
- القضية الفلسطينية - نصف قرن من التحولات
- 65 سنة تكفي
- كزدورة عَ الرصيف
- قلعة الشقيف .. وقلعة متساداة
- صواريخ أرب أيدول
- كلمة بحق سلام فياض
- باسم يوسف .. ظاهرة إعلامية خطيرة
- أبو تغريد .. صيحة الاحتجاج الأخيرة


المزيد.....




- مقتل وإصابة أكثر من 59 فلسطينياً في استهداف إسرائيلي لاستراح ...
- بعد أن هتفت ضد إسرائيل في مهرجان ضخم... الولايات المتحدة تمن ...
- تونس: السجن لعامين بحق المحامية سنية الدهماني التي انتقدت -م ...
- روسيا تسيطر على أول قرية في دنيبروبيتروفسك
- كيف تلطخ -مصايد الموت- في غزة أكياس الطحين بالدم؟
- بعد سنوات من الخلافات.. قبرص تعتزم دعوة أردوغان للمشاركة في ...
- إيران تعلن ارتفاع ضحايا الهجوم الإسرائيلي وتهدد بالرد على أي ...
- نيوزويك: من يقف وراء نصب الكمين لرجال الإطفاء بولاية أيداهو؟ ...
- ثاني وزير في الكاميرون يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية
- فرنسا ومدغشقر تبحثان حل نزاع الجزر المتناثرة


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغني سلامه - ملاحظات على هامش الثورة المصرية