خطاب الرئيس بين السلمية والعنف

عادل بدر

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

خطاب الرئيس مرسي بين السلمية والعنف
مما لا شك فيه أن مصر كلها بكل طوائفها وأطيافها كان تنتظر خطاب الرئيس مرسي مساء الأربعاء 26-6 وامتدّ إلى صباح الخميس بما تعدى الساعتين والنصف، وما أن بدأ الخطاب وقال : إن كل إنسان يصيب ويخطئ ، وأنا كذلك أصيب وأخطئ – وإن لم يحدد الأخطاء – فاستبشرت خيرا بأن الرئيس أدرك مبدأ المشاركة في هذا المجتمع، وأنه لا بد استيعاب كل الأطياف ، وفهم رؤاها .
ثم بدأ الرصاص "مكرم محمد أحمد" أهو من الثوار؟ ما ذنب هذا الصحفي أن يكره على ملأمن العالم ويقرنه بغيره أمثال"زكريا عزمي – صفوت الشريف......" حتى هؤلاء ليس من حق أحد مهاجمتهم إلا إذا كان معه حكم قضائي واجب النفاذ ، ولا يجب أن نلقي التهم هنا وهناك ، وعلى فرض أن هناك حكما قضائيا فمقام رئيس الجمهورية لا تجعله يفعل مثل هذا !
وبعد ثلث ساعة من الاستطراد يذكر القضاء "أهو كله بيطلع براءة" ثم بعد دقائق يقول: " أحترم القضاء" فأي العبارتين يصدقها المتلقي؟! ويعيد العبارة أكثر من مرة " يطلعوا براءة" وكأن القضاء هو المسؤول عن البراءات ، وليست جهة جمع الأدلة وتقديم المتهمين!
ثم يعرج بنا في خطابه على الإعلام" يا جماعة يابتوع الإعلام دوروا على مصلحة بلدكم " هذا شئ جميل ، وبعدها بقليل " لم أتعرض للإعلام"وأنه قد تنازل عن قضاياه ضد الإعلاميين ، لكنه لم يكتفِ بهذا الكلام المتعقل ،فكر نموذجين لأصحاب القنوات الفضائية"محمد الأمين – وأحمد بهجت"بأنهما نتيجة تهربهما من الضرائب والديون قاما بتوجيه قنواتهما ضد الرئيس ، أهذا يليق بالإعلام هل هناك من يقبل بهذا دون دليل أو حكم ثابت؟!
وينتقل إلى النائب العام السابق ويتهمه بأنه لم يقدم الأدلة في موقعة الجمل ، ونسى أن المسؤول عن القضية (قاضي تحقيق)ثم قال: " القضية اللي عرفت بموقعة الجمل طلعت براءة مين اللي محطش محمود وجدي في القضية مين اللي محطش رئيس الوزراء ساعتها في القضية مش النائب العام السابق " ثم يتوعد المخالفين " وإن لم يرعوي هؤلاء لاتخذن معهم كل أساليب القسوة "
ولم يلاحظ السيد الرئيس أنه في مقام يفرض عليه ما لايفرضه على غيره ، فيذكر أحد القضاة بالاسم ، ويتهمه بالتزوير ، دون وجود حكم بذلك ، وبعد انتهاء الخطاب علمت أن هذا القاضي هو المسؤول عن قضية احمد شفيق ! هل من متأمل ؟!
ثم يذكر الديمقراطية " وهل الديمقراطية الإبقاء على الرأي الواحد ؟ هذا سليم ، لكن هل من الممكن أن نوجه السؤال إلى سيادتك؟.
ما لا حظته هو هجومه العنيف على القضاء ، والإعلام –إن استضافت أحد من المعارضين ؛دحلان وشفيق-، والمعارضة ، وكأنه يقول لهم تعالوا امشوا على نهجي!! وإما " وإما لن يكون لكم خارج السجون مكان" فمن المقصود البلطجي المتآمر على وطنه أم المعارض من السياسيين والإعلام ، رحم الله خير الأوطان

#عادل_بدر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات