أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - إعادة تشكيل المشرق العربي















المزيد.....

إعادة تشكيل المشرق العربي


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1185 - 2005 / 5 / 2 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت أحدث منير العكش عن حكايات الهنود التي ترجمها و نشرتها مجلة الكرمل تحت عنوان (( عشيات الكوخ )) .فذكر لي أنها ستصدر ككتاب عن دار رياض نجيب الريس مع دراسة طويلة بمثابة مقدمة و هو يعتبرها هامة جداً . و تابع أن هذه القصص تخص قبيلة (( سو )) و شرح لي باختصار ما سبق و قرأته بنفسي ، و هو أن الغزاة الأوربيين أطلقوا على هذه القبائل و الشعوب الناطقة بلغة أوجيبوا ojibwa في سهول الشمال الأمريكي بين نهر المسيسبي و الجرود rocky mountain . أطلقوا عليها اسم (( سو )) ، و هو اسم مشتق من لغة الهنود أنفسهم من كلمة تعني الأفاعي المخاتلة (( فقد استعاروا الكلمة nadouessioux من لغة الضحايا ثم اختصروها إلى ((سو )) Sioux لتتناسب مع أنظمتهم اللغوية ....)) و لفرط ما تعرضت له هذه الشعوب من مسح ذاكرة تاريخية و ثقافية تبنت هي الاسم الذي أطلقه عليها جلادوها . فهنود هذه القبائل يسمون اليوم أنفسهم ((سو )) ، أي الأفاعي المخاتلة ، و يلقنون ذلك لأبنائهم و أحفادهم . لقد نسوا اسمهم الأصلي !!!!
أي أن الضحايا تبنوا بشكل مطلق الصورة التي رسمها لهم الغزاة القتلة . و هذه أعلى درجات الاستلاب ............
سوري – لبناني – عراقي – فلسطيني – سعودي :
كلما سمعت عربياً ، خاصة من الذين يعيشون شرق قناة السويس يصف نفسه بهذه الصفات ( سوري – عراقي – سعودي .......الخ ) و يبدأ بالتنظير للجزء الذي وضعته معاهدة سايكس بيكو به . تذكرت هذا الهندي الأحمر . الذي من فرط ما مسحت ذاكرته لم يعد يجد اسماً يطلقه على نفسه سوى ما أطلقه عليه القتلة (( الأفاعي لمخاتلة )) . ........
عودة إلى بداية القرن :
عندما أوشك الصراع بين الضواري الرأسمالية في أوربا ، والذي أطلقوا عليه الحرب العالمية الأولى ، على نهايته و بدا النصر أقرب للفرنسيين و الإنكليز جهزوا سكاكينهم و بدؤوا بشحذها كي يقطعوا المنطقة الواقعة شرق قناة السويس ، و التي كانت تشكل فضاءاً واحداً من الأستانة إلى اليمن ، هو ما تبقى من الفضاء الكبير الذي كانت تشكله الدولة العثمانية و قبلها العباسية و قبلها الأموية . بعد أن أعمل الغربيون تقطيعاً بأوصال هذا الفضاء المترامي الذي كان متواصلاً على مدار أكثر من ألف عام من بغداد إلى الأندلس . فقضموا أطرافه على مدار قرون . و أقاموا الحواجز و منعوا التواصل بين أطرافه حتى صارت الدولة العثمانية تكنى بالرجل المريض . رجل مريض على فراش المرض و يحيط بالفراش قتلة ادعوا أحقيتهم بوراثته تحت دعاوي نشر الحضارة و الحداثة ..........الخ ، و يستعدون لتقاسم ممتلكاته . بل و لقتله إن تأخرت وفاته . و قد فعلوا ذلك .........
و لم تنفع تدخلات الشريف حسين التي تذكر ببيت المتنبي الشهير :
و من يجعل الضرغام بازاً لصيده
تصيده الضرغام فيمن تصيدا
فرحلة امرأ القيس إلى بيزنطة طلباً للثأر من أبناء عمومته أدت لمقتله على يد الروم ......
فكان أن تفكك هذا الفضاء العربي شرق السويس بعد انفكاكه عن القاطرة العثمانية التي كانت تجره كله ، تفكك إلى وحدات صغيرة . و أعملت سكاكين الغربيين تقطيعاً في هذا الفضاء الممتد من طوروس شمالاً إلى اليمن جنوباً ، كما ذكرنا . و عندما اكتشف العرب سايكس بيكو بفضل الثورة البلشفية التي نشرت وثائقها كان قد فات الأوان و سبق السيف العذل .

