أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - يحيى غازي الأميري - ومضات من خزين الذاكرة... نقطة تفتيش، و زوجين قنادر، و 6 دجاجات















المزيد.....



ومضات من خزين الذاكرة... نقطة تفتيش، و زوجين قنادر، و 6 دجاجات


يحيى غازي الأميري

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 16:36
المحور: سيرة ذاتية
    


ومضات من خزين الذاكرة... نقطة تفتيش، و زوجين قنادر، و 6 دجاجات

أهدي مقالتي هذه إلى الصديق العزيز الكاتب محمود داود برغل، الذي طلب مني أن اكتب يوم من حياتي.
بقلم: يحيى غازي الأميري
في مركز تخزين الذكريات نحتفظ بأعداد لا تعد ولا تحصى منها، نحملها معنا تركن ساكنة رغم تجوالنا وتغير نمط حياتنا، في أحيان كثيرة نسترجع البعض منها، حلوها أو مرها، رغم مرور فترة زمنية طويلة عليها نعيدها مع أنفسنا أو نقص البعض منها في محافل الأهل والأصدقاء كحدث أو حكاية أو طرفة وبعضنا يدونها على الورق لنشرها لتبقى كوثائق تحكي قصة فترة زمنية معينة.
سوف أدون هذه الحادثة التي مرت بي في ذات يوم عادي من أيام حياتي، لكنها بقيت متميزة عن بقية الأيام، لما تحمله من أبعاد غير عادية. فقد مر على الحدث أكثر من عشر سنوات، وكان ذلك الحدث قد صادف في يوم من أيام عام (2001) رغم المتغيرات الهائلة التي حدثت لي وللعالم أجمع منذ ذلك اليوم لغاية تدونه الآن، لكن الحدث لم يبرح مكانه من مستودع الذاكرة.
سحبت من مركز تخزين الذكريات ملفاً من أحدى الملفات القديمة، وانفضت عنه غبار السنين الماضية، بعض الكلمات أو العبارات المدونة فيه كادت أن تختفي أو تمحى من الملف، أدرت تدوينها بعد بذل جهد كبير أخيرا إستطعت استرجاعها.
في تلك الفترة كنت أسكن في بغداد/ الكرخ / السيدية /حي الإعلام / ومحل عملي في الجانب الثاني من بغداد في منطقة الرصافة/ محلة جديد حسن باشا في سوق الصاغة(خان الياهو دنكَور) المقابل لــ (خان الشابندر) ويلفظ كذلك (الشاهبندر) القريب أو المجاور لشارع المتنبي وسوق السراي والمتحف البغدادي، أمتلك هنالك محلاً لصياغة الذهب أبيع وأشتري فيه المصوغات الذهبية أوالفضية، اعتدت أن أذهب بسيارتي الخاصة يومياً إلي محلي؛ متجنباً دائما المرور في الشوارع والأماكن التي تقع فيها بعض مؤسسات الدولة وخصوصا الأمنية منها؛ إذ احمل في داخلي خوفاً رهيباً منها، أحمد الله أننا نمتلك من التجربة المريرة ما يكفي لمعرفة أهمية الخوف والحذر والابتعاد عنها كما يقول المثل (إلي عاضته الحية يخاف من جرة الحبل) أركن سيارتي في ساحة القشلة القريبة من )سوق الهرج) ــ إذ يوجد كراج في الساحة لوقوف السيارات ــ أو اركنها في كراج لموقف السيارات بالقرب من ساحة الشهداء يقع خلف مستشفي الكرخ للولادة يحاذي شاطئ نهر دجله.
في تلك الفترة كنت قد حسمت أمر سفري مع عائلتي إلى خارج الوطن، بعد أن ضجرت من طول فترة سنين الانتظار، لدرجة سئمت فيه الانتظار وأخبار المراهنة على احتمال تغير الوضع المزري الذي يعشيه البلد؛ إذ كانت وتيرة الحصار الدولي على البلد تتصاعد، بينما الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية والاجتماعية تتراجع وتنحدر بشكل سريع نحو الأسوأ، يوماً بعد يوم، وتنذر بشكل مرعب لما سوف يؤول عليه مستقبل البلد، ورغم تجربتي المرعبة المريرة السابقة بالهجرة خارج البلد، قررت مرة ثانية خوض التجربة من الجديد؛ فعرضت بيتي والذي هو دار سكني وكذلك عرضت سيارتي ومحل عملي بكل محتوياته للبيع.
في تلك الأيام كنت أفضل أن اركن سيارتي في الكراج الذي يقع خلف مستشفى (الكرخ للولادة)، على كراج القشلة بسبب تحول ساحة القشلة بعد الظهر بقليل إلى ساحة لتدريب للجيش الشعبي، فالسلطة بدأت بالتصعيد الإعلامي و بعسكره البلد من جديد، وبشكل مكثف استعداداً لمواجهة أمريكا وحلفائها، فطبول الحرب الجاهزة، بدأت تقرع من جديد؛ لذلك كنا نضطر إلى إخراج سياراتنا من الكراج بعد الظهر بقليل وذلك قبل بدأ موعد تدريب فصائل الجيش الشعبي وتحول الساحة إلى معسكر للتدريب.
في ذلك اليوم، غادرت البيت مصطحبا ًمعي قائمة التسوق والتي تتضمن بعض الاحتياجات اليومية لمطبخ البيت، وكان أولها الدجاج والسمك والبيض والخضروات والفاكهة، ودونت في القائمة بعض احتياجاتي على أمل أنجزها في هذا اليوم، ذهبت كالمعتاد لركن السيارة في موقف السيارات خلف مستشفى الكرخ للولادة، في المدخل الوحيد المؤدي إلى مستشفى الكرخ للولادة وساحة الكراج من جهة ساحة الطلائع كانت قد نُصبت سيطرة للتفتيش في الطريق، تمنع السيارات من مواصلة السير إلى المستشفى والمناطق المحيطة بها، فحولت اتجاهي إلى كراج ساحة القشلة، بعد أن عرفت سبب هذا المنع المفاجئ؛ فقد عرفت أن تشيع كبير رسمي وشعبي يجري لقافلة من للأطفال الرضع المتوفين بسب الحصار الدولي المفروض على البلد، إذ كان يجرى بين فترة وأخرى مثل هذا التشيع بعد أن تقوم المؤسسات الصحية بجمع إعداد كبيرة من الأطفال المتوفين وتنطلق بمسيرة احتجاجية ضد الحصار وأمريكا منطلقة من مستشفى الكرخ للولادة.
في كراج القشلة لم أجد مكانـأً شاغراً اركن سيارتي فيه، لكون الكراج في مثل هذه الساعة المتأخرة قليلاً بعد الصباح يكون الازدحام على أشده، ركنت السيارة في وسط الكراج في مكان مخصص لمرور السيارات وناولت مفتاح السيارة(السويج) إلى حارس الكراج (أحمد) فقد كنت أعرفه جيدا شاب أمين ومؤدب وكلفته أن يركن هو السيارة على معرفته عندما يجد لها المكان المناسب، وكذلك كلفته أن يجلب السيارة قبل أن يبدأ موعد تدريب الجيش الشعبي، يجلبها إلى مكان قريب من شارع المتنبي مقابل محكمة الرصافة المقابلة لبناية القشلة، لكون المكان يكون شاغراً دائماً في المساء. ووعدته أن أكافئه على ذلك.
وكبقية الأيام فتحت بوابة المحل ( كبنك) ونظفت ورتبت المحل وصففت بضاعتي (المصوغات الذهبية في جامخانة العرض)، وناديت على قدح من الشاي ( أستكان) فمحل (عزيز الجايجي) أشهر محل لبيع الشاي في خان الشابندر، مجاور تماماً لمحلي، جاءني عامل المحل المهذب ( أحمد ) بقدح الشاي ... تناولت قدح الشاي على مهل، ومن ثم أعلقت (أقفلت) باب المحل الزجاجي، وسرت عدة خطوات لساحة تعتبر المركز الرئيسي لتجمع صاغة خان الشابندر حيث نطلق أسم (الجوبة) على تلك الساحة.
الساحة صغيرة المساحة لكنها مركز لتجمع الأسواق الفرعية التي بتكون منها خان الشابندر فهي تقع بين خان الشابندر وقصدي السوق المسقف القديم وخان الياهو دنكور والذي يكون مقابل له وفيه يقع محلي، وكذلك تطل عليها محلات عمارة (القشطيني) و(سوق الآلوسي) ففي تلك الساحة تخرج مبكرة قائمة البورصة اليومية ( أسعار البيع والشراء للذهب والفضة والدولار) وفيها كذلك تجرى العديد من صفقات البيع والشراء بالذهب والفضة والدولار وهي ساحة تباع فيها بعض الأكلات الخفيفة وأشهرها (عربانة غفوري) ففيها الفلافل والبيض وسندويج الدجاج والطرشي والعنبة واللوبياء، وفي الساحة كذلك تعرض بضاعة يحبذها الصاغة كثيراً (البطوط والبشوش والسمك). وقفت لحظات محيياً زملائي وأصدقائي الصاغة والعاملين في السوق، كان اللغط ولإشارات والتلميحات واضحة على وجوه من يتعاملون في بورصة السوق ،تدل على أن هنالك شيء في أسعار السوق أو كبسة من الأمن الاقتصادي، بعد لحظات عرفت أن سعر الذهب والدولار في نزول سريع هذا اليوم، في مقابل العملة العراقية!
