أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل بدر - غواية النص والديوان الأول عند حسن طلب















المزيد.....

غواية النص والديوان الأول عند حسن طلب


عادل بدر

الحوار المتمدن-العدد: 1587 - 2006 / 6 / 20 - 10:59
المحور: الادب والفن
    


غواية الوشم وإيقاع النص عند حسن طلب

عدة أسئلة تتبادر إلى الذهن، كيف يتم التعامل والولوج إلى النص الأدبي، و ما الأدوات التي تستطيع أن تفك شفرات هذا النص ومغاليقه؟ وهل هذه المفاتيح هي عناصر خارجة على النص؟ أو أن كل نص يفرض أدواتٍ إجرائية تناسبه، وتنبع من داخله، وتستطيع أن تقدم قراءة فنية جمالية تكشف عن خصوصية الكائن والمحتمل، وتقتضي هذه القراءة عددا من المفاهيم الكفيلة بتقديم كتابات كثيرة يكون فيها المتلقي مستهلكاً ومنتجاً لنص جديد تمتزج فيه تجربة المبدع و القارئ على حد سواء.
والأسلوب يمكن أن يحدد من زاوية علاقة الألفاظ بالأشياء، كما يحدد أيضاً من خلال روابط الألفاظ بعضها ببعض، وكذلك من خلال علاقة مجموع الألفاظ بجملة الجهاز اللغوي الذي تتنزل فيه فالأسلوب في نفسه دال يستند إلى نظام إبلاغي متصل بعلم دلالات السياق، أما مدلول ذلك الدال، فهو ما يحدث لدى القارئ من انفعالات جمالية تصحب إدراكه للرسالة
والحقل الدلالي هو مجموعة من المفاهيم تنبني على علائق لسانية مشتركة، ويمكن لها أن تكون بنية من بنى النظام اللساني
أتناول النص من عدة مداخل ، ومن عدة أطر ،ومن أهم المحاور التي يدور حولها وشم حسن طلب(محور الوطن) فهو يدعو إلى البعد عن السياسة في
( توطئة)حتى لاينقلب الجوع جحيما وشراسة في بطون الفقراء(ينزف القلب صديدا آه لكن ما لقلبي والسياسة؟ ماله والخوض في بحررياء؟)
وفي دائرة اللهب الأزرق صـ65 يظهر الوطن الأكبربعد حريق المسجد الأقصى ، هذا الوطن تتهافت فيه أوراق الزيتون ، وتتسكع كلمات الشاعر وتتوارى في أذنيه الأصداء ، وتتهامس من حوله أرواح الشهداء، وتتساقط جثث الأحياء ، هذا الوطن أطفأ بريق الألوان، ثم يطرح الشاعر أسئلة تمثل رؤى " من ينقر بطن الوطن؟ من يثأر للإنسان ؟ من يفقأ عين الثعبان؟" ثم يقول موجها حديثه للقدس " لك ياقدس صليت "
وفي قصيدة (أنا معكم)صـ131 يوجه الحديث إلى الفلسطينيين ، فالساعر ينفعل بالقضية، ويمد يده ويحارب بريشته" القلم "الذي لا يملك غيره ، وينادي الفلسطينيين " أنا معكم أمد يدي إليكم تحتوي يدكم أنا معكم أقاتل سوف نهزمهم نعم.." والشاعر بدمه سيسطر في جبين الدهر والتاريخ قصة هؤلاءالذين ينتظرون الموت في المخيمات
وقد يكون الوطن متمثلا في شخص روح جمال عبدالناصر في قصيدة (كما تموت الأنبياء صـ137)فإحساس الشاعر بالهزيمةيجعله كطفل يتيم يهيم في الليل البهيم ، يرهبه الفراغ بأغنيات البوم ، والشاعر يحس بالشمس بالنجوم في مدينته ، يرقص رقصة النهاية" أحس بالإعياء بقسوة العراء في الشتاء أحس بالسماء كئيبة) لكن الوطن المتمثل في شخص يأخذ بعدا آخر في " إنذار نصف شديد اللهجة" فالشاعر يحيي عبد الوهاب البياتي( الشاعرالإنسان – يمر من بوابة النسيان – من غير ما أقواس نصر – وبلا أغان )
