أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - يحيى غازي الأميري - يوم نيساني من ايام زيارتي للعراق2013 ، خيبة أمل من أول فرصة عمل /ج1















المزيد.....

يوم نيساني من ايام زيارتي للعراق2013 ، خيبة أمل من أول فرصة عمل /ج1


يحيى غازي الأميري

الحوار المتمدن-العدد: 4136 - 2013 / 6 / 27 - 22:43
المحور: سيرة ذاتية
    


يوم نيساني من أيام زيارتي للعراق 2013

خيبة أمل في أول فرصة عمل /ج1


بقلم: يحيى غازي الأميري

للقاء بعض الأصدقاء الحميمين والحديث معهم متعة شيقة، ومودة فيها تقارب محبب للنفس؛ هكذا أجد اللقاء ممتعاً والحديث شيقاً مع صديقي القديم الباحث والأديب الحاج عبد الحسين حبيب؛ رغم تباعد لقاءاتنا في السنوات الأخيرة لكن التواصل بقيَّ مستمراً، تربطني علاقة حميمية مع الرائع الوجيه الاجتماعي والثقافي المبرز في مدينة العزيزية{عبد الحسين حبيب الربيعي} منذ أكثر من 45 عاماً مضت ولغاية كتابة هذه السطور، قد نختلف في بعض توجهاتنا الفكرية والسياسية وحتى الدينية لكن هنالك روابط عديدة أخرى تسكننا نتقاسمها ونتشارك فيها معا.
خلال زياراتي المتباعدة للعزيزية، بسبب إقامتي منذ سنوات خارج العراق، أخصص بعض من أيامها للقاء أصدقائي الأحبة؛ نتقاسم الهموم ونتابع التغيرات، ونناقش ما تبقى من الأحلام، و أخر ما يمر علينا من الأفلام، ونشخّصُ الكم الهائل من الشعارات والتصريحات والتي تهطل على المواطن العراقي الكريم من أصحاب القرار وهي محملة بكثير من الزيف والأوهام، ونتداول أخر التطورات والتوقعات والتطلعات، ونستعرض أبرز قراءاتنا الثقافية والفكرية والسياسية، ونسترجع بعض ذكرياتنا؛ ولصديقي الأديب عبد الحسين حبيب حصة كبيرة في مثل هذه اللقاءات.
هذه الجمعة 26 /نيسان /2013 وأنا أتناول قدح القهوة بعد فطور الصباح قررت أن أزور صديقي {عبد الحسين حبيب الربيعي} في متجره؛ فالكثير من الأحاديث لم نتمكن من أتمامها في لقاءاتنا السابقة. يُديرُ الحاج عبد الحسين الآن متجراً متخصصاً ببيع المواد الغذائية، فقد أبدل صديقي بيع المواد الإنشائية إلى غذائية هكذا وجدت المحل بعد إنقطاع فترة من الزمن.
استقبلني كعادته بلطفه ومودته المعهودة، وأشار لي على مكان للجلوس مع كلمات الترحيب والتبجيل، أخذت مكاني، وابتدأ حديثنا عن انتخابات مجالس المحافظات وتوقعاتنا حول رسم سياسة المحافظات وضرورة تخليص المواطن من المعاناة الكبيرة المتعددة الأوجه التي لم تزل تلاحقه رغم التغيرات الكبيرة التي حدثت في البلد بعد 9 نيسان2003 والمبالغ الهائلة التي تُرصد سنوياً لتحسين وضعه. ومع قدح الشاي الذي جلبه أحد عماله من المقهى القريبة منه، حضر صديقنا العزيز الشاعر الشعبي المبدع{ محمد حسن السمين} صاحب النكتة البديهية اللاذعة، ومؤرخ مدينة العزيزية المتميز. ليُضفي على اللقاء متعة ونكهة لا تخلو من النكتة الممزوجة بالذكريات، وخلال اللقاء دارت بنا الأحاديث وحلّق بنا الزمن سريعاً إلى سنين الماضي التي تقاسمنا حلوها ومرها معاً!
ونحن نستعرض الماضي وبعضاً من أوجاعه المؤلمة، وسلوكية البعض من الذين مارسوا أفعالاً وأعمالاً مشينةً بحق إخوانهم وأبناء مدينتهم، وبني جلدتهم، حيثُ إمتدت إلى قطع الأرزاق وكيف كان يتلذذ البعض ممن وظف ونصب نفسه وكيلا للأمن، وكيف كان يزهو هذا البعض متغطرساً متلذذا بأفعاله المشينة!
فأثارت بي ذكرى قديمة لكن مكانها لم يبرح حافظة راسي فقد حفرت لها موقع فيه، رغم مرور عشرات السنين عليها مع أهوال من المآسي، إذ بقيت هذه الحادثة تدور في فضاء حافظتها، إلى جانب أطنان من الذكريات الموجعة التي مرت بنا، أنها تدور كما دارت بنا الأيام.
بينما كنت أستمع لصديقي الحاج عبد الحسين حبيب وهو يتحدث بألم ومرارة عن دور كتبة التقارير ومن جنّـد نفسه كوكيل للأمن ومراقبة الناس على أفكارهم وأرائهم، مستعيناً ببطش الدولة وأجهزتها الإرهابية المرعبة. كان شيء بداخلي يحرضني أن أحدثهم عن هذه الحادثة القديمة، وكيف كانت فرحتي في أول يوم حصولي على فرصة عمل.
فحدثتهم عن أول فرصة عمل حصلت عليها [ وظيفة مؤقتة ] بصفة - مراقب عمل - في شركة للطرق في مدينة العزيزية كان ذلك في نيسان من عام (1976) بعد تخرجي من المعهد الزراعي الفني/ بغداد 1974 وإكمال الخدمة العسكرية الإجبارية.
كم كنت محتاجاً للعمل، وكم سررت بفرصة العمل هذه، إذ حصلت عليها فيما كنت أقدم أوراقي إلى العديد مؤسسات وزارة الزراعة بانتظار نتائج التعين؛ ذات مساء نيساني همس بأذني صديق عزيز: (حصلت لك على عمل مؤقت) هكذا أخبرني(المسّاح) صديقي الفاضل (فيصل باني) بعد أن توسط لي لدى مدير الشركة التي كان يعمل فيها، الرجل الطيب (محمد الكروي) على ما أتذكر كان ذلك اسمه ورحت أستذكر لهم كيف قابلني المدير بعد أن قدمت له طلب التعين، كما أرشدني صديقي فيصل المساح بتقديم طلب - عريضة - .
أوضح لي المدير بلطف طبيعة عملي في الشركة وكتب بقلمه الأخضر موافقته على الطلب؛ بعد المقابلة طرت من الفرح وذهبت بسرعة إلى محل والدي الذي كان منشغل مع إحدى زبائنه القرويات في استعراض مجموعة من الأقراط الذهبية ( التراجي)، وبعد ذهاب الزبونة أخبرت والدي عن حصولي على عمل مؤقت سر الوالد وابتهج جدا للخبر وهنأني مع إبتسامة كبيرة ارتسمت على محياه، وبعدها ذهبت للبيت وأخبرت والدتي التي زغردت لي.
داومت في العمل يومين فقط وفي صباح اليوم الثالث وقبل الذهاب إلى موقع العمل، طلب مني المدير أن أبقى في الدائرة، وبعد ساعة أرسل بطلبي وأشار لي أن أغلق الباب ورائي، وبدأ يحدثني بصوت خفيض:
ــ أني محرج من أخبارك، فقد أبلغي اليوم مسؤول النقابة في الشركة( ع.ك) أنه يحمل أمر من جهة سياسية {حزب البعث} ومن النقابة بضرورة الإستغناء عن خدماتي فوراً.
وعندما سألته هل ذكر لك السبب؟
قال لي بعد آن بدأ الإحراج على قسمات وجهه الدائري المكتنز، الذي أحمره الحرج:
ـ نعم؛ يقول عنك أنك من العناصر الناشطة المرتبطة بالحزب الشيوعي ومن المروجين لسياسته.
ثم أردف في حديثه:
ـ {أني أسف بعد ما أكَدر أشغلك في الشركة، سوف أصرف لك راتب ثلاثة أيام من ضمنها هذا اليوم.}
ـ لذت ساعتها بالصمت؛ وخرجت من الدائرة مكسور الخاطر، ذهبت مباشرة للبيت وأنا أجر معي أول خيبة عمل في أول فرصة عمل والتي سوف تبقى ترافقني احملها في حافظة رأسي، تُثير بي الشجون كلما تذكرتها!
بعد هذه الحكاية أرجعنا صديقنا الشاعر محمد حسن السمين بعد أن كان يستمع بكل جوارحه لها، أرجعنا إلى أيام بداية
السبعينات من القرن المنصرم وكيف كان يستقبلني كل خميس وجمعة ببيت شعر شعبي من قصيدة نظمها عليّ، عندما أتي من بغداد والتي كنت أدرس فيها في المعهد الزراعي الفني بين السنوات 1972/1972 بعد أن لاحظ [رجال الأمن ووكلائهم] كيف يتابعونا ويرصدون كل حركاتنا وأحاديثنا، في هذه الأيام ( الخميس والجمعة) [ عطلة نهاية الأسبوع ] في الأماكن التي نلتقي فيها وأبرزها مقهى صديقنا طيب الله ثراه {جابر عبد علي} والساحة [الفلكة] المقابلة للسوق العصري ومحل رفيقنا طيب الذكر، المرحوم الحاج ناجي حمد الخزرجي.
مطلع قصيدته:
{ حرت بأمر الصابئي وزلوفه ريت لا جمعة وخميس أنشوفه }
كان الموديل في تلك الفترة الزلوف الطويلة والشعر الطويل، وبنطلون الشارلستون ... وكنت أنا كذلك سائر مع الموديل جنبا إلى جنب.