في هذه الأثناء ولمعرفتي بحركة السوق (صاعد نازل) نتيجة الأزمات اليومية التي تضرب البلد والسوق؛ المفتعلة منها والغير مفتعلة ، المرتبطة بسياسة الدولة وأجهزتها التي تدير العملية الاقتصادية وسوق المضاربات بالعملة وكذلك تأثير الأزمات العالمية على أسعار بورصة الذهب وبقية المعادن،والتي تحدد سعر تداوله اليومي...
في هذه الأثناء قررت أن أبيع كمية من الذهب و بعد اخذ ورد على سعر معين للبيع اتفقت على البيع، والسبب الذي دفعني للبيع تحسبا ً لتدهور سعر سوق الذهب ولكي اغتنم فرصة هبوطه سعره أكثر ولكي أعوض الكمية التي أبعتها ويبقي لي فرق يكون هو الربح بين البيع والشراء، وبعد اخذ العربون عن الصفقة ،عدت أدراجي للمحل وأخرجت من القاصة كمية من الذهب وأعدت التأكد من وزنها، وبعد مدة قصيرة من جلوسي في المحل أتصل بي هاتفياً التاجر الذي اتفقت معه وأخبرني أن النقود سوف تصل بيد الدلال، جاءني الدلال ــ يعمل في السوق العديد من الدلالين كوسطاء بين التاجر أو الصائغ الذي يبيع الذهب والتاجر أو الصائغ الأخر الذي يشتري الذهب ــ المكلف بتسليمي النقود وهو يصطحب معه حمال يسحب عربة محملة بكيس كبير بحجم كيس الطحين ( 100 كغم) وكيس أخر أقل قليل من حجم الأول وفيهما المبلغ المتفق عليه ((كواني من الدنانير العراقية كانت قيمة 150 غرام ذهب خالص عيار 24 )) أخرجنا رزم النقود (البلوكات) من الكواني، وتأكدت من أجمالي المبلغ انه مطابق، وبقيت المهمة التالية أن أوزن في ميزان الذهب كل رزمة على جهة للتأكد من كونها مقاربة لوزن معلوم نعرفه يطابق العدد الصحيح لقيمة كل رزمة.
ونتيجة للثقة المتبادلة في السوق تركني (الدلال) أن أقوم لوحدي في المهمة (التأكد من حساب النقود) على مهلي وأخبرهم بعد ذلك بالنتيجة، في نفس الوقت أخرجت من القاصة كمية الذهب المتفق علي بيعها ووزنتها أمامه وسلمتها له.
في السوق وعندما تكون قيمة سعر الذهب وكذلك الدولار غير مستقرة مقابل الدينار العراقي وخصوصاً عند الهبوط الحاد أو الصعود السريع المفاجئ تتوقف(تنشل) بشكل كبير حركة البيع والشراء في السوق، ويبقى الجميع في السوق في حالة استنفار واستفسار دائم عن سعر الذهب!
في هذه الفترة كان التيار الكهربائي في السوق يعمل على ضوء القطع المبرمج الذي تشرفه عليه الحكومة، وعندما ينقطع التيار الكهربائي ( الوطنية ) هنالك مولدة لتوليد الطاقة الكهربائية لتجهز السوق بموجب عقد لشراء( الامبيرات) الكهربائية بين مالك المولدة وأصحاب محلات الصياغة ، وكل محل يشري ما يحتاجه من أمبيرات، والجميع يأخذ دائما ما يحتاجه للإنارة وتشغيل مروحة وجهاز التلفزيون والثلاجة ، معظم أسواق الصاغة في منطقة خان الشابندر مبنية على شكل قيصريات مغلقة ومحلاتها صغيرة متقابلة ولا توجد إنارة جيدة في اغلب ممراتها إذ تعتمد على أنارتها من الكهرباء الوطنية، لذلك تكون الأسواق (القيصريات) شبه مظلمة، كئيبة، تقل فيها الحركة.
في منتصف النهار أنقطع التيار الكهربائي (الوطنية) تناولت الغداء صينية مشكل من عربانة المرحوم غفوري- لقد سمعت انه توفي رحمه الله بعد سقوط النظام بفترة بحادث انفجار سيارة مفخخة- وبعد الغداء جمعت ما عرضته من مصيوغات وأودعتها في قاصة المحل.