نص الاتفاقية

اتفاقية سايكس - بيكو
9 أيار (مايو) 1916

المادة الأولى: إن فرنسا وبريطانيا العظمى مستعدتان أن تعترفا وتحميا دولة عربية برئاسة رئيس عربي في المنطقتين "آ" (داخلية سوريا) و"ب" (داخلية العراق) المبينة في الخريطة الملحقة بهذا الاتفاق. يكون لفرنسا في منطقة (آ) ولإنكلترا في منطقة (ب) حق الأولوية في المشروعات والقروض المحلية، وتنفرد فرنسا في منطقة (آ) وإنكلترا في منطقة (ب) بتقديم المستشارين والموظفين الأجانب بناء على طلب الحكومة العربية أو حلف الحكومات العربية.

المادة الثانية: يباح لفرنسا في المنطقة الزرقاء (سوريا الساحلية) ولإنكلترا في المنطقة الحمراء (منطقة البصرة) إنشاء ما ترغبان به من شكل الحكم مباشرة أو بالواسطة أو من المراقبة، بعد الاتفاق مع الحكومة أو حلف الحكومات العربية.

المادة الثالثة: تنشأ إدارة دولية في المنطقة السمراء (فلسطين)، يعين شكلها بعد استشارة روسيا وبالاتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة.

المادة الرابعة: تنال إنكلترا ما يلي:
1- ميناءي حيفا وعكا.
2- يضمن مقدار محدود من مياه دجلة والفرات في المنطقة (آ) للمنطقة (ب)، وتتعهد حكومة جلالة الملك من جهتها بألا تتخلى في أي مفاوضات ما مع دولة أخرى للتنازل عن جزيرة قبرص إلا بعد موافقة الحكومة الفرنسية مقدماً.

المادة الخامسة: تكون اسكندرونة ميناء حراً لتجارة الإمبراطورية البريطانية، ولا تنشأ معاملات مختلفة في رسوم الميناء، ولا تفرض تسهيلات خاصة للملاحة والبضائع البريطانية. وتباح حرية النقل للبضائع الإنكليزية عن طريق اسكندرونة وسكة الحديد في المنطقة الزرقاء، سواء كانت واردة إلى المنطقة الحمراء أو إلى المنطقتين (آ) و(ب) أو صادرة منهما. ولا تنشأ معاملات مختلفة مباشرة أو غير مباشرة على أي من سكك الحديد أو في أي ميناء من موانئ المناطق المذكورة تمس البضائع والبواخر البريطانية.
تكون حيفا ميناء حراً لتجارة فرنسا ومستعمراتها والبلاد الواقعة تحت حمايتها، ولا يقع اختلاف في المعاملات ولا يرفض إعطاء تسهيلات للملاحة والبضائع الفرنسية، ويكون نقل البضائع حراً بطريق حيفا وعلى سكة الحديد الإنكليزية في المنطقة السمراء (فلسطين)، سواء كانت البضائع صادرة من المنطقة الزرقاء أو الحمراء، أو من المنطقتين (آ) و(ب) أو واردة إليها. ولا يجري أدنى اختلاف في المعاملة بطريق مباشر أو غير مباشر يمس البضائع أو البواخر الفرنسية في أي سكة من سكك الحديد ولا في ميناء من الموانئ المذكورة.

المادة السادسة: لا تمد سكة حديد بغداد في المنطقة (آ) إلى ما بعد الموصل جنوباً، ولا إلى المنطقة (ب) إلى ما بعد سامراء شمالاً، إلى أن يتم إنشاء خط حديدي يصل بغداد بحلب ماراً بوادي الفرات، ويكون ذلك بمساعدة الحكومتين.

المادة السابعة: يحق لبريطانيا العظمى أن تنشئ وتدير وتكون المالكة الوحيد لخط حديدي يصل حيفا بالمنطقة (ب)، ويكون لها ما عدا ذلك حق دائم بنقل الجنود في أي وقت كان على طول هذا الخط. ويجب أن يكون معلوماً لدى الحكومتين أن هذا الخط يجب أن يسهل اتصال حيفا ببغداد، وأنه إذا حالت دون إنشاء خط الاتصال في المنطقة السمراء مصاعب فنية أو نفقات وافرة لإدارته تجعل إنشاءه متعذراً، فإن الحكومة الفرنسية تسمح بمروره في طريق بربورة- أم قيس- ملقا- إيدار- غسطا- مغاير إلى أن يصل إلى المنطقة (ب).

