أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عبد الغني سلامه - لو لم تكن السوريات جميلات ؟!













المزيد.....

لو لم تكن السوريات جميلات ؟!


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 22:07
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


الثورة السورية التي خرجت في البداية لأهداف وغايات نبيلة، وبوسائل حضارية، وبعد سنتين من العنف والعنف المضاد، بدأت تدخل في سراديب مظلمة لم يكن لها أن تدخلها، واقتحمتها قوى خارجية بأجندات لا علاقة لها بمطالب الشعب السوري، وظهرت في مشهد العنف الدائر في سوريا ممارسات غاية في البشاعة والقسوة، وأخذت البلاد تنزلق شيئا فشيئا في مهاوي الطائفية، وقد دفع المدنيين في هذا الصراع ثمنا باهظا، إذْ خسروا أحبّتهم وبيوتهم وحياتهم الآمنة.

لكن الثمن الأكبر دفعته النساء السوريات؛ ففي أجواء الحرب عادة يرتد المحاربون إلى بدائيتهم، وتنطلق غرائزهم بلا ضوابط، ويُخرِج العنفُ المسلَّط عليهم أو الذي يمارسونه أسوأ ما في دواخلهم .. ودائما تكون المرأة الضحية الأولى لهذا العنف، فهي لا تخسر أطفالها، أو زوجها أو ذويها وجيرانها، وحسب؛ بل فوق كل ذلك تخسر نفسها، ويتم اغتصابها والاعتداء عليها .. ببساطة لأنها الحلقة الأضعف.

وفي القرى والأحياء والمناطق السورية التي يتم قصفها أو السيطرة عليها من قبل أي طرف، وفي كثير من الأحيان أول ما يفعله "المنتصرون" نهب البيوت واغتصاب النساء. وعندما تُهجَّر العائلات إلى مخيمات اللجوء فإنها حتما ستعيش في ظروف بالغة الصعوبة، وغالبا يُطلب من المرأة تحمل العبء الأكبر، بتدبير أمور الحياة اليومية وتوفير مقوماتها، وأحيانا وتحت وطأة الحاجة تلجأ بعض الأسر لتزويج فتياتهم بزيجات مذلة وغير إنسانية، هي أشبه بعمليات البيع، كما يحدث في مخيم الزعتري مثلا.

لكن أفظع الاعتداءات التي لحقت بالسوريات تمثلت بفتاوى بعض شيوخ السلفية؛ ففي فتوى لشيخ سلفي أردني يدعى ياسر العجلوني دعا فيها لسبي النساء السوريات اللواتي يعمل أزواجهن أو آبائهن مع النظام، واعتبارهن سبايا حرب يحق للمجاهدين وطأهن. حيث قال: "يُباح مُلك اليمين لمن أفاء الله عليه وسبى نساء في معارك الشام .. فله أن يمتلكهن ويطأهن من غير صَداق ولا زواج" !! وهناك فتوى أخرى نُسبت للشيخ العريفي (لكنه أنكرها) تسمى جهاد المناكحة، تبيح لفتيات عازبات لا تقل أعمارهن عن 14 سنة أو مطلقات وأرامل أن يمنحن أنفسهن للمجاهدين - الذين مضى عليهم فترات طويلة لم يقابلوا زوجاتهم - لشد أزرهم وتجديد طاقاتهم؛ ولكن هذه الفتوى (مجهولة الأب) ورغم استنكارها من قبل علماء دين كثيرين (منهم مثلا وزير الأوقاف التونسي)؛ فإنها تلقى رواجا سواء من قبل "مجاهدات" متطوعات، أو من قبل آخرين يرغمون فتياتهم على ذلك.

وعلى ما يبدو أن الكثيرين من الذين يسمعون أخبار الثورة السورية لم يسترعِ انتباههم منها سقوط آلاف الضحايا وخراب البيوت والمدن، وما أثارهم على وجه الخصوص المرأة السورية .. كيف يغتصبها، أو كيف يغنم لنفسه سبيّة، أو متى سيتسنّى له ممارسة نكاح المجاهدة، أو كيف يلتقط فتاة طفلة من إحدى مخيمات البؤس ليشتريها من أهلها بأبخس الأثمان، تحت مسمى زواج.

أين كانت فحولة وشهامة هؤلاء تجاه اللاجئات الصوماليات، أو لاجئات دارفور ؟؟ أم أنها ظهرت فجأة تجاه السوريات لأنهن جميلات ومرغوبات ؟! أم أنهم حتى في همجيتهم وهوسهم الجنسي عنصريين !!



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مئويات .. خرائط .. ومخططات
- تحولات الزمن
- هل المرأة ضحية للتحرش الجنسي ؟
- الثقافة الوطنية في مواجهة الحركات السلفية
- موقف حماس والحركات السلفية من الثقافة والجمال
- أمريكا اللاتينية .. نماذج فريدة من الزعامة
- اقتراح بشأن عيد الحب
- لماذا أخفقت الثورة الفلسطينية !؟ مراجعة شاملة مختصرة
- الحرب في مالي .. هل هي حرب على الإسلام ؟!
- باجس أبو عطوان .. فدائي من الزمن الجميل
- دار الحنان .. (اللي بالعطيفية)
- حروب غبية
- كيف يفكر العقل السياسي العربي ؟!
- وصف مختصر لمشهد مكثف
- في مفهوم توازن الرعب .. بين الفلسطينيين والإسرائيليين
- الحرب على غزة .. هزيمة أم نصر ؟
- الحرب على غزة .. قراءة من زوايا مختلفة .. الجزء 1
- كانَ وجْهُكِ ضَاحِكَ القَسَماتِ .. طَلْقُ .. ثم تغير المشهد ...
- كلمة للرئيس أبو مازن .. أرجوك إبق مصمما على موقفك
- الأطفال المجندون .. لا يعرفون العيد


المزيد.....




- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عبد الغني سلامه - لو لم تكن السوريات جميلات ؟!