أعتدت من بعض الأصدقاء من الصياغ في السوق، في فترة بعد الظهر بعد تناول وجبة الغداء وخصوصا في الأوقات التي ينقطع فيها تيار كهرباء الوطنية، أن نتناوب اللقاء في محلاتنا ( نجتمع) نتحدث خلال اللقاءات بشتى المواضيع وكان أحيانا نلعب) الطاولي ) ــ لعبة النرد ــ ونبدأ بشبه مسابقة وكان من أفضل محلات لقائنا محل الصديق العزيز زاهر شيخ جوار ( أبو شهد) فمحلة واسع وفيه الإضاءة الطبيعية جيدة لموقعه في الطريق العام المؤدي إلى خان الشابندر أي خارج (قيصريات) سوق الشاهبندر ، قصدت محله فوجدت هنالك العديد من الأصدقاء، وأثناء للعب أخبرت الحضور أني سوف أذهب إلى منطقة الكرادة خارج هذا المساء مباشرة بعد (التعزيلة) وسوف أقصد بذهابي قبل الذهاب كالعادة للبيت اذهب للتسوق من معرض الشركة العامة للجلود بعض الأحذية الرجالية ، وكذلك هنالك بالقرب من الشركة العامة للجلود محل كبير لبيع الدجاج المجمد وبسعر أقل بكثير من السعر السائد في السوق، وافق ثلاثة من الأصدقاء المجيء معي ممن يسكنون في المناطق القريبة من سكني، لكوني سوف أقوم بإيصالهم إلى أماكن قريبة من منطقة سكانهم وهم كلاً من الأصدقاء (زاههر شيخ جوار ،رائد سامي حسب، أبو صفاء)،جميعهم أصحاب محلات صياغة في مجمع سوق خان الشاهبندر.
جاء أحمد حارس كراج السيارات مبكراً وناولني سويج السيارة، نقدته لمكافئة كما وعدته، وبعد ذلك بفترة قصيرة، أغلقنا محلاتنا، وركب أصدقائي الثلاثة في سيارتي وانطلقت بهم في رحلة مسائية إلى الكرادة خارج، ركنت السيارة أما معرض الشركة العامة للجلود، وتسوقت الأحذية التي عزمت على شرائها، وذهبنا الى الجهة المقابلة للمعرض حيث يقع مخزن بيع الدجاج المجمد، كان طابور الوقوف(السره) ليس كبيراً، طلبت من أصدقائي الذين ليس لهم الرغبة في التسوق من الدجاج أن يقف معنا ويعطيني الحصة التي نحصل عليها , وبعد التسوق. وضعنا أكياس الدجاج المجمد( ستة دجاجات) في صندوق السيارة الخلفي بجوار علب الأحذية، وانطلقت بهم نروم العبور من جسر الجارية،وبعد أن اجتزنا (مطعم البحر الأبيض المتوسط) و(مثلجات الفقمة) الشهيرة، كانت المفاجئة وجدنا الطريق مقطوعـأً حيث وضعت قطع من بلوكات الكونكريت والبراميل الملونة والعلامات المرورية وهنالك لافتة كبيرة تشير إلى أن الطريق مقطوع، ركنا السيارة على جهة وكانت توجد (تخسفات) كبيرة الحجم جداً قد حصلت في الشارع وفي أكثر من مكان، وكانت توجد الى جانبها آليات (مكائن) منتشرة تدل على أن هنالك أعمال صيانة في الشارع.
اقترحت عليهم أن أخذهم في نزهة إلى المسبح ومن ثم أخذ طريقاً مختصراً من المسبح يقع بمحاذاة نهر دجلة يوصلنا إلى الطريق المؤدي إلى دائرة التقيس والسيطرة النوعية ومن ثم يمكن أن نأخذ طريقنا إلى الجسر، والعبور بيسر إلى السيدية، وافق الجميع على الفكرة.
انطلقت بالسيارة قاصداً طريقي، كنت أسير على مهل نتفرج على الطريق فالمنطقة في المساء تكون مكتظة بالناس والمحلات عامرة زاهية بتنوع بضاعتها المعروضة حتى قسم من المحلات يعرض بضاعته خارج المحل، عبرنا منطقة المسبح سرت بالطريق الذي اعرفه، كنت مفاجئة جديدة حيت وضعت إشارات مرورية تحذرك من السرعة وترشدك على التمهل، وتنبهك أن نقطة تفتيش أمامك ، خففت السرعة كثيراً فقد كان على بعد عدة خطوات مطب صناعي يقطع الشارع، توقفت بسرعة وأدرت مغير السرعة ـ كير السيارة ـ إلى الخلف (على البك) وهممت بالرجوع وبلحظات خرج ثلاثة من الرجال؛ كانوا يرتدون ملابس شرطة المرور وخلال لحظات انتصبوا في وسط الشارع أمامي وهم يلوحون أن اتجه إليهم، احدهم يحمل بيده لوح المرور يلوح بها كانت الإشارة واضحة فيما كان زميلان له يقفان الى جانبه يحملان بأيدهم البنادق ، أدرت مغير السرعة (الكير) مرة ثانية وسرت باتجاههم كنت أسير بحذر شديد وعلى مهل وأنا اتجه صوبهم، فيما كان الخوف يسري سريعاً في جسمي، أصدقائي بدأت عليهم الحيرة والقلق، وكانت همساتهم تعليقات لاذعة مرعبة فاحدهم يهمس وين تريد بينا اليوم، الأخر يقول خوش نزهة ماخذنا اليوم!