المادة الثامنة: تبقى تعريفة الجمارك التركية نافذة عشرين سنة في جميع جهات المنطقتين الزرقاء والحمراء في المنطقتين (آ) و(ب)، فلا تضاف أية علاوة على الرسوم، ولا تبدل قاعدة التثمين في الرسوم بقاعدة أخذ العين، إلا أن يكون باتفاق بين الحكومتين. ولا تنشأ جمارك داخلية بين أي منطقة وأخرى في المناطق المذكورة أعلاه، وما يفرض من رسوم جمركية على البضائع المرسلة يدفع في الميناء ويعطى لإدارة المنطقة المرسلة إليها البضائع.

المادة التاسعة: من المتفق عليه أن الحكومة الفرنسية لا تجري مفاوضة في أي وقت للتنازل عن حقوقها، ولا تعطي ما لها من الحقوق في المنطقة الزرقاء لدولة أخرى سوى للدولة أو لحلف الدول العربية، بدون أن توافق على ذلك مقدماً حكومة جلالة الملك التي تتعهد بمثل ذلك للحكومة الفرنسية في المنطقة الحمراء.

المادة العاشرة: تتفق الحكومتان الإنكليزية والفرنسية، بصفتهما حاميتين للدولة العربية، على أن لا تمتلكا ولا تسمحا لدولة ثالثة أن تمتلك أقطاراً في شبه جزيرة العرب، أو تنشئ قاعدة بحرية على ساحل البحر المتوسط الشرقي، على أن هذا لا يمنع تصحيحاً في حدود عدن قد يصبح ضرورياً بسبب عداء الترك الأخير.

المادة الحادية عشرة: تستمر المفاوضات مع العرب باسم الحكومتين بالطرق السابقة نفسها لتعيين حدود الدولة أو حلف الدول العربية.

المادة الثانية عشرة: من المتفق عليه ما عدا ذكره أن تنظر الحكومتان في الوسائل اللازمة لمراقبة جلب السلاح إلى البلاد العربية.














في مؤتمر سان ريمو اقتضت المفاوضات و التنازلات و استرضاء بعض الأطراف مزيداً من التعديلات فضُمت مناطق إلى مناطق ، و اقتُطعت مناطق من مناطق ، كحال الموصل التي رُحلت من المنطقة ( أ سوريا ) إلى المنطقة ( ب العراق ) بموافقة كليمنصو الفرنسي ، الذي كان مستعداً للاستجابة لكل مطالب البريطانيين في شرق السويس مقابل أن يساندوه في مسعاه لاستعادة الألزاس و اللورين من ألمانيا و الحصول على تعويضات حرب منها .
كان لهذا التقطيع و التوصيل وظيفة وحيدة هي تحقيق مصالح الغربيين بغض النظر عن مصالح العرب سكان المنطقة . فلو اقتضت مصلحة الغربيين بقاء الموصل في المنطقة (أ) لكان سكانها يسمون أنفسهم سوريون . و كذلك الحال مع سكان دير الزور و لكن بشكل معكوس (( عدنا على قصة الأفاعي المخاتلة ))

