أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغني سلامه - في مصر .. ثورة أم إنقلاب ؟!














المزيد.....

في مصر .. ثورة أم إنقلاب ؟!


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4150 - 2013 / 7 / 11 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤيدو الثورة اعتبروا ما حدث إنما هو موجة جديدة للثورة المصرية واستمرارا لها، وأن هذه الثورة تنتظرها مراحل ودورات أخرى، باعتبار أن الربيع العربي لم ينتهي بعد، وأنه في جوهره إنساني ديمقراطي مدني.

أما جماعة الإخوان الذين انتظروا خمسة وثمانين عاما للوصول إلى السلطة فقد شعروا أنهم ضحية مؤامرة أعدت بليل، وأن الرئاسة سُرقت منهم، وأن رئيسهم المنتخب لم ينل الفرصة الكافية لإثبات نجاحه وصواب مشروعه، مؤكدين أن ما حدث إنما هو انقلاب عسكري مكتمل الأركان، بالرغم أن الجيش اختار رئيسا مدنيا مؤقتا، ودعا لانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، وتشكيل لجنة من الخبراء لوضع دستور جديد؛ فهذا حسب وصفهم انقلاب على الشرعية.

في المقابل، رأى المعارضون أن سنة واحدة كافية لتقييم الأمور، وليس ضروريا أن يصبر الشعب أكثر من ذلك، خاصة بعد أن رأوا أن الأوضاع بدلاً من تحسنها، أو ثباتها على الأقل، تسير باتجاه معاكس، ونحو مزيد من التراجع على كافة المستويات، وبالتالي فإن الانتظار حسب وجهة نظرهم لا يعني فقط إضاعة الوقت وهدر الفرص، بل الوصول لمرحلة يتعذر فيها الإصلاح.

الإخوان ارتضوا الديمقراطية كنظام حكم، وأعلنوا أنهم وصلوا الحكم عبر الانتخابات، واستندوا في موقفهم إلى "الشرعية" التي منحتهم إياها الديمقراطية .. وبما أن الإخوان يخوضون معركتهم تحت شعار الدفاع عن الشرعية، وباستخدام معايير الديمقراطية؛ فإن الديمقراطية - كما هو معروف - نظام متكامل، لا يصح أخذ جزء منها وترك الآخر، وهي تعني أساسا أن السلطة للشعب، وتداولها لا يكون إلا بطريقة سلمية، وهي تقتضي أيضا وجود معارضة وبرلمان ومساءلة، وانتخابات مبكرة واستفتاءات شعبية, وغير ذلك من آليات. فإذا كان الخطأ الذي وقع فيه الإخوان اختزالها بصناديق الانتخابات؛ فإن الخطأ الذي وقعت فيه المعارضة هو نكران الانتخابات، كما لو أنها لا تعني شيئا.

عشية الثورة كانت الحالة المصرية على النحو التالي: البرلمان متعطل، وعلى رأس السلطة حزب حاكم ليس لديه تراث ديمقراطي، ورئيس أعلن بصراحة أنه مستعد للموت دفاعا عن الشرعية (أي دفاعا عن منصبه)، وفي المقابل جماهير عريضة خرجت للشارع بالملايين تطالب بانتخابات مبكرة، بعد أن تأكدت أن آليات تداول السلطة الأخرى (الديمقراطية) غير متاحة بالمطلق، بسبب تشبث الإخوان بالسلطة، وبالتالي لم يكن أمامها إلا اللجوء للشرعية "الثورية" التي تفرضها الجماهير، أي بجملة واحدة القيام بالثورة.

الثورة حين تنضج عواملها، وتكتمل عناصرها، وتصبح ضرورة وطنية، حينها فقط ستنفجر، وفي هذه الحالة لن تعترف بكل ما هو موجود من أنظمة حكم قائمه، ولن تعترف بما تسميه السلطة الحاكمة "الشرعية الدستورية"، أو غيرها من مبررات وجود السلطة؛ لأنها في الأساس ثورة على كل ذلك؛ ثوره على الدستور الذي تتأسس عليه سلطات الحكم القائم والعلاقات التعاقدية الجارية، وإلا لن تكون ثوره ؟ ولن ينخرط الشعب في صفوفها من أجل التغيير.

الثورة قامت بعد أن ارتكبت السلطة سلسلة أخطاء رئيسة جعلت شرعيتها تسقط في أعين المجتمع. قبل قيامها كانت القوى المعارضة (وأهمها جبهة الإنقاذ) تسعى عبر وسائل الإعلام المصرية (التي تبين أن أكثرها كان معارضا للسلطة) لإبراز تلك الأخطاء، وربما تضخيمها، تمهيدا لإسقاط النظام والظفر بالسلطة. لكنها لم تنجح في مسعاها هذا، بالرغم من وجاهة الكثير من أطروحاتهم. إضافة إلى قوى علمانية أخرى كانت تتخوف من هيمنة مشروع الإسلام السياسي، وتثبيت أركانه ومؤسساته، لأنه حسب وجهة نظرها مشروع دولة ثيوقراطية مستبدة. لكن مجموعة من الشبان الذين أسسوا حركة تمرد، استطاعوا جمع 22 مليون توقيع (حسب قولهم) للمطالبة بسحب الشرعية عن حكم الإخوان وتنظيم انتخابات مبكرة، وتحديد موعد الثلاثين من يونيو موعدا لخروج الشعب في تظاهرات حاشدة، لإسقاط نظام الحكم.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجاح والفشل .. فلسطينيان
- الكُره الجماعي المقدس
- المنطقة على حافة الجنون - حرب طائفية على الأبواب
- نيلسون مانديلا .. نشيد الحرية
- محمد عساف .. لا بد أن في الأمر سراً ما !!
- الأردن أولاً
- الإسلام السياسي في فلسطين - النشأة، المسارات، المستقبل - درا ...
- أبو علي شاهين .. فارس ترجل
- الحيوان والإنسان .. أيهما أنبل وأذكى
- الإسلام السياسي في فلسطين - النشأة، المسارات، المستقبل - درا ...
- القضية الفلسطينية - نصف قرن من التحولات
- 65 سنة تكفي
- كزدورة عَ الرصيف
- قلعة الشقيف .. وقلعة متساداة
- صواريخ أرب أيدول
- كلمة بحق سلام فياض
- باسم يوسف .. ظاهرة إعلامية خطيرة
- أبو تغريد .. صيحة الاحتجاج الأخيرة
- لو لم تكن السوريات جميلات ؟!
- مئويات .. خرائط .. ومخططات


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغني سلامه - في مصر .. ثورة أم إنقلاب ؟!