توقفت إمام نقطة التفتيش جاءني احد شرطة المرور طلب مني أجازة السياقة وسنوية السيارة ناولته بسرعة أجازة السياقة وسنوية السيارة، وبعد لحظات من تفحصها طلب من الآخرين الجالسين في السيارة إبراز هوياتهم، فيما هو يدقق بالهويات ويلاحظ بتفحص أوجه أصحابها .. سألني وهو يحملق عليّ بنظرات فاحصة .
ــ ما تعرف هذا الطريق خاص؟
أجبته:
ــ والله ما أعرف .
أمطرني بلهجة حادة بعدة أسئلة:
ــ لعد شلون (جيت) منا ؟ وين تريد تروح؟ ومنو جابك (أرشدك) إلى هذا الطريق؟
استجمعت قواي وأجبته بخوف:
ــ أولاً الذي (جابني )على هذا الطريق فكري إي (حظي العاثر).
وأستمريت في الحديث:
ــ ثانيا كنت قبل عدة سنوات أمر بسيارتي من هذا الطريق.. ولكون طريق الجادرية مقطوع لوجود إعمال صيانة فيه جئت إلى هذا الطريق الذي اعرفه منذ زمن.
استمرت بالحديث موضحا له: أننا جميعا أقارب وأصدقاء ونعمل صياغ ذهب في سوق خان الشابندر، وبالمناسبة جميعنا صابئة مندائيين، وقد جئنا للتسوق من معرض الشركة العامة للجلود وكذلك تسوق دجاج بسعر مناسب من الكرادة خارج وأسميت له أسم المحل ـ للأسف تخونني الذاكرة الآن بتذكر أسم المحل.
وبلهجة أمرة قال لي:
ـــ انزل أفتح صندوق السيارة.
فتحت صندوق السيارة من زر يقع بجانبي، وترجلت على السريع وفتحت له الصندوق وشاهد أكياس الدجاج المجمد وتأكد من محتويات علب الأحذية.
أشار أليّ أن أغلق صندوق السيارة وامرني أن اذهب إلى مكاني في السيارة.
عدت إدراجي سريعا وجلست خلف مقود السيارة، فيما ذهب شرطي المرور إلى نقطة التفتيش والتي لم يزل يقف الشرطيان بجانبها وهم في حالة تأهب واستعداد وبنادقهم موجهة صوبنا، ذهب وهو يحمل بيده أجازة السوق وسنوية السيارة والهويات العائدة إلى أصدقائي.
خلال هذه اللحظات القلقة كنت أحدق بنظري برهبة وخوف إلى منظر البوابة العمالقة الماثل إمامي والذي يقف على جانبيه مجموعة من الجنود المدججين بالسلاح، فالبوابة الشاهقة تقع على مسافة عدة أمتار من نقطة التفتيش التي استوقفتني.
وبعد لحظات من الترقب عاد لنا شرطي المرور، ارجع إلى أصدقائي هوياتهم، فيما بقي ممسكاً بسنوية السيارة وأجازة السياقه العائدة لي، فتح باب السيارة الأمامي الذي بجانبي وطلب من الجالس في مقعد السيارة الأمامي (رائد سامي حسب) أن يتحول إلى الخلف. وجلس بجانبي وأمرني أن اتجه بسيارتي إلى (منطقة الحارثية)، فأمتثلت إلى أمره وسرت بسيارتي في طريق يوجهني هو أن أسير فيه.
وفي الطريق استفسرت منه بلطف وتودد عن سبب عدم إعطائي إجازة السياقة والسنوية، ولماذا يريدني أن أذهب إلى منطقة الحارثية ؟
أجابني بلطف:
ــ أجازة السياقة والسنوية والسيارة سوف تحجز في دائرة خاصة بالمرور في الحارثية، ويمكننا أن نذهب من هناك إلى بيوتنا وبعد ذلك يمكنني أن أراجع على أوراقي وسيارتي في دائرة مرور الحارثية ــ كان رجل المرور يتحدث بلطف ومودة تشجع الطرف الأخر للاستماع له ولتبادل الحديث معه ــ في هذه الأثناء كان احد زملائي يهمس بإذني أن أعطيه مبلغ من المال، استجبت للفكرة وبدأت بتنفيذها على الفور، دسست يدي بجيب سروالي ــ البنطلون ــ واستليت من جيبي رزمة من المال، وبلطف وتودد، وقبل أن ننعطف في الشارع العام، عرضت عليه المبلغ،عرضه أمامه بيدي، وقلت له :
ــ أخي العزيز أرجو أن تقبل مني هذا المبلغ المتواضع واجعـله قيمة عشاء لك والى زملائك في نقطة التفتيش.