مقطع تاريخي
(( سحب كولبنكان من جيبه قلماً أحمر و راح يعلن أنه بصفته ارمنياً ، أعلم الحاضرين بحدود الدولة العثمانية ، و هكذا راح ، و من ثم ، يرسم خطاً أحمر على الخريطة . و ضم هذا الخط الأحمر تركيا في الشمال و قبرص و سائر الجزيرة العربية في الجنوب . و استثنى الخط المملكة المصرية و بلاد فارس و إمارة الكويت . و اتسم استثناء الكويت بشيء من الغرابة ، ذلك لأن الكويت كانت في السابق جزءا من الدولة العثمانية ، إلا أنها غدت منذ عام1899 مركزا تجارياً مهماً يقع تحت الهيمنة البريطانية و يتمتع بحكم ذاتي واسع نسبياً . و كان الخط الأحمر الذي رسمه كولنكان قد عرف حدود الكويت على نحو دقيق جداً ، إلا أنه ، خلافاً لذلك ، لم يكن على تلك الدقة في رسمه الحدود بين العراق و العربية السعودية ، فقد كان الخط الفاصل بين البلدين يقع في مكان ما في صحراء مقفرة لا تحظى بأي اهتمام . و هكذا تقاسمت القوى الغربية المنطقة برمتها من خلال خط احمر رسمته بمنأى عن طموحات و رغبات سكان المنطقة )) (نهاية عصر البترول –سلسلة عالم المعرفة -سبتمبر 2004)
هذه هي باختصار خلفية ما جرى في المشرق العربي في بداية القرن العشرين بعد نهاية الحرب . و نحن اليوم ما زلنا نعيش ضمن هذه الترتيبات ، التي أطلق الغربيون عليها اسم دول و زرعوا في قلبها الكيان الصهيوني ليسهر على إدامة هذه الترتيبات التي لا تستجيب لمصالحنا الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية . إلا أن الحدث المستجد الآن هو أن الغرب نفسه قد بدأ يدمر اتفاقية سايكس بيكو التي صنعها بنفسه بداية القرن الماضي ، كما ذكرنا . و ذلك رغبة منه بإعادة تقطيع و توصيل المنطقة بالطريقة التي تتناسب مع مصالحه الجديدة و مع متغيرات العصر التي تتطلب بناء امبرطورية أمريكية . لقد بدأ الأمريكان بتهديم هذه الاتفاقية من العراق .
في هذه اللحظة التاريخية التي تشبه من بعض الجوانب لحظة نهاية الحرب العالمية الأولى . علينا أن نقف لنسأل أنفسنا مجموعة من الأسئلة . أولها ما العمل للرد على التحدي الأمريكي ؟
هل نرد على التحدي الأمريكي بالدفاع عن دولنا الموروثة من سايكس بيكو ؟ هل نقف متفرجين على الأمريكان و هم يشكلون المنطقة من جديد بعد أن شكلها أسلافهم قبل مائة عام ؟
أمامك احد خيارين إما أن تقبل ما يفعله الأمريكان أو ترفضه . فإذا قبلته فعليك أن تستعد لتعيش تجربة جديدة تشابه تلك التي عاشها العرب في الدول السجون التي نتجت عن سايكس بيكو . و ربما بشكل أقبح . و تخيل ما وسعك أن تتخيل أي فساد و أي قمع و استغلال و تبعية ستنتجها الأنظمة التي سينصبها الأمريكان على هذه الدول السجون ، التي لن تقدر لا على التحديث و لا على التصنيع و لا على بناء فضاء ديمقراطي ، لأنها ستكون سجناً تابعاً للأمريكان تم تعهيده لحكام محليين ليديروه بمعرفتهم لأن الإمبراطورية ليس لديها الوقت الكافي كي تنخرط في تفاصيل الحياة اليومية فما يهمها طاعة الرعية و خراج الدول ..........
أما الاحتمال الثاني ، و هو أن ترفض المشروع الأمريكي و تقرر الرد على التحدي . في هذه الحالة أمامك أيضاً خيارين، أيضاً ، فإما أن تقبل سايكس بيكو الأصلية و تعتبرها نقطة انطلاق ، و تبدأ بإعداد مشاريعك الدفاعية عنها في وجه الأمريكي الذي جاء ليهدمها و يبني حدوداً و دويلات جديدة . في هذه الحال على العراقي أن يتمترس بعراقيته . و السوري بسوريته ........الخ و يدافع عن الجزء الذي خصه الغرب به و ينسى الكل . و عندها يكون قد تبنى الشكل الذي خلقه الغرب في بداية القرن و صار مصيره مصير هنود التسو (( الأفاعي المخاتلة )) . و لا داعي للتذكير أن تجارب النهوض و التقدم و محاولة خلق حياة إنسانية في هذه الأجزاء منيت بالفشل خلال قرن كامل لأن هذه الأجزاء صغيرة مخترقة بحيث يستحيل الدفاع عنها عسكرياً و سياسياً و اقتصادياً..........
أو ، و هو الحل الذي أراه أكثر منطقية ، أن نستغل فرصة تهديم الأمريكي لسايكس بيكو كي نعيد تشكيل المنطقة وفق مصالحنا كأمة واحدة كانت الحدود تخنقها و تمنع تواصلها الحضاري و الروحي و الاقتصادي و حتى الإنساني .
إن المشرق العربي هو قلب الأمتين العربية و الإسلامية فإذا نهض كتلة واحدة موحدة شكل كيانا صلباً يسيطر على أكبر خطوط إنتاج و إمداد الطاقة في العالم ، و له قاعدة بشرية ضخمة متنوعة متعلمة قادرة على ولوج باب التصنيع و التطور الحضاري ، و يمتلك إمكانيات التحول إلى قطب جاذب لباقي أقطار الأمة العربية ، و حتى للقوميات المجاورة التي تعتنق الإسلام و هو أمر كفيل بتغيير ميزان القوى في العالم لصالح الشعوب المحرومة من العرب و المسلمين و بقية شعوب العالم الثالث . و هنا تكمن أهمية المحور السوري - العراقي . الذي يمكن أن يعيد تشكيل العالم برمته و لنتذكر أن استرداد العرب و المسلمين لبيت المقدس و تحصين المنطقة في وجه الفرنجة قد بدأ جهده الأول و الأساسي على هذا المحور ، فمن الموصل انطلق آل الزنكي ليستولوا على حلب ثم دمشق و بعدها يكمل صلاح الدين مسيرتهم فيوحد سوريا و مصر تحت قيادته و هذا الأمر كان كفيلاً بخنق ممالك الفرنجة على الساحل السوري مما أدى لاحتضار تدريجي لها انتهى بزوالها .