ومن المحاور التي يعتمد عليها الديوان محور( الحبيبة) ففي قصيدة حبيبتي ـ، الحبيبة تكتب الشعر وتسمع الشعر ، وهي بطبعها بريئة ( ضحكت من أفكارها البريئه – ضحكت00 فهي لاتزال - في عامها الرابع عشر – ووجهها البريء – لايزال يجهل الخطيئة )
وقد يتداخل الوطن مع الحبيبة في " رسالة من الجبهة" (هنا رغم المدافع والدخان – جلست أذكر – يديك .. سواد عينيك – نضارة وجهك الأسمر )
وقد تبدو الحبيبة متفردة لا مثيل لها( هي عالمي المخلوق من شعري – ومن كلماتي الخضراء – من عمري – هي الأنهار والآفاق والدنيا السعيده – هي زهري المنثور في ثبج الحدائق – هي ذلك الطير الذي أبدا يغرد بالمنى)
وتبدو الحبيبة مدلله تعانق الزهور كالفراشة في قصيدة "هدية الوداع الأخير" فالشاعر يلملم حزنه الدفين في قصيدة ويفتح للرؤى فؤاده ويطلق الخيال( وجه حبيبتي صباح – عينا حبيبتي بحيرتان – لم يرسل الشراع في عمقيهما ملاح –خدا حبيبتي أقاح – نهدا حبيبتي )ثم يعتذر للحبيبة فالدوار مازال ينسيه براءة الطفولة.
وتتلون الحبيبة بصورة أخرى في قصيدة :ياحلوتي السمراء" فهو لايستطيع كتابة الشعر موزونا مقفى ، ولايستطيع أن يجعل منها ليلى جديدة ، ولا يستطيع أن يكتب فوق الكعبة قصة حبهما، لكنه يبحث عن الطريق (ألتمس الطريق إلى الحياه.. – إلى النجاه..)
وتبدو الحبيبة في صورة ذات الرمش الناعس الذي سبى الشاعر ؛ فقد عقد الحب لسانه في قصيدة " لو كنتم مكاني " فهي تضيء وتخبو ( كانوا نياما مثل أهل الكهف – كانوا يهرمون.. ويهرمون – وكان كلبهم الحزين – ورأيتهم يستيقظون – لنداء وعاظ المقابر والسجون : - " حور وعين"- " هذا جزاء الصابرين" والملاحظ اتكاء النص على القرآن الكريم في قصة أهل الكهف ؛ مما جعل النص الشعري يفتح إيقاعات أخر للتلقي( كنت أكثرهم جنون)
وتتلبس الحبيبة في قصيدة " أنا أنت " الشاعر ذاته ، فهو حبيبته ولا يدري كيف يبدأ ؟ ، ولا كيف يشتق الحوار، وحيثما يسقط وجه البدر في بئر يتلاقى الحب والموت، والشتعر تعلم أن يصون العرض في ثوب مهتك ، وأن يغني للتتار، وأن يعد الموت ميلادا ؛ لأنهم مزقوا كتبه ( أنا أنت – بلا وطن بلا بيت – نجوب الكوكب المأهول – نكسر رهبة الصمت.... وكل مواهبي أنت )
والشاعر قد يتخذ الحبيبة رمزا للتعبير عن مآسي الوطن في قصيدة "أنشودة الحب والموت والجوع" ( قولي ورائي : أرضنا .. أرض المآسي والعذاب – ولدت غراب – خطف الغراب طعامنا – وعلى حساب جنيننا شب الغراب – على حساب : فقراء حارتنا.. يتامى دربنا )