وبحركة تنم عن رد فعل منزعج أدار رجل المرور وجهه لي وهو يرمقني بنظرة تنم عن عدم الرضا...
وبعد لحظات قال :
ــ رجع فلوسك بجيبك... نحن هنا في خدمة الدولة، والقيادة تكافئنا برواتب تجعلنا فيها غير محتاجين إلى الإكراميات والمساعدات وغير ذلك ،والقيادة لم تبخل علينا ؛ فرواتبنا جيدة والدائرة توفر لنا كل أنواع الطعام.
انتابتني حالة من الإرباك والخوف، تسمرت يدي لم اعرف ماذا أفعل هل اسحب يدي أم أبقيها ممدودة أمامه، وبسرعة أجبته:
ـــ أرجو أن لا تعتبر هذا المبلغ رشوة أو مساعدة.
سحبت يدي ودسست المبلغ بجيبي، ولذت بالصمت، لم أحرك ساكناّ ،وتسمرت عينايّ على الطريق.
كنت أسير على مهل، أمرني بالتوقف عن السير، وبسرعة ركنت السيارة بجانب الرصيف. صمت رهيب ولحظات من الخوف خيمت علينا...
أدار جسمه بحيث يستطيع الحديث مع جميع من في السيارة... وبهدوء ورزانة بدأ يتحدث:
أولا لا تخافون مني ولا تتصورون أني راح اعمل لكم شيء يؤذيكم أو يسيء لكم، وثقوا أني وباقي زملائي في نقطة التفتيش صدقنا حكايتكم حول مجيئكم إلى هنا.لكن لدينا تعليمات مشددة بذلك.
وبعد لحظات من الصمت قال لي:
ــ أرجعني إلى نقطة التفتيش، ولا تخاف، سوف أحاول مساعدتكم.
أدرت السيارة باتجاه نقطة النفتيش، وبدأت أسير على مهل،شريط من الأفكار يدور في رأسي، وأفكر مع نفسي هل أصدق حديثه أم انه سوف...كنت بداخلي مرعوب و خائف و نص مصدق لحديثه.
انهالت عليه من جميع زملائي في السيارة كلمات الشكر والثناء والمديح.
أشار لي أن أتوقف قرب نقطة التفتيش، وحال توقفي ترجل رجل المرور من السيارة، وذهب إلى نقطة التفتيش وبعد فترة قصيرة عاد لنا، فيما هو يتحدث ناولني أجازة السوق:
ــ هاك هاي الإجازة مال السياقة وسوف تبقى عندنا فقط السنوية ونحن نرسلها إلى دائرة المرور في الحارثية، يمكنك أن تأخذ سيارتك وتوصل جماعتك.
والتف إلى جهتي وبدأ يرشدني ـ يصف لي ـ على طريق أخر في وسط هذه المدينة المغلقة، يوصلني إلى الشارع العام، ومن ثم اخذ الطريق المؤدي إلى جسر الجادرية.
وودعنا بكلمات لطيفة ... في الحال بادرنا بكلمات كبيرة في شكرها له على موقفه الشهم هذا ( ألله يستر عليك ، ربي يحفظك ويحفظ عائلتك...).
وعندها تجرأت أن أستفسر عن موعد مراجعتي لدائرة مرور الحارثية حول موعد وصول سنويتي هناك.
أجابني سريعا وبلطف: (بلهجة بغدادية محببة)
ــ ( تستطيع) تكَدر تروح تراجع دائرة مرور الحارثية على سنوية السيارة بعد يومين أو ثلاثة أيام، سوف تجدها هناك.
في هذه اللحظات انتابني شعور ممزوج بين الفرح والخوف، فيما كانت نظري يتلصص على منظر البوابة العالية وفصيل الجنود المنتشرين حولها!
أستعاد زميلنا (رائد حسب) مكانة بجانبي، وعلى ضوء إرشادات رجل المرور وصلت بسهولة إلى الطريق المؤدي إلى جسر الجادرية.