دائماً هناك طريقتين لحل المعضلات الكبيرة في تاريخ البشرية سواء كانت علمية أو ثقافية أو اجتماعية . الطريقة الأولى تقوم على التفكير بحل من داخل البنية السائدة . و الطريقة الثانية تقوم بإيجاد حل خارج البنية السائدة و هذا ما اتفقت البشرية على تسميته بالحلول الإبداعية و هذه الطريقة من التفكير هي التي غيرت تاريخ البشرية . فلو أن إينشتاين ظل يفكر بحلول للمشاكل التي جابهته داخل فيزياء نيوتن لما وصل إلى نتيجة . لكن ما إن خرق فيزياء نيوتن حتى وصل إلى حلوله الإبداعية التي أطلق عليها النظرية النسبية و التي غيرت تاريخ العلوم بل و طريقة الحياة على الكرة الأرضية .................
و اليوم نحن نقف أمام معضلة متشابكة مطلوب منا أن نقدم حلولاً إبداعية. لكن بعضنا يفكر داخل البنية التي وضعتنا بها سايكس بيكو فيحاول أن يجمل هنا و أن يصلح هناك لكنه يبقى أسيراً لهذه البنية ، التي لم تصمم أصلاً لتستوعب احتياجاتنا و إمكانيات نمونا و تطورنا الروحي و المادي . بل صممت كي تخدم مصالح الغربيين فقط . و للأسف إن هذا النمط من التفكير هو السائد حتى عند كثير من الطيبين ، و هو نوع من الدوران في حلقة مفرغة في أحسن الأحوال يمكن أن يؤدي إلى نشوء أبنية جميلة لكنها هشة يمكن أن تنهار عند أول عاصفة .
أما الحل الآخر و هو التفكير من خارج البنية فيقوم على أن نتوقف عن التفكير بكوننا سوريين أو عراقيين أو لبنانيين و نعيد الأمور إلى المربع الأول إلى عام 1917 لنبدأ من مسلمة أولى أننا كتلة واحدة يجب أن نجد الحلول لها ضمن بنية واحدة .
الطريق صعب و طويل و مليء بالمخاطر لكنه أملنا الوحيد . قد يحتج البعض أن سايكس بيكو صارت لها ترتيبات على الأرض و هذا يخلق تعقيدات لا نهاية لها . أنا لا أتجاهل ذلك لهذا علينا البحث عن حلول إبداعية من نمط أن نتصرف من أقطارنا كأنها باقية إلى الأبد وفي نفس الوقت أن نعمل و كأن الوحدة قادمة غداً .
المعادلة صعبة لكن لا شيء يمنع من محاولة تطبيقها من قال إن لحلول السهلة هي الأفضل !!



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسيطة كالماء ....... واضحة كطلقة المسدس*
- هل ضاعت البوصلة أم فقد القباطنة أبصارهم ؟
- الموت الرحيم على الطريقة الأمريكية
- مبدأ ساترفيلد و مبدأ مونرو
- فهم السياسة بالهمس ؟ أم باللمس ؟ أم بالنظرات ؟
- دليل تعلم صناعة الثورة على الطريقة الأمريكية في عشرة أيام
- الاحتلال القبيح و الاحتلال الجميل
- المحافظون الجدد : من لم يمت باليورانيوم المنضب مات بسياسات ا ...
- انتهى درس الحداثة الاستعمارية يا غبي
- استنساخ التجربة الاستعمارية من الجزائر إلى العراق
- سلاح الذاكرة في وجه القتلة
- .........ديمقراطية السجون
- بغداد : الماء يشبه السلام لا تدرك قيمته تماماً حتى تفقده ( b ...
- شيطنة العدو صناعة غربية بامتياز
- ميموري منسق الحملات ضد الشيخ القرضاوي
- ماذا ينتظر الأمريكان من اجتماع عمان ؟
- كم سيكون حجم الهزيمة الأمريكية في العراق ؟
- مفارقات تقرير التنمية البشرية !!!ّ
- اتجاهات الريح الأمريكية القادمة
- تقديم التنازلات للغرب بئر لا قاع له- روسيا كمثال


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - إعادة تشكيل المشرق العربي