ومن المحاور الهامة ( محور القرية) يظهر في العودة إلى الماضي بقصيدة" أقاصيص الجدة الحمقاء" فهو يحاكم جدته التي تحكي قصصا خيالية وأساطير خرافية ؛ ترهب الصغار ، فهذا وحيد القرن يدفن قرنه في بطن حورية ، وهذا غول يداه يدا حصان ( يمر الجيل بعد الجيل – لاتنسى ولا تفتر – ويمضي العام بعد العام – لا ننمو ولا نكبر..ونحن نصغي لحديث الجدة الحمقاء .. عن غول وعن عنقاء ) لكن العودة إلى عالم القرية قد يتخذ بعدا آخر في قصيدة" أبي والحسناء والحديقة" ) على المنحدر الشرقي في طرقات قريتنا – وفي يوم ثقيل الظل من أيام نوفمبر – وفي أثناء أمسية خريفيه – جلست – وكان صوت الريح يفزعني- وتسري رعشة التذكار في بدني ) فالحبيبة لا تدري ماخطب الشاعر وماقاله .
وقد يتداخل هذا المحور مع الجماعة في قصيدة " كانوا سكارى "فالجماعة حائرة ، فهم سكارى دونما خمر سكارى يرقصون( كانوا حيارى- آه ياعيني حيارى – فوق أكوام القمامة يهرفون – كانوا سكارى يضحكون .. نكاتهم – مازلت أسمعها صدى)
ويتبقى محور هام يرتبط بذات الشاعر هو محور ( الرؤى ) وقد تكون الرؤى فلسفية في قصيدة " ريبة " (فقديما قالها شاعر حب –إنما الخمرة ديني – إنما الخمرة ديني ) وقد تتخذ بعدا آخر في قصيدة " نكسة على هامش الدفتر" فالشاعر يستريح في معبد الحروف ويوقد شمعته ، يجتر سورة الألم ، تموت في جوانحه الحياة ، فهو ينزف العدم ، يحاول أن ينسى الحياة في قصيدة " وحدي والغروب" ( عبثا أحاول – تعتريني هزة الشوق القديم) وكأن شيئا لم يكن ( عاد الظلام إذن – ومات النور – مات الحب في قلبي الحزين )
ومحور الرؤى يتحول إلى طور الحلم في قصيدة " أضغاث أحلام " حلم الشاعر بالقصائد السبع المعلقة ، بألف وردة وزنبقة ، بالشمس مشرقة ومحرقة ، بالسندباد من جزيرة العمالقة يعود سالما ورافعا بيارقه ( أحلم بالإنسان – في أي أرض – كائنا من كان – يهب من سباته – يحطم الأوثان )
التشكيل في وشم حسن طلب يفسح المجال أمام إيقاعات القصيدة وتقابلاتها ؛ لتشق طريقها في محاولة لرسم التطورات الدلالية ، وتحرير القصيدة من الانغلاق والرتابة ، وتأسيس بناء خاص له حركته وأسلوبه
وتتفاوت القصائد (ست وعشرين قصيدة) من حيث حجمها ، حيث تنهض على خصوصيات متفردة لاحصر لها . هي ما يحكم تموجاتها وامتدادها أو انقباضها وطولها أو قصرها 0
أما الإيقاعات العروضية التي تؤوي مجموع قصائد الديوان هي: بحر الرجز نجده في سبع قصائد ، وبحر الوافر في ست قصائد ، وبحر الكامل في خمس قصائد ، وبحر الرمل في أربع قصائد ، والخبب في قصديتين ، كما نجد أن هناك تداخل بين بحري الرمل والرجز في قصيدة(إلى وجه مصر) وبحري البسيط والوافر في قصيدة ( وحدي والغروب)



#عادل_بدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيقاع : مدخل إلى الشعرية العربية
- سيميائية الإيقاع
- الماغوط شاعر في محيط العزلة
- الشكل وحدود النص الشعري
- الإيقاع : بنية الاختلاف بين النظام واللانظام


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل بدر - غواية النص والديوان الأول عند حسن طلب