أوصلت أصدقائي إلى( مقهي الأفندي) القريب من السوق الشعبي البياع ( سوق الفاكهة والخضار ) في نهاية شارع عشرين القريب من كراج السيارات وتابعت السير إلى دار سكني في منطقة الإعلام. ركنت سيارتي في كراج البيت (مدخل البيت) وأخرجت بضاعتي ((الدجاج والأحذية)) وقصصت على زوجتي ما حدث. فيما أنا منشغل بين الحديث والتفكير بما حدث لي، كانت زوجتي تصغي إليّ وهي منهمكة تعد إحدى الدجاجات مع طبق الخضار والبطاطا لإدخالها فرن الطباخ، لتخرجها لنا بعد فترة محمصة على مائدة العشاء!
في اليوم التالي وعند ذهابي لمحل عملي وفيما أتابع أخبار سعر بورصة الذهب الذي بدا يستقر بفارق أقل بقليل من سعر يوم أمس، قصصت بحذر ما حدث ليّ لبعض من أصدقائي مستفسراً عن أسم المكان و(القصر ذو البوابة العالية ) اتضحت لي أشياء جديدة، فقد عرفت أن هناك قصر كبير يقع في هذه المنطقةــ أحد القصور الرئاسيةــ مشغول من قبل (عدي صدام حسين) وان شرطة المرور هم يتبعون إلى أحدى الدوائر الأمنية المهمة بالدولة؛ إذ تم أعداد أحدى دورات المرور لتعمل ضمن دوائر الدولة الأمنية والتي كان يطلق عليها " دورة 6 " ، إذ يعمل أفرادها في الأماكن والشوارع المهمة التي تقع فيها مؤسسات الدولة الحكومية والأمنية وقصورها الرئاسية.
بعد أربعة أيام راجعت بحذر مصحوب بخوف وقلق لدائرة مرور الحارثية، في غرفة الاستعلامات استفسرت منهم عن سنوية سيارتي المحجوزة لديهم، سألني احد موظفي الاستعلامات (احد رجالات المرور) عن أسمي وعن المكان والزمان الذي حجزت فيه سنوية سيارتي، فأخبرته بذلك، أشار عليّ أن اذهب إلى إحدى الغرف حيث ترد إليها من تلك الجهة. ذهبت للغرفة التي أشار إليها وعند الاستفسار منهم أخرج مجموعة من القوائم واخبرني أنها غير موجودة، لم ترد أليهم، واخبرني يمكنني مراجعتهم في يوم أخر...
بعد عدة أيام أعدت الكرة مرة أخرى بمراجعة دائرة مرور الحارثية، لم احصل على السنوية إذ كان جوابهم كما السابق عليّ بمراجعتهم مرة أخرى بعد عدة أيام.
توجهت إلى محل عملي، سعر بورصة الذهب هو الأخر قلق مثلي؛ إذ لم يزل يراوح بين الصعود والنزول، لكنه أقل من السعر الذي بعت فيه، بعد لحظات من الاستراحة داخل محلي، لكنها استراحة ممزوجة بمزيد من القلق والتوجس، توجهت إلى محل صباغة أحد الأصدقاء المقربين، من الذين التقي بهم يوميا في خان الشابندر الصديق العزيز( ر.ع. ص )، والذي كنت قد قصصت عليه (الحتوته ) بكل تفاصيلها، وهو الذي كان قد اخبرني في حالة تعذر الحصول عليها- سنوية السيارة- يمكنه مساعدتي وذلك لمعرفته بأحد إفراد المرور من العاملين ضمن تلك المجموعة (دورة 6).
توجهت إليه قائلاً :
ـ يظهر ما راح أكدر أحصل على سنوية السيارة بدون مساعدة صديقك ـ وقصدي رجل المرورـ
فكر صديقي ( ر.ج. ص) لحظات ثم قال لي:
ــ أني لم أعرف بالضبط مكان إقامته؛ لكني أعرف محل عمله أنه في المنطقة المحصورة بين القصر الجمهوري وساحة الاحتفالات، ويمكن أن نصل له رسالة بواسطة احد رجال مرور نفس المنطقة في حالة تعذر مشاهدته أو الوصول له.
حددت مع صديقي( ر.ج. ص) ساعة الذهاب لمحل عمله في اليوم التالي وبحدود الساعة التاسعة صباحا، ذهبت مع صديقي(ر.ج. ص) بسيارتي سالكاً الطريق الذي يعمل به رجل المرور، نترصد نقاط المرور بحذر. وأثناء وقوف السيارة في تقاطع الإشارة الضوئية، وصادف وجود احد رجال المرور بقربنا بادر صديقي بسؤله عن رجل المرور، فاخبرنا أنه موجود في إحدى النقاط القريبة منهم، فأخبره صاحبي ممكن أن يوصل له هذه الرسالة - مكتوب فيها اسم صاحبي ورقم هاتفه- فأجابه بالموافقة.