أخبرنا صديقي الشاعر محمد حسن السمين كيف كان أول سؤال لرجال الأمن له عند استدعائه الذي تكرر أكثر من مرة :
{شنو علاقتك بـ يحيى غازي الصبي}
{ شنو علاقتك بالشيوعيين}
أرجعني بذكرياته إلى حادثة أخرى رويتها لهم باختصار والتي سوف أكتبها لاحقاً في إحدى مذكراتي مختصر الحكاية في { تلك الفترة وبالتحديد عام 1973 حصلت مشاجرة بيني وبين [ ح ] وبعدها كيف ذهب واشتكاني في مركز الشرطة وعند معرفة رجال الأمن الذين يقاسمون الشرطة نفس البناية أشاروا إليه أن يبدل الدعوة من مشاجرة إلى أدعاء يتضمن (أني أريد أن أنضمه إلى الحزب الشيوعي بالقوة، وكيف تحرك بعدها رجال الأمن لاعتقالي.)
غادرنا صديقي محمد حسن السمين وهو يرد بيت الشعر{حرت بأمر الصابئي وزلوفه ريت لا جمعة وخميس أنشوفه}
فيما كنت أعيد أنفاسي من سرد تلك الحكاية، وما تثيره مثل هذه الذكريات من ألم و شجن في القلب؛ كان صوت مكبرات الصوت يأتي من الجوامع القريبة لمتجر صديقي يشير إلى قرب موعد صلاة الجمعة؛ في تلك اللحظات رن تلفون [ الموبيل] الحاج عبد الحسين الربيعي ، فتح هاتفه، وراح يؤكد خلال حديثة على موعد انتظاره الساعة الثالثة بعد الظهر، للذهاب إلى بغداد، عندما انتهاء المكالمة أخبرني أنه أكد موعد ذهابه إلى معرض الكتاب الثاني في معرض بغداد. دفعني فضول حب الكتاب ومعرضه للاستفسار عن هذا الموعد، وعمّن سيذهب معهم، أخبرني انه أتفق مع صديقنا الأستاذ حسام حمزة حبيب على الذهاب لمعرض الكتاب الساعة الثالثة بعد ظهر هذا اليوم، كانت فرصة جيدة أن أعرض عليهم فكرة مرافقتي لهم أن كانت لا تحرجهم، بعد أن عرفت أنهم فقط من سيذهب بهذه الزيارة، أخبرني بالموافقة المبدئية وانه سوف يخابرني قبل انطلاقهم لغرض التهيؤ، ودعته على أمل اللقاء في الساعة الثالثة!

يتبع الجزء الثاني

مالمو في 27حزيران 2013



#يحيى_غازي_الأميري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة كريخان ستاد السويدية أقامت معرضاً للرسم، لطلاب قسم الف ...
- الفنان ستار الساعدي وفرقة الأندلس أحيوا أمسية ثقافية غنائية ...
- على هامش مهرجان الأفلام السينمائية العربية الثاني في مالمو
- التركمان حقوقهم ومعاناتهم في ندوة سياسية مطولة في مالمو
- لقاء لغرض التحاور بين وفد وزارة الثقافة العراقية والجالية ال ...
- ومضات من خزين الذاكرة... نقطة تفتيش، و زوجين قنادر، و 6 دجاج ...
- ذكريات في الذاكرة راسخة، من العزيزية إلى أربيل
- ردا ًعلى تعليق الدكتور - يوسف الهر- والذي ورد على مقالنا الم ...
- تكريم العالم العراقي المندائي الفذ د. عبد الجبار عبد الله, م ...
- قاسم عبد الأمير عجام في عيد الصابئة
- أحد ضحايا صدام وحرب تصفية الحسابات إعدام نصب الجندي المجهول ...
- يا لقلب أمك يا ناجي
- من خزين الذاكرة .. أبي يهدينا بفرح غامر كتاباً مندائياً
- الأحلام المحترقة
- مأتم عراقي مندائي من الذاكرة المهمومة
- محمد عنوز في كتاب من منشورات تموز
- احتفالية لبعث الأمل ب ( طراسة ) * رجل دين مندائي جديد في سور ...
- الشاعر السوداني الكبير محجوب شريف يكتب كي يوقظ الضمير الإنسا ...
- أكتب إلى مهدي و ذكريات مهدي وعيون مهدي وضحكات مهدي/الحلقة ال ...
- أكتب إلى مهدي و ذكريات مهدي وعيون مهدي وضحكات مهدي/ الحلقة ا ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - يحيى غازي الأميري - يوم نيساني من ايام زيارتي للعراق2013 ، خيبة أمل من أول فرصة عمل /ج1