أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الغني سلامه - المنطقة على حافة الجنون - حرب طائفية على الأبواب














المزيد.....

المنطقة على حافة الجنون - حرب طائفية على الأبواب


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4136 - 2013 / 6 / 27 - 23:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حزب الله بعد أن كان قائد لواء المقاومة صار في نظر البعض "حزب اللات" !! الفنان السابق "فضل شاكر" يتفاخر بقتله عنصرين من الجيش اللبناني !! في طرابلس تتواصل الاشتباكات بين سكان الأحياء "السنية" وسكان جبل محسن "العلويين" !! وفي صيدا يسقط قتلى وجرحى في حرب متصاعدة بين ميليشيا الشيخ الأسير والجيش اللبناني !! وفي مصر يهاجم مئات القرويين منزلاً يقطن في أربعة مواطنين "شيعة"، ويهجمون عليهم بالعصي ويقتلونهم ويسحلون جثثهم وهم يهتفون ويكبّرون !! في سوريا مقاتل من الجيش الحر يستخرج قلب قتيل ويلوكه بأسنانه !! وجنود مؤيدون للنظام يعذبون أطفالا أمام أهاليهم قبل أن يقتلوا العائلة بأكملها !! فضلا عن عشرات حالات قطع الرؤوس !! أما في العراق فإن التفجيرات العشوائية في الأسواق والمساجد والحسينيات لم تتوقف منذ نحو عشر سنوات !!

هذه مجرد عينات من المشهد العام، ولا شك أن هناك ما هو أفظع وأخطر .. لكن، هل هذه مجرد لحظة جنون عابرة تعيشها المنطقة ؟ أم أن هذا الجنون متأصل ومتجذر .. وما يحدث بين فترة وأخرى هو أنه يطل برأسه ويذكِّر بنفسه ؟

وبنظرة سريعة، سنجد أن العامل المشترك وراء كل هذا الجنون هو الجهل
والتعصب، وغياب التعددية وثقافة قبول الآخر، وشيوع منهج الإقصاء، والنزعة الطائفية والمذهبية، والادعاء باحتكار الصواب.

وبتحليل أكثر عمقا سنكتشف أن نزعة العنف والتطرف هي جوهر المشكلة، وما عدى ذلك إنما هي أعراضها وتجلياتها؛ فما عمليات القتل المفرطة في قسوتها -والتي تتم تحت مسميات دينية عديدة - سوى الوجه الآخر للكبت والعنف والغضب الكامن في نفوس هؤلاء القتلة؛ حيث لا يكتفي القاتل بإنهاء حياة خصمه؛ بل نراه يتلذذ بذلك، ويتفنن بقطع رأسه وتعذيبه قبل قتله، بينما يحيط به المشاهدون الذين لا يقلون عنه رغبة في إشباع نزعات العنف، وممارسة شهوة التوحش والانتقام، وإمعانا منهم في ممارسة طقوس العنف الهمجي؛ يصوّرون حفلة القتل، لمنحهم أقصى درجات النشوة.

والأسئلة التي تستدعي نفسها: طالما أن نزعات العنف موجودة في النفس البشرية منذ أقدم الأزمان، فلماذا تكثفت مشاهد القتل في الآونة الأخيرة على نحو غير مسبوق !؟ ولماذا يتركز العنف والتدمير في المنطقة العربية أكثر من سواها ؟! وهل الطائفية اختراع عربي جديد ؟! بمعنى آخر هل اكتشف أهالي "أبو مسلم" فجأة أن هؤلاء "الشيعة" كفار يتوجب قتلهم ؟ وكيف تجردوا من إنسانيتهم بهذه السرعة، وسوّلت لهم أنفسهم قتل جيرانهم بالعصي، بلا رحمة ولا شفقة، كما لو أتهم يقتلون "سحلية" !!

يرى كثير من المحللين أن العقلية الطائفية مترسخة في المنطقة منذ أمد بعيد؛ لكنها تظهر وتختفي، ويتم استدعائها من قبل رجال الدين والسياسة كلما اقتضت الحاجة، وقد ظهرت في التاريخ الحديث أكثر من مرة، كانت أسوأها في حرب لبنان الأهلية. لكن موجات التحريض المذهبي بدأت بشكلها العلني والصريح (بين الشيعة والسنة) مع احتلال العراق في عام 2003، وتصاعدت بشكل محموم بعد سلسلة من عمليات التفجير والقتل على الهوية من قبل الطرفين، رغم أنها ظلت محصورة ومقتصرة على جماعات محددة ومنبوذة من قبل غالبية الشعب العراقي؛ إلا أنها أخذت بالانتشار أكثر فأكثر مع دخول عناصر القاعدة بأفكارهم الوهابية، وانتشار فتاوي التكفير من قبل رجال دين امتطوا صهوة الفضائيات.

اليوم، ومع دعوات التحريض، وتزايد حدة النزوع الطائفي والاستقطاب المذهبي، تقف المنطقة برمتها على أعتاب حرب أهلية، ليست على غرار داحس والغبراء التي راح ضحيتها بضعة ألوف، ولا تشبه حرب الثلاثين عاما التي قسّمت أوروبا بعد حروب دينية طاحنة .. إنها الحرب التي - لا قدر الله - إن قامت، ستأتي على الأخضر واليابس.

فإذا ما استجاب الناس لدعوات شيوخ الفتنة، واستمعوا لخطابات التكفير .. فإن ما تحدثنا عنه في بداية المقال، سيكون مجرد نقطة في بحر .. ولكم أن تتخيلوا حجم الحرب التي وقودها مائتي مليون "شيعي" ضد ستة أضعافهم من "السُنّة"، فضلا عن عشرات الأقليات والطوائف التي تعج بها المنطقة، والتي ستجد نفسها متورطة في حرب مجنونة .. الحرب التي بدأت بخطبة لمأفون، حرَّض فيها على قتل أناس اتهمهم بالكفر، لمجرد أنهم لا ينتمون لطائفته !! ثم اشتعلت على أيدي موتورين، كانوا يداعبون نزعات العنف في دواخلهم، وينفّسون عن كبتهم .. ويجمّلون هزائمهم وفشلهم بشعارات دينية، خدعوا فيها أنفسهم قبل أن يخدعوا الآخرين.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيلسون مانديلا .. نشيد الحرية
- محمد عساف .. لا بد أن في الأمر سراً ما !!
- الأردن أولاً
- الإسلام السياسي في فلسطين - النشأة، المسارات، المستقبل - درا ...
- أبو علي شاهين .. فارس ترجل
- الحيوان والإنسان .. أيهما أنبل وأذكى
- الإسلام السياسي في فلسطين - النشأة، المسارات، المستقبل - درا ...
- القضية الفلسطينية - نصف قرن من التحولات
- 65 سنة تكفي
- كزدورة عَ الرصيف
- قلعة الشقيف .. وقلعة متساداة
- صواريخ أرب أيدول
- كلمة بحق سلام فياض
- باسم يوسف .. ظاهرة إعلامية خطيرة
- أبو تغريد .. صيحة الاحتجاج الأخيرة
- لو لم تكن السوريات جميلات ؟!
- مئويات .. خرائط .. ومخططات
- تحولات الزمن
- هل المرأة ضحية للتحرش الجنسي ؟
- الثقافة الوطنية في مواجهة الحركات السلفية


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الغني سلامه - المنطقة على حافة الجنون - حرب طائفية على الأبواب