مر اليوم الأول ولم يتصل في اليوم التالي وبعد الظهر جاءني صديقي إلى محلي وفتح الباب، فيما كانت ابتسامة عريضة على وجهة فبادرته بالسؤل بشرنا فرجت!؟
وبابتسامة مرحة أجابني:
ــ نعم فرجت.
وأردف قائلاً :
ــ اتصل بي صديقي للتو ــ رجل المرور ـ وأخبرته بما أود أن يساعدنا به، وشرحت له ما حدث ، وبعد أن عرف المنطقة التي وقع بها الحادث، طلب أسمك، وأعطيته له، ووعدني بأنه سوف يتكفل بجلبها.
و أكمل صديقي( ر.ج. ص) حديثه:
ــ احتمال كبير غداً يتصل بنا، وتعهد أول استلامها سوف يجلبها بنفسه لنا.
قبل أن ينتصف نهار اليوم التالي رن هاتف المحل ليخبرني صديقي ( ر.ج. ص) أن صديقة رجل المرور، وصل قبل لحظات ومعه سنوية السيارة وطلب مني أن أتي إلى محله كي نشرب الشاي معاً.
و بعد التحية والسلام وبينما نحن تناولنا الشاي سلمني الرجل ـ رجل المرور ـ سنوية السيارة، فبادرت فوراً بدعوتهم على وجبة غداء. وافق الجميع بعد تكرار الدعوة عدة مرات.كان رجل المرور يصطحب معه ضيف أخر ــ رجل مرور أيضا ــ يعملان معاً في نفس المكان.
بعد الغداء وتناول الشاي ودعنا انا وصديقي ( ر.ج. ص) ضيفنا ــ رجل المرور وصاحبه ــ بعد عن سلمته هديه نقدية رفض في البداية أن يأخذها، شكرته جداً على نخوته ومساعدته لنا، وأخيراً وضعت سنوية السيارة في جيبي بعد عشرة أيام من القلق!
بعد عودتي لمحلي استفسرت عن سعر بورصة الذهب فوجدته لم يزل يراوح في مكانه منذ عشرة أيام مضت. قررت أن حالة القلق الثانية ؛ ققرت أن اشتري كمية الذهب التي بعتها، وبعد شرائها بالتمام والكمال (150 غرام ذهب خالص عيار 24)، كانت إرباحي من هذه الصفقة كثيراً من القلق وقليل المال؛ فبعد أن أحصيت إرباحي وجدتها تقريبا بقدر سعر (زوجين القنادر) التي اشتريتها من الشركة العامة للجلود و معها عدد (الدجاجات) التي اشتريتها في نفس ذلك اليوم.
كتبت في مالمو 11 كانون الثاني2012



#يحيى_غازي_الأميري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات في الذاكرة راسخة، من العزيزية إلى أربيل
- ردا ًعلى تعليق الدكتور - يوسف الهر- والذي ورد على مقالنا الم ...
- تكريم العالم العراقي المندائي الفذ د. عبد الجبار عبد الله, م ...
- قاسم عبد الأمير عجام في عيد الصابئة
- أحد ضحايا صدام وحرب تصفية الحسابات إعدام نصب الجندي المجهول ...
- يا لقلب أمك يا ناجي
- من خزين الذاكرة .. أبي يهدينا بفرح غامر كتاباً مندائياً
- الأحلام المحترقة
- مأتم عراقي مندائي من الذاكرة المهمومة
- محمد عنوز في كتاب من منشورات تموز
- احتفالية لبعث الأمل ب ( طراسة ) * رجل دين مندائي جديد في سور ...
- الشاعر السوداني الكبير محجوب شريف يكتب كي يوقظ الضمير الإنسا ...
- أكتب إلى مهدي و ذكريات مهدي وعيون مهدي وضحكات مهدي/الحلقة ال ...
- أكتب إلى مهدي و ذكريات مهدي وعيون مهدي وضحكات مهدي/ الحلقة ا ...
- أكتب إلى مهدي و ذكريات مهدي وعيون مهدي وضحكات مهدي
- تأملات وأحلام قبل وبعد سقوط النظام
- الشيخ الجليل وصديق الحق و المدافع عن حقوق المظلومين علي القط ...
- في مؤتمر زيورخ ... دونت شهادة الصابئة ومعاناتهم بأمانة للتأر ...
- مات المندائي العراقي ( أبو نبيل ) بعيدا عن أرض الرافدين موطن ...
- الصابئة المندائيون .. مصير مجهول يلفه الضياع والتشرد والتشرذ ...


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - يحيى غازي الأميري - ومضات من خزين الذاكرة... نقطة تفتيش، و زوجين قنادر، و 6 